طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: اطلب من الله الأربعاء أغسطس 31, 2011 4:10 am | |
|
هنا قد يتبادر إلى أذهان القراء هذا السؤال: الشخص الذي لا يعرف أحداً ولا شيئاً، ويدخل الحوزة قادماً من أرض بعيدة أو قريبة، كيف وبأية طريقة سيجد الأشخاص الكاملين، ويتعرف عليهم ويستفيد منهم؟.. وبالإضافة إلى ذلك فلنفترض أنه عرفهم ، فهل هم مستعدون لتربية أي كان؟.. والجواب: نعم ، إن الأمر كذلك، ولكن يجب عن طريق التوسل بالأئمة الأطهار عليهم السلام، والتضرع والبكاء بين يدي الله الملك العلام ، الوصول إلى الحلقات التربوية لهؤلاء الأساتذة الكاملين والاستفادة منهم، فإذا كان الشخص متعطشاً إلى الهداية واقعاً ومن صميم القلب، فإن الله تعالى يأخذ بيده ويضعه في يد إنسان حر.
( العطشان يصرخ: أين الماء الزلال، والماء يقول: أين شارب الماء ). [ترجمة بيت شعر فارسي لمولوي].. وتوضح القصة التالية جواب السؤال المتقدم:
يقول العلامة الطباطبائي رحمه الله: عندما كنت في طريقي من تبريز إلى النجف الأشرف للدراسة ، لم أكن أعرف شيئاً عن النجف، ولم أكن أعرف أين أذهب، وماذا أفعل.. كنت في الطريق أفكر دائماً أي درس أدرس؟.. وعلى من أتتلمذ؟.. وأي طريقة أختار ويكون فيها رضا الله تعالى؟.. عندما وصلت إلى النجف الأشرف، وحين الدخول توجهت إلى قبة أمير المؤمنين (ع) وقلت:
يا علي!.. تشرفت بمحضرك لمواصلة الدراسة، ولكني لا أعرف أي نهج أسلك، وأي برنامج أختار، أريد منك أن ترشدني إلى ما فيه صلاحي.
استأجرت منزلاً وسكنته.. وفي الأيام الأولى وقبل أن أبدأ أي درس ، كنت جالساً في البيت أفكر في مستقبلي فجأة طرق الباب، فتحت الباب فرأيت أحد العلماء الكبار سلم ودخل.. جلس في الغرفة ورحب بي، كانت له طلعة جذابة ونورانية جداً، حادثني بكامل الصفاء والصميمية والأنس ، وخلال أحاديثه قرأ لي أشعاراً، وقال لي ما مضمونه: الشخص الذي يأتي إلى النجف بهدف الدراسة من الجيد أن يفكر بالإضافة إلى الدراسة بتهذيب نفسه وتكميلها، وأن لا يغفل عن نفسه.. قال هذا ومضى..
وفي ذلك المجلس أسرني أخلاقه وتصرفاته، وقد أثرت في قلبي كلماته القصار والأخاذة، إلى حد أني عرفت منها برنامجي المستقبلي.. وطيلة الفترة التي كنت فيها في النجف لم أترك محضر ذلك العالم التقي، اشتركت في درسه الأخلاقي واستفدت من سماحته.. ذلك العالم الكبير هو المرحوم آية الله الحاج الميرزا علي القاضي (رضوان الله عليه). يادنامه علامة طباطبائي/120
طريقة الشيخ الكاشي
يحدثنا المرحوم آية الله النجفي القوجاني، عن أستاذه المرحوم الشيخ محمد الكاشي، صاحب الكرامات المشهورة، وعن تأثير حديثه الأخلاقي فيقول:
الشيخ محمد الكاشي الذي قرأت في أصفهان "منظومة السبزواري" عليه، كان غايةً في العلم والتحقيق، وكان مدرّساً جيداً.. ومع أنه كان معروفاً ومجتهداً في المقعول والرياضيات، كان على جانب كبير من القداسة والتدين والرياضيات.
وكان باستمرار قبل الدرس يعظ لمدة ربع ساعة، وكانت موعظته مؤثرة جداً، بحيث كنا نصمم أن ننصرف كلياً عن الدنيا وما فيها، ونهتم بالآخرة. سياحة في الشرق/188
| |
|