طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: في مدرسة الأتقياء السبت سبتمبر 03, 2011 3:39 am | |
| الحوار - أدب الاختلاف
{ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن
إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين}..
النحل / 125
في مدرسة الأتقياء
عالمان كبيران.. المرحوم ملا عبد الله التستري والمرحوم المقدس الأردبيلي (المتوفى سنة 993) جمعهما مجلس كان يحضره جمع من الناس..تقدم الملا عبد الله التستري بسؤال إلى المقدس الأردبيلي، فردّ عليه الأردبيلي قائلاً: سوف أجيبك فيما بعد!..
ولما انتهى المجلس أخذ بيد الملا التستري ومشى معه صوب الصحراء (أطراف القرية) فشرح له جواب سؤاله، فاقتنع به التستري بعد نقاش خفيف، ولكنه قال:لماذا لم تجبني في المجلس بحضور الجمع؟..
قال المقدس الأردبيلي:
لو كنا نناقش الموضوع هناك لكنت أنا وأنت معرّضين لهوى النفس، لان كل واحد منا كان يريد الانتصار لرأيه، وكنت أخشى أن يغلب علينا العُجب فيحاول كل منا التفوق لذاته.. فيتحكم فينا حينئذٍ الرياء وحب الظهور، ونكون بذلك أقرب إلى المعصية منا إلى الطاعة والقربة إلى الله عز وجل.
وأما في الصحراء حيث لا أحد معنا سوى الله تعالى فلا مجال للشيطان، ولا أرضية للرياء ووسوسة النفس. عن كتاب حديقة الشيعة
فبهت الذي عمي
من الثابت أن القرآن الكريم فيه آيات محكمات وأخرٌ متشابهات، والمتشابه تعني أنها لا يؤخذ منطوقها اللفظي وما ظهر من معناه الظاهري، بل يراجع الإنسان فيه أهل الذكر والراسخين في العلم.
فمثلاً إن قوله تعالى عن أحوال يوم القيامة: {وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة}. [سورة القيامة/22-23]لا تعني أن الوجوه سوف تنظر إلى الله في ذلك اليوم، كما اعتقده بعض المسلمين من المذاهب الأخرى!..فالوجوه إلى (رحمة) ربها ناظرة يوم القيامة، وليست إلى ذات الله سبحانه، إذ هو ليس بجسم أبداً ليُرى.
ومثل هذه الآية قوله تعالى: {وجاء ربك والملك صفا صفا} لا يعني مجيء الرب سبحانه والملائكة على هيئة الأجسام المادية أبداً.. فقد قال الله تعالى عن نفسه: {وليس كمثله شيء}.
بهذه المناسبة قيل: إن الإمام السيد محسن الحكيم قدس سره لما ورد إلى حج بيت الله الحرام جاءه شيخ ضرير (معروف) ممن يعتقد بظاهر القرآن الحكيم، ولا يؤمن بتأويل الآيات التي لا يستقيم تفسيرها إلا بذلك، فبعد مجاملات ودّية بين الطرفين، فتح الشيخ الضرير بحثاً حول الموضوع!..
فدار بين الشيخ والإمام الحكيم نقاش علمي جيد، هو هل يجب الاقتصار والجمود على ظاهر الألفاظ القرآنية، أم أن لها باطناً لا يفهمه إلا المتدبر العاقل، ومن يتمسك بنهج أهل بيت الرسول محمد (ص)؟..
أصرّ الشيخ (الأعمى) على رأيه بعدم جواز التأويل، وأن الألفاظ القرآنية هي ما نفهمه بظاهرها، فالله تعالى – حسب رأي الشيخ – سوف يُرى بالعين يوم القيامة (ونحن نقول: نعوذ بالله، تعالى عما يصفون).
ولما رآه الإمام الحكيم رحمه الله متعصباً على رأيه، ما كان منه إلا أن يقول للشيخ الأعمى: إذا كان ظاهر اللفظ ولا غير إذن ما قولك في الآية الشريفة: {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلا}!.. سورة الإسراء/ 72
فسكت الشيخ ولم ينطق بكلمة!.. وهكذا بهت الذي عمي!.. هذه القصة نقلها لي أحد كبار العلماء في النجف الأشرف ولا أذكراسمه الآن.
| |
|