حقيقة معاوية في حديث رسول الله (ص) ق (4) 17/06/2010
الاثنين, 28 يونيو 2010 00:59
المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج مطارحات في العقيدة، عنوان حلقة الليلة: (حقيقة معاوية في حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)، القسم الرابع) أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم.
المُقدَّم: نذكر الاخوة الكرام وطبعاً تلبية لطلباتكم ولما يدور من قبل سماحة السيد حفظه الله أنه توجد عندنا، سوف يخرج سماحة السيد من الموضوع بعد إتمام أهم المحاور للإجابة على بعض القضايا التي إما ترد عن طريق أسئلة الأخوة عبر البريد الالكتروني أو عبر الاتصالات أو بعض القضايا التي يُبتلى بها الناس كأن تصدر من بعض الفضائيات أو من بعض من يدعون العلم ويحاولون التشويش على أهل الدين وأهل الإيمان فقد ابتدر سماحة السيد مشكوراً للإجابة عن بعض الأسئلة التي تخرج نوعاً ما عن الموضوع.
سؤلنا الأول سماحة السيد هو لماذا الوقوف عند معاوية وبيان مخالفاته للسنة النبوية الشريفة؟
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
في الواقع بأنه ذكرت مراراً في الأبحاث السابقة وفي الحلقات الماضية أنه أساساً هذه الأبحاث عموماً تُطرح لعموم المسلمين في العالم الإسلامي وبطبيعة الحال عندما كان البحث كذلك لابد أن ننظر إلى ما يدور في فلك تلك الأجواء من أفكار ونظريات واتجاهات، من المسائل المهمة التي يحاول الاتجاه الأموي والمدرسة الأموية المعاصرة التي لها امتدادات كبيرة وكثيرة في العالم الإسلامي من حيث يعلم بها البعض أو لا يعلم، نجد أن هناك تزريق ببعض الأفكار المنحرفة ومحاولة تزيين وجهة بني أمية وخصوصاً فيما يتعلق بمعاوية، والقضية ليست وليدة هذا اليوم وإنما أيضاً موجودة في القديم، وحتى لا يتأخر البحث، نجد أن هذه القضية من قديم الزمان أنه كان هناك تركيز على تزيين وتلميع وجه بني أمية وبالخصوص معاوية ويزيد، وهذا ما سنعقد له بحث مستقل في الأبحاث اللاحقة وهو وضع الأحاديث في فضل معاوية وبني أمية ونحو ذلك، يعني هذه الظاهرة نجدها واسعة النطاق بعد ذلك سنشير إلى هذه الظاهرة في الأبحاث اللاحقة، على سبيل المثال لا الحصر يتذكر المشاهد الكريم نحن قلنا أن ابن العربي المالكي في كتابه (العواصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبي، ص207) المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، وصاحب هذا الكتاب هو الذي ينسب إليه أنه قال أن الحسين قتل بسيف جده. يقول: وعجباً، تحت عنوان نكتة، وعجباً
لاستكبار الناس ولاية بني أمية، يعني يستغربون لماذا أن هؤلاء لابد أن يكونوا ولاة، وأول من عقد لهم الولاية رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذن هم يحاولون أنه الولاية التي نحن إذا أردنا أن نعطيها لعلي يقولون لم يقم أي دليل على أن رسول الله أعطى الولاية لعلي، ولكنهم يصرحون هنا أنه أول من عقد الولاية رسول الله، إلى أن يقول: ثم ولى فلان وما زالوا، يعني بني أمية، وما زالوا بعد ذلك يتوغلون في سبيل المجد ويتربون في درج العز حتى أنهتم الأيام إلى منازل الكرام، هؤلاء بني أمية الذين قال عنهم ابن كثير أنهم نواصب بجميع خلفائهم بلا استثناء ابتداءً من معاوية وانتهاء إلى آخر خليفة فيهم، يقول: وقد روى الناس أحاديث فيهم لا أصل لها، فيما يتعلق بهذه الأبحاث التي أشرنا إليها فيما سبق أنه كان يتاجر بالخمر وأنه كان يرابي، ولكن بعض القضايا لم يستطيع أن ينكرها، يقول: فإن قيل أحدث معاوية في الإسلام الحكم بالباطل والقضاء بما لا يحل من استلحاق زياد، هذه القضية لم يستطع أن ينكرها ابن العربي، يقول: قلنا قد بينا في غير موضع أن استلحاق زياد إنما كان لأشياء صحيحة، حتى لو خالف القضاء القطعي لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، هذا هو منطق هذه الطبقة من العلماء، هذا هو منطقهم الذي يقولون أننا نحترم رسول الله وأننا نلتزم بسنة رسول الله. يقول: نعم، وإن فعل ما يخالف قضاء رسول الله ولكنه فعل ذلك لأمور صحيحة وعمل مستقيم نبينه بعد ذكر ما ادعى فيه المدعون من الانحراف عن الاستقامة، إذ لا سبيل إلى تحصيل باطلهم ...
