في مدرسة الاتقياء
عالمان كبيران . . . المرحوم ملا عبدالله التستري و المرحوم المقدس الاردبيلي ( المتوفى سنة 993 هـ ) جمعهما مجلس كان يحضره جمع من الناس .
تقدم الملا عبدالله التستري بسؤال الى المقدس الاردبيلي ، فرد عليه الاردبيلي قائلا : سوف أجيبك فيما بعد !
و لما أنتهى المجلس أخذ بيد الملا التستري و مشى معهُ صوب الصحراء ( أطراف القرية ) فشرح له جواب السؤال ، فاقتنع به التستري بعد نقاش خفيف ، وكلته قال : لماذا لم تجبني في المجلس بحضور الجميع ؟
قال المقدس الأردبيلي : لو كنا نناقش الموضوع صناك كانت انا و أنت معرضين لهوى النفس ، لأن كل واحد منا كان يريد الانتصار لرأيه ، و كنت أخشى ان يغلب علينا العُجب فيما ول كلّ منا التفوِ لذاته . . . .
فيتحكم فينا حينئذ الرياء و حبّ الظهور ، و تكون لذلك أقرب الى المعصية منا الى الطاعة و القربة الى الله عزّ و جلّ .
و أما في الصحراء حيث لا أحد معنا سوى الله تعالى فلامجال للشيطان ، و لاأرضيّة للرياء و وسوسة النفس .