مقدم البرنامج : سالم جاري
د.سالم جاري: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته، نهنئكم اولا بذكرى ولادة منقذ البشرية الإمام الحجة بن الحسن المهدي المنتظر (عج) وجعلنا من شيعته وانصاره والمستشهدين بين يديه ثم نحييكم اطيب تحية ونلتقيكم في هذه الحلقة من برنامج: مطارحات في العقيدة، عنوان هذه الحلقة: شرائط وعلامات ظهور الإمام الحجة (عج) القسم الاول. هذا التغيير في محاور حلقات برنامج مطارحات في العقيدة ليس خروجا بعيدا عن مضامين الحلقات السابقة وانما نظرا لطلب بعض الاخوة الكرام وتماشيا مع المناسبة وايضا نظرا للحاجة الماسة التي يحتاجها اتباع مدرسة اهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم) وعموم المسلمين من معرفة الشرائط والعلامات الحقيقية التي يمكن الركون اليها والاطمئنان اليها لتكون ملزمة للفرد اذا تحققت جميعا او تحقق بعضها بحيث انه يبدأ يميل ويشخص الى هذا المدعي ولا يجري ويركض وراء كل من يدعي بانه هو الإمام او انه احد جنود الإمام المأمورين بان يفعلوا كذا وكذا. تحية لكم مشاهدينا الكرام مجددا كما نحيي باسمكم ضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحبا بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: اهلا ومرحبا بكم دكتور.
د.سالم جاري: حياكم الله. سماحة السيد ونحن نعيش هذه الايام المباركة ايام ولادة الإمام المنتظر (عج) ونتحدث عن شرائط وعلامات ظهور الإمام (صلوات الله عليه) يعني من المناسب ان اطرح على جنابكم هذا السؤال، الهدف الاساس الذي من اجله نزلت جميع الشرائط والكتب الالهية.
سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم. اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. في الواقع بانه مذ زمان وكثير من الاخوة سواء على مستوى الاتصالات او الرسائل يطلبون بانه لو يكون هناك حديث عن هذه المسألة التي كثر الكلام عنها خصوصا في السنوات الاخيرة خصوصا تلك الدعوات التي تدعي ان هذا العصر هو عصر ظهور الإمام (عليه افضل الصلاة والسلام) بل حتى ادى بالبعض الى ان يدعي اكثر من ذلك، من هنا رأيت من المناسب ان نقف ولو قليلا عند المنظومة وعند الهندسة الالهية لهذا العالم وانه نحن نعيش في اي موقع وفي اي نقطة من هذه المنظومة ومن هذه الاطروحة الالهية، نحن نعلم جميعا ان الله سبحانه وتعالى وضع هندسة لهذا العالم الذي نعيش فيه وبالمناسبة لابد ان اذكر المشاهد الكريم انه جاءت في بعض الروايات والنصوص الروائية ان الله سبحانه وتعالى هندس هذا العالم يعني وضع نظامه بالطريق الذي هو النظام الاحسن.
د.سالم جاري: { مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ }.
سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم، هذا النظام له هندسة معينة له ابتداء وله انتهاء، ابتداءه كما هو صريح الآيات القرآنية يبدأ بابينا آدم ابو البشر وانتهاءه الى ان يرث الله الارض ومن عليها { يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } وبتعبير القرآن الكريم { يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ }، اذن هذا العالم له نظام له اطروحة له هندسة وله ابتداء وله انتهاء وله مقدمات وله نتائج وله غايات واهداف من اجلها خلق هذا العالم، نحن نريد ان نعرف من حيث المقطع الزماني ومن حيث الشروط التي نعيشها، نحن نعيش في اي مقطع وفي اي نقطة من هذه الاطروحة وعلى اساسها سوف نستطيع من خلال معرفة الموقع الذي نحن نعيش فيه ومن خلال معرفة المنظومة والاطروحة الالهية لهذا العالم نستطيع ان نشخص باننا نعيش ايام الظهور نعيش عصر الظهور، هل هو قريب او ليس كذلك وغير ذلك من المسائل، هذه مسألة او ملاحظة، الملاحظة الثانية التي بودي ان اشير اليها، هدفي من طرح هذه الابحاث ليس الدخول في المسائل التفصيلية التي عادة ما تطرح في مباحث ظهور الإمام (عليه افضل الصلاة والسلام) وسأبين ما هو المراد من الابحاث الكلية والابحاث الجزئية والتفصيلية، هدفي في هذا البحث الاشارة الى الابحاث الكلية لهذا النظام العام ولهذه الاطروحة الالهية لا الدخول في المسائل التفصيلية التي لا عد ولا حصر لها، هذه النقطة الثانية او الملاحظة الثانية. الملاحظة الثالثة بودي ان ابين للمشاهدين الكريم انا لا ادعي ان ما اقوله هو الحق الذي لا ريب فيه وان ما يقوله الآخرون هو الباطل الذي لا مرية فيه لا ليس الامر كذلك وانما هي وجهة نظر اقدمها وفي اعتقادي ان هذه وجهة النظر او هذه القراءة التي اقدمها من خلال الآيات القرآنية والنصوص الروائية بحسب قناعتي هي الاقرب الى الواقع مما يقال هنا وهناك على مستوى المنبر او على مستوى بعض الفضائيات والكلمات الاخرى وايضا تلك ايضا قراءة محترمة وفهم صحيح ان كانت مستندة الى اسس ومنهجية قائمة على منطق يمكن الاستناد فيه الى القرآن الكريم. الملاحظة الرابعة ان صح التعبير وهي الملاحظة الاخيرة حتى ادخل البحث هو انه انا اريد في هذه الابحاث ان اشير الى هذه النكتة يعني كل بحثي او لا اقل صلب البحث ينصب على هذه النقطة وهو ان الانسانية عموما سواء على المستوى الفردي او على المستوى الاجتماعي، ان الانسانية هل لها دور في تعجيل ظهور الإمام (عليه الصلاة والسلام) وايضا لها دور في تأخير ظهور الإمام (عليه افضل الصلاة والسلام) او ان القضية ناجزة محسومة في الرتبة السابقة كما يقال والله سبحانه وتعالى، على سبيل المثال اقول بانه افترضوا ان الله سبحانه وتعالى في ام الكتاب وفي اللوح المحفوظ كتب انه الفين وخمسين من الهجرة او الفين ومئة من الهجرة او الفين وخمسمئة من الهجرة او خمسة آلاف من الميلادي ان الإمام (سلام الله عليه) سيظهر الآن سواء البشرية كانت في هذه النقطة او كانت في تلك النقطة، هل ان ظهور الإمام (عليه افضل الصلاة والسلام) في الموقع وفي المقطع الزماني المقرر له باعتبار انه المقطع المكاني وحركته المكانية واضحة بحسب النصوص وانما الكلام كل الكلام في الزمان الذي يظهر فيه (عليه افضل الصلاة والسلام) هل ان هذه القضية محسومة او انه للانسان فرديا كان او اجتماعيا سواء كانوا اتباع مدرسة اهل البيت، سواء كانوا مسلمين، سواء كانوا غير مسلمين من اتباع الشرائع الاخرى او من غير اتباع الشرائع هل لهم مدخلية في تعجيل الظهور وتأخير الظهور او انه لا مدخلية لهم في ذلك، وهذه هي النقطة الاساسية والمحور الذي احاول ان شاء الله تعالى من خلال مجموعة هذه الابحاث التي سنعرض لها باذن الله تعالى في هذه الحلقة وفي حلقات قادمة لعله تصل الى حلقات كثيرة لعله عشرة او اكثر لا اعلم ولكنه سوف اقف عند هذه النقطة ان ابين دور الانسان فرديا او اجتماعيا، دور الفكر الانساني، دور الاطروحات الانسانية، دور المراكز العلمية، دور الشعائر الحسينية او الشعائر بنحو عام هل لها دور في تعجيل الظهور، طبعا لابد ان يلتفت المشاهد الكريم لا اريد ان احصر والا للدعاء ايضا دور في تعجيل الظهور ولذا امرنا كما ان شاء الله سأشير، ولكن انا بحثي سوف اصبه على هذه النقطة وهو دور الانسان في التعجيل وفي التأخير، على هذا الاساس ان شاء الله تعالى احاول باذن الله تعالى بقدر ما يمكنني ان اختصر هذه الابحاث والا هي ابحاث طويلة وطويلة وطويلة في هذا المجال بقدر ما ينسجم مع مستوى المشاهد الكريم ومع مستوى هذه الابحاث احاول ان اقف عند هذه النقاط اقول لذا ارجو من المشاهد واقعا ان يتابعني في هذه المقدمات، عهد مني المشاهد عموما ان الابحاث التي اعرض لها احاول ان تكون فيها تسلسل منطقي وتسلسل رياضي يعني حلقة تؤدي الى حلقة لاحقة وان اللاحقة تقوم على اساس الحلقة السابقة لذا لابد ان من اراد ان يحصل على رؤية لهذا المشهد ولهذه الاطروحة ان يتابعني في مثل هذه الابحاث ان شاء الله تعالى. السؤال الاول الذي طرحه اخي العزيز الدكتور سالم وهو انه اساسا ما هو الهدف الذي من اجله نزلت جميع الشرائع والكتب والالهية بل وبعث الله تعالى جميع الانبياء والمرسلين. في الواقع في هذه المقدمات انا احاول