إذن تجدون بكل صلافة وبكل وقاحة يرد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا أتصور بأنه لو كان هناك منصف في مثل هؤلاء الذين يكتبون أو يدافعون عن معاوية لأنكروا على أمثال ابن عربي مثل هذه الكلمات، هذا من القدماء لأنه يقول في عنوان الكتاب، المتوفى سنة 543هـ. وكثير من كلمات ابن العربي أنت تجدها في منهاج السنة لابن تيمية.
أما من المعاصرين بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إلى هذا الكتاب والى مؤلفه والى ما ورد، يقول في كتاب (فضل الخلفاء الراشدين والصحابة، ص139، تحت عنوان خصال معاوية واستخلافه لابن يزيد) وبحث في تمحيص أحداث الفتنة وتبرئة الصحابة عامة) تأليف الشيخ محمد علي مشعل، استاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، اعتنى به الدكتور عبد الباري بن محمد علي مشعل، يعني الابن كتب مقدمة لوالده، يعرف هذا المحقق والده يقول: وكان للوالد دور مهم في تصحيح كتب التأريخ الإسلامي في المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فيما يتعلق بهذه الأبحاث ... وقد أراد الوالد من هذا الكتاب أن يكون دليلاً للدعاة والناشئة من شباب وشابات الأمة يغرس في نفوسهم حب الصحابة وفضلهم. هذا الكلام يقوله ... إلى أن يصل الأمر إلى معاوية، انظروا كيف يريدوا أن يغذوا الدعاة في العالم الإسلامي، وهذا هو السبب في وقوفنا عند معاوية وبني أمية بشكل عام ومعاوية ويزيد بشكل خاص. يقول: قال سعد ابن أبي وقاص: ما رأيت أحداً بعد عثمان أقضى بالحق من معاوية، يعني حتى من علي، لأنه بعد عثمان، وبعد عثمان جاء علي وجاء الحسن، يعني جاء الخليفة الراشد على حد تعبيرهم، جاء من هو من أهل البيت، جاء سبط الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ولكن الذين عمل بالحق هو معاوية. ما رأيت أحداً بعد عثمان أقضى بالحق من معاوية، وقال ابن عباس، وهذه أكثرها بدون مصادر، يقول ابن كثير ولكن أين قاله لا يوجد أي مصدر، وقال ابن عباس: ما رأيت رجلاً أخلق بالملك من معاوية ... إلى أن يقول: وقال ابن تيمية: وكان سيرة معاوية مع رعيته من خيار سيرة الولاة، وكان رعيته يحبونه وقد ثبت في الصحيح. إلى أن يقول: وقال قتادة: لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم هذا المهدي، المهدي المنتظر الذي بشر به النبي الأكرم، هذا الذي يريد أن يمحو سنة رسول الله يكون هو المهدي، وقد ذكر عند الأعمش عمر بن عبد العزيز هو عدله فقال الأعمش: فكيف لو أدركتم معاوية، قالوا: في حلمه، قال: لا والله بل في عدله، هذه كل الصفات التي ثبتت لعلي إنشاء الله سيأتي في وضع الأحاديث. ويقول: وقد بلغ من استقامته على جادة الإسلام أن قال فيه أمثال قتادة ومجاهد وأبي إسحاق السبيعي، وكلها بلا مصدر، كان معاوية هو المهدي، وروى الإمام أحمد في كتاب (الزهد) عمن قال: رأيت معاوية على المنبر بدمشق يخطب الناس وعليه ثوب مرقوع، نفس الصفة التي كانت لعلي كلها لمعاوية، وفي منهاج السنة ج3 ص185، والمنتقى منه ص389 قول الصحابي الجليل أبي الدرداء لأهل الشام: ما رأيت أحداً أشبه صلاة بصلاة رسول الله من إمامكم هذا، يعني
معاوية، يعني حتى صلاة أبو بكر وعمر وصلاة عثمان، علي باعتبار أنهم أعداء له فهو خارج قوس، ولكن هؤلاء يفضلونه على أبي بكر وعمر وعثمان، يقول: ما رأيت أشبه صلاة بصلاة رسول الله من إمامكم هذا، يعني معاوية. وواقعاً لا أريد أن أطيل الكلام لأنه بحثي ليس في هذا ... إلى أن يأتي إلى يزيد بعد أن قال أنه أشبهه بكذا وأنه صاحب الهدي وأنه مطهر، واقعاً مطهر التطهير بالعصمة، يعني هو المعيار بين الحق والباطل، يعني لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق ... إلى أن يأتي إلى يزيد، يقول: ولما قتل الحسين، انظروا التدليس وانظروا ماذا يفعلون بالتأريخ الإسلامي وهو الذي يريدون أن يغذوا به الدعاة والناشئة وهو الذين ينشرونه الآن في جامعاتهم سواء كان في السعودية أو في غيرها وفي أي مكان بنوا فيه جامعة أو مدرسة، هذا الفكر الدخيل، هذا الفكر المنحرف، هذا الفكر الذي يحاول تدمير الإسلام لأن بني أمية وعلى رأسهم معاوية كانت نظريته هي تدمير الإسلام مع حفظ ظاهر الإسلام، يعني هذه هي نظرية المنافقين ولذا قلنا فيما سبق أن معاوية كان رأس النفاق في زمانه.
يقول: ولما قتل الحسين ووصل الخبر إلى دمشق بكاه القريب والبعيد، باعتبار أنه أمة أخرى قتلته ولم يقتله بنو أمية، بكاه القريب والبعيد وبكاه بني أمية رجالاً ونساءً وأطفالاً، ولم يوقد في بيوتهم نار طوال أسبوع، طبعاً كل هذا الكلام يقولوه بلا مصدر، يعني لو صدر من أي واحد من العلماء لأشكل عليه ولكن لأنه في مدح بني أمية ومعاوية ويزيد يقبل ولا يحتاج إلى دليل. يقول: وبكاه بنو أمية رجالاً ونساءً وأطفالاً ولم يوقد في بيوتهم نار طوال اسبوع، وبكى يزيد بكاءً عظيماً، إذا كان البكاء بدعة على الحسين فأول من ابتدعها بنو أمية، يظهر بأنه أول من بكاه ونصب له المصائب والعزاء هم بنو أمية ونحن لا نعلم. هم من جهة يقولون لماذا أنتم تبكون على الحسين ورسول الله لم يفعله، ومن جهة أخرى يقولون أن يزيد بكاه بكاءً عظيماً وأنزل بنو أمية آل البيت ومن معهم في أحسن مكان في بيوت الشام، يعني فندق خمسة نجوم وليس في خربة الشام، يقول: وأنزل بنو أمية آل البيت ومن معهم في أحسن مكان في دمشق ثم خرج أربعون امرأة من نساء بني أمية يشيعن بنات عمهن حتى وصلن إلى المدينة المنورة.
المُقدَّم: هذا فعل أمير المؤمنين مع عائشة.
سماحة السيد كمال الحيدري: ثم يقول: إن يزيد لعب برأس الحسين فليس له من الصحة نصيب، هذا هو الذي يلعبون بالتأريخ، ونحن نعاصرهم فما بالك باللعب بالتأريخ في زمن بني أمية ومعاوية، والبعض يقول لي سيدنا لماذا تقف عند قضية معاوية هل تستحق هذه القضية الوقوف عليها، أخواني الأعزاء لولا خشيتي من الإطالة على المشاهد الكريم لبينت هذا المنهج الأموي والمدرسة الأموية والنظرية الأموية في أبعادها العقائدية والفكرية والسياسية وآثارها إلى يومنا هذا منها استخلاف يزيد، قضية الاستخلاف وجعلها ملكاً عضوض والى يومنا هذا آثارها الآن في كثير من البلدان الإسلامية منشأها هو يزيد، ليس منشأها السنة النبوية وإنما منشأها معاوية وبني أمية وعشرات من البدع المحدثة التي أحدثها هؤلاء.
المُقدَّم: هنا يأتي سؤال سماحة السيد ما هو الغرض من إحداث بدعة الأذان في العيدين وتقديم الخطبة فيهما.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا السؤال يرد وهو أنه ما الفائدة من ذلك، في قناعتي كان بناء معاوية على المخالفة بغض النظر عن وجود فائدة وغاية أو لا، يريد الإخلال بسنة النبي، يريد القضاء على سنة النبي، بنو أمية هذا طبعهم وهذه فطرتهم وهذه جبلتهم، ولذا نحن نجد أن مدرسة أهل البيت اتخذت موقفاً واضحاً من بني أمية، وعندما نقول بني أمية لا نريد هذا الفرد أو هذا، نريد القائمون على المنهج، الأشخاص والنظرية وعلى رأسها معاوية وأمثال معاوية ومن يتبعونهم إلى يومنا هذا. في مقام الجواب أولاً لابد أن تعرفوا بأنه هذه القضية اتفق الجميع على أنها بدعة، يعني إحداث الأذان لصلاة العيدين متفق بين جميع أهل العلم، وقد ذكرناها فيما سبق، ومن الذين أشاروا إلى هذه القضية بشكل واضح وصريح هو ما ورد في (فتح الباري في شرح صحيح البخاري، ج6، ص72) للإمام الحافظ الفقيه زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين البغدادي الدمشقي الشهير بابن رجب الحنبلي، وأنبه على أنه هذا الكتاب هو ليس (فتح الباري في
شرح صحيح البخاري) الذي ذكرناه فيما سبق فلا يخلط المشاهد بينهما، وهذه المصادر بودي أن الأخوة يلتفتوا، هذه المصادر تحقيقاتها جديدة، ولذا لا يقول لي قائل بأني راجعت ولم أجد، حاولوا أن تأخذوا الطبعة التي أشير إليها حتى يمكنكم الرجوع، ابن رجب الحنبلي المتوفى سنة 795هـ، تحقيق أبي معاذ طارق بن عوض الله بن محمد، دار ابن الجوزي، الإصدار الثاني سنة 1430هـ، المملكة العربية السعودية، قال: ولا خلاف بين أهل العلم في هذا، في أن رسول الله وخرج مسلم عن جابر قال: صليت مع النبي العيد بغير أذان ولا إقامة، يقول: ولا خلاف بين أهل العلم في هذا وأن النبي وأبا بكر وعمر كانوا يصلون العيد بغير أذان ولا إقامة، قال مالك: تلك السنة التي لا اختلاف فيها عندنا، واتفق العلماء على أن الأذان والإقامة للعيدين بدعة ومحدث، باتفاق العلماء أن هذه بدعة وأن هذه محدثة وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وقال ابن سيرين، وقال سعيد بن المسيب والزهري: أول من أحدث الأذان في العيدين معاوية كما أشرنا إلى ذلك. أما لماذا؟ قلنا: الأمر الأول هو الإخلال والقضاء وطمس سنة رسول الله وكم له من نظير، الآن لو رجعنا إلى التأريخ ماذا فعل هؤلاء بسنة رسول الله في الصلاة، ماذا فعلوا بسنة رسول الله في الأذان، ماذا فعلوا بسنة رسول الله في الوضوء، لأن رسول الله كان يقول: صلوا كما رأيتموني أصلي.
هذه القضية ليست قضية نظرية وإنما فعل خارجي لرسول الله، يعني صلوا كما رأيتموني أصلي، النبي (صلى الله عليه وآله) لسنين متعددة في كل يوم ثلاث أو خمسة أوقات كان يصلي، بمرآى من الناس، وهنا يأتي سؤال وهو ما السبب في اختلاف الصحابة في ذلك؟ هل كان يصلي في كل يوم بشكل ما مثلاً، يوم كان يسبل يديه ويوم لا يسبلهما، مرة كان يضع يديه على بطنه ومرة لا يفعل، مع أنها قضية عملية، ومئات الصحابة بل آلاف لمئات المرات رأوا رسول الله، لماذا اختلفوا، هذا معناه أن هناك أيدي تلاعبت بكيفية الصلاة، وإلا لو لم يتلاعب أحد بكيفية الصلاة لماذا الآن نجد أن المالكي يصلي بشكل والشافعية يصلون بشكل، واحد يفتح رجليه 95سم، والآخر يلصقهما معاً، وكل يقول هذه سنة رسول. سنة رسول الله كانت واضحة وصلاة رسول الله كانت واضحة، هذا يكشف بشكل واضح وعلمي ودقيق وعقلي أنهم أحدثوا في صلاة رسول الله ما لم يكن في صلاته، وحملوا الناس عليها، ولذا وقع الاختلاف في كيفية صلاة رسول الله.
ومع كل هذا نجد أن بعض الأعلام المعاصرين أشار إلى هذه الحقيقة، قال لماذا أن هؤلاء أحدثوا الأذان في صلاة العيدين وقدموا الخطبة، لأن هذه أيضاً كانت من المحدثات، هذا المعنى أشار إليه في كتاب (فتح المنعم شرح صحيح مسلم، ج4، ص109) الأستاذ الدكتور موسى شاهين لاشين، دار الشروق، وهذا المصدر أشرنا إليه فيما سبق، يقول: وظل الأمر على ذلك، يعني أن صلاة العيد بلا أذان ولا إقامة وأن الخطبة متأخرة عن الصلاة، وظل الأمر على ذلك في عهد أبي بكر وعمر وعثمان، الله أي ظلامة لعلي، أنتم تقولون أنه الخليفة الرابع فاذكروه رابعاً، يعني حدثت البدع في عهد علي، الله أي ظلامة لعلي في التأريخ ومع ذلك يخرج من لا يخجل ولا يستحي ويقول نحن نعتبره الخليفة الرابع، كذبتم وخسئتم أنتم تحبون علي وآله البيت، إذا كنتم تحبون علي وآل البيت لكنتم تتعاملون معهم كما تتعاملون مع الصحابة الآخرين، انظروا، وظل الأمر على ذلك في عهد أبي بكر عمر وعثمان - ويقف، الخلافة الراشدة تقف عند عثمان ولا تستمر إلى علي- فلما كان عهد معاوية وولاته من الأمويين ولما أدخلوا، التفت أيها المشاهد الكريم لا يصرح ولكن أتصور للمشاهد في الأبحاث السابقة، ولما أدخلوا في خطبهم سب من لا يستحق السب، لا يقول علي، ولكنه فيما سبق ذكر أنه علي، ومدح من لا يستحق الثناء يعني معاوية وبنو أمية، أدخلوا في خطبهم سب من لا يستحق السب ومدح من لا يستحق الثناء نفر الناس، كانوا لا يجلسون للخطبة، يعلمون أنهم لابد أن يستمعوا لسب علي فكانوا يتفرقون عن الصلاة قبل الخطبة، وأصبحوا يتقاعسون عن الحضور، قل الحضور، فأحدث الولاة لصلاة العيد أذان حتى يجمع الناس، فكان المسلمون يحضرون الصلاة معهم ثم ينصرفون، لا يجلسون لسماع الخطب، فلا يستمعون لخطبهم فقدم الولاة الخطبة على الصلاة ليلزموا الناس بالسماع، وهكذا كان ...
إذن بهذا الكلام يتضح بشكل واضح وصريح ما هو الهدف الذي من أجله هؤلاء أحدثوا الأذان أولاً ثم قدموا الخطبة كما يقول أحد ا
لأعلام المعاصرين من مدرسة الأزهر لا من المدرسة الأموية التي هي في السعودية.
المُقدَّم: سماحة السيد إذن يأتي سؤال آخر وهو هل هناك موارد أخرى خالف معاوية فيها السنة القطعية.
سماحة السيد كمال الحيدري: الموارد كثيرة جداً ولو أردنا استقصائها جميعاً لوقفنا جميعاً، ولكن أحاول في الحلقة القادمة أو في الحلقتين القادمتين أن أنتهي من هذا البحث وهو ثقيل على نفسي وقلبي ولكن من باب بيان الحقائق التأريخية التي يحاول أن يدلسها أمثال هؤلاء المدلسين والكذبة والمهرجين لبني أمية في زماننا المعاصر تبعاً لأسيادهم ولأوليائهم في ذلك الزمان، نجد أنه من الضروري أن يتضح للمسلمين حقيقة بني أمية وبالخصوص معاوية ويزيد.
قبل أن أشير إلى هذه المخالفة بودي أن أبين حقيقة ثابتة بنص السنة النبوية القطعية وهي أن النبي (صلى الله عليه وآله) حرّم بيع الأصنام، هذا البحث من الأمور التي لا تحتاج إلى بحث كما ورد في (الجامع الصحيح أو صحيح البخاري، ج2، ص123، باب بيع الميتة والأصنام، رقم الحديث 2236) المكتبة السلفية، الرواية عن يزيد بن أبي حبيب عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول وهو بمكة عام الفتح: إن الله ورسوله حرّم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام. إذن بيع الأصنام رسول الله (صلى الله عليه وآله) بشكل واضح في عام الفتح الذي هو عام الطلقاء الذين منهم معاوية وأمثال معاوية من هذه الطبقة، هناك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام. هذه قضية واضحة.
وممن أشار إلى هذه القضية ما ورد في (مسند الإمام أحمد، ج22، ص387) بتحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، الرواية سمعت رسول الله يقول عام الفتح: أن الله ورسوله حرم بيع الخنازير وبيع الميتة وبيع الخمر وبيع الأصنام. يقول المحقق الأرنؤوط إسناد صحيح على شرك مسلم، رجاله ثقات وأخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والبيهقي وأخرجه أبن أبي شيبة وابن حبان ... فالقضية واضحة لا تحتاج البحث.
إذا كان الأمر كذلك تعالوا للنظر أن معاوية الذي يدعون أنه كاتب الوحي وأنه كان يريد الحفاظ على السنة النبوية وأنه لا يوجد منه أقرب صلاة منه بصلاة رسول الله وأنه كان يقيم العدل في الرعية وأنه مهدي هذه الأمة كما ذكر جملة من الأعلام كما ذكر هذا المدلس الكذاب في كتاب (فضل الخلفاء الراشدين) ماذا كان يفعل، واقعاً كان يجتنب التجارة ببيع الأصنام أو أنه كان يتاجر ببيع الأصنام، لا أنه يجوّز بيع الأصنام، قد يكون شخص يجوّز ولكنه لا يتاجر، سيتبين أنه يتاجر كما مر سابقاً أنه كان يتاجر بالخمر، هذا المعنى بشكل واضح وصريح جاء في كتاب (تهذيب الآثار، الحديث رقم 382) هذا الكتاب لم نعرض له فيما سبق وهو لأبي جعفر الطبري، قرأه وخرج أحاديