طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: الزهد - بساطة العيش الخميس سبتمبر 01, 2011 7:40 am | |
| الزهد - بساطة العيش
القناعة
{لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم...}
الحديد/ 23
قال الصادق (ع):".... إنّ أعلم الناس بالله أخوفهم لله،
وأخوفهم له أعلمهم به، وأعلمهم به أزهدهم فيها ..."
جواهر البحار
سيرة المعصومين
كما تقدمت الإشارة ، كان المعصومون (ع) يعيشون بمنتهى البساطة في المجال المادي ، والتاريخ حافل بالشواهد على ذلك ، وإليك بعض النماذج:
1- جاء في حديث طويل حول الزهراء (ع): ... فنهضت والتفت بشملة لها خلقة (بالية) قد خيطت في إثني عشر مكاناً بسعف النخيل ، فلما خرجت نظر سلمان الفارسي إلى الشملة وبكى وقال:
واحزناه!.. إن بنات قيصر وكسرى لفي السندس والحرير ، وابنة محمد (ص) عليها شملة صوف خلقة قد خيطت في إثني عشر مكاناً.. فلما دخلت فاطمة على النبي (ص) قالت:
يا رسول الله!.. إن سلمان تعجب من لباسي: فوالذي بعثك بالحق ما لي ولعلي منذ خمس سنين إلا مسك كبش نعلف عليها بالنهار بعيرنا ، فإذا كان الليل افترشناه ، وإن مرفقتنا لمن أدم حشوها ليف ، فقال النبي (ص):
يا سلمان!.. إن ابنتي لفي الخيل السوابق. البحار/43/88
ويروي ابن سعد في طبقاته بسنده عن علي (ع) أنه قال:
لقد تزوجت فاطمة وما لي ولها فراش غير جلد كبش ننام عليه بالليل ، ونعلف عليه الناضح بالنهار ، وما لي ولها خادم غيرها. [طبقات ابن سعد/30].
ورغم هذه القناعة وهذا الزهد ، فقد دخل رسول الله (ص) عليها البيت ( ... وفي عنقها قلادة من ذهب كان علي بن أبي طالب (ع) اشتراها لها من فيء له ، فقال النبي (ص):لا يغرنك الناس أن يقولوا بنت محمد وعليك لباس الجبابرة ، فقطعتها وباعتها واشترت بها رقبة فأعتقتها ، فسُرَّ رسول الله (ص) بذلك. البحار: 43/2
2- وروى الصدوق في أماليه: كان النبي (ص) إذا قدم من سفر بدأ بفاطمة (ع) فدخل عليها فأطال عندها المكث ، فخرج مرة في سفر فصنعت فاطمة (ع) مسكتين من ورق (سوارين أو خلخالين من فضة) وقلادة وقرطين وستراً لباب البيت لقدوم أبيها وزوجها عليهما السلام.
فلما قدم رسول الله (ص) ودخل عليها ، فوقف أصحابه على الباب لا يدرون يقفون أو نصرفون لطول مكثه عندها ، فخرج عليهم رسول الله (ص) وقد عرف الغضب في وجهه ، حتى جلس عند المنبر ، فظنت فاطمة عليها السلام أنه إنما فعل ذلك رسول الله (ص) لما رأى من المسكتين والقلادة والقرطين والستر ، فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها ، ونزعت الستر ، فبعثت بهم إلى رسول الله (ص) قالت للرسول: قل له: تقرأ عليك ابنتك السلام وتقول: اجعل هذا في سبيل الله.
فلما أتاه قال: فعلت ، فداها أبوها – ثلاث مرات – ليست الدنيا من محمد ولا من آل محمد ، وكانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة ما سقى فيها كافراً شربة ماء ثم قام فدخل عليها. [البحار:43/20 وهذه الرواية والتي قبلها لا يمكن القبول بهما على ظاهرهما ، بل لا بد من حملها – على فرض صحتها – مع عظمة الزهراء (ع) التي يرضى الله لرضاها ، أن كثيراً من غير المعصومين في زمن الرسول والأزمنة الأخرى لا يقبلون على حطام الدنيا ، فكيف بصاحبة القصة الواجبة صلوات الله عليها(المترجم)].
3- كان علي (ع) ، يشير أحياناً في خطبه ورسائله إلى بساطة عيشه ، ويقول:
أ- والله لقد رقعت مدرعتي هذه ، حتى استحييت من راقعها ، ولقد قال لي قائل: ألا تنبذها عنك؟.. فقلت: اعزب عني ، فعند الصباح يحمد القوم السرى. نهج البلاغة: 160
ب- ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصية ، فوالله ما كنزت من دنياكم تبراً ولا ادخرت من غنائمها وفراً ، ولا أعددت لبالي ثوبي طمراً ، ولا حزت من أرضها شبراً ، ولا أخذت منه إلا كقوت أتان دبرة ، ولهي في عيني أوهى وأهون من عفصة مقرة ، ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل ، ولباب هذا القمح ، ونسائج هذا القز ، ولكن هيهات أن يغلبني هواي ، ويقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة. نفس المصدر/1/45 ولاحظ ح 113 وح 103
| |
|