نور الأمداد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لنشر علوم خير االأسياد محمد وآلِ بيته الأمجاد عليهم صلوات ربِّ العباد
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الامامة الابراهيمية في القرآن الكريم(القسم الاول)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طالب علم
 
 
طالب علم


الامامة الابراهيمية في القرآن الكريم(القسم الاول) 133579507441
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2695
تاريخ الميلاد : 22/07/1989
تاريخ التسجيل : 29/01/2011
العمر : 35
الموقع : العراق
حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
MMS نور الامداد

الامامة الابراهيمية في القرآن الكريم(القسم الاول) Empty
مُساهمةموضوع: الامامة الابراهيمية في القرآن الكريم(القسم الاول)   الامامة الابراهيمية في القرآن الكريم(القسم الاول) Emptyالإثنين مايو 07, 2012 5:52 am

مقدم البرنامج : سالم جاري

د.سالم جاري: بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين محمد وآله
الطيبين الطاهرين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته،
نبارك لكم هذه الايام السعيدة ايام ذكرى ولادة النبي الاعظم (صلى الله
عليه وآله) ومناسبة اسبوع الوحدة الاسلامية ثم نحييكم اطيب تحية ونلتقيكم
في هذه الحلقة من برنامج: مطارحات في العقيدة، عنوان هذه الحلقة: الإمامة
الابراهيمية في القرآن الكريم. مشاهدينا الكرام ما سبق عرضه وبيانه في
الحلقات السابقة من برنامج: مطارحات في العقيدة انما كان يتعلق بأصل
الإمامة هل هو مبدأ واصل قرآني ام لا، والحمد لله بعد ان تم اثبات هذا
الموضوع وبيانه بشكل مفصل سنبدأ ونشرع باذن الله تعالى وتوفيقه في بيان
الإمامة الابراهيمية في القرآن الكريم. تحية لكم مشاهدينا الكرام مجدداً
احييكم واحيي باسمكم ضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري،
مرحباً بكم سماحة السيد.

سماحة السيد كمال الحيدري: اهلاً ومرحباً دكتور.

د.سالم
جاري: حياكم الله. سماحة السيد يعني قبل ان نبدأ بحمد الله تعالى معكم
البحث عن معنى الإمامة الابراهيمية التي اعطيت للخليل (صلوات الله وسلامه
عليه وعلى آله الطاهرين) يعني هنا قد يطرح سؤال فيقال أين تكمن اهمية هذا
البحث فلربما كان هذا مختص ومرتبط بالخليفة فلماذا.

سماحة السيد كمال الحيدري: فما هي الضرورة لبحث مثل هذه المسألة.

د.سالم جاري: احسنتم.

سماحة
السيد كمال الحيدري: اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله
الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين
الطاهرين. في الواقع انه الجواب على هذا التساؤل انا اتصور انه من
الضروريات المرتبطة بمدرسة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام)، الاهمية
تكمن في نقطتين، النقطة الاولى نحن عندما نفهم معنى الإمامة التي اعطيت
لابراهيم الخليل من خلالها سوف يتضح لنا معنى الجعل في الآية المباركة لان
الآية المباركة قالت { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } فهل ان هذا
الجعل هو جعل تشريعي من قبيل جعل النبوة والرسالة قال تعالى { اللَّهُ
أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } من الواضح ان هذا الجعل ليس جعلاً
وجودياً جعلاً تكوينيا بل جعلا يدل على النص يعني كيف ان الرسالة والنبوة
تحتاج الى نص من قبل الله سبحانه وتعالى فهل الإمامة التي اعطيت لابراهيم
الخليل تحتاج ايضا الى جعل كما تحتاج النبوة والرسالة وتحتاج الى نص ونصب
من قبل الله سبحانه وتعالى او لا تحتاج، وهذه مسألة اساسية لانه نحن عندما
نراجع القرآن الكريم نجد انه يستعمل الجعل تارة بالمعنى التشريعي الذي
معناه النص والنصب ونحو ذلك واخرى يستعمل الجعل بالمعنى التكويني الوجودي
كما في قوله تعالى { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ
فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً } هذا الجعل ليس جعلاً بمعنى النص والنصب وانما
امر تكويني وجودي، اذن القضية الاولى التي تهمنا اننا نريد ان نعرف انكم
تعلمون بأنه مدرسة اهل البيت تعتقد ان الإمامة تحتاج الى جعل من قبل الله
تحتاج الى نص من قبل الله كيف ان النبوة تحتاج الإمامة ايضا تحتاج، فهنا
نريد ان نعرف ان الإمامة التي اعطيت لابراهيم الخليل (عليه افضل الصلاة
والسلام) تحتاج الى جعل كالنبوة والرسالة او لا تحتاج، فاذا ثبت ان الإمامة
الابراهيمية تحتاج الى جعل كما ان النبوة والرسالة تحتاج الى جعل هنا
ننتقل الى بحثنا الاساسي وهو انه قد يقول قائل انه افترضوا ان إمامة
ابراهيم تحتاج الى جعل من قبل الله (سبحانه وتعالى) فما هي علاقة إمامة
ابراهيم بإمامة ائمة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام)، انتم تريدون
ان تنتقلوا من إمامة ابراهيم الى إمامة ائمة اهل البيت وتقولوا ان إمامة
ابراهيم اذا كانت تحتاج الى جعل فاذن إمامة اهل البيت ايضا تحتاج الى جعل،
ما العلاقة بينهما يعني كيف تنتقلون في النص القرآني من الإمامة
الابراهيمية المحتاجة الى الجعل الى الإمامة في مدرسة اهل البيت والى إمامة
ائمة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام)، الجواب هنا ايضا تكمن اهمية
هذا البحث وهي النقطة الثانية، اذن النقطة الاولى ان الإمامة معنى الإمامة
هو الذي سيحدد لنا معنى الجعل في الآية المباركة، النقطة الثانية انه الآية
المباركة تثبت في ذيلها من سورة البقرة ان ابراهيم الخليل على نبينا وعليه
آلاف التحية والثناء طلب هذه الإمامة لمن؟ لذريته قال { وَمِنْ
ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } اذن هذه الآية
المباركة بشكل واضح وصريح تثبت ان هذه الإمامة الابراهيمية كانت مختصة
بابراهيم ام وجدت في ذريته ايضا؟ صريح الآية المباركة يقول ان ابراهيم
طلبها لذريته والله اجاب هذا الدعاء ولكن خصصها بغير الظالمين، هذه نقطة،
الآن ننتقل الى بحثنا الاساسي وهو انه ائمة اهل البيت والرسول الاعظم (صلى
الله عليه وآله) هم ذرية ابراهيم او ليسوا ذرية ابراهيم؟ مما لا شك فيه انه
هم ذرية ابراهيم وهذا من القطعيات والثابتات ولا يوجد اي مجال للريب فيه،
سؤال هل هم من الذرية الظالمة او الذرية غير الظالمة، بصريح القرآن الكريم {
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } لا يعقل ان تكون الذرية الطاهرة ظالمة ايضا
وهذا مما لا ريب ايضا قرآنيا ان القرآن الكريم اثبت الطهارة لذرية ابراهيم
يعني هؤلاء الذرية يعني لعلي وفاطمة والحسن والحسين باجماع المسلمين، الآن
نساء النبي يدخلون او لا يدخلون ذاك بحث آخر، لا خلاف ان هذه الآية من سورة
الاحزاب اثبتت الطهارة لذرية ابراهيم فاذا ثبتت لهم الطهارة اذن هم من
الظالمين او ليسوا من الظالمين؟ ليسوا من الظالمين، وبالتالي ينالهم العهد
الالهي والإمامة التي اعطيت لابراهيم الخليل (عليه افضل الصلاة والسلام)،
اذن التفتوا جيداً اذن لا يقول لنا قائل سيدنا هذا البحث مرتبط بابراهيم
الخليل وانتم لماذا تنقلون الحديث من ابراهيم الخليل الى ائمة اهل البيت
(عليه افضل الصلاة والسلام) ما العلاقة بينهما؟ سلّمنا معكم ان الله جعل
الإمامة لابراهيم وسلمنا ان الإمامة تحتاج الى العصمة ولكن لماذا تستدلون
بهذه الآية على ائمة اهل البيت؟ الجواب انا بودي ان المشاهد الكريم يلتفت
الى هذه الحقيقة وانا كررتها مرارا وهو انه لابد ان يلتفت انه هذه الحقائق
التي تثبت لائمة تثبت لابراهيم الخليل او للانبياء السابقين او للاولياء
السابقين نحن بشكل مباشر لا نريد ان نستدل بها لائمة اهل البيت (عليهم افضل
الصلاة والسلام) وانما كل آية من هذه الآيات المباركة لها طريقها المخصوص
للاستدلال بها على إمامة اهل البيت يعني اذا وردت آية مرتبطة بنوح او مقام
مرتبط بابراهيم او مقام مرتبط بموسى او بعيسى او بأي نبي او ولي من اولياء
الله كما وجدتم في الابحاث السابقة نحن تكلمنا عن مقام ذلك العبد الصالح
الذي تعلّم منه موسى الذي هو نبي من انبياء اولو العزم، ولقائل ان يقول
فليكن الامر قبلنا ان عبدا صالحا تعلم منه موسى لماذا تقولون ائمتكم، اذن
لابد ان نسلك الطريق الطبيعي الذي يمكن الاستدلال بالآية للوصول الى اهل
البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام)، اذن الآن بنحو الاجمال وإلا بحث ان هذه
الإمامة الابراهيمية انتقلت الى اهل البيت او لم تنتقل لنا طرق متعددة
ولكن انا بنحو الاجمال ابين اهمية بحث معنى الإمامة الابراهيمية، بحثها
يرتبط بصميم عقيدة مدرسة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) بل بصميم
العقيدة القرآنية لانه نحن اثبتنا بأن هذا البحث بحث قرآني وليس بحثاً
روائياً يعني لا يقول لنا قائل وهذا استدلال برواياتكم موجودة في اصول
الكافي وموجودة في البحار وموجودة كذا ونحن لا نقبل هذه الرواية، لا هذا
الاستدلال استدلال قرآني انا اعيد هذا الاستدلال بشكل منطقي ورياضي ان صح
التعبير، الله (سبحانه وتعالى) اثبت ان الإمامة الابراهيمية إمامة مجعولة
هذا اولاً وثانياً بيّن ان هذه الإمامة التي جعلت لابراهيم الخليل لم تختص
به لم تنقطع وانما استمرت في ذريته بدليل قوله { وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ
لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } اذن القرآن الكريم اثبت الإمامة
الابراهيمية لذرية ابراهيم غير الظالمين منهم الآن نأتي الى ذرية ابراهيم
هل ائمة اهل البيت ايضا من ذرية ابراهيم اما لا؟ الجواب لا اشكال في ذلك،
هل هم من الظالمين او من غير الظالمين؟ بصريح آية سورة الاحزاب والتي اتفقت
كلمة علماء المسلمين انها تشمل عليا وفاطمة والحسن والحسين انهم من
الطاهرين اذن كيف يعقل ان يكونوا من الطاهرين وان يكونوا من الظالمين واي
ظلم اعلى من ظلم الذنب والشرك { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } اذن
القرآن الكريم اثبت طهارتهم واذا ثبت طهارتهم اذن لا يوجد عندهم اي ذنب
واذا لم يكن عندهم ذنب اذن لا يوجد فيهم اي ظلم، لا ظلم لانفسهم ولا ظلم
لغيرهم اذن يكونوا مشمولين للدعاء الابراهيمي والإمامة الابراهيمية مستمرة
فيهم، والشاهد على هذا الفهم اذا تتذكرون دكتور نحن في الابحاث السابقة
قلنا نحاول ان نستدل بالنص القرآني ولكنه نرجع الى الرواية لا للاستدلال لا
لتفسير القرآن بالرواية بل لتأييد فهمنا من الآية في الرواية يعني هذا
الذي فهمناه باعتبار ان فهمنا ليس فهماً معصوماً بل فهم غير معصوم قد يكون
صحيح وقد لا يكون صحيحاً، قد يصيب وقد يخطئ ولكنه عندما نرجع الى الروايات
ونجد انه يؤيد هذا الفهم نستكشف ان ما استظهرناه من النص القرآني استظهار
صحيح، الآن انظروا الى هذا الشاهد الروائي الذي ورد مرارا وتكرارا في كلمات
ائمة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) في الاصول من الكافي الجزء
الاول كتاب الحجة باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته بعد ان يذكر المقام
يقول ان الإمامة خص الله عز وجل بها ابراهيم الخليل، اذن الله خص هذه
الإمامة بابراهيم الخليل بعد النبوة والخلة فقال اني جاعلك للناس إماما،
فقال الخليل سرورا بها ومن ذريتي، يعني طلب هذا المقام لذريته، وتتذكرون
دكتور قلنا بانه هذه العبرة اخذها ابراهيم من نوح لانه نوح الله سبحانه
وتعالى نجد في ذريته ان القرآن يعبّر عن ذرية نوح ماذا؟ انه عمل غير صالح
انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح، ابراهيم الخليل كان يخشى ان يبتلي بما
ابتلى به نوح (عليه افضل الصلاة والسلام) ولذا نجد القرآن الكريم اي مقام
وصل اليه ابراهيم الخليل مباشرة يدعو الله سبحانه وتعالى ان يستمر هذا
المقام في ذريته ومن هذه الموارد هذا المورد، قال ومن ذريتي قال الله تبارك
وتعالى لا ينال عهدي الظالمين، اذن الله استجاب دعاءه او لم يستجب؟ نعم
استجاب ولكن قيّد قال بشرط ان لا تكون الذرية من الظالمين، فابطلت هذه
الآية إمامة كل ظالم الى يوم القيامة وصارت في الصفوة من ذرية ابراهيم ثم
اكرمه الله بان جعلها في ذريته اهل الصفوة والطهارة انظروا الإمام كيف يركز
، مسألة الطهارة باعتبار انه يكون مشمول لقوله في سورة الاحزاب {
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }،{ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ
نَافِلَةً (الى آخرها)} ثم محل الشاهد قال فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن
بعض قرنا فقرنا حتى ورثها الله تعالى النبي فقال جعل وعلا ان اولى الناس
بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين، اذن
اولى من يستحق مقام الإمامة الابراهيمية هو النبي واهل بيته فكانت له خاصة
فقلدها عليا، رسول الله قلدها علياً لانه مصداق الذين آمنوا ومصداق الذرية
ومصداق غير الظالمين لانه هو ممن شمله آية التطهير، قال: بأمر الله تعالى
على رسم ما فرض الله فصارت في ذريته ذرية النبي الاكرم التي هي ذرية
ابراهيم فصارت في ذريته الاصفياء الذين اصطفاهم الله المطهرون الذين اتاهم
الله العلم والايمان فهي في ولد علي خاصة الى يوم القيامة. اذن بهذا يتضح
لنا انه نحن عندما نريد ان نبحث عن معنى الإمامة الابراهيمية وانها مجعولة
اولاً ما معنى الإمامة وانها مجعولة او غير مجعولة لا يقول لنا قائل هذا
بحث قرآني مفيد ولكن ما هي علاقتها بمدرسة اهل البيت؟ الجواب لها ارتباط
وثيق بل لها ارتباط رياضي ان صح التعبير يعني ارتباط منطقي من اقول ارتباط
رياضي ومنطقي يعني لا يمكن التفكيك بينهما من قبل هذه الإمامة الابراهيمية
بالمعنى الذي اشار اليه القرآن الكريم لابد ان يقبل انها مستمرة في ذريته
الى يوم القيامة وهذا اصل ولذا اذا يتذكر المشاهد الكريم نحن عندما بدأنا
ابحاث هذه الدورة الجديدة قلنا ان إمامة ائمة اهل البيت لها اصل قرآني يعني
الإمامة الثابتة لعلي واهل بيته (عليهم افضل الصلاة والسلام) اصلها ثبت في
القرآن ثبت في إمامة ابراهيم.

د.سالم جاري: وجعلها كلمة باقية.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم هذا طرق الاستمرار ولهذا قلت انه عندنا طرق
متعددة لاثبات الاستمرارية ولكنه فقط انا اريد ان اجيب على هذا التساؤل
لماذا انتم تصرون على بحث هذه الإمامة في مسألة الإمامة عندكم لانه مع
الاسف الشديد وهذا مضطر واقعاً ان اقوله هنا مع الاسف الشديد الآن في بعض
الفضائيات اما في بعض الكلمات اما على بعض كلمات على المنابر من بعض
الخطباء يستدل بهذه الآية المباركة لاثبات ائمة اهل البيت وهو قد القائل
يقول ما العلاقة بين هذه الآية وائمة اهل البيت، آية تتحدث عن ابراهيم وهذا
ما سمعناه اتصور في فضائيات متعددة ان هؤلاء الغريب منهم آية مرتبطة
بابراهيم يربطونها بعلي، آية مرتبطة بنوح يربطونها بأهل البيت، آية مرتبطة
باسماعيل يربطونها بالحسين الجواب واقعاً ان هذا الربط وهذا الارتباط
ارتباط منطقي رياضي صحيح وهذا هو ما تعلمناه من مدرسة اهل البيت انتم وجدتم
ان الإمام الرضا (عليه افضل الصلاة والسلام) هو مادة الاستدلال التي انا
بينتها الرواية انا لست مستند الى الرواية ولكن هذه الرواية تعلمني طريقة
الاستدلال بهذه الآية المباركة التي اشرنا اليها، اذن هذه الآية وان كانت
بحسب الظاهر وبحسب المدلول المطابق الاول مرتبطة بابراهيم الخليل (عليه
افضل الصلاة والسلام) ولكن بحسب الدقة وبحسب التحليل وبحسب النص ان صح
التعبير التحليل العقلي لها يوصلنا الى انها تثبت إمامة مستمرة يعني إمامة
ابراهيمية مستمرة الى ان يرث الله الارض ومن عليها، يعني ان الارض تخلو من
إمام او لا تخلو من إمام؟ لا يمكن، إلا اذا خلت من ذرية ابراهيم وصريح
القرآن الكريم يقول { وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي
الظَّالِمِينَ } لم يقل له من قال ان ذريتك مستمرة حتى تطلبها، الله يؤيد
ان الذرية الابراهيمية.

د.سالم جاري: { وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ } صريح القرآن الكريم.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم جزاكم الله خير، هذه ان شاء الله في المقام
اللاحق عندما نأتي لبيان استمرار الإمامة الابراهيمية الى قيام الساعة هناك
نستدل بقوله تعالى { وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ }،
نستدل بقوله كما تفضلتم { وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ }
وهكذا ادلة قرآنية وكلها كما تجدون ان النصوص نصوص قرآنية ليست نصوص
روائية، من صريح القرآن الكريم فاذا كانت الذرية الابراهيمية مستمرة فاذا
كانت الابراهيمة لا تنقطع الى ان يرث الله الارض ومن عليها اذن غير الظالم
منها يملك مقام الإمامة الابراهيمية.

د.سالم جاري: احسنتم ولهذا قرنوا بآل ابراهيم في الصلاة كما صليت على ابراهيم.

سماحة السيد كمال الحيدري: لماذا، باعتبار هذه هي تلك هذا نفس المقام الذي اعطي لابراهيم الخليل (عليه افضل الصلاة والسلام).

د.سالم
جاري: الآن صار واضحا لماذا هذا التلازم حتى في الصلاة ومعنى لماذا { أَمْ
يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ
آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ } جزيتكم خيراً، اذن اتضحت هذه
المقدمة سماحة السيد الآن السؤال الآخر قد يسأل سائل يقول ما حقيقة الإمامة
التي اعطيت لابراهيم الخليل (صلوات الله عليه).

سماحة السيد كمال
الحيدري: احسنتم، ولهذا انا اتصور يعني بودي ان المشاهد الكريم واقعاً
بمقدار ما يمكنه اذا هو اهل تتبع فليكتب هذه النقاط التي اشير اليها اذا لا
فليتأمل وليتدبر جيداً لانه نحن من هنا نريد ان ننطلق الى إمامة ائمة اهل
البيت لانه لا اقل بنحو الاجمال في المقدمة وبالتمهيد الذي مهدنا لهذا
البحث اتضح بانه اذا عرفنا معنى الإمامة الابراهيمية عند ذلك سنعرف معنى
الإمامة التي اعطيت لائمة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) لان هذه
الإمامة إمامة ائمة اهل البيت هي امتداد لإمامة ابراهيم (عليه افضل الصلاة
والسلام) هي امتداد للإمامة المجعولة لابراهيم ليس فقط الإمامة الابراهيمية
بل الإمامة المجعولة لابراهيم الخليل (عليه افضل الصلاة والسلام). في
الواقع اختلفت كلمات المفسرين اختلافا كثيرا في بيان المراد من الإمامة في
هذه الآية المباركة، طبعاً عندما اقول كلمات المفسرين اعم من المدرستين
يعني مدرسة الصحابة ومدرسة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) ولكنه
انا لست بصدد الآن اذكر الاسماء الكثيرة ولكن فقط بنحو الاجمال اريد ان
اقول ان المسألة مورد خلاف شديد بين علماء المدرستين بين المحققين من
المفسرين في المدرستين، ولكنه احاول ان اقف على بعض الآراء والنظريات
والاتجاهات الموجودة في فهم الإمامة في الآية المباركة، الرأي الاول وهو
الذي اختاره جملة من المفسرين قالوا ان المراد من { إِنِّي جَاعِلُكَ
لِلنَّاسِ إِمَامًا } الإمام يعني الرسول، اني جاعلك للناس إماما يعني اني
جاعلك للناس رسولا، كلمة الإمام تساوي الرسول، كيف انه الرسالة تحتاج الى
جعل هنا الإمامة بمعنى الرسالة هذا المعنى يشير اليه الشيخ محمد عبده في
تفسيره المنار الجزء الاول صفحة (395) عبارته واضحة في هذا يقول: فان
الإمامة هنا عبارة عن الرسالة وهي لا تنال بكسب الكاسب لان الرسالة تحتاج
الى تعيين من قبل الله الى نص من قبل الله الى نصب من قبل الله لذا قالت
الآية { اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } الى اخره. هذا
الرأي انا اتصور ان المشاهد الكريم يتفق معي انه رأي واقعاً لا يمكن
الاعتناء به ليس فقط لا يناقش لا يمكن الاعتناء به لماذا؟ واذا كانت هذه هي
الإمامة هي الرسالة اساسا هذا معناه انه في اخريات حياته النبي ابراهيم
صار رسولا مع انه نحن نعلم بانه كان قبل ذلك رسولا نبيا قبل ذلك بمراتب،
هذا اولاً وثانيا الآية المباركة صريحة تقول { وَإِذِ ابْتَلَى
إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ }
يتكلم معه كيف هو ليس برسول، قد اوحي اليه قبل ذلك، ولذا نحن اذا تتذكرون
في بحث مفصل دكتور فيما سبق بينا بادلة مفصلة انه بادلة تاريخية وادلة
مضمونية وادلة روائية وادلة وشواهد لغوية ان الإمامة غير النبوة والرسالة،
لماذا قدمنا هذا البحث حتى نجيب على مثل هذه الآراء، تتذكرون فيما سبق قلنا
الشاهد اللغوي الآية ليست تريد ان تقول كنت رسولا تحصيل حاصل، للمستقبل
ليس للماضي، الشواهد الروائية ايضا كذلك في اخريات حياته وهو كان نبيا رسول
قبل ذلك اذن كل الشواهد تبين لنا بانه لا يمكن ان تكون الإمامة في الآية
المباركة بمعنى الرسالة، اذن هذا الرأي واقعاً رأي لا يمكن الاعتناء به
كثيرا.

د.سالم جاري: بل ومن اضعف الآراء.

سماحة السيد كمال
الحيدري: احسنتم ولذا واقعاً لم اجد في كلمات المفسرين، كثير من المفسرين
يقول فقط رأيته في كلامه ولعله آخرين ايضا يقولون. الرأي الثاني وهو الرأي
الذي اشرتم اليه دكتور وهو انه المراد من الإمامة طبعاً جملة من اعلام
مدرسة الصحابة يقولون بهذا الرأي ان المراد من الإمامة يعني من يؤتم به من
يكون قدوة للآخرين من يكون اسوة للآخرين، هذا المعنى بشكل واضح وصريح
وتفصيلي ايضا اشار اليه من القدماء الفخر الرازي في المجلد الرابع صفحة
(36) قال فالإمام اسم لمن يؤتم به كالازار لما يؤتزر به ان يأتمون بك في
دينك ثم يقول قال اهل التحقيق المراد من الإمام هنا الى آخره، هذا من
القدماء. من المعاصرين ايضا وهو ايضا من المحققين المفسرين في هذا المجال
فهو تفسير التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور التونسي وهذا التفسير
واقعاً ليس متداول كثير في اوساطنا وانا انصح المشاهد الكريم واقعاً الذين
يعنون بالتفاسير المعاصرة هذا التفسير من التفاسير الاساسية المعاصرة لا
اريد ان اقول ما يقوله صحيح ولكن اريد ان اقول انه من التفاسير التي كتبت
بيد انسان عالم لانه في هذا الزمان مع الاسف ان الذين يكتبون التفسير
كثيرون ولكنه المحققون منهم قليلون. هناك ايضا عندما يأتي يقول والإمام
مشتق من الامئ بفتح الهمزة وهو القصد وهو وزن فعال من صيغ الآلة سماعا
كالعماد والنقاب والازار والرداء فاصله ما يحصل به الامئ اي القصد ولما كان
الدال على الطريق يقتدي به السائر دل الإمام على القدوة والهادي. اذن اني
جاعلك للناس إماما يعني اني جاعلك للناس قدوة يقتدى بك، هذا هو الرأي
الثاني. سؤال: هذا الرأي واقعاً يحتاج الى هذه النقطة وهو انه هل يمكن ان
نتعقل ان شخصا يكون نبيا ويكون رسولا وهو من انبياء اولي العزم وليس مقتدى
وليس قدوة وليس اسوة! اساسا له معنى؟! يعني انسان نبي ورسول وخليل ومن
انبياء اولي العزم وقد وصل الى هذه المقامات طبعاً معصوم باعلى درجات
العصمة ولكن يحق للناس ان يقتدوا به او لا يحق؟ يحق، اصلاً هذا المعنى
عندما نقول نبي يعني يقتدى به، عندما نقول رسول يعني يقتدى به، اذن كونه
قدوة كونه اسوة يتضمن نفس معنى النبوة والرسالة مع انه الآية المباركة تريد
ان تعطي مقاما آخر لا يوجد عند ابراهيم الخليل، وبعد اتمام الكلمات ولذا
قال الإمام الرضا قال سرورا بها، تتذكرون الروايات اتخذه عبدا قبل ان يتخذه
نبيا، واتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا، واتخذه رسولا قبل ان يتخذه خليلا،
واتخذه خليلا قبل ان يتخذه إماما، فلما جمع له هذه قال اني جاعلك للناس
إماما، اذن يظهر وهذا ايضا نرجع الى البحث السابق وهو ان الإمامة شيء وراء
النبوة ووراء الرسالة والقدوة والاسوة شيء يتضمن في نفس معنى النبوة ونفس
معنى الاسوة وعلى هذا الاساس نجد بانه جملة من اعلامنا من اعلام مدرسة اهل
البيت منهم السيد السبزواري (قدس الله نفسه) في تفسيره القيّم في مواهب
الرحمن في تفسير القرآن هناك في الجزء الثاني صفحة (11) يقول: ذكر جمع من
المفسرين ان المراد بالإمامة في المقام النبوة ثم اشار وانهم من قال منهم
النبي من يقتدي به الناس ويؤتم به فليست الإمامة شيئا زائداً على النبوة
والرسالة ولكن التأمل في الآية المباركة وسائر الآيات الشريفة والروايات
الواردة تبين لنا انها غير الرسالة وان الإمامة كانت بعد الرسالة ثم يشير
اولاً فلأن ظاهر قوله { وَإِذِ ابْتَلَى } بعد الابتلاء اعطي هذا المقام،
وثانيا قال { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } يشير الى النقطة
اللغوية يعني الاستقبال، وثالثا كذا، وقد روايات مستفيضة يعبّر عنها عن
ائمة اهل البيت على ان إمامة ابراهيم كانت بعد مقام النبوة، وهذا هو البحث
التفصيلي الذي تقدم الحديث عنه فيما سبق، ولذا السيد الطباطبائي (رحمه
الله، قدس الله نفسه) في تفسيره القيّم الميزان المجلد الاول صفحة (270)
بعد ان ينقل هذا الرأي يقول: اني جاعلك للناس إماما أي مقتدى يقتدي بك
الناس ويتبعونك في اقوالك وافعالك فالإمام هو الذي يقتدي ويأتم به الناس
ولذلك ذكر عدة من المفسرين الى آخره ثم يقول لكن هذا القول في غاية السقوط.
من باب الاشارة وجدت بعض اولئك الذين لخصوا الميزان وهذا مما يؤسف له انه
بعض الاقلام بدأت تلخص الميزان ولكنوا ليسوا اهل خبرة بتفسير الميزان ينقل
هذا الرأي يقول هذا رأي السيد الطباطبائي ولم يلتفت الى ذيله يقول لكنه في
غاية السقوط، مع ان السيد الطباطبائي في ذيل العبارة ماذا يقول؟ يقول لكن
هذا القول في غاية السقوط، الى ان يصل يقول بأنه كيف يعقل ان يكون نبيا
ورسولا وليس مقتدى به وليس مطاعا في امته حتى ثم يقال له اني جاعلك للناس
إماما، اساسا هذا معقول ان الانسان يصل الى مقام النبوة والرسالة واولو
العزمية ولكنه بعده لا يحق لا يمكن اتباعه لا يمكن الاقتداء به لا يمكن
الاهتداء بهديه وسنته والغريب انه انت تجد الآن على الفضائيات على الكلمات
على المحاضرات عندما يأتون الى هذه الآية يقولون ليقتدي بك الناس مع انه
صريح الآية وانا اعلم لماذا، لماذا؟ لانهم اذا اعطوا معناها الحقيقي فاذن
في ذريته تأخذ معنى آخر ولذا يعطوها معنى بتعبير السيد الطباطبائي يعطوها
معنى مبتذل معنى ساذج معنى بسيط معنى لا يوحي الى اي بعد عقائدي، انتم
تعلمون مسألة الاقتداء ليست فقط موجودة للانبياء والمرسلين موجودة للصالحين
ايضا موجودة للعلماء ايضا، اذن القضية ليست قضية عقدية وانما قضية
اخلاقية، يعني بعبارة اخرى الهدف اخراج الآية من محتواها العقائدي والعقدي
والايماني وادخالها في مسيرة البعد الاخلاقي البعد القدوتي والاسوتي لذا
عبارة السيد الطباطبائي يقول: ومنشأ هذا التفسير وما يشابهه الابتذال
مبتذلة هذه التفاسير، ثم يقول بعدما جعلتك ولا يصح ان يقال له ما يؤول اليه
وان اختلف الى فلان اذن هذه المواهب الالهية ليست مقصورة على مجرد المعاني
التي يستفاد منها بل دونها حقائق ومعارف الى غير ذلك اذن هذا الرأي ايضا
من الآراء التي لا يمكن الموافقة عليها. الرأي الثالث، هذا الرأي الثالث
وهو الرأي الذي قبله جملة من اعلام المفسرين، وهو الرأي الذي يوجد في مدرسة
اهل البيت يعني جملة من اعلام مفسري مدرسة اهل البيت وايضا من مفسري مدرسة
الصحابة، هذا الرأي يقول ان المراد من الإمامة هنا هي الإمامة السياسية
يعني هي الحكم في الناس بعبارة اخرى نحن عندما نأتي الى مفهوم النبوة
ومفهوم الرسالة نجد ان مفهوم النبوة والرسالة لا يوجد فيها مفهوم الإمامة
بمعنى النبوة حقيقة العلاقة بين الانسان وبين ربه يقول هذا نبي يعني له
ارتباط يتنبأ من الغيب، الرسالة ما هي؟ هي ابلاغ ما تنبأ به يعني ان يبين
الشريعة للناس فيكون رسول الله الى الناس يعني ماذا؟ يعني يصعد المنبر يقول
ايها الناس الله امركم بالصلاة الله امركم بالصوم الله امركم باعطاء
الزكاة، يقول لهم كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم، سؤال: الله
امر بالزكاة، امر بالخمس، اوجب الحج، قال لا تفطروا في شهر رمضان، الآن لو
ان شخصا مولانا لم يعط الزكاة ما هي وظيفة الرسول؟ يقول والله انا بلغته
ولكن هو حر يريد ان يعمل او لا يعمل او القرآن يقول لرسوله خذ من اموالهم
صدقة أي منهم؟ صريح القرآن ما يكتفي بأن الرسول مشرّع وانما مشرّع ومطبق
للشريعة، انا استدللت بقوله تعالى { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ } هذا ليس
تشريع هذا تطبيق الحكم وهذا هو الذي يصطلح عليه في مثل ايامنا بالاسلام
السياسي، يعني الآن مشكلة الانظمة القائمة ليست هي الاسلام في حياة الناس
يقولون اصعدوا المنبر بلغوا تكلموا ارشدوا هذبوا بينوا الاخلاق بينوا
التشريعات ولكن الناس احرار في ان يعملوا او لا يعملوا، ولكنه نظرية
الاسلام السياسي ماذا تقول؟ تقول لا، نبلغهم فمن التزم التزم ومن لم يلتزم
يجبر على الالتزام لا يحق له ان يخالف وهذه هي الإمامة السياسية، الإمامة
السياسية يعني ليست هي بيان التشريعات وانما تطبق الشرع الالهي والشريعة
الالهية في حياة الناس، ومن هنا يعتقد هؤلاء انه لا ملازمة بين مقام النبوة
والرسالة وبين مقام الإمامة يعني يمكن ان يكون ابراهيم كان نبيا وكان
رسولا ولكن بعد لم يؤمر بتطبيق الشريعة في حياة الناس فالآية المباركة قالت
له { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } يعني ماذا؟ يعني الآن ليس فقط
وظيفتك ان تصعد المنبر وتبلغ وانما وظيفتك ان تطبق وان تقيم دولة قائمة
على اساس الشرع الالهي، انا استطعت ان اوصل المطلب دكتور.

د.سالم جاري: احسنتم كثيراً.

سماحة
السيد كمال الحيدري: هذه النظرية الثالثة وهي النظرية التي يتبناها السيد
السبزواري يتبناها جملة من مفسرينا يتبناها جملة من علمائنا ان هذه الآية
المباركة تريد ان تبين ابراهيم الخليل وصل الى مقام الإمامة السياسية في
اخريات حياته.

د.سالم جاري: احسنتم، يعني يخطر ببالي سماحة السيد ان
الخليفة الاول حينما صار خليفة قال لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه الى رسول
الله لقاتلتهم.

سماحة السيد كمال الحيدري: هذه الإمامة السياسية،
او الخليفة الاول عندما حروب الردة على التفسير المشهور لها في التاريخ وهو
انه هؤلاء ارادوا ان يمنعوا الزكاة ولكنه حاربهم، او امير المؤمنين (سلام
الله عليه) عندما لم يطيعوه في الجمل في النهروان في كذا ماذا فعل؟ لم يصعد
المنبر ويبلغ فقط وانما قالتهم لتطبيق حكم الله (سبحانه وتعالى): امرت ان
اقاتل الناس حتى يقولوا لا إله الا الله، القضية ليس ابلغ الناس فقط.

د.سالم جاري: ويقاتلوا على تأويله كما قاتل النبي على تنزيله.

سماحة
السيد كمال الحيدري: جزاكم الله خيراً، اذن التفتوا جيدا هذه النظرية
تعتقد لا ملازمة بين مقام النبوة والرسالة وبين مقام الإمامة فقط يكون
الشخص نبيا ولا رسول كما هو غير الرسول، وقد يكون الشخص نبيا ورسولا وليس
بإمام، وقد يكون الشخص نبيا ورسولا وإماما كما في ابراهيم كما في الخاتم
(صلى الله عليه وآله) فانه كان نبيا ورسولا وإماما، خذ من اموالهم، اقام
دولة في المدينة، نعم في مكة كانت عنده دولة او لم تكن عنده دولا؟ كان نبيا
رسولا كان يبلغ الى ان امر باقامة الدولة هذه هي الإمامة، ثم هنا لابد ان
اشير ان المشاهد الكريم ايضا ان يلتفت بأنه الإمام بين الإمامة وبين النبوة
والرسالة عموم من وجه يعني قد يكون الشخص نبيا ورسولا ولا يكون إماما، وقد
يكون الشخص إماما ولا يكون نبيا ولا رسولاً وقد يكون الشخص نبيا ورسولا
وإماما.

د.سالم جاري: وضحت الفكرة، في الوقت المتبقي سماحة السيد اذا كان لديكم شيء تتمة تفضلوا.

سماحة
السيد كمال الحيدري: هذا الرأي كما قلت بأنه في تفسير مواهب الرحمان للسيد
السبزواري (قدس الله نفسه) يقول فالإمامة هي السلطة الفعلية الالهية على
تنظيم امور الرعية بما يريده رب البرية، اذن الإمامة ليس بمعنى يقتدى به
ليس بمعنى الرسالة الإمامة بمعنى تطبيق الشريعة الالهية يحملهم على تطبيقة
الشريعة في الارض ولا ريب في انها اعلى مقامات الانسانية (السيد السبزواري
يقول) لكونه هذا الذي يريد ان يقوم بهذا المقام وهو ان يطبق شريعة الله في
الارض لكونه أمين الله تعالى في خلقه وامين الخلق بينهم وبين الله تعالى
فلابد ان يكون اعلم الناس باحكام الله تعالى واقتاهم في دينه واعقلهم
واسوسهم يعني سياسي في تركيب امور العباد وتنظيم البلاد بما يفاض عليه من
الله تعالى كما في نبينا الاعظم وابراهيم او الى آخره، اذن التفتوا جيدا
النظرية الثالثة هي هذه النظرية اما الآن هناك نظريات اخرى ان شاء الله اذا
وفقنا لعله ان شاء الله في حلقة اخرى نشير اليها.

د.سالم جاري: اذن
احسنتم كثيراً سماحة السيد، حتى الخليفة عمر حينما جيء بالستة قال الإمام
(عليه السلام) لتحملنهم على المحجة البيضاء.

سماحة السيد كمال
الحيدري: نعم ليس بيان، ولذا انتم تقرأون في زيارة الجامعة وساسة العباد،
هذه ساسة العباد ليس مبين الاحكام، هذا يسوسهم هذا يدبر امرهم هذا إمامهم،
وهذه هي النظرية التي الآن موجودة في الجمهورية الاسلامية وهي نظرية ولاية
الفقيه قائمة على الإمامة السياسية.

د.سالم جاري: احسنتم سماحة
السيد، اذن نستقبل ما لدي الاخوة من الاتصالات والاستفسارات. سماحة السيد
معنا الاخ علاء من العراق تفضلوا.

المتصل الاخ علاء من العراق: السلام عليكم دكتور ورحمة الله.

د.سالم جاري: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل الاخ علاء من العراق: السلام عليكم سماحة السيد ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خير جزاء المحسنين ونشكركم جدا.

سماحة السيد كمال الحيدري: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الله يحفظكم.

المتصل
الاخ علاء من العراق: اقول سماحة السيد اختصارا للوقت هل اظهار المعجزات
من مختصات النبوة والإمامة معاً ام تظهر المعجزات بالنسبة الى منصب الإمامة
بشكل اكثر وشكراً لكم سماحة السيد.

د.سالم جاري: احسنتم وصلت الفكرة شكراً جزيلاً، اذن سماحة السيد معنا الاخ علي من العراق.

المتصل الاخ علي من العراق: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل الاخ علي من العراق: هل الإمام يوحى اليه او لا يوحى اليه؟ السؤال الثاني ما هو الفرق بين النبوة والرسالة.

د.سالم جاري: احسنتم، معنا الاخ محمد من ايران تفضلوا.

المتصل الاخ محمد من ايران: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل
الاخ محمد من ايران: عفوا مولاي فرق الإمامة والولاية التي مذكورة في
الآية القرآنية { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ } ولكن توجد
آية على الإمامة { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } ما هو الفرق، وفي
كتاب الراسخون في العلم انتم بينتم بأن اليقين غير العلم ولكن العلم غير
محدود ورباني فما هو العلم الرباني الذي غير اليقين لان بالعلم الانسان يصل
الى اليقين ونتشكر منك مولاي، في امان الله.

د.سالم جاري: حياكم الله وصلت الفكرة، سماحة السيد نبدأ بسؤال الاخ بايجاز شديد لان الوقت لا يسع.

سماحة
السيد كمال الحيدري: السؤال الاول بأنه هل المعجزات من مختصات النبوة او
تشمل الإمامة، اخي العزيز بانه اساسا المعجزة معناها ان يقوم بأمر خارق
للعادة لا يمكن للغير ان يقوم به هذا الامر ليس من مختصات النبوة بل يشمل
النبي ويشمل الإمام ايضا ومن هنا نحن آمنا بالولاية التكوينية لائمة اهل
البيت ان شاء الله تعالى ويوجد عندي كتاب بالولاية التكوينية ان شاء الله
قريباً سيخرج الى الاسواق ولكنه ليس من المختصات بنحو الاجمال.

د.سالم جاري: احسنتم، بالنسبة لسؤال الاخ ابي علي هل يوحى للإمام.

سماحة
السيد كمال الحيدري: الجواب، الوحي له اقسام متعددة اذا كان المراد من
الوحي الوحي التشريعي يعني يوجد تشريع بعد تشريع رسول الله الجواب لا يوجد
مثل هذا الوحي، ولكن اذا مقصود ارتباط بالملائكة والهام العلوم من الغيب
نعم يوجد عندهم هذا المعنى.

د.سالم جاري: اذن الفرق بين الإمام والولاية انما وليكم واني جاعلك.

سماحة
السيد كمال الحيدري: اما فيما يتعلق بالإمامة والولاية القرآن الكريم
استعمل الإمامة واستعمل الولاية واستعمل الخلافة والروايات استعملت الحجة،
لا تخلو الارض من حجة، اخي العزيز هذه الاصطلاحات المتعددة؛ إمامة، ولاية،
خلافة، حجة، كلها تشير الى حقيقة واحدة ولكن باعتبارات متعددة باعتبار ان
هذا الشخص يخلف الله في عباده نسميه خليفة، باعتبار ان الآخرين يجب عليهم
اطاعته واتباعه يسمى الإمام، وباعتبار انه يجب على الآخرين ان يحبوه وان
يتولوه يسمى ولي، وباعتبار ان الله يحتج به على عباده يسمى الحجة.

د.سالم
جاري: اذن سؤاله الثاني يبقى للحلقة القادمة سماحة آية السيد كمال الحيدري
شكراً جزيلاً لكم، وجزاكم الله تعالى خيرا، ايضا مشاهدينا الكرام اشكركم
والى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الامامة الابراهيمية في القرآن الكريم(القسم الاول)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الامامة الابراهيمية في القرآن الكريم(القسم الثالث)
» الامامة الابراهيمية في القرآن الكريم(القسم الرابع)
» الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم القسم الثالث
» الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم القسم الرابع
» الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم القسم الخامس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور الأمداد :: رجال الإسلام :: السيد كمال الحيدري-
انتقل الى: