طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: تهذيب النفس وجهادها الأربعاء أغسطس 31, 2011 2:47 am | |
|
شروط صدر المتألهين في قبول التلميذ:
كان طلاب العلوم من جميع أنحاء إيران يقصدون شيراز للإستفادة من درس صدر المتألهين، ولكنه لم يكن يقبل التلميذ إلا إذا قَبِل التلميذ أربعة شروط وعمل بها.
الأول: أن لا يكون بصدد تحصيل المال إلا بمقدار تحصيل معاشه.
الثاني: أن لا يكون همه الحصول على موقع اجتماعي.
الثالث: أن لا يعصي.
الرابع: أن لا يقلد. [المراد طبعاً التقليد المذموم في الأصول والعادات(المترجم)].
فإذا قَبِل التلميذ هذه الشروط وعمل بها، كان صدر المتألهين يقبله في عداد تلامذته، ويبقيه في مدرسته، وإلا فإنه كان يطلب منه مغادرة المدرسة.
كان صدر المتألهين يقول: من المستحيل أن يتمكن من هو بصدد تحصيل المال من تحصيل العلم، فتحصيل مال الدنيا وتحصيل العلم عملان متخالفان لا يقترنان.. والشخص الذي يزيد طوله يقل عرضه وتقل ضخامته.. وهكذا طالب تحصيل المال قد يمكنه ذلك إلا أنه حتماً لا يستطيع تحصيل العلم، وأصحاب الثروات الذين يتطاهرون بأنهم علماء هم مراؤون.[ملا صدرا فيلسوف متفكر بزرك إسلامي - (186)].. ومن هذه الشروط في قبول الطلاب يتضح لماذا أن صدر المتألهين أصبح صدرالمتألهين.. وما هو الذي أوصله إلى هذه الدرجة من التقوى والحكمة والعرفان.
وفي الواقع فإن استاذ صدر المتألهين(الميرداماد) هو الذي رباه هذه التربية – ولاستيضاح ذلك نصغي إلى وصية (الميرداماد) لتلميذه في أول يوم اشترك في مجلس درسه.
صدر المتألهين في يوم دراسته الأول:
عندما انتهت أول جلسة اشترك فيها صدر المتألهين في درس (الميرداماد) انتحى به استاذه جانباً وقال له: يا محمد!.. لقد قلت أنا اليوم: أن الشخص الذي يريد دراسة الحكمة يجب أن يهتم بالحكمة العملية،وها أنذا أقول لك: إن الحكمة العملية أمران:
الأول: القيام بجميع واجبات الإسلام.
الثاني: اجتناب كل ما تطلبه النفس الأمارة من أجل أنسها.
أداء الواجبات الدينية ضروري، لأن الطالب عندما يؤديها يستفيد من كل منها فائدة هي لمصلحته.
وأما الأمر الثاني - اجتناب ما تهواه النفس الأمارة- فباعتبار أن طالب الحكمة يجب أن يجتنب تأمين رغبات نفسه.. إن المطيع لنفسه المشتغل بدراسة الحكمة يحتمل في حقه قويا أن يخسر دينه وينحرف عن الصراط المستقيم.[المصدر السابق(50-51). ومن المهم جداً أن يتعلم المدرسون المحترمون من (الميرداماد) عليه الرحمة الذي أرشد تلميذه في الجلسة الأولى إلى الاهتمام بالتقوى ومجانبة الهوى، ويضعوا حداً لإهمال الأساتذة لطلابهم، بحيث أن بعضهم لا يهتم بأخلاق تلميذه رغم علاقته به طيلة سنين عديدة].
| |
|