ان اذكرها بنحو الفتوى يعني لا اريد ان ادخل في تفاصيل الادلة التي من خلالها نثبت ولكنه قرآنيا احاول ان استند الى آية او آيتين او بعض الاستدلالات العقلية لاثبات المدعى كاصول موضوعة نعتمد عليها للانتقال الى المسائل اللاحقة. نحن عندما نرجع الى القرآن الكريم نجد ان القرآن الكريم لا اقل في هذه الآية المباركة من سورة الحديد يبين بشكل واضح وصريح ما هو الهدف وما هي الغاية التي لاجلها ارسل الله سبحانه وتعالى الانبياء والمرسلين وانزل معهم الكتب الى غير ذلك، قال تعالى في سورة الحديد الآية (25) { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ } ومن الواضح بانه الرسل هنا جمع يعني جميع الانبياء والمرسلين { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ } والآية لم تقل الانبياء باعتبار ان الرسول هو مأمور بالابلاغ لا النبوة وهذه ابحاث عرضنا لها في محلها، { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ } باعتبار ان الرسول عندما يأتي يحتاج الى بينة لاثبات انه مرتبط بالله سبحانه وتعالى وانه ينزل عليه الوحي وهذه قضية ذكرناها مرارا من ان البينة بتعبير القرآن الكريم او المعجزة بتعبير علماء الكلام ليس الهدف من بيان او الاتيان بالمعجزة لثبيت صحة المدعيات يعني لا يريد ان يقول انا عندما اقول لكم الله واحد ما الدليل على ان الله واحد؟ يقول لانه انا نبي يوحى اليه او انا عندي معجزة، لا، المعجزة ليست دليلا لصحة تلك المدعيات، المعجزة لاثبات انه يوحى اليه من قبل الله سبحانه وتعالى هذا اولا، قال { أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ } المراد من الكتاب هنا يعني الكتب التي نزلت يعني كتاب نوح يعني تعلمون انبياء اولو العزم كل واحد له كتاب نوح وابراهيم وموسى وعيسى والخاتم (صلى الله عليه وآله) اما الآخرون الذين لهم صحف او غيره هؤلاء لا يعبّر عنهم القرآن بان لهم كتاب يعني غير انبياء اولو العزم ليس لهم الكتاب، انبياء اولو العزم فقط القرآن الكريم يعبّر ان لهم كتاب وهذا ايضا بحث آخر، وماذا { وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ (طبعا هذه الكتب ايضا تشتمل على شرائع شاملة وعامة) وَالْمِيزَانَ }، الآن كل هذا لاجل ماذا؟ ارسلنا رسل وانزلنا الكتب وايدناهم بالبينات، وسأبين معنى الميزان بعد ذلك، والميزان، كلهم في جملة واحدة، هذا الذي انا اريد ان اشير اليه وانتم سألتم عنه، { لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } اذن الهدف من انزال جميع الشرائع والكتب وارسال الانبياء والمرسلين هو اقامة ماذا؟ هو اقامة العدل والقسط في المجتمع الانساني، بتعبير القرآن الكريم ليس ليقوم المؤمنون بالقسط، ليس ليقوم المسلمون بالقسط وانما { لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } يعني جميع البشرية حتى يحكمها العدل، حتى يسودها العدل وببيانات الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله): يملؤها قسطا وعدلا. هذا التعبير تعبير عجيب واقعا ودقيق وعميق، يملؤها، تجدون هذا الاناء الآن فيه ماء ولكنه مملوء في الماء او غير مملوء؟ لا، فيه مقدار ليس فيه ماء، النص عن الرسول الاعظم يقول ان الحجة يأتي ليملأها يعني هل تبقى هناك زاوية نقطة محور مستوى صعيد بعد ولا يوجد فيه العدل؟ ابدا، كله مملوء بالقسط والعدل ولذا قال { لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } وهذه هي الحقيقة التي كان بودي ان يلتفت اليها المشاهد الكريم وهو ان هذا هو مقتضى هذه الآية المباركة، لماذا ان الله (سبحانه وتعالى) يريد ان تملأ الارض قسطا وعدلا وبتعبير القرآن { لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ }، باعتبار ان القرآن يقول { قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ } والله عادل او ليس بعادل؟ عادل، الله ليس بظالم ليس بظلام فاذا كان الامر كذلك اذن فعله وهو هذا العالم لابد ان يسوده العدل وهذا يكشف لك لماذا ان مدرسة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) جعلوا العدل ركنا في المنظومة العقائدية، انت عندما تأتي الى ابحاثنا وفي منظومتنا العقدية نقول الاصل الاول هو التوحيد، طبعا من التوحيد يشمل بما له من الصفات ومن الصفات العدل ولكن لماذا عندما تأتي الى الاصل الثاني وتقول العدل، لماذا تقول العدل؟ لتؤكد بانه نحن نؤمن بهذا الرب وبهذا الاله وبهذا المولى الذي هو عادل ويحقق العدل وفعله سوف يكون ايضا فعلا قائما على اساس العدل ولذا الآية قالت { وَالْمِيزَانَ } لان الميزان هو الذي تتحقق من خلاله العدالة والا لو لم يوجد ميزان، كيف نستطيع هذا حق وهذا باطل، هذا عدل وهذا ظلم، هذا حسن وهذا قبيح، ولذا الآية المباركة قالت { وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ } لان الميزان، طبعا ميزان كل شيء بحسبه، اذا كانت عقائد فله ميزانه خاص، اذا كانت اعمال فله ميزانه الخاص.. الى غير ذلك بحثه ان شاء الله سيأتي، وهذا هو السر كما قلت انه نحن جعلنا العدل اصلا من اصولنا العقائدية، الآن لماذا نحن اكدنا على هذا؟ باعتبار ان الاتجاه العام في المدارس الاخرى ولا اقل المدرسة الاشعرية لا ترى ان العدل اصلا من الاصول العقائدية لا تقبل هذا الاصل، وهنا للاشارة فقط اشير بانه عندما نقول اشاعرة لا يتبادر الى الذهن ان الاشاعرة مدرسة في قبال الحنابلة او في قبال السلفية او في قبال مدرسة ابن تيمية، ابدا، الحنابلة وابن تيمية و.. الى غير ذلك هؤلاء كلها مدارس فقهية وتعتمد على مدرسة كلامية عقدية، هؤلاء وان اختلفوا في بعض الاحيان جملة من المدارس فقهيا ولكن في العموم هي مدرسة اشعرية، يعني الحنابلة كلهم اشاعرة في النتيجة ابن تيمية ومن تبعه من السلفية القديمة والحديثة هم ايضا اشاعرة وهؤلاء جميعا لا يؤمنون باصل في المنظومة العقدية اسمه اصل العدل الالهي، على اي الاحوال وانما يعتقدون بان الله سبحانه وتعالى يفعل ما يريد، لماذا؟ لانه { لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } هذه القراءة الخاطئة التي قرأوها لهذه الآية المباركة. اذن انا انتهي الى هذه النقطة في جواب السؤال الاول وهو انه الله سبحانه وتعالى كل ما شرعه وما انزله وما بعثه انما كان لغاية واحدة وهي ان يسود العدل في الارض، اقول مرة اخرى ليس ان يسود العدل في المؤمنين في المسلمين، ابدا، ان يسود العدل في كل مفاصل الحياة الارضية بمختلف ابعادها وعلى مختلف اصعدتها ومستوياتها.
د.سالم جاري: طيب سماحة السيد، تحقيق هذه العدالة الالهية في الارض هل رسم الحق تبارك وتعالى طريقا للوصول اليها؟
سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم، واقعا هذا المبحث انا بودي او هذا التساؤل بودي ان المشاهد يقف عنده جيدا، نحن عندما نرجع الى القرآن الكريم نجد ان القرآن الكريم يقول هذه الحقيقة وهي ان الحق سبحانه وتعالى اذا تعلقت مشيئته بشيء واذا تعلقت ارادته بشيء فلا محال ان ذلك يتحقق خارجا، لماذا؟ باعتبار ان الله سبحانه وتعالى لا يغلب، باعتبار ان الله سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء، ليس الحق كأي موجود آخر اذا اراد اذا توفرت الشرائط يستطيع ان يحقق مراده ان لم تتوفر الشرائط او وجدت الموانع يمنعه عن تحقق مراده، انا وانت الآن اذا نريد شيئا قد الشرائط والشروط تتوفر لنا وقد تمنعنا الموانع فلا نصل الى ما نريد، كم الانسان يتمنى ولكن يستطيع ان يحقق امنيته او لا يستطيع؟ احيانا لا يستطيع، ولكن الحق صريح القرآن الكريم يقول لنا ان الله سبحانه وتعالى اذا اراد شيئا فلابد ان يتحقق لماذا؟ باعتبار ان الله غالب على امره يعني اذا اراد امرا ذلك الامر هو الغالب اما اذا لم يستطع ان يحققه فيكون غالبا او يكون مغلوبا؟ يكون مغلوبا للموانع، يكون مغلوبا للامور الخارجة عنه، اذا اراد الله شيئا لا يعجزه شيء والا ان عجز عن تحقيقه فسوف يكون مقهورا والقرآن الكريم يقول ان الله مقهور او قاهر؟
د.سالم جاري: قاهر.
سماحة السيد كمال الحيدري: لا فقط قاهر بل قهار، { أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } اذن الله سبحانه وتعالى وهذا اصل قرآني توحيدي في القرآن يثبت لنا هذه الحقيقة بشكل واضح وهو ان الله اذا اراد شيئا فانه يستطيع ان يحققه، قال تعالى { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ } في يوسف في آية (21)، وقوله تعالى { إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ } كما في سورة الطلاق، السؤال الاساسي وهو الذي يرتبط بتساؤلكم وهو ان الله سبحانه وتعالى اذا اراد ان يحقق شيئا تحققه هل هو بنحو واحد يعني يحققه بطريقة واحدة او بطرق متعددة؟ في الواقع عندما نرجع الى القرآن الكريم نجد ان القرآن يشير الى انه مراد الحق يعني اقتضت حكمة الحق ان يوجد الاشياء وان يحقق مراده من خلال طريقين بنحوين، النحو الاول ان يحقق الشيء بلا اي مقدمات ولا شروط ولا دفع موانع ولا ولا ولا بل بامره تعالى { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }، يتوقف على شيء او لا يتوقف، وانا اتذكر مرارا ذكرت للمشاهد من قبيل انه من عرف نفسه فقد عرف ربه ارجع انت الى نفسك، الآن اذا اردت ان توجد صورة في ذهنك هل يتوقف على شيء او لا يتوقف؟ ابدا، الا على ارادتك، انت تريد ان تحدث الصورة توجد الصورة، اردت ان تعدمها تعدم الصورة لا تحتاج الى اي شيء آخر، وكثير من الحقائق وكثير من الموجودات الله سبحانه وتعالى انما اوجدها من خلال ماذا؟ { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } ولا اقل في عالمنا انا اتكلم عن الشواهد التي في عالمنا، مثالها الواضح اين؟ مثالها آدم، الله سبحانه وتعالى خلق ادم من ابوين ومقدمات وكذا لو خلقه بقوله { كُنْ فَيَكُونُ }؟ { ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }، عيسى، الله سبحانه وتعالى خلقه من غير اب بأي طريق؟
د.سالم جاري: كمثل آدم.
سماحة السيد كمال الحيدري: كمثل ادم، ولذا تجدون كما اشرتم ولذا تجدون القرآن الكريم في سورة آل عمران يقول { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } لا يحتاج لا الى ابوين كما في آدم ولا الى اب كما في عيسى، تعلقت ارادته وميشئته وحكمته ان يوجد آدم ويوجد عيسى من خلال المقدمات ومن خلال التزاوج والتناكح والشرائط او لم تتعلق ارادته بذلك؟ لم تتعلق، بغير ذلك، وهذا هو النحو الاول من الايجاد. النحو الثاني من الايجاد وهو ان الله سبحانه وتعالى ايضا تعلقت ارادته بايجاد شيء ولكنه تعلقت ارادته بان يكون من خلال اسباب ومسببات ابى الله ان يجري الامور الا باسبابها فجعل لكل شيء سببا، مثاله الواضح الآن، انت تريد ان ترزق ولدا، ما هو الطريق لذلك اذا اردت ولدا؟ لابد ان تذهب ان تتزوج وان تتوفر الشروط الصحيحة وان ترتفع الموانع وان وان وان وان تنتظر بعد مدة واذا توفرت كل الشروط وارتفعت كل الموانع الله يرزقك ولدا صالحا او او الى غير ذلك. تريد ان ترفع الجوع له طريقان، الطريق الاول ان الله يقول كن فيكون انت تكون شبعان، الطريق الثاني ان تذهب الى الطعام وتأكل، تريد ان تحرق هذه الورقة، ما هو الطريق لها؟ لابد ان تذهب الى النار وتأتي بها ثم تضع الورقة فيها اذا لم تكن مبتلة ترفع الموانع عنها عند ذلك يتحقق الاحراق، السؤال وهو ان هذا الاحراق ايضا اذا لم يشأ الله يتحقق او لا يتحقق؟ لا يتحقق، ولكن مشيئة الله ارادة الله في النظام الاحسن في الحكمة الالهية اقتضت ان هذا الاحراق يتحقق من خلال الاسباب ولذا انا بودي ان المشاهد الكريم يلتفت الى هذه الآية المباركة، ما هو دليلي على ان الله يخلق الاشياء بهذا الطريق الثاني، بالطريق الاول صريح الآية من سورة يس { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }، ما هو الدليل على الثاني؟ انظروا الى هذه الآية المباركة ايضا وهي من سورة الطلاق قال { إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا } يعني هناك تقدير الهي بالغ امره ولكن من خلال التقدير الالهي، من خلال الاسباب المعينة فاذا توفرت الاسباب والشروط وارتفعت الموانع عند ذلك يتحقق المراد خارجا وان لم تتوفر الشروط او توفرت ولكن لم ترتفع الموانع فعند ذلك لا يتحقق المراد خارجا ولعله في قوله تعالى في سورة الاعراف { أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ } اشارة الى هذين النحوين معا، اما الامر فاشارة الى قوله { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } واما الخلق فالاشارة الى انه هناك بعض الاشياء من خلال الاسباب الكونية والطبيعة و.. الى غير ذلك، هذه كانت مقدمة، السؤال، سؤال الدكتور وهو ان الله سبحانه وتعالى يريد ان يحقق العدل على وجه الارض بالطريق الاول لو بالطريق الثاني؟ نحن قلنا بانه الهدف ليقوم الناس بالقسط بأي طريق؟ بكن فيكون ام من خلال الاسباب؟ لا، من خلال بعض الانبياء والمرسلين والجهاد والدفاع والصراع بين الحق والباطل و.. وانا اتصور ان الجواب بديهي جدا ان الله سبحانه وتعالى لم تتعلق ارادته وميشئته وحكمته ان يحقق العدل على وجه الارض بكن فيكون والا لو كان الامر كذلك نحن كنا نحتاج الى ان الله سبحانه وتعالى يبعث (124 الف) نبي، ان يأتي عشرات الآلاف من العلماء والصلحاء والاولياء وان يحدث هذا الصراع المرير والطويل بين الحق والباطل الذي ذهب اثر ذلك مئات بل الآلاف بل عشرات الآلاف من الانبياء والاولياء والصلحاء والعلماء ذهبوا ضحية لهذا الصراع، الله سبحانه وتعالى ماذا كان يقول.
د.سالم جاري: { لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ }.
سماحة السيد كمال الحيدري: ما كان يحتاج ليبلو بعضكم ببعضا، يقول كن فيكون، فيكون العدل حاكما على وجه الارض.
د.سالم جاري: وعند ذلك لا داعي للثواب والعقاب.
سماحة السيد كمال الحيدري: بعد ذلك النتائج الآن لا اريد ان اتكلم ولكن فقط اريد ان اتكلم بالمقدمات، اذن الله سبحانه وتعالى بمقتضى هذا التاريخ الذي أمامنا، بمقتضى الكتب التي انزلها، بمقتضى الصراع بين الحق والباطل { وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ } لماذا؟ حتى يقيموا العدل، حتى يقام العدل، اذن نصل الى نتيجة اساسية وهي ان اقامة العدل على وجه الارض لم تتعلق الارادة الالهية سبحانه وتعالى والمشيئة في النظام الاحسن ان يتحقق بكن فيكون وانما تعلقت المشيئة الالهية والحكمة الالهية في النظام الاحسن اذا توفرت شروط اقامة العدل واذا ارتفعت الموانع، أؤكد في مقدمة البحث انا ماذا قلت للمشاهد الكريم؟ قلت له اريد ان نعرف اين موقعنا في هذه المنظومة، الآن اتضح ان هناك منظومة الهية، الله سبحانه وتعالى بدأ هذه الرحلة من آدم ابي البشر وهي مستمرة الى يرث الله الارض ومن عليها ولا نعلم بعد تستمر مئة سنة بعد تستمر الف سنة بعد تستمر مليون سنة الى ان يظهر الإمام كم سنة يعيش الإمام، خلفاء الإمام، ورثة الإمام، حكومة الإمام، هذه كلها في علم الغيب الالهي لا يعلمها الا هو سبحانه وتعالى، انا اريد ان اعرف انا في اي مقطع من هذه المنظومة وانا اتصور ان المشاهد الكريم، كررت هذا البحث حتى يعرف انه هذه المقدمات لأي نقطة، حتى نعرف انه اين نعيش الآن، يعني نحن اذا عرفنا اضرب مثال حتى اقرب الى ذهن المشاهد لو عرفنا ان المنظومة تبدأ من الابتداء والمتوسط ثم الاعداد ثم الجامعة ثم ما وراء الجامعة من الدراسات العليا الماجستير والدكتوراه ثم المدة الطويلة حتى يصل الى مقام البروفيسور يعرف هذه المنظومة؟ هذه المنظومة اذا عرفها، الآن عندما اقول له انت تدرس الآن الخامس الابتدائي او تقرأ الثالث المتوسط يعرف موقعه في هذه المنظومة اما اذا لم يعرف من اين بدأت واين تنتهي وهذه المنظومة ما هي مراحلها الاساسية واقعا هو الآن يدرس ولكن تسأله انت في اي مرحلة؟ يقول لا اعلم، ولذا تبدأ مثل هذه الدعوات تبدأ هذه الدعوات، طبعا ارجع واقول هذه الدعوات قراءة محترمة لاهلها ولكن انا لا اقبلها وهي دعوات عصر الظهور وايام الظهور وكل العلائم توفرت هذه كلها منشأها عدم الوقوف بشكل علمي ودقيق على الشروط وعلى المنظومة الالهية لاقامة العدل الالهي عند ذلك الانسان عندما يجد، شيئا فشيئا اخرج من البحث ولكن لاهمية البحث، يتصور عندما توفر شرط توفرت كل الشروط، عندما توفرت علامة من علامات الظهور تصور انه كل العلامات مع انه لكي يتحقق الظهور لابد ان تتحقق كل الشروط ولكي يتحقق الظهور لابد ان توجد كل العلامات اما اذا وجدت بعضها دون البعض الآخر ولو وجدت تسعين في المئة منها اذن لست في عصر الظهور، العشرة بالمئة قد تأخذ زمان، تلك التسعين اخذت زمان الف سنة قد تأخذ العشرة بالمئة ايضا الف سنة او الفين سنة او خمسة آلاف سنة لا نعلم ذلك وقد يحدث ذلك في عشية وضحاها الله سبحانه يصلح امره في ليلة كما في بعض النصوص، هذه لا نعلمها، اذن ليس من حقنا ان نقول توفرت وبعد ذلك عندما ابين شروط الظهور وعندما اقف عند العلامات العامة للظهور اعم من ان تكون هذه العلامات قريبة او بعيدة عند ذلك سيتضح بانه اولئك الذين يقولون هذا الكلام كلام هو تخرص بالغيب، تخرص او كلام من غير استناد، لعله يحصل الظهور ولكن كلامهم كان قائم على اساس الدليل او لم يكن قائما على اساس الدليل؟ لم يكن قائما.
د.سالم جاري: الظاهر سماحة السيد معنا اتصال من الجزائر الاخ محمود، تفضلوا.
المتصل الاخ محمود من الجزائر: السلام عليكم.
المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الاخ محمود من الجزائر: الاخ يتكلم عن الإمام المهدي المنتظر وانا صاحب الإمام المهدي المنتظر واعطاني التاريخ.
د.سالم جاري: اذن شكرا، اذن خارج الموضوع ظاهرا، معنا الاخ احمد من العراق، تفضلوا.
المتصل الاخ احمد من العراق: السلام عليكم.
المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الاخ احمد من العراق: عندي سؤال للسيد بالنسبة لفكرة الغيبة، فكرة الغيبة لم تظهر الا في القرن الرابع الهجري ولم تكن هذه الفكرة موجودة لا في زمن جعفر الصادق ولم يقل بها احد من ائمة اهل البيت فمن اين جاء الشيخ بهذه الفكرة؟
د.سالم جاري: الظاهر ان الصوت ليس واضحا.
سماحة السيد كمال الحيدري: واضح يقول بانه هذه الفكرة لم تكن، هذا كلام اخي العزيز انا اجيبه.
د.سالم جاري: اذن فهمتم السؤال، سماحة السيد معنا الاخ رياض من العراق، تفضلوا.
المتصل الاخ رياض من العراق: السلام عليكم.
المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الاخ رياض من العراق: نهنئ العالم الاسلامي وسماحة السيد بولادة المهدي المنتظر، سماحة السيد...
د.سالم جاري: يعني الاخ رياض ذكرتم معارك النبي.
سماحة السيد كمال الحيدري: لم افهم السؤال.
د.سالم جاري: طيب سماحة السيد بالنسبة للاخ فقط احمد.
سماحة السيد كمال الحيدري: اخي العزيز الذي يقول بانه فكرة، اولا هذا كلام لا اساس له والصحيح ان فكرة الغيبة موجودة من زمن الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) والنصوص الروائية دالة كثيرة، نعم بعض الكتّاب كتبوا مثل هذه الكلمات ووقعت بين عموم الناس ومع الاسف الشديد فتصوروا انه قائمة على اساس، نحن الآن اذا يسمح الاخ العزيز هو لا يعتقد بغيبة الإمام وانه لا يوجد انا الآن حديثي ليس معه، انا حديثي مع اولئك الذين يعتقدون بالإمام الثاني عشر من ائمة اهل البيت وانه له غيبتان صغرى وكبرى ونحن نعيش الآن الغيبة الكبرى ان كان معتقدا معي بهذه الاصول فليستمع لي جيدا وان لم يكن معتقد هو في راحة فليذهب الى برنامج آخر فضائية اخرى ويقف عندها، انا اتكلم الآن مع مئات ملايين اتباع مدرسة اهل البيت الذين يعتقدون بان الإمام الثاني عشر موجود وكان له غيبة صغرى وانه ولد في التاريخ الكذائي وهذا متفق عليه بين كثير من علماء المسلمين فضلا عن اتباع مدرسة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام).
د.سالم جاري: سماحة السيد معنا الاخ عبد الله من اليمن تفضلوا.
المتصل الاخ عبد الله من اليمن: السلام عليكم.
المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الاخ عبد الله من اليمن: اشكركم واشكر الشيخ الكريم.. العدل هو الهدف من الاسلام والدين ولكن ينبغي ان ننظر الى الظلم في هذا العالم، اعتقد ان الظلم يقع من ما تزعمه امريكا في هذا العصر وهو مشروع مكافحة الارهاب الذي فيه عدوان على القرآن.
د.سالم جاري: طيب وصلت الفكرة، معنا الاخ ابو محمد من الامارات، تفضلوا.
المتصل الاخ ابو محمد من الامارات: السلام عليكم.
المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الاخ ابو محمد من الامارات: نبارك لكم هذه الليلة الكريمة ونسأل الله ان يجعلها عليكم وعلينا يمنا وبركات وعلى كل الامة الاسلامية بحق محمد وآل محمد، سيدنا عندنا سؤال الله يحفظكم، هل هناك تجاذب او تفاوت بين الكن فيكون بين الامر الالهي لحصول الحتم الامري وبين اتمام الشروط المنظومة الالهية لاتمام ابرام القضاء الالهي هنا في قضية الإمام، هل للكن فيكون هي التي تحتم ظهور الإمام او يجب ان يمر المجتمع بانتشار الظلم والفساد وكذا وتتوفر هذه الشروط حتى نصل الى انه الارض امتلئت كذا وبعد ذلك يظهر الإمام (عج) ليملأ الارض قسطا وعدلا، هل هناك تفاوت بين الامرين، جزاكم الله خير الجزاء ولا تنسونا بصالح دعاءكم.
د.سالم جاري: حياكم الله وصلت الفكرة. معنا الاخ علاء من العراق تفضلوا.
المتصل الاخ علاء من العراق: السلام عليكم سماحة السيد.
المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الاخ علاء من العراق: كتابكم العصمة يدل على ان آية الإمامة تشمل الائمة من ذرية ابراهيم كلهم معصومين { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } فان كل الانبياء والمرسلين معصومين فاذن كل الانبياء والمرسلين لهم الإمامة التكوينية ام لا؟ هذا السؤال الاول، السؤال الثاني في عصر غياب الانبياء والمرسلين العصر الذي لا يوجد فيه انبياء ومرسلين كالفترة بين عيسى بن مريم (عليه السلام) والرسول الخاتم (صلى الله عليه وآله) على سبيل المثال، من كان يسلك الإمامة التكوينية اي من هو مصدر الفيض الالهي في تلك الفترة التي لم يوجد فيها او نبي او مرسل؟
د.سالم جاري: وصلت الفكرة شكرا. يعني سماحة السيد بالنسبة للاخ عبد الله من اليمن اشار قال كما ننظر الى العدل فان ننظر مصدر الظلم من اين الظلم.
سماحة السيد كمال الحيدري: نعم، الظلم له مناشئ متعددة كما هو واضح الآن دول الاستكبار العالمي ودول الظلم ودول الاستبداد ودول متجبرة في العالم نعم واحدة من مناشئ الظلم هذه وندعوا الله سبحانه وتعالى ان تتهيأ تلك الظروف التي من خلالها نستطيع ان نقضي على ظلم هؤلاء الظالمين للبشرية جميعا.
د.سالم جاري: ان شاء الله، بالنسبة للاخ ابو محمد من الامارات يقول هل هناك تجاذب او تفاوت بين كن فيكون وبين الامر.
سماحة السيد كمال الحيدري: نعم تفاوت يوجد، وهو ان الله سبحانه وتعالى اقتضت حكمته في النظام الاحسن في عالمنا الذي نعيش فيه ان يوجد بعض الاشياء بطريقة كن فيكون يعني لا يحتاج لا الى مقدمات ولا الى شروط ولا الى معدات ولا الى اسباب ولا الى توسط وسائط ولا اي شيء، كما اشار القرآن الكريم { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } آدم، الله سبحانه وتعالى ما اوجده من ابوين والا كما يقال للزم التسلسل اذن اوجده بكن فيكون هذا نحو، وانا وانت وجدنا بكن فيكون او وجدنا بهذا الطريق الطبيعي الذي هو متعارف ومألوف عندنا وهو لا، من ابوين من اب وام بالاسباب والمسببات مع انه كلاهما الخلق { تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} الله هو الخالق ولكن خلقه وايجاده للاشياء يكون على نحوين سألنا هذا السؤال قلنا العدل الالهي الله يريد ان يوجده بالنحو الاول؟ قلنا التاريخ يثبت انه ليس كذلك والا لتحقق العدل الالهي الى يومنا هذا قبل آلاف السنين بل كان الاولى ان يتحقق على يد خاتم الانبياء والمرسلين.
د.سالم جاري: احسنتم، اذن سؤال الاخ علاء نؤجله الى الحلقة القادمة سماحة السيد، شكرا جزيلا لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري كما اشكر الاخوة والاخوات والى اللقاء في الاسبوع القادم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه...