مقدم البرنامج : سالم جاري
د.سالم جاري: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين، السلام عليكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية ورحمة الله تعالى وبركاته. نحييكم اطيب تحية ونلتقيكم في هذه الحلقة من برنامج: مطارحات في العقيدة، طبعا وفي البدء نهنئكم بحلول هذه الايام المباركة من ايام شهر شعبان المعظم حيث ولادات الائمة الاطهار ولاسيما ليلة النصف من شعبان حيث ولادة منقذ البشرية الإمام المنتظر (عج)، عنوان حلقتنا في برنامج مطارحات في العقيدة لهذه الليلة: شرائط الإمامة القرآنية القسم الاول. سنتطرق ان شاء الله تعالى في حلقة اليوم الى محاور مهمة تتعلق بشرائط الإمامة القرآنية وما المقصود بالإمامة هنا هل هي الإمامة التي يجري الحديث عنها في مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) بمعنى إمامة الائمة الاطهار (صلوات الله عليهم) ام هي إمامة عامة خاصة اخرى كل هذه المحاور تأتيكم مشاهدينا الكرام فتابعونا. تحية لكم مشاهدينا الكرام مجددا كما احيي باسمكم ضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحبا بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: اهلا ومرحبا دكتور.
د.سالم جاري: حياكم الله. سماحة السيد في البدء ونحن نتحدث عن هذا العنوان شرائط الإمامة القرآنية القسم الاول يعني ما المراد من الإمامة في عنوان بحث هذه الليلة هل هي نفس الإمامة التي يجري الحديث عنها في مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) ام هي إمامة اخرى؟
سماحة السيد كمال الحيدري: اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. في الواقع بانه ذكرنا في مقدمة هذه السلسلة الجديدة من الابحاث العقائدية التي عرضناها قلنا بأنه نحن نريد في هذه السلسلة من الابحاث ان نشير الى انه هل ان القرآن الكريم عرض لمسألة الإمامة كأصل من اصول المعارف القرآنية على حد ما عرض للتوحيد وللنبوة والمعاد ام ان الامر ليس كذلك، ومن الواضح بأنه عندما نتكلم عن الإمامة في القرآن ليس حديثنا عن من هم مصاديق الإمامة القرآنية ذلك حديث آخر، تلك مرتبة اخرى من البحث مرحلة اخرى من البحث، المرحلة الاولى ان نبحث هل ان الإمامة لها اصل قرآني وان القرآن الكريم اعتنى ببيان هذه الحقيقة ام ان القرآن لم يشر الى هذه الحقيقة التي اشرنا اليها، اتضح لنا بحمد الله تعالى في الابحاث السابقة ان الإمامة مفهوم قرآني كما ان النبوة مفهوم قرآني كما ان المعاد مفهوم قرآني كما ان التوحيد الذي هو اصل جميع هذه المعارف هو اصل قرآني ومفهوم قرآني نحن نعتقد ان الإمامة ايضا كذلك ولذا وجدنا في آيات متعددة القرآن الكريم عرض لهذه الحقيقة، وهنا بودي ان اشير الى نكتة لابد ان يلتفت اليها المشاهد الكريم، اهمية المعارف القرآنية او الاصول القرآنية لا تنبع من كثرة الآيات التي عرضت لها ولا عدم الاهمية ينبع من عدم كثرة الآيات التي عرضت لها يعني نحن لا نستطيع ان نستدل على اهمية حقيقة قرآنية من خلال كثرة الآيات التي عرضت لها وبالعكس لا نستطيع ان ندعي ان القرآن لم يعتن بهذا الامر لانه لم يعرض له الا مرة او مرتين في القرآن الكريم وهذا اصل لابد ان يلتفت اليه في المعارف القرآنية والا لو كان الامر كذلك نحن عندما نأتي الى آية الكرسي على سبيل المثال { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ.. (الى ان تقول الآية) وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ } انتم تعلمون ان هذه الآية تعد من اهم الآيات القرآنية.
د.سالم جاري: حتى قيل اعظمها.
سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم، ورد هناك تأكيد من خلال روايات المدرستين مدرسة اهل البيت ومدرسة الصحابة في التأكيد على هذه الآية المباركة مع ذلك نحن نجد انه لم تعرض في القرآن الا في هذا المورد نحن لا نجد آية اخرى تعرضت لمسألة الكرسي في القرآن، نعم مسألة العرش عرض لها القرآن في آيات متعددة ولكن مسألة الكرسي لم يعرض لها الا في هذه الآية، آية اخرى لا توجد عندنا فهل هذا معناه ان القرآن لم يعتن بهذه المسألة او ان اهمية هذه المسألة قليلة في القرآن فالقرآن لم يعرض لها الا لمرة واحدة ابدا، لا نستطيع ان نستكشف من قلة الآيات القرآنية التي عرضت لحقيقة من الحقائق المعرفية الاساسية لا نستطيع ان نستكشف من القلة عدم الاهمية والعكس ايضا صحيح، لا نستطيع ان نستكشف من كثرة الآيات ان تلك القضية لها اهمية اكثر من غيرها وآيات كثيرة لعلنا في ابحاث سابقة عرضنا لهذه القضية من قبيل قوله تعالى { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً..(الى آخره)} نحن لا توجد عندنا آية في القرآن عرضت لمسألة الخلافة بهذا النحو الا في هذه الآية من سورة البقرة التي فيها { وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا } نحن لا يوجد عندنا في القرآن الا هذا المورد.
د.سالم جاري: { اللَّهُ الصَّمَدُ } وهي خاصة بالله.
سماحة السيد كمال الحيدري: وهكذا عشرات الموارد كما تفضلتم اذن لا يأتي لنا قائل ويقول اذا كانت الإمامة من الاصول الاساسية في المنظومة العقدية لمدرسة اهل البيت لماذا لم يعرض لها بالتفصيل؟ الجواب لا ملازمة بين الامرين نحن نعتقد ان الإمامة تعد من اصول المعارف القرآنية وتعد ركنا في المنظومة العقدية للمعارف القرآنية هذا اولا وثانيا انه من قال لنا بأن القرآن الكريم ومن قال لكم هؤلاء الذين يشكلون من قال لكم ان القرآن الكريم لم يعرض لمسألة الإمامة تفصيلا؟ هناك عشرات من الآيات التي عرضت لمسألة الإمامة بحسب الاصطلاح القرآني، واؤكد مرة اخرى الآن ليس حديثي في مسألة إمامة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) الآن حديثي في الإمامة القرآنية كأصل من الاصول المعرفية والعقدية التي بنى عليها القرآن جميع المعارف الاخرى هناك آية { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } واتصور ان المشاهد الكريم الى الآن التفت نحن لعله الآن لعلنا في الحلقة (27) من حلقات هذه السلسلة وجميع الابحاث حول محور هذه الآية المباركة وهي { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } اذن هذه الآية كما ذكرت في الحلقات السابقة تعد من مفاتيح معارف الإمامة في القرآن الكريم والذي لا يقف على المراد من هذه الآية لا يستطيع ان يقف على باقي المعارف هذا مضافا الى آيات اخرى اشرنا اليها وسيأتي الحديث عنها لاحقا، اذن هنا بودي ان اشير الى هذه الخلاصة حتى انه ترتبط الابحاث السابقة ببحثنا لهذه الليلة نحن الى هنا انتهينا الى النقاط التالية، انتهينا الى ان الإمامة القرآنية حقيقة وراء النبوة والرسالة بحسب الاصطلاح القرآني وهذا بيناه في حلقات متعددة، الاصل الثاني ان الإمامة القرآنية هي اعظم واشرف من مقام النبوة والرسالة اذا اجتمعت هذه المقامات جميعا في شخص واحد، يعني اذا كان هناك شخص ونبي ورسول وإمام كما نعتقد في ابراهيم الخليل كما نعتقد بحسب الروايات في جميع انبياء اولو العزم فمقام إمامته اعظم من مقام نبوته ورسالته وهذا ايضا بيناه في الابحاث السابقة، من اهم الابحاث التي وقفنا عندها قلنا انه ما هي وظيفة الإمامة القرآني بحسب الاصطلاح القرآني، بينا بأن وظيفة الإمامة { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } هي الهداية بمعنى الايصال الى المطلوب وهي الهداية التكوينية الخاصة التي شرحناها مفصلا في الحلقات السابقة، اذا اتضح هذا واقعا نريد ان ننتقل في هذه الليلة بعد ان انتهينا من هذه المحاور حتى تتضح الابحاث ننتقل الى هذا المحور الجديد وهو المحور الذي يتعلق عن شرائط الإمامة القرآنية، الآن ليس حديثي في إمامة ائمة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) وهذا محور سنعرض له ان شاء الله تعالى بعد هذا المحور، يعني بعد ان تتضح لنا ما هي شرائط الإمامة القرآنية وما هي موانع الإمامة القرآنية يعني من تلبس بها يمنع عن هذا المقام الالهي لا المقام السياسي لا المقام العقلائي لا المقام الذي يكون بانتخاب اهل الحل والعقد المقام الذي عبّر عنه القرآن الكريم { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } ما هي شرائط هذا المقام، ما هي موانع هذا المقام، اذا انتهينا من هذا المحور في حلقتين او ثلاث باذن الله تعالى سوف ننتقل الى المحور الخامس وهو من اهم المحاور وهو ان هذه الإمامة القرآنية دكتور هل استمرت ام انقطعت وهذا هو البحث الاساسي وهو انه قد يقول لنا قائل انه كما ان النبوة انقطعت بحسب الادلة القطعية قرآنيا وروائيا كذلك الإمامة ايضا انقطعت ختمت انتهى يعني الى زمن الخاتم كما كان نبيا ورسولا وإماما كما انتهت النبوة انتهت ايضا الإمامة وهذا هو الادعاء الموجود الآن في جملة من المدارس غير مدرسة اهل البيت ولكن من امتيازات مدرسة اهل البيت تقول ان النبوة ختمت ان الرسالة ختمت الا ان مقام الإمامة القرآنية هذه مستمرة الى ان يرث الله الارض ومن عليها وهي مستمرة وهذا ما نعتقده نحن ان مصداقها الذي لا يمكن ان يتعدد الا من هم؟ الا هم اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) اذن انا اتصور انه الى هنا اتضحت او ارتبط بحثنا في هذه الليلة بالابحاث السابقة وهو انه عرضنا في الابحاث السابقة الى محاور ثلاثة اساسية وفي هذه الليلة او في هذه الحلقة والحلقات القادمة سنعرض ان شاء الله تعالى للمحور الرابع وان شاء الله تعالى بعد ذلك سندخل ان شاء الله في المحور الخامس الذي هو دوام الإمامة واستمرارها او انقطاعها بعد النبي (صلى الله عليه وآله).
د.سالم جاري: احسنتم كثيرا سماحة السيد، يعني ان شاء الله تعالى بعد ان تم الحديث عن المراد من الإمامة في عنوان هذا البحث، الآن يأتي هذا السؤال سماحة السيد، يعني قد يقول بعض الاخوة الكرام لماذا تقتطع الآية التي تفضل سماحة السيد بذكرها في سورة يونس { أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } يقول الآيات السابقة لا تتحدث عن المشركين وآيات لاحقة ايضا كذلك فلماذا يقتطع هذا الجزء منها ويكون مادة ومحورا لبحث الإمامة؟
سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع ان هذا التساؤل من الاسئلة والتساؤلات التي يكثر الكلام عنها وفيها، الآية المباركة وهي الآية (35) من سورة يونس عندما نأتي الى الآية التي تسبقها قال تعالى { قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ * قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} الانسان عندما ينظر الى هذه الآية وكذلك ينظر الى صدر هذه الآية بل وينظر الى الآية التي سبقتها يعني الآية (34) وينظر الى صدر هذه الآية وهي الآية (35) الآية تتكلم عن المشركين ومن الواضح ان الهداية هناك هي الهداية بمعنى اراءة الطريق وليست الهداية الخاصة التي هي بمعنى الايصال الى المطلوب، اذن فلماذا نحن نقتطع هذا المقطع من الآية المباركة ثم نفسرها ذلك التفسير الذي تقدم في الحلقة السابقة، قبل ان اجيب على هذا الفهم الذي قدمناه عن الآية او عن هذا المقطع من الآية من سورة يونس بودي ان اشير الى اصل من اهم الاصول التفسيرية ومن اهم القواعد التي ينبغي ان يتوفر عليها المفسر في العملية التفسيرية لفهم كتاب الله سبحانه وتعالى، وهذه قضية اشرت اليها مرارا وتكرارا واؤكدها لعله لمرات اخرى كثيرة في ابحاث لاحقة لانه هذا الاصل لو غفل عنه تفسيريا لو غفل عنه في العملية التفسيرية واقعا لا نستطيع ان نوجه كثير من المعاني التي نستفيدها من الآيات او من بعض مقاطع الآيات او من بعض مفردات آية واحدة وهذا هو الذي اريد ان اقف عنده لعله لدقائق في هذه الليلة، في الواقع بأنه نحن نعتقد في مدرسة اهل البيت وهذا اصل من اصول التفسير وبينت ذلك بشكل واضح وصريح في كتاب اصول التفسير والتأويل وكذلك اشرت بشكل اكثر تفصيلا واوضح في مقدمة كتابي التفسير الذي ان شاء الله تعالى قريبا سيخرج الجزء الاول منه وهو اللباب في تفسير الكتاب هناك بينت هذه الحقيقة والآن اريد ان اشير الى هذه الحقيقة وهو نحن عندما نرجع الى حديث الثقلين نجد ان اهل البيت ان الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) قال اذا اردتم ان لا تضلوا الطريق فعليكم التمسك بالثقلين الكتاب والعترة وهذه قاعدة عامة بودي ان المشاهد يلتفت ويتدبر فيما اقول يعني اذا اراد الانسان ان لا يضل عقائديا فعليه بالتمسك بهما ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا، لا ما ان تمسكتم بالقرآن لن تضلوا بعدي ابدا، لا ما ان تمسكتم بالعترة من غير القرآن لن تضلوا بعدي ابدا، بشكل واضح وصريح اقول للمشاهد الكريم التمسك بالقرآن بلا عترة وعزل العترة عن فهم القرآن الكريم وعن العملية التفسيرية لفهم القرآن الكريم يؤدي بنا الى الضلالة وكذلك التمسك بالعترة وحجب النظر عن القرآن وعزل القرآن لاستنباط المعارف وفهم المعارف والوقوف عليها ايضا يؤدي الى الضلالة والآن لست بصدد الدخول في تفسير هذا البحث وبيان التطبيقات الانسان لو نظر الى تاريخ المسلمين بل لو نظر الى مختلف الاتجاهات الكلامية في تاريخ المسلمين ومن المدرستين لا استثني يعني سواء كانت مدرسة الصحابة او كانت مدرسة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) نحن نجد ان هناك في مدرسة الصحابة اصرار على عزل اهل البيت عندما يريدون ان يفهموا القرآن الكريم يقولون ان القرآن الكريم واضح بيان تبيان مبين نور وانزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء، حسبنا كتاب الله، ولذلك جاءت هذه المقولات على مر التاريخ انه كل ما نحتاج اليه موجود في كتاب الله اذن ما الحاجة الى العترة الا اذا كان القرآن ناقص حتى نحتاج ان نتمم نقص القرآن ببيان العترة وهذا ما صرح امير المؤمنين بخلافه قال وهل انزل ربكم مضمون كلامه وهل انزل ربكم كتابا ناقصا حتى انتم تتموا نقصه وهذه قاعدة عامة والواقع القرآن الكريم { هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } اذا كان هو هدى للناس اذن نحتاج الى غير الكتاب او لا نحتاج؟ لا نحتاج، اذن من هنا يأتي هذا التساؤل الاساسي الذي تطرحه مدرسة الصحابة وهو انه اساسا ما هي الحاجة الى العترة وبالعكس مع الاسف الشديد يعني وجدنا في الاتجاه الآخر في مدرسة اهل البيت من قال بان القرآن لابد ان يوضع على الرف لان القرآن لا يفهمه الا من خوطب به وهو ليس حجة الا على من نزل عليه وهم مجموعة من علمائنا الكبار ذهبوا الى ان القرآن ليس حجة علينا ولا يمكن الاعتماد عليه وانما لابد من الرجوع الى العترة فعزلوا القرآن الكريم عن العملية في فهم معارف الدين، حديثي الآن موجه الى كلتا المدرستين الى كلا الاتجاهين في هذا المجال، اريد ان ابين هذه الحقيقة وهو انه اذن اين تكمن الضرورة بعد ان اعتقدنا ان القرآن الكريم هو تبيان لكل شيء هو بيان هو هدى للناس هو نور الله سبحانه وتعالى جعله نورا مبين اذا كان الامر كذلك اذن ما هي الحاجة.
د.سالم جاري: { مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ }.
سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم، اخواني الاعزاء ايها المشاهد الكريم التفت الى ما اقول جيدا، اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) في كثير من الموارد فسروا لنا جملة من الآيات وانتم عندما ترجعون الى التفاسير الروائية يعني التي اعتمدت الرواية في فهم الآية المباركة روايات كثيرة في هذا المجال كما تجدون في تفسير البرهان افترضوا للسيد هاشم البحراني او تجدون في تفسير نور الثقلين للحويزي وهكذا تجدون روايات كثيرة وكذلك ما تجدونه في الطرف الآخر عندما تجدون الدر المنثور للسيوطي وكذلك تفسير القرآن الكريم لابن ابي حاتم الذي هو اهم من الدر المنثور للسيوطي الى آخره اذن السؤال، سؤالنا الاساسي ما هي الحاجة؟ الجواب ان اهل البيت وان الصحابة فسروا آيات ولكن الحاجة الاصلية والاساسية التي نحتاج اليها لاهل البيت في فهم القرآن الكريم هو اعطاؤنا القواعد والاسس التي على اساسها نستطيع ان نستنطق هذا القرآن الكريم يعني هم يعلموك كيفية التعامل مع هذا النص الالهي، هذا نص الهي هذا كتاب نزل من الله سبحانه وتعالى { نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ } هذا لا اشكال فيه ولكن هذا فيه قواعد للفهم كيف افهم هذا النص الذي نزل على قلب الخاتم هنا ياتي دور اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) لتأسيس القواعد والاسس والاصول لكيفية فهم هذا الكتاب واستنطاق هذا الكتاب، الآن هذه الليلة ان شاء الله عندي كم دقيقة اريد ان ابين واحدة من هذه الاصول، اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) عندما تكلمنا عندما جئنا الى احاديثهم قالوا اعلموا ان الآية المباركة اذا جاءت افترضوا قضية معينة جاءت ثلاث آيات على سبيل المثال هذا الموضوع يمكن ان يفهم على انحاء ثلاثة، النحو الاول ان يوضع هذا الموضوع ضمن هذا الاطار الوارد في آيتين او ثلاث او خمس الى غير ذلك يعني نستعين بمجموع سياق هذه الآيات لفهم هذا الموضوع او لفهم هذه المعرفة التي نريد ان نستنطقها من القرآن وهذا هو الطريق المتعارف الذي يعتمد على القرائن التي قبل الآية والتي بعد الآية و.. الى غير ذلك، ولكن اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) اشاروا لى طريقين آخرين ايضا لفهم الآيات القرآنية، الطريق الثاني هو انهم جاؤوا لى مقطع من الآية المباركة اخذوها لا نظروا الى ما قبلها والى ما يلحقها وفهموها فهما انت لو تضعها في هذا السياق لا تعطي هذا المعنى ولكن لو نظرت مستقلة عن هذا السياق تعطي هذا المعنى الجديد، وهو انه انت لو وضعت هذا المقطع ضمن السياق لا يعطي هذا المعنى يعطي معنى آخر منسجم مع السياق ولكن لو اقتطعت هذا لمقطع من السياق ونظرت اليه بنحو مستقل يعطيك معنى ثان هذا هو النحو الثاني، النحو الثالث وهو ان اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) لا فقط كانوا يقتطعون مقطعا افترضوا وسط الآية افترضوا صدر الآية افترضوا ذيل الآية لا لا، كانوا يأخذون مفردة واحدة من الآية المباركة كلمة واحدة او كلمتين ويفهمونها انت لو تنظر الى هاتين الكلمتين ضمن نفس المقطع لا يعطي هذا المعنى ولكن لو اقتطع من هذا المقطع يعطي هذا المعنى الجديد اذن اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) اعطوا بايدينا قاعدة اساسية قالوا لا يتبادر الى ذهنكم فقط ان الآية ليس لها طريق للفهم الا السياق وانه لا يمكن اقتطاعها حتى لا اطيل على المشاهد الكريم انا بودي ان اقرأ في هذا المجال روايتين او ثلاث التي هي روايات متعددة موجودة في البحار يمكن للمشاهد الكريم في كتاب القرآن باب ان للقرآن ظهرا وبطنا هناك هذه الرواية، الرواية الاولى، الرواية قالت سألت ابا جعفر (عليه السلام) عن شيء من التفسير التفتوا المشاهد فليلتفت ماذا اقول، سألته عن شيء من التفسير فاجابني ثم سألته عنه ثانية فاجابني بجواب آخر، فقلت جعلت فداك كنت اجبتني في هذه المسألة بجواب غير هذا الذي قبل هذا اليوم، ذلك كان جواب هذا جواب آخر، على اي اساس؟ الإمام (سلام الله عليه) لم يقل له عليك ان تتعبد انا إمامك عليك ان تقبل ما اقول، لو كان يقول السائل كان يقبل، ولكن الإمام هم علمونا قالوا اذا قلنا لكم شيء فاسألونا عن الدليل { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }، فكنت اجبتني في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم؟ فقال يا جابر التفتوا جيدا ان للقرآن بطنا وللبطن بطن، الآن ليس محل شاهدي ما هو المراد من بطون القرآن يمكن المشاهد يراجع اصول التفسير، وله ظهر وللظهر ظهر، التفت الى القاعدة التي يؤسسها الإمام دكتور انكم اصحاب علوم قرآنية تعرفون ما اقول، يا جابر ليس شيء ابعد من عقول الرجال من تفسير القرآن اذن الإمام يتكلم عن الظاهر ما يتكلم عن الباطن لانه يتكلم عن التفسير والتفسير غير التأويل اذن يتكلم عن الظاهر لا يتكلم عن الباطن، التفت ماذا يقول ان الآية يكون اولها في شيء وآخرها في شيء آخر، واضح الكلام (سلام الله عليه) ثم قال وهو كلام متصل، نعم كلام متصل ولكن الصدر اذا قطعته يعطي معنى والذيل اذا اخذته منفردا يعطي معنى.
د.سالم جاري: وهذا من اعجاز القرآن وبلاغته.
سماحة السيد كمال الحيدري: ليس فقط من اعجاز القرآن هذا نحن لو كنا نعيش مع القرآن ليس الف سنة نعيش معه مئة الف سنة هذه القاعدة لا نستطيع ان نفهما من القرآن هنا نحتاج الى اهل البيت ليبينوا، يعني لا يفهم القرآن الا من خوطب به هذا المراد ليس ان القرآن ليس بحجة ليس معنى قولنا ان القرآن لا يفهمه الا من خوطب به يعني نحن ليس من حقنا ان نرجع الى القرآن، وانما المراد هذه القواعد هم علمونا علينا القاء الاصول وعليكم التفريع { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ } هذا المعنى اسألوا ليس اسألوا ما معنى قوله تعالى { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } فانا قل هو الله احد اذا استطعت بالقواعد افهمها نعم، نعم اسأل الإمام يؤيد او يقول صحيح ذلك بحث آخر، اما ليس معناه ان يمنع عليّ ان اذهب الى فهم القرآن، التفت اقرأ الرواية مرة اخرى، يقول اولها في شيء واخرها في شيء وهو كلام متصل متصرف على وجوه. هذه رواية، الرواية الثانية قال يا جابر وليس شيء ابعد من عقول الرجال منه ان الآية لتنزل (اذن ايضا مرتبط بالتنزيل لا بالتأويل يعني مرتبط بظاهر الآية) اولها في شيء واوسطها في شيء وآخرها في شيء وهو كلام متصل متصرف على وجوه. اذن الائمة (سلام الله عليهم) يعطونا ضابطة هنا اساسية يقول اذا اردت ان تفهم الآية المباركة كيف تفهمها، يمكنك ان تفهمها ضمن السياق العام تعطي معنى، وهذا المعنى صحيح ولكن ضمن هذا السياق ضمن مجموعة من الآيات يمكنك ان تجعل الآية تقطعها الى ثلاثة مقاطع المقطع الاول يعطي معنى هذا المقطع لم يكن يعطي هذا المعنى لو نظر اليه في السياق ولكن عندما انفصل عن السياق ونحن هذا الذي طبقناه في هذه الآية المباركة، الآية المباركة نعم { قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ * قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ } هذه الهداية العامة، هذه الهداية بمعنى اراءة الطريق ولكن انا الآن اتكلم عن منطق ان اهل البيت هذه ببركة هذه القواعد التي اسسها لنا وعلمها ايانا اهل البيت قال { أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } وعلى هذا الاساس اذا تسمحوا لي دقيقتين دكتور، وعلى هذا الاساس انا اتصور عندما نأتي الى آية سورة الاحزاب من الآية المعروفة وهي الآية التي وقعت كلام كثير بين العلماء انه قوله تعالى { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } انه اذن اين وحدة السياق، الجواب نعم، اولا اساسا اجاب علماؤنا اجوبة متعددة لان الآية قالت { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } هنا ذهب كل المفسرين من مدرسة الصحابة ان هذه الآية بحسب السياق مرتبطة بنساء النبي لان ما بعدها { وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ } الجواب نعم بحسب الاصل العام ان ينظر الى الآية المباركة طبعا لا يقول لنا قائل انه اذا كانت مرتبطة بنساء النبي لماذا ذكر الضمير هذا وان كان جواب يشير اليه جملة من علمائنا الذين كتبوا وانا ايضا اشرت اليه في كتاب العصمة ولكنه هذا ليس كافيا لدفع الاشكالية لان تذكير الضمير يعني جعله مذكر سالم لا يخرج النساء بل يدخل الرجال، لو كان الضمير باق على نون النسوة لخرج الرجال، ولكن عندما ذكّر صار جمع المذكر السالم جمع المذكر السالم ليس مختص بالرجال وانما يشمل الرجال وغير فهو لادخال الرجال لا لاخراج النساء وهذا بحث، ولكنه اعتقد واحدة من اهم الاجوبة ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) استدل بعشرات المرات في كتب المدرستين بهذا المقطع من الآية ولم يقرأ لا قبلها ولا بعدها، قال انما يريد الله، هذا يكشف عن انه يمكن ان نقتطع من الآية مقطعا.
د.سالم جاري: احسنتم، اتفق المسلمون على ان رسول الله ما قرأ الا هذا المقطع.
سماحة السيد كمال الحيدري: قال الروايات موجودة انا انقلها عن مسلم في الصحيح والبيهقي في سننه وابن حاكم يقول خرج النبي (صلى الله عليه وآله) غداة وعليه مرط مرحل من شعر اسود فجاء الحسن بن علي فادخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم قال { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } وتسمى آية التطهير مع انه ليست آية، مع انها جزء من آية ولذا ورد عن علي بن ابي طالب قال كان رسول الله يقول اذا كذا وعن عطاء في بيتي نزلت هذه الآية، ام سلمة تقول، في بيتي نزلت هذه الآية انما يريد الله، اذن هذا يكشف لنا عن قاعدة اساسية في فهم القرآن الكريم وفي كيفية التعاطي مع هذا النص الالهي هو انه يمكن التعامل معه بطرق متعددة وهذا ما سنحاول ان شاء الله تعالى في الحلقة القادمة ان نقف على هذه الآية المباركة.
د.سالم جاري: وفي الواقع يعني حتى مدرسة الصحابة سماحة السيد يأخذون جزءا كل المفسرين لخدمة قضية معينة يأخذون مقطعا كل التفاسير التي اطلعت عليها { وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ }.
سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم، { وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } لو تنظر اليها تجد بانه السياق لا يساعد على كثير من المصاديق التي تستعمل.
د.سالم جاري: ولكن طبّق. اذن نأخذ الاتصالات معنا الاخ ثائر من العراق تفضلوا اخ ثائر.
المتصل الاخ ثائر من العراق: السلام عليكم.
المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الاخ ثائر من العراق: ابارك لكم ولادة الائمة الاطهار (سلام الله عليهم) ومراجعنا العظام ولسماحة السيد، وعندي سؤال لسماحة السيد، قال الإمام السجاد (عليه السلام) او الإمام الصادق يقول في البداية انه ما من امر يختلف فيه اثنان الا وله اصل في كتاب الله ولكن لا تبلغه عقول الرجال. فهل هذا يدل على انه لا يمكن لنا نحن على قصورنا ان نعرف ما يريده الله سبحانه وتعالى ولابد من الرجوع الى الائمة الاطهار، مثل قول الإمام السجاد (عليه السلام) في حديث آخر ان دين الله عز وجل لا يصاب بالعقول الناقصة والآراء الباطلة والمقاييس الفاسدة ولا يصاب الا بالتسليم فمن سلم لنا سلم. وبارك الله فيكم والسلام عليكم.
د.سالم جاري: حياكم الله. معنا الاخ انور من الامارات تفضلوا اخ انور.
المتصل الاخ انور من الامارات: سلام الله عليكم.
المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الاخ انور من الامارات: بارك الله فيكم، اسأل فضيلة الشيخ ما سبب وضع...
د.سالم جاري: السؤال غير واضح اخ انور.
المتصل الاخ انور من الامارات: ...
د.سالم جاري: انقطع الاتصال، سماحة السيد اذن سؤال الاخ ثائر من العراق.
سماحة السيد كمال الحيدري: الاخ ثائر يقول بانه ما اختلف رأيان الا وكان لهما اصل، هذه القاعدة الرواية على فرض تمامية سندها وصحتها هو انه لا يمكن ان تقبل على اطلاقها في كل اختلاف يعني لو اختلف اثنان ان احدهما قال انه قال بالتوحيد والآخر قال بالشرك فهل هذا معناه ان القرآن ايضا يؤيد التوحيد وايضا يؤيد الشرك! هذا غير منطقي، او افترضوا اختلف اثنان احد يؤمن بوجود النبي والآخر لا يؤمن بنبوة النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله) فهل انه كلاهما له اصل في كتاب الله! وانما المراد الاختلاف الذي يكون ضمني الاصول العامة المعترف بها قرآنيا، طبعا اتعامل مع مقدار هذا المقطع الذي قرأه لي والا هذه الرواية لابد ان ينظر الى صدرها الى ذيلها مجموعة نعرف بان الإمام (سلام الله تعالى عليه) بعبارة اخرى ان هناك قرائن عقلية لبية تقيد اذا كان فيها عموم تقيد عمومها واطلاقها وكذلك اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) قال بانه اذا ورد هناك امران مختلفان فاعرضوهما على كتاب ربنا فما وافق فخذوه وما خالف فاضربوا به عرض الجدار او هو زخرف لم نقل به.
د.سالم جاري: احسنتم، معنا الاخ حميد من العراق، تفضلوا.
المتصل الاخ حميد من العراق: السلام عليكم.
المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الاخ حميد من العراق: سيدنا عندنا مسألة، هناك آية قرآنية تثبت الإمامة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } ما خلقت هذا "هذا" اي الإمام المعصوم اي رسول الله والائمة المعصومين.
د.سالم جاري: شكرا لكم، شكرا للاخ حميد وصلت فكرتكم، لان الآية تقول { وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } يعني تقييدها بهذا القيد!
سماحة السيد كمال الحيدري: كلام لا اصل له وهو كلام متكلف ولا قيمة لمثل هذه التفاسير ولمثل هذه الكلمات ولو صدرت ممن صدرت، الآية المباركة في آخر سورة ال عمران وهي الآية لعله (189) الآية المباركة لا علاقة لها بهذه القضية التي اشار اليها الاخ الكريم { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا } وهذا يعود على مسألة خلق السماوات والارض ولا علاقة لهذه الآية لا من قريب ولا بالبعيد بهذا الكلام الذي صدر من الاخ العزيز.
د.سالم جاري: احسنتم، بالنسبة للاخ ثائر لعله إلا وله اصل في كتاب الله يعني اصل وجود خلاف { عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ }.
سماحة السيد كمال الحيدري: لا فلهذا قلت انا النص انا ليس أمامي كاملا حتى اعرف بأن الإمام ماذا يريد ان يقول في هذه المسألة ولكن اذا كان المقصود انه اي خلاف يقع بين اثنين فالقرآن الكريم يغطي ذلك ويؤيد ذلك هذا الكلام كلام غير صحيح على اي الاحوال.
د.سالم جاري: حسنتم، نأخذ هذا الاتصال سماحة السيد معنا الاخ غسان من العراق تفضلوا.
المتصل الاخ غسان من العراق: السلام عليكم.
المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الاخ غسان من العراق: عندنا سؤال من الحلقة السابقة كان هو عن موضوع الهداية التكوينية الخاصة، كان الإمام لازم يكون هو عامل بما يدعو له ويكون قائم بنفسه تمام هذا الكلام سيدنا؟
د.سالم جاري: مهتد بنفسه.
المتصل الاخ غسان من العراق: نعم، لكن سؤالي، يعني يأخذ الفيض الالهي بدون واسطة الإمام يأخذ بدون واسطة الفيض الالهي كيف هذا يكون صحيح اذا كان الفيض الالهي لا يأتي الا عن طريق مقام الخاتم (صلى الله عليه وسلم) يعني حتى اذا كان النبي ابراهيم من اولي العزم او الائمة الاطهار من اولي العزم فهم لا يقدرون ان يأخذون الفيض مباشرة من الخالق لا عن طريق الخاتم (صلى الله عليه وسلم).
د.سالم جاري: احسنتم، واضح السؤال. معنا الاخ حسن من العراق تفضلوا.
المتصل الاخ حسن من العراق: مرحبا سماحة السيد السلام عليكم.
المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الاخ حسن من العراق: سيدنا بالنسبة الى صدر الآية ووسطها وذيلها توجد آيات كثيرة في القرآن الكريم تدل على ان ذيل الآية يقتطع وصدر الآية يقتطع ووسطها يقتطع كما قال تعالى في سورة المائدة { حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } فهذه الآية تدل على ان ذيل الآية وصدر الآية ووسط الآية بدليل { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ }.
د.سالم جاري: احسنتم، سماحة السيد اكتفى بذكر آية التطهير.
سماحة السيد كمال الحيدري: نعم والا هناك عشرات الآيات.
د.سالم جاري: احسنتم، فقط نأخذ هذا الاتصال الاخ ابو نواف من السعودية تفضلوا.
المتصل الاخ ابو نواف من السعودية: السلام عليكم.
المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الاخ ابو نواف من السعودية: الحديث يقول من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية. ولما نسأل من اخواننا السنّة من إمامك؟ يقول النبي، هل هذا يكفي، ونسأل السيد الدعاء.
سماحة السيد كمال الحيدري: الله يحفظكم ساعدكم الله.
د.سالم جاري: حياكم الله. تفضلوا سماحة السيد بالاجابة.
سماحة السيد كمال الحيدري: اما فيما يتعلق بالاخ الكريم سؤال الاخ حميد من العراق وهو انه اساسا بلا واسطة مع الواسطة ان شاء الله تعالى في الحلقة القادمة عندما ابين الواسطة وما هو المراد انه يأخذون مع الواسطة وبلا واسطة سيتضح بان اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) بل جميع الانبياء وان كانوا يأخذون بواسطة النبي الاكرم وبواسطة نور الخاتم وحقيقة الخاتم الا انه ايضا يصدق عليهم انه مهدي بذاته لا مهدي بغيره، اذن لابد ان نعطي ضابطة هذه الضابطة ان شاء الله تعالى سنتحدث عنها، واما سؤال الاخ غسان شواهد ذكرها، واما سؤال الاخ، من مات ولم يعرف إمام زمانه، الجواب لو كان المقصود هو النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) كانت الرواية تقول من مات ولم يعرف رسول الله بعد لا يحتاج ان يقيده بإمام زمانه هذا يكشف على انه لكل زمان يوجد إمام خاص وهذا ينسجم مع قوله تعالى { يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ } هذا يكشف والا لم تقل الآية المباركة يوم ندعو الناس بإمامة رسول الله، اذن لو كان المراد من الإمام هو الرسول وكان يكفي ذلك كان ينبغي على الرواية ان تصرح انه المراد منه انه رسول الله ولم يكن بعد معنى ان ينسب الى زمانه الخاص به، لم يعرف إمام زمانه، ولم نكن نفهم قوله تعالى { يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ } هذا يكشف عن انه في كل زمان يوجد هناك إمام حق وينبغي على الانسان المؤمن المسلم ان يتعرف على ذلك الإمام اما من لم يتعرف عليه فانه يموت اما معاندا واما ضالا جاهلا.
د.سالم جاري: احسنتم، بالنسبة للاخ ابي نواف في دقيقة سماحة السيد اذن اجبتموه، اذن بقيت دقيقة واحدة اذا عندكم شيء للاخوة المشاهدين.
سماحة السيد كمال الحيدري: انا فيما يتعلق بهذا البحث وهو الآية اعد ان شاء الله تعالى المشاهد الكريم باذن الله تعالى سنقف عند هذه الآية المباركة من سورة يونس لانها تعد من الروايات الاساسية التي تكلم اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) عنها بشكل دقيق وواضح ولعله اذا كان الوقت دكتور يسعني انا اقرأ رواية واحدة، الرواية عن عبد العزيز بن مسلم عن الرضا قال ان الانبياء والائمة (صلوات الله عليهم) يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم فيكون علمهم فوق علم اهل زمانهم وهو قوله تعالى { أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى } اذن ليست هي الهداية العامة وليس هو العلم العام وانما علم خاص بمختص بهؤلاء.
د.سالم جاري: احسنتم كثيرا، شكرا لكم سماحة السيد وسيأتي ان شاء الله بان اهل البيت قد طبقوه على انفسهم هذه الآية، شكرا لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري في ختام هذه الحلقة كما اشكر الاخوة والاخوات والى اللقاء في الحلقة القادمة نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه...