طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: الإباء وعزة النفس الخميس سبتمبر 01, 2011 7:33 am | |
| الإباء وعزة النفس
{من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه
يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه...}
فاطر/ 10
الملك والحكيم
وينقل الشهيد مطري (رضوان الله عليه) تفاصيل وافية عن لقاء الشاه ناصر الدين بهذا الحكيم الإلهي، فيقول:
في سفره إلى خراسان، كان الشاه ناصر الدين يستقبل من مختلف قطاعات الناس في كل مدينة يصلها، ثم يشيعونه عندما يخرج، إلى أن وصل إلى سبزوار، فاستقبله مختلف قطاعات أهلها، وكان الشخص الوحيد الذي لم يستقبله ولم يزره بحجة أنه معتزل، هو الحكيم والفيلسوف والعارف المعروف الملا هادي السبزواري.
ومن عجيب القضاء أن الشخص الوحيد الذي كان الشاه يفكر برؤيته عن قرب في هذا السفر، هو هذا الرجل الذي كان صيته قد انتشر تدريجياً في جميع أنحاء إيران، وكان الطلاب ينثالون عليه من مختلف الجهات، حتى شكل حوزة علمية عظيمة في سبزوار.
الشاه الذي تعب مما سمع ورأى من التزلف والتملق، قرر أن يذهب بنفسه لزيارة الحكيم، قيل للشاه: الحكيم لا يعرف شاهاً ولا وزيراً.
قال الشاه: ولكن الشاه يعرف الحكيم.
أخبروا الحكيم بالأمر وتم تحديد موعد.. وذات يوم قريب الظهر توجه الشاه مع أحد خدمه إلى منزل الحكيم.
كان البيت عادياً، والمحتويات مثله، وأثناء الحديث قال الشاه:
لكل نعمة شكر، شكر نعمة العلم التدريس والإرشاد، شكر نعمة المال الإعانة والإغاثة، شكر نعمة السلطنة طبعاً قضاء الحوائج، لهذا فإني أرغب أن تطلب مني شيئاً لأوفق للقيام به.
- ليست لي حاجة، ولا أريد شيئاً.
- سمعت أن لك أرضاً زراعية، اسمح لي أن آمر بإعفائها من الطريبة.
- في سجلات مالية الدولة، يحدد المبلغ الذي تدفعه كل مدينة، والتغيير الجزئي لا يغير شيئاً من ذلك – إن لم يأخذوا هذا المبلغ مني أخذوه من غيري حتى لا ينقص المبلغ المحدد عن سبزوار، والشاه لا يرضى أن يكون التخفيف عني أو إعفائي سبباً في فرض مبلغ على الأيتام والعجائز.
بالإ ضافة إلى أن الدولة التي واجبها حفظ أرواح الناس وأموالهم وتترتب عليها نفقات، يجب تأمينها ونحن ندفع ما يترتب علينا من رضى ورغبة.
قال الشاه: أرغب في تناول طعام الغداء في خدمتكم، ومن طعامك الذي تأكله عادة، فلو تأمر أن يأتوا بطعامك.
ودون أن يتحرك الحكيم من مكانه صاح: أحضروا طعامي.
وبسرعة جاؤوا به، طبقاً من الفخار عليه عدة أقراص من الخبز وعدة ملاعق مع إناء مخيض وكمية من الملح، وضعوه أمام الحكيم والشاه.
قال الحكيم: كل فإنه خبز حلال زراعته وحراثته بتعبي، أكل الشاه لقمة.. إلا أنه رأى أنه لم يعتد أكل مثل هذا الطعام، بل هو عنده لا يؤكل، فطلب من الحكيم أن يأذن له ليحمل معه قليلاً من ذلك الخبز تيمناً وتبركاً، وبعد لحظات غادر الشاه منزل الحكيم تتملكه الحيرة والدهشة. داستان راستان/2/68-71
| |
|