طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: لإمامة مقام وراء النبوة والرسالة (القسم الثاني) الإثنين مايو 07, 2012 5:40 am | |
| مقدم البرنامج : سالم جاري
د.سالم جاري: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين محمد وعترته المعصومين، ورحمته تعالى رضوانه على الصحب الكرام الميامين الذين آووا ونصروا وما بدلوا تبديلا حتى اتاهم اليقين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته، نحييكم اطيب تحية ونلتقيكم في هذه الحلقة من برنامج: مطارحات في العقيدة. عنوان هذه الحلقة: الإمامة مقام وراء النبوة والرسالة القسم الثاني. مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة سنقف ان شاء الله تعالى واياكم على جملة من الحقائق المتعلقة بكون مقام الإمامة ومرتبة الإمامة ومنصب الإمامة الالهي يأتي بعد النبوة وبعد الرسالة وانه مختلف عنهما، ما هي الشواهد على ذلك، ما هي الطرق المؤدية الى تصحيح ذلك، كيف يبحث هذا الموضوع، مشاهدينا الكرام احيي باسمكم ضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحبا بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: اهلاً ومرحباً دكتور.
د.سالم جاري: حياكم الله. سماحة السيد عودة اخرى الى هذا الموضوع المهم وقد تحدثتم عنه مشكورين في حلقة سابقة في القسم الاول وهو موضوع ان الإمامة مقام وراء النبوة والرسالة، ارجو من جنابكم الكريم اولا ان تعطوا للمشاهد الكريم خلاصة موجزة لما تم عرضه في القسم الاول من هذا العنوان.
سماحة السيد كمال الحيدري: اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. في الواقع بانه قلنا في الابحاث السابقة بانه هذه الآية المباركة من سورة البقرة وهي قوله تعالى { وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } وقع الكلام بين المفسرين ان هذه الإمامة التي اعطيت لابراهيم الخليل (عليه افضل الصلاة والسلام) هل هي مقام ودرجة غير النبوة والرسالة ام انها تأكيد للمقام الذي كان عند ابراهيم الخليل من مقام النبوة والرسالة، اشرنا الى ان المفسرين اختلفوا فيما بينهم فذهب جملة من المفسرين الكبار الى ان هذه الإمامة هي نفس مقام النبوة والرسالة التي كان قد اعطيها ابراهيم الخليل (عليه افضل الصلاة والسلام) وهذا هو الذي لعله بنى عليه كثير من اتباع مدرسة الصحابة ان هذه الإمامة في الآية المباركة ليست مقاما وراء مقام النبوة والرسالة لابراهيم خليل.
د.سالم جاري: ترادف الفاظ، مجرد الفاظ.
سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم مع اختلاف بعض النقاط او الخصوصيات او الحيثيات. التوجه الآخر او النظرية الاخرى او الوجه الآخر انه لا، ان هذه الآية المباركة تريد ان تبين درجة جديدة ومقاما جديدا وراء المقامات والدرجات التي انتهى اليها ابراهيم الخليل (عليه افضل الصلاة والسلام) يعني ظاهر الآية المباركة تبين لنا ان ابراهيم كان نبيا وكان رسولا كلا هذين المقامين كان موجود عنده وهذا المقام وهو { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } هذه اشارة الى مقام جديد، والى درجة جديدة والى منقبة اضافية انتهى اليها ابراهيم الخليل بعد تلك الابتلاءات التي مرّ بها لان صدر الآية المباركة يقول { وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ (عند ذلك استحق ابراهيم الخليل مقام الإمامة) قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا }، ونحن اتجهنا بهذا الاتجاه يعني اعتقاد مدرسة اهل البيت اتباع مدرسة اهل البيت، علماء مدرسة اهل البيت المفسرون من اهل البيت يعتقدون ان الإمامة التي ذكرت في هذه الآية المباركة هي مقام وراء النبوة ووراء الرسالة التي كانت لابراهيم الخليل، من هنا يتذكر المشاهد الكريم نحن دخلنا في بحث تفصيلي لبيان القرائن والشواهد والادلة التي تثبت هذا الاتجاه وتثبت هذه النظرية وهي ان الإمامة مقام وراء مقام النبوة والرسالة وهي للناس، هنا يتذكر المشاهد الكريم ذكرنا مجموعة من الشواهد المرتبطة بالبعد اللغوي او الادبي او المضموني او التاريخي قلنا مجموعة هذه الشواهد الداخلية في القرآن الكريم تؤيد لنا وتثبت لنا مقام الإمامة شيء وراء مقام النبوة والرسالة، ولكنه انا بودي ان المشاهد الكريم يلتفت الى هذه الحقيقة المنهجية او القاعدة المنهجية التي سأبينها وهي اننا لاننا نعتقد ما ورد في حديث الثقلين لان الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) هكذا قال لنا: اني تارك فيكم ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا، كتاب الله وعترتي اهل بيتي، يعني النبي (صلى الله عليه وآله) النبي الذي قال عنه القرآن الكريم { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } النبي الذي قال عنه القرآن الكريم { وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } هو الذي صرح لنا بهذا النص المتواتر بين علماء المسلمين كما اوضحت ذلك مفصلا في كتاب علم الإمام وهناك بينت ان هذا الحديث متواتر بين علماء المسلمين ولا يوجد الا شاذ خالف في تواتر هذا الحديث وإلا متفق عليه بين علماء المسلمين ان هذا النص صدر من فم الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) يعني بتعبير آخر من مصاديق قوله تعالى { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }، وحيث ان القرآن أمرنا بأنه ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا اذن نحن عندما نريد ان نعمل بآية قرآنية ونفهم آية قرآنية ينبغي ان توجد عندنا شواهد وقرائن روائية صدرت من العترة تؤيد هذا الفهم الذي انتهينا اليه من النص القرآني، يعني النص القرآني هو الاصل لانه نحن نعتقد ان الروايات لابد ان تعرض على كتاب ربنا ولكن ينبغي ان تتضح هذه القاعدة وهو انه اذا انتهينا من خلال الظهور القرآني الى فهم معيّن نحاول ان نرجع الى عدل القرآن الكريم الى العترة (عليهم افضل الصلاة والسلام) لنرى انهم يؤيدون ما فهمناه من الآية او يخطئونا في هذا الفهم، التفتوا جيدا لا اريد ان اجعل المرجعية للرواية، المرجعية لكتاب الله للقرآن، ولكن الروايات تؤيد ما فهمناه من الكتاب الكريم تؤيد ما استوضحناه من الكتاب الكريم وبتعبير آخر تؤيد ما استنطقناه من القرآن الكريم، نحن وقفنا عند الآية المباركة وجدنا ان الآية المباركة بشواهد متعددة في نص الآية المباركة وشواهد اخرى تثبت لنا ان الإمامة مقام وراء مقام النبوة والرسالة، من هنا لابد ان ننتقل الى المقام الثاني او الخطوة الثانية وهو ان الشواهد الروائية النصوص الروائية تؤيد هذا الفهم من الآية المباركة لانك تعلم فهمي من الآية ليس فهما معصوما، ليس فهمي وتفسيري للآية فهم معصوم وانما هو فهم بشري قد يصيب وقد يخطئ، عند ذلك نحتاج ان ندخل الى الخطوة الثانية، ما هي الخطوة الثانية، ان ننتقل الى عدل القرآن الكريم الى من جعلهم النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) عدل القرآن الكريم نسألهم ان ما فهمناه من ظاهر الآية المباركة تؤيدون هذا الفهم او لا تؤيدونه او ترفضونه، من هنا واقعا انا بودي انه لابد ان ننتقل الآن الى النصوص الروائية الواردة في هذا المجال.
د.سالم جاري: احسنتم سماحة السيد، اذن هنا السؤال يأتي ما هي القاعدة التي تعتمدونها في الاستناد على النصوص الروائية يعني هل هناك قاعدة معينة.
سماحة السيد كمال الحيدري: جدا جيد، واقعا انا بودي ان المشاهد الكريم لانه هذه الابحاث التي هي ترتبط ببيان المنهج الآن اتضح للمشاهد الكريم نحن اسسنا قاعدة ان الاصل عندنا هو الظهور القرآني، ما نستفيده من الظواهر القرآنية ولكن نؤيد فهمنا نستشهد على فهمنا من خلال النصوص الروائية، ولكنه يأتي هنا هذا التساؤل الاساس الذي طرحتموه وهو انه ما هي القاعدة التي نعتمدها في قبول الرواية وعدم قبولها، الآن انا لست بصدد دخول البحث التخصصي في هذا المجال انتم تعلمون انه في ابحاث علم الاصول هناك بحث مفصل تخصصي في مسألة حجية الاخبار وان الخبر المتواتر ما هو ومتى يقبل واذا لم يكن متواتر وكان خبر آحاد ما هي شرائط قبول خبر الآحاد، مرادنا من خبر الآحاد بنحو الاجمال يعني الخبر الذي لم يصل الى حد التواتر لم يصل الى الحد القطعي بصدور هذا الخبر او بصدور هذا المحتوى والمضمون من المعصوم (عليه افضل الصلاة والسلام)، في الواقع على مستوى انا اشير الى المنهج الذي اعتمده شخصيا لعله بعض المدارس لا توافق على ذلك ولكنه ما اعتمده شخصيا في هذا المجال ابينه، هنا لابد ان نميز جيدا بين المنهج المتبع في قبول خبر الآحاد او خبر الواحد في المسائل العقائدية والمنهج الذي يعتمد في مسائل فروع الدين، فيما يتعلق بفروع الدين يعني في باب الصلاة في باب الصوم في باب الحج في باب العبادات في باب المعاملات هذه المسائل الفرعية او ما يعبّر عنها بفروع الدين هناك منهج وهو انه لابد ان يتوفر في المخبر الوثاقة، لابد ان تتوفر فيه مجموعة من الشرائط الآن لست بصدد بحثها، الآن حديثي هناك لي بصدد بيان القاعدة التي نعتمدها في مسائل الفروع خبر الواحد متى يعتمد في الفروع ومتى لا يعتمد، هذا بحثته مفصلا في ابحاث الاصول الآن لا اريد ان ادخل فيه، ولكن فيما يتعلق بالمسائل العقائدية هنا بودي ان اشير الى قاعدة ايضاً منهجية واساسية وهو انه المسائل العقائدية تنقسم الى قسمين، قسم من المسائل العقائدية تعد من المسائل العقائدية الاساسية الاصلية كأثبات وجود الله (سبحانه وتعالى) او اثبات نبوة النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه نحتاج فيها الى ادلة قطعية يقينية اما عقلية واما نقلية لاثباتها يعني لا يكفي فيها الدليل غير القطعي لابد ان يكون الدليل واصل الى درجة القطع واليقين مئة في المئة حتى يمكن الاعتماد عليه هذا الدليل، سواء كان هذا الدليل دليلا عقليا او كان هذا الدليل دليلا نقليا، لابد ان يفيد اليقين، هذا نحو من المسائل ولكن هناك نحو آخر من المسائل وهي المسائل العقائدية او المسائل الايمانية التي تعد من الدرجة الثانية لا من الدرجة الاولى يعني لا تعد من المسائل العقائدية الاساسية الاصلية لا تعد من الاركان وانما تعد من شعب هذه الاركان، من شؤون هذه الاركان لنعبر عنها مسائل عقائدية من الدرجة الثانية، اضرب مثال للمشاهد الكريم حتى يتضح، مثلاً اثبات وجود الله هذه مسألة من المسائل العقائدية الاساسية اثبات المعاد هذه مسألة من المسائل العقائدية الاساسية، اما اثبات ان الصراط المستقيم يوم القيامة ما هي خصائصه هذه ايضاً مسألة ولكن ليست مسألة عقائدية من الدرجة الاولى وانما مسألة عقائدية من الدرجة الثانية.
د.سالم جاري: لا يضر الجهل بها كثيرا.
سماحة السيد كمال الحيدري: او العلم بها لا يحتاج الى يقين هذا الذي اريد ان ابينه، او على سبيل المثال في مسائل الإمامة، اصل الإمامة لابد ان يثبت بدليل قطعي اما ان الإمام علمه حصولي او ان علمه علم حضوري هذه ليست من المسائل الاصلية وانما هي من المسائل الفرعية، اذن بودي ان المشاهد الكريم يلتفت الى هذا المنهج الذي اعتمده، فيما يتعلق بالمسائل الاصلية في الامور العقائدية والايمانية لابد من تحصيل اليقين، اما بدليل عقلي قطعي واما بدليل نقلي قطعي يقيني، اما المسائل التي هي من القسم الثاني يعني المسائل الكلامية العقائدية الايمانية التي يراد منها عقد القلب ولكن كانت من الدرجة الثانية هنا يمكن الاعتماد ايضاً على النصوص الروائية وان لم تفد اليقين والقطع ولكنها بشرط تفيد الاطمئنان، اطمئنان النفس بها لا يكفي الظن فيها وانما لابد من حصول الاطمئنان بها، الآن السؤال المطروح هنا، في مثل هذه المسائل اذا انتهينا الى مجموعة من الروايات في هذا المجال هل ايضاً نطبق عليها نفس الضوابط في باب السند يعني سند الرواية لانه هذه المسائل انما طرحتها والقواعد انما اشرت اليها لانه جاءت جملة من التساؤلات سيدنا انكم لا تذكرون في مباحثكم ان هذه الرواية من حيث السند صحيحة وغير صحيحة، فقط تستندون الى الرواية من غير ذلك ان السند الرواية صحيح او غير صحيح، يمكن قبول سند الرواية او لا يمكن قبوله، تأخذون كتاب البحار وتقرأون الرواية، تأخذون كتاب اصول الكافي وتقرأون الرواية من غير الاشارة الى سند الرواية، مع انه الرواية انما تقبل اذا كان سندها يمكن الاعتماد عليه، اذن ما هي الضابطة التي نعتمدها في قبول سند رواية من الروايات اذا كان مضمونه عقدي مرتبط بالمجالات الايمانية بالمجالات العقائدية، الجواب في جملة واحدة بنحو الاختصار ايضا اقول جملة واحدة يعني مختصرة، هو انه واحدة من اهم الطرق التي اعتمدها في تصحيح وقبول رواية وعدم القبول هو ان المضمون اذا كان صحيحا وتاما فانها هذا خير شاهد على ان هذه الرواية صادرة عن النبي او ائمة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام)، هذه القاعدة التي يصطلح عليها في تصحيح السند من خلال المضمون من خلال الدلالة من خلال متن الحديث، يعني نحن عندما نأتي الى اي حديث من الاحاديث يوجد فيه سند ويوجد فيه مضمون هذا المضمون اذا كان تاما اذا كان صحيحا هو يدلنا على ان السند ايضاً يمكن الاعتماد عليه، يعني لا نذهب الى السند مباشرة كما في باب الفروع، في باب الفروع لكي نقبل مضمون رواية اولا نبحث عن سند الرواية ان السند الصحيح او ليس بصحيح ولكنه في باب العقائد عندنا طريق آخر ولعله من الطرق الاساسية التي اعتمدها هو انه انظر الى مضمون الرواية، الى نص الرواية، الى دلالة الرواية الى متن الرواية فاذا ثبت صحة هذا المتن وصحة هذا المضمون وما ورد فيه فهذا يكشف لنا عن انه يمكن قبول هذه الرواية.
د.سالم جاري: طيب احسنتم سماحة السيد، اذن هنا يفهم من كلامكم ان صحة المضمون يعتبر عامل مساعد ومقوي لقبول السند وتصحيح السند ولكن قد يسأل سائل سماحة السيد، يقول ما هي ضابطة صحة المضمون الآن سماحة السيد قال انا اقبل هذه الرواية لان مضمونها صحيح.
سماحة السيد كمال الحيدري: ما هي الطرق التي نعتمدها لتصحيح المضمون، جدا جيد. في الواقع في هذا المجال ايضاً ارجع واقول بودي ان المشاهد الكريم يلتفت جيدا الى ما اقول لانه هذه قواعد نؤسس عليها للابحاث اللاحقة عند ذلك لا يأتي سائل ويسألنا سيدنا على اساس قبلتم هذه الرواية ام لم تقبلوا، صححتم متن هذه الرواية وقبلتم مضمونها او لم تقبلوا على اي اساس، هناك طرق متعددة للتأكد من ان مضمون هذه الرواية صحيح او ليس بصحيح، الطريق الاول هو سند الرواية، اذا كان سند الرواية صحيح فهذا يكشف لنا في كثير من الاحيان ان المضمون يمكن الاعتماد عليه ضمن الشرائط والمواصفات التي لابد الاشارة اليها في محلها في باب العقائد لانه صحة سند الرواية لدليل على صحة المضمون في باب الفروع له شرائط وفي باب الاصول اصول الدين والامور العقائدية له شرائط ومواصفات اخرى الآن لا اريد ان ادخل في تفصيل ذلك البحث، ولكن من الطرق الاخرى المهمة لتصحيح مضمون رواية من الروايات هو ان الدليل العقلي هل يثبت مضمون ذلك النص او لا يثبت مضمونه، يعني نجعل الدليل العقلي طريقاً لاثبات صحة ذلك المضمون الوارد في تلك الرواية، اضرب مثال حتى يتضح للمشاهد الكريم هذا المعنى، انتم عندما تأتون الى كلمات الإمام امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة والسلام) في نهج البلاغة لا اقل عندما ندخل الى الخطبة الاولى من خطب نهج البلاغة، الإمام (سلام الله عليه) يقول: فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه ومن ثناه فقد جزأه ومن جزأه فقد جهله ومن جهله فقد اشار اليه ومن اشار اليه فقد حده جعل له حده، ومن حده فقد عده، جعله معدوداً، ومن عده فقد ابطل ازله (سلام الله عليه)، التفتوا جيدا يقول: انت اذا قلت ان الله يرى، لا يمكن ان تقول انه يرى وليس يشار اليه انت تقول هذا الكتاب يرى معناه اذا رؤي يعني يمكن الاشارة اليه، ومن اشار اليه فقد حده لماذا، لانه وجد هنا والاشارة الى مكان محدد وموضع محدد وجهة محددة اذن بعد لا يوجد في جهة اخرى فاذا اشير اليه صار محدودا يعني في الموضع المشار اليه موجود وفي الموضوع الذي لا يشار به اليه وهو غير موجود فاذن اخلا منه مكانا، يعني صار محدودا يعني يمتد الى ما يشار اليه ومازاد عن ذلك بعد غير موجود.
د.سالم جاري: وإلا اشير الى كل الجهات.
سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم، ولما كان مرئيا، لماذا؟ لانه اذا صار في كل الجهات صار في كل الابعاد لا يمكن ان يشار اليه، الاشار تقتضي مشارا اليه بعينه، محدود في حد معيّن، الإمام (سلام الله عليه)، طبعا هنا الآن ليس حديثنا في مسألة رؤية الله بالعين البصرية وإلا هذا من أهم البراهين التي يقيمها علي امير المؤمنين في نهج البلاغة لاثبات استحالة ان يكون الله مرئيا بالرؤية البصرية، اريد ان اقول ان هذا الكلام الذي ورد في كلام امير المؤمنين انظروا اليه يقول ومن اشار اليه فقد حده ومن حده يعني من جعله محدودا جعله معدودا يعني ماذا؟ يعني العدد ما هو معناه تقول هذا واحد، هذا اثنين، هذا واحد هذا اثنان لابد ان ينتهي هذا الواحد حتى يبدأ العدد الثاني، انت تقول هذا الكتاب الاول هذا الكتاب الثاني يعني هذا لابد ان ينتهي الى حد معيّن حتى يبدأ الثاني والا لو فرضنا ان الكتاب الاول ممتد لا الى نهاية هل يمكن ان يوجد الى جنبه ثاني او لا يوجد، انا الآن اريد ان ادخل الى الحد، يقول ومن حده فقد عده يعني من اشار اليه جعله محدودا ومن جعله محدودا جعله معدودا، التفتوا جيدا، ثم هذه القاعدة الثالثة التي اشار اليها امير المؤمنين قال ومن عده فقد ابطل ازله صار حادث ممكن ليس واجب الوجود قديم، يا امير المؤمنين ما الملازمة لماذا اذا صار الموجود انا وانت معدود نقول هذا انسان واحد هذا اثنين هذا ثلاث هذا اربعة، لماذا ان الموجود اذا صار معدوداً صار غير ازلي؟ يقول لانه اذا صار معدود يعني له حد واذا صار له حد يعني الى حد يوجد والى حد غير موجود فيكون مسبوقاً بعدم، بعبارة اخرى هذا الحد بعد هذا الحد هو موجود او غير موجود؟ غير موجود، فاذا لم يكن موجودا اذن يكون مسبوقا بعدم فاذا صار مسبوقا بعدم يحتاج الى من يوجده، لانه لم يكن ثم كان فيكون بحسب الاستدلال يكون ممكنا متساوي النسبة الى الوجود والعدم، محل الشاهد، وان كان المثال طال لكن محل الشاهد، الآن هذه الرواية وهي الخطبة الاولى من نهج البلاغة هذه سندها صحيح او غير صحيح، الجواب اقول لا احتاج ان ابحث الى سندها لماذا؟ لان هذا المضمون الوارد في حديث الإمام امير المؤمنين الدليل العقلي يكون صحيح، اذن الدليل العقلي ثبت لي مضمون هذا المقطع من كلام امير المؤمنين، اذن انا احتاج الى ان ابحث على صحة السند، بعد لا احتاج ان ابحث، اذن الطريق الاول التفتوا جيدا، الطريق الاول للتثبت من صحة مضمون طبعاً ارجع واقول هذا انما يتم في الامور العقائدية لا في الامور الفرعية لانه في الامور الفرعية صلاة الصبح ركعتان، صلاة المغرب ثلاث ركعات، انه تجهر في هذه، تخفت في هذه، هذه قضايا لا ينالها العقل، لا يمكن ان ندخل الطريق العقلي هناك للتثبت من صحة المضمون، لذا هذه البيانات انما اقولها أين؟ اقولها في المجالات العقائدية الايمانية لا في المجالات الفقهية والفرعية، اذن الطريق الاول للتثبت من صحة مضمون هو اثباته ان الدليل العقلي يساعد على صحة هذا المضمون.
د.سالم جاري: اذن سماحة السيد ضربتم مثالا اول.
سماحة السيد كمال الحيدري: المضمون يمكن اثباته بالدليل العقلي، اذن قاعدة عامة فليلتفت اليها جيدا وهو ان كل مضمون وكل نص ديني وكل رواية كان مضمونها مرتبط بالابحاث العقائدية التي يمكن للعقل ان يثبتها او ينفيها اذا استطاع العقل ان يقيم البرهان على صحة ذلك المضمون فلا نحتاج الى ان نبحث عن صحة السند لان هذا المضمون يثبت لنا ان السند صحيح يعني ان المضمون دليل صحة ذلك السند، قد يقول لنا قائل بودي انه اكمل البحث، قد يكون لنا قائل نحن اذا اقمنا الدليل على صحة حقيقة الدليل العقلي على حقيقة من الحقائق فما هي الحاجة الى النص؟ الجواب كلا، النص هو الذي ارشدنا الى هذا الدليل العقلي، يعني لو لم يقل الإمام امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة والسلام) ومن اشار اليه فقد حده ومن حده فقد عده ومن عده فقد ابطل ازله لعل العقل لم يكن يستطيع ان يقيم برهانا على اثبات وجود الواجب سبحانه وتعالى بهذا النحو، اذن هذا البيان صائب وإلا في كلام الإمام لا يوجد استدلال كلام الإمام ان صح التعبير يوجد شبه فتاوى عقائدية، يقول اذا كان مشارا اليه فهو محدود واذا صار محدود فهو معدود واذا صار معدود فهو ليس بأزلي وانما حادث، يا امير المؤمنين لماذا؟ يقول شغل عقلك حتى تعرف، اذن النص الديني او الرواية هي التي ارشدت العقل الى الاستعانة الى البناء العقلي والاستدلال العقلي لمعرفة ان هذا النص صحيح من الإمام (سلام الله عليه)، مثال آخر قال تعالى في القرآن الكريم { لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا } هذا المضمون القرآني يمكن الاستدلال عليه بقواعد عقلية استدلالية برهانية قطعية، فلو فرضنا ان السند هذا المقنع وان كان هو قرآن وسنده قطعي لو فرضنا ان السند كان غير قطعي فالدليل العقلي يقول لنا ان هذا المضمون صحيح، واذا صح المضمون فمن خلاله نصحح السند.
د.سالم جاري: لان الرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال.
سماحة السيد كمال الحيدري: اذن هذا هو الطريق الاول، الطريق الثاني الذي بودي ولذا انا هنا بين قوسين اخواني الاعزاء بعد لا يأتي بعض الناس ويجلس في الفضائيات ويتكلم انه هذه الكلمات الواردة في نهج البلاغة هل لها سند صحيح او ليس لها سند صحيح، في الواقع ان المتكلم اما جاهل بالمباني والقواعد واما عالم، اذا كان جاهل فلا حديث لنا معه ولذا ينبغي ان يتعلم، واذا كان عالم فلابد ان يعرف ان كثير مما قاله امير المؤمنين في نهج البلاغة يمكن اقامة البرهان العقلي على صحته واذا اقيم البرهان العقلي على صحة ما ورد في نهج البلاغة او في هذا المقطع عند ذلك بعد لا حاجة الى البحث ان السند تام او ليس بتام، الطريق الثاني وهو من الطرق الاساسية التي اعتمدها لمعرفة صحة مضمون رواية من الروايات وان لم تكن تلك الرواية صحيحة السند بحسب موازين علم الرجال، وهو ماذا؟ وهو ان هذا المضمون عندما نبحث في روايات اخرى في ادعية اخرى في كلمات اخرى في شواهد اخرى نجد ان هذا المعنى هذا المضمون هذه الحقيقة تتكرر بالسنة وصياغات متعددة، يعني بعبارة اخرى من خلال جمع القرائن، نحن عندما نجد هذا المضمون صحيح ورد في رواية عندما ننظر الرواية نجد ان الرواية ليست تامة سندا على المباني الرجالية التي يذكرها جملة من الاعلام المتأخرين وان كان فيها كلام كثير، ولكنه سؤالنا هذا وهو ان هذا المضمون هل ورد في نصوص اخرى بصياغات اخرى تؤدي تثبت نفس هذه الحقيقة وتبين هذا المضمون بلسان آخر بصياغة اخرى او لا، اذا وجدنا هنا قرينة تدل على ذلك وهنا قرينة بحساب الاحتمال ودليل الاحتمال الذي اسسه سيدنا الشهيد قدس الله نفسه في كتابه الاساسي والمهم الاسس المنطقية وبينته بشكل واضح وصريح في كتاب المذهب الذاتي في نظرية المعرفة جمع القرائن قد توصل الانسان الى الاطمئنان بصحة مضمون هذه الرواية وان كان السند لا يمكن الاعتماد عليه رجاليا لسبب من الاسباب، اذن الطريق الثاني بعد الطريق الاول وهو اقامة الاستدلال العقلي او الدليل العقلي هو جمع القرائن للاطمئنان ان هذا المضمون صدر من النبي (صلى الله عليه وآله) او صدر من المعصوم (عليه افضل الصلاة والسلام)، اضرب لك مثال، انت عندما تأتي الى بعض الحقائق انا اقربها باعتبار ان الامثلة تقرب المطالب الى ذهن الانسان وهذا منطق القرآن { تِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ} السؤال هنا وهو انه عندما نأتي الى شجاعة امير المؤمنين (سلام الله عليه) او عندما نأتي الى عدل امير المؤمنين (عليه السلام) او عندما نأتي الى زهد علي (عليه افضل الصلاة والسلام) او عندما نأتي الى احتياطه الشديد في بيت مال المسلمين والا بين قوسين ومع الاسف الشديد انهم في المجالات الاخرى لعلهم يذكرون مناقب امير المؤمنين ولكن عندما يأتي وخصوصا اولئك الذين هم في السلطة تجد بانه فيما يتعلق ببيت مال المسلمين ذاك الاحتياط الذي كان يحتاطه علي امير المؤمنين لا تجد منه لا رائحة ولا اثر في تصرفاتهم وسلوكهم واعمالهم وما يقومون به على اي الاحوال، عندما نأتي الى هذه القضية قد نقرأ رواية من الروايات تقول ان عليا امير المؤمنين تدل على صورة من صور شجاعته لو نظرنا الى الرواية تأريخيا قد تكون الرواية ضعيفة السند، ضعيفة بمعنى انها لا تثبت بحسب الموازين الرجالية ولكنه انت عندما تذهب الى واقعة اخرى وواقعة ثالثة وواقعة رابعة يعني تجد التأريخ يذكر لك عشرات الوقائع عن شجاعة علي وعن زهد علي، فلو نظرت الى كل مفردة من هذه المفردات قد لا تجد ان موازين صحة السند منطبقة ولكن مجموعة هذه الشواهد ومن مجموعة الرواة الذين نقلوا يحصل لك الاطمئنان ان مضمون هذا المعنى صحيح اذن الطريق الثاني بالتثبت من صحة المضمون هو جمع القرائن وجمع الشواهد وبحساب الاحتمال نطمئن ان هذا المضمون صحيح ومن خلاله نتثبت ايضا ان السند يمكن الاعتماد عليه. الطريق الثالث الذي اختم به بعد الآن لا يطول بنا الحديث، الطريق الثالث هو عرض ذلك المضمون على الآيات القرآنية على الكتاب لانكم تعلمون ان القرآن الكريم اسس لاساس القواعد العقائدية والدينية اساسا كل ما نحتاج اليه في معارف الدين اسسها قواعدها كلياتها بل بعض تفصيلاتها موجودة في القرآن الكريم ولكن يحتاج انسان يكون خبير بالقرآن من اوله الى آخره ليس ان يكون خبيرا ببعض الآيات بل ان يكون خبيرا بتمام المضمون القرآني، هذا النص هذا المضمون نعرضه على القرآن ليس ان نعرضه على الآية، البعض يتصور انه عندما نقول عرض الحديث او عرض المضمون على القرآن يعني عرضه آية او آيتين لا، تعرضه على تمام القرآن، يعني ماذا تعرضه على تمام القرآن؟ يعني انك تقف انه القرآن ماذا يقول في هذا المجال.
د.سالم جاري: قضية موضوعية.
سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم، يعني تمام القرآن الكريم ماذا يقول ما هي نظريته في هذا المجال، وعلى اساس فهمك لهذا الامر عند ذلك تستطيع ان تقول ان هذا ينسجم مع النص القرآني ينسجم مع القرآن او لا، اضرب ايضاً مثالا للتوضيح، افترضوا جاءتنا رواية تقول ان الله سبحانه يشم منها رائحة التجسيم وان الله جسم او ان الله يرى مثلاً بالعين المجردة ونحو ذلك، وعندما تأتي انت الى النص القرآني والى الآيات القرآنية الروح العامة التي تحكم القرآن الكريم هل هو مثل الاشياء او ليس كمثله شيء، واقعا عندما تجد الروح العامة هذه اذن هذا النص اذا اصطدم مع هذه الروح العامة للقرآن ليس صحيحا حتى لو كان السند صحيحا، اذن لا ندور مدار السند في هذه المسائل العقائدية وانما ندور مدار المضمون وانه ينسجم مع الروح العامة ومع القواعد القرآنية وهذا يكشف لنا عن بعد اساسي انه اخواني الاعزاء ما ينبغي لكل صاحب منبر او فضائية او يخرج هنا او هناك هو واقعا يبدأ يفتي الناس كونوا على ثقة ان الافتاء في المسائل العقائدية اعقد واشد بكثير من الافتاء بالمسائل الفقهية، نحن نجد انه في المسائل الفقهية الانسان ان لم يكن مجتهدا بل ان لم يكن على درجة عالية من الاجتهاد في مثل هذا المجال اذا افتى مسألة فقهية واقعا يحاسب على ذلك لا اقل يحاسب ظاهرا واقعا يحاسب عند الله، وهو عادة الناس لا يفتون والذين يقولون في الفضائيات لا يفتون في المسائل الفقهية وانما يرجعوها الى مراجع الفقه والى الرسائل العملية، ولكن مع الاسف الشديد عندما نأتي الى المسائل العقائدية نجد بكل بساطة مولانا يفتون بفتوى عقائدية عندما نأتي الى المسائل الاخلاقية عندما نأتي الى المسائل الاجتماعية مع ان القرآن ايضاً له ضوابطه ولابد انه من يريد ان يفتي لابد ان تكون متخصصا لهذا المجال لذا هذه نصيحة اقدمها واقعا لكل اخواني وابنائي في هذا المجال انهم فليفتحوا اعينهم جيدا وليحتاطوا جيدا في مسألة الفتوى العقائدية لا انه عندما يجدون رواية في البحار او رواية في اصول الكافي او رواية في اي كتاب ويجعلونها اصلا عقائديا ويبينوها للناس وانما هناك ضوابط لذا انا في كتاب التفقه في الدين طرحت هذه القضية قلت كما انه توجد عندنا رسائل عملية لابد ان توجد عندنا رسائل عقائدية يعني واقعا ان الذي يستند اليه في المسائل العقائدية لابد ان يكون متخصص لابد ان ينقل رأي المتخصص في المسائل العقائدية، كما ننقل رأي المتخصص في المسائل الفقهية لابد ان ننقل رأي المتخصصين في المسائل العقائدية والقرآنية، ولا يتبادر الى ذهن احد بأنه من كان متخصصا في المسائل الفقهية فهو بالضرورة متخصص في المسائل العقائدية والقرآنية، لا لا ملازمة بينهما، لان هذه علوم متعددة فروع متعددة من المعرفة الدينية ولا ملازمة بين ان الانسان اذا كان متخصصا في الفقه فهو بالضرورة يكون متخصصا في العقائد يكون متخصصا في القرآن، يكون متخصصا في الادلة العقلية ونحو ذلك، ولذا اذا اردتم ان تنقلوا قضية عقائدية فتوى عقائدية مسألة عقائدية كبرت او صغرت كيف انكم تحتاطون في المسائل الفقهية حتى في المستحبات والمكروهات لابد ان تستندوا الى الخبير الى المتخصص الى المجتهد في تلك الابواب كذلك في المسائل العقائدية كبيرة كانت او صغيرة ينبغي الرجوع الى المتخصصين في المسائل العقائدية والقرآنية ونحوها ولا تصعدوا المنابر او تجلسوا في الفضائيات وتتكلموا ما تريدون من غير الاستناد الى متخصصين في مثل هذا المجال، اذن على هذا الاساس بودي اذا اتضحت هذه الطرق الثلاثة.
د.سالم جاري: احسنتم، سماحة السيد نأخذ اولا هذا الاتصال ثم يأتي تكملة حديثكم. معنا الاخ ابو ماجد من السعودية تفضلوا.
المتصل الاخ ابو ماجد من السعودية: السلام عليكم.
سالم جاري/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الاخ ابو ماجد من السعودية: سيدنا حقيقة الحلقة كان مضمونها جدا عالي واستفدنا حقيقة من العقائد التي تطرحوها ولكن سؤالي للسيد هل ممكن ان نجد من مضمون هذه الاطمئنان نجده في روايات اهل السنّة؟
سماحة السيد كمال الحيدري: سؤال جيد جدا.
د.سالم جاري: شكراً لكم. معنا الاخ محمود من الجمهورية الاسلامية في ايران تفضلوا.
المتصل الاخ محمود من ايران: السلام عليكم، نسأل من الشيخ كمال الحيدري ان يذكر طرفا من الموازين الرجالية الذي ذكر في كلامه وشكرا.
د.سالم جاري: شكراً لكم. سماحة السيد قبل ان اسألكم السؤال الآخر بالنسبة للاخ ابي ماجد.
سماحة السيد كمال الحيدري: سؤال جدا مهم واقعا، وهو انه هذه القاعدة التي اسست لها وهي جمع القرائن هل هذه القرائن يشترط ان تجمع من الروايات الواردة في مصادر اتباع مدرسة اهل البيت الجواب كلا اخي العزيز، في اي مصدر من المصادر الاسلامية يمكن بل حتى القرائن التي توجد في التوراة والانجيل والكتب السابقة نحن في مسألة جمع القرائن لا نتقيد بكتاب معيّن وبسند معيّن وبمصدر معيّن وانما نحاول ان نجمع القرائن كما انه انت في قضية خارجية لو فرضنا انه شخص جاء اليك ونقل لك حادثة، هذه الحادثة كانت غريبة جدا اذا جاء شخص ثاني ومن مذهب آخر ومن دين آخر ونقل اليك نفس الحادثة هو لم ير الاول انت هل تسأل عن دينه تقول لا هذا قرينة اخرى، وجاء شخص ثالث، اذن مجيء اشخاص متعددين ينقلون لك قضية معينة وهم مختلفون في المذهب مختلفون في الدين مختلفون في الاتجاه، مختلفون في الموازين هذا يكون اقوى مما لو اجتمعوا جميعا تحت مظلة واحدة، اذن جمع القرائن اخي العزيز كما يشمل مصادرنا التي هي في مدرسة اهل البيت يشمل مصادر مدرسة الصحابة ايضاً ومن هنا ايضاً ينبغي للمتخصص في المجالات العقائدية ان يلتفت انه لا فقط يرجع الى مصادر مدرسة اهل البيت وانما يوسع الدائرة ليشمل مصادر علماء المسلمين بل ليشمل مصادر جميع الاديان السماوية.
د.سالم جاري: احسنتم كثيرا، قبل ان نعود الى الاخ محمود معنا الاخ فؤاد من فنلندا، تفضلوا.
المتصل الاخ فؤاد من فنلندا: السلام عليكم.
سالم جاري/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الاخ فؤاد من فنلندا: سيدنا عندي سؤالين، السؤال الاول الا يلزم الدور حيث استدل بالرواية على فهم الآية ثم استدل بالآية القرآنية على اثبات مضمون الرواية، هذا السؤال الاول. السؤال الثاني ما الاضافة التي تضيفها صفة الإمامة عندما يمنحها الله (عز وجل) الى انبيائه يعني ما الكمالات التي تضاف الى النبي عند منحه مقام الإمامة بعد النبوة والرسالة، شكراً جزيلا والسلام عليكم ورحمة الله.
د.سالم جاري: حياكم الله، وعليكم السلام. سماحة السيد قبل الاجابة، معنا الاخ ابو فاضل من بريطانيا تفضلوا.
المتصل الاخ ابو فاضل من بريطانيا: السلام عليكم.
سالم جاري/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الاخ ابو فاضل من بريطانيا: اولاً اشكر قناة الكوثر على هذا البرنامج الرائع واحيي سماحة العلّامة السيد كمال الحيدري الذي اتحفنا ودائما يتحفنا بما هو مفيد، واسأل الله سبحانه وتعالى ان يطيل في عمره الشريف لخدمة دينه الحنيف.
سماحة السيد كمال الحيدري: الله يحفظكم.
المتصل الاخ ابو فاضل من بريطانيا: لدي سؤالان فقط سماحة السيد، اشرتم الى انه صحة المتن او صحة المضمون هو كاشف عن صحة السند في الامور الاعتقادية، سؤالي هو سيدنا ماذا لو كان من ضمن رواة السند رجال ضعاف، اذا كان من ضمن الرواة رجال ضعاف هل ايضاً تصح الرواية، السؤال الثاني ماذا بشأن نسبة الرواية الى المعصوم، لكن في السند رجال ضعاف هل يصح ان ننسب هذه الرواية الى المعصوم او لا، وشكرا لكم سيدنا.
د.سالم جاري: وصلت الفكرة احسنتم. تفضلوا سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: الاخ محمود من ايران في الموازين الرجالية، في الواقع بانه ليس هنا مجالها، ولكن لابين للاخ العزيز الاخ محمود من ايران الموازين الرجالية في الواقع بانه كثير او جملة من القواعد الرجالية التي اسست في معجم رجال الحديث واعتمدها جملة من الاعلام المتأخرين يعني كالسيد الخوئي (قدس الله نفسه) وغيره انا لا اوافقه عليها وانما اعتمد موازين اخرى لتصحيح الروايات ليست بالضرورة هي الموازين التي يذكرها المتأخرون وهذا ما اشرت اليه في ابحاثي الفقهية في فقه المكاسب المحرمة فيمكن للاخ ان يراجع هناك او يتصل بي انا ابين له بعض المباني، يعني هذه الحدية انا لا اتصور ان المباني الرجالية كالرياضيات اذا قال ثقة يقبل اذا لم يقل ثقة فلا يقبل هذه الطريقة في فهم الرجال وسند الرواية حتى في المسائل الفقهية لا اوافق عليه فضلا عن المسائل العقائدية، اما سؤال الاخ فؤاد من فنلندا، السؤال الاول اخي العزيز انت لو ملتفت الى جوابي كان هذا الدور ما يحصل عندك، انا ما قلت بانه اساسا فهم الآية يتوقف على فهم الرواية حتى تقول لي اذن فهم الرواية ايضاً لابد ان يعرض على الكتاب يلزم الدور، ابدا قلت انا ارجع الى ظاهر الآية المباركة يعني مرجعي الاول واستنادي الاول ظاهر القرآن الكريم ولكن انا اريد ان اعرف ان ما فهمته من ظاهر القرآن الكريم هل توجد هناك شواهد من الروايات تؤيد فهمي او لا توجد لا انني اريد ان افسر القرآن بالرواية حتى يلزم الدور لو اردنا ان نصحح الرواية بالقرآن، القرآن افسره بحسب الظاهر وهذا ما بينته مفصلاً اخي فؤاد في كتاب اصول التفسير، هناك بينت منهجي الذي اعتمده في فهم القرآن الكريم.
د.سالم جاري: عذرا سماحة السيد، كأنني فهمت من سؤاله الاول ربما شيئا قريبا مما تفضلتم يقول سماحة السيد ان مضمون الرواية يتوقف على صحة سندها وصحة سند الرواية يتوقف على صحة مضمونها.
سماحة السيد كمال الحيدري: هو ما تكلم، هو تكلم عن الآية القرآنية، لم يتكلم عن الرواية سندا وانما تكلم الدور بين القرآن والرواية ولذا اجبت عليه، فاذن الجواب في جملة واحدة نحن لا نجعل الرواية مفسرا للآية المباركة نحن نستفيد، نعم نستعين بالرواية لتدلنا على ظاهر الآية المباركة، يعني انا عندما اقرأ الروايات اجدها انها توجهني ترشدني الى فهم الآيات بهذه الطريقة وعندما ادخل اليها اجد نعم ان الذي توجهني الآية اليها ظاهر من القرآن الكريم، وبعبارة اخرى منهجي في فهم القرآن هو تفسير القرآن بالقرآن وهذا لا يلغي دور العقل ولا يلغي دور الرواية ولا يلغي دور اهل البيت ولا يلغي دور النبي { لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ }، اما ما هي كمالات الإمامة هذا ان شاء الله اذا تنتظرني في واحدة من المحاور نحن بعد ان اثبتنا ان الإمامة حقيقة وراء النبوة والرسالة يأتي هذا السؤال ما هي هذه الحقيقة، هذا سنقف عليه مفصلاً انه هل هي الإمامة السياسية او انها الإمامة الوجودية والدور الوجودي وهذا ما سنتوفر عليه لاحقا.
د.سالم جاري: احسنتم، بالنسبة الى ابي فاضل من بريطانيا.
سماحة السيد كمال الحيدري: الاخ ابو فاضل بالواقع اخي العزيز بأنه ليس معنى ضعف السند اخي العزيز ليس معناه انه من قاله كذب، معنى ضعف السند في كثير من الاحيان يعني لم يثبت وثاقة الراوي، يعني انا لم يثبت لي انه ثقة ولكنه بالواقع لعله هو الانسان ثقة، اذن مرة ان الرجال يقول فلان كذاب هذا يؤثر ومرة يقول لم تثبت وثاقته هذا لا يؤثر فاذا استطعنا ان نتثبت من صحة المضمون فعدم وثاقة الراوي ليست مانعة من قبول هذا المضمون، نعم اذا ثبت ان الراوي كذاب وانه كذا وكذا وانه مغالي وانه كذا وكانت هناك مضامين لا يمكن اقامة البرهان العقلي عليها لا يمكن الاستدلال عليها من القرآن الكريم عند ذلك لا يمكن الاعتماد.
د.سالم جاري: اذن في دقيقة واحدة سماحة السيد، ايضا السؤال الثاني له علاقة بالاول يقول ايضاً تنسب الرواية الى المعصوم حتى وان كان ضعيفا.
سماحة السيد كمال الحيدري: بعد ان ثبت لنا ان المضمون بطريقة من الطرق صحيحا اما بدليل عقلي اما بخلال عرض على القرآن الكريم واما بخلال جمع القرائن نعم يمكن ان نقول ان هذا صادر من المعصوم بحسب فهمنا بحسب اعتقادنا والا الواقع عند الله (سبحانه وتعالى) يعني بحسب اجتهادنا يمكننا، كما انه في المسائل الفقهية عندما نجتهد وننتهي الى حكم شرعي نسنده الى المعصوم ونقول بحسب فهمنا واعتقادنا ولعل الواقع خلاف ذلك.
د.سالم جاري: احسنتم، وقد قال اهل البيت ذلك (عليهم السلام) قالوا: وان لم نقل ما وافق القرآن والعقل فانسبوه الينا وان نقله. احسنتم، اذن اشكركم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري في ختام هذه الحلقة.
سماحة السيد كمال الحيدري: طبعاً انا اعد الاخوة ان شاء الله هذا البحث اضيف عليه لانه وجدت اهميته والاتصالات الحمد لله كانت كلها جيدة.
د.سالم جاري: الحمد لله، اذن ان شاء الله في الحلقة القادمة تواصل الحديث واشكركم مرة اخرى سماحة السيد واشكر ايضاً الاخوة المشاهدين الكرام والى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه... | |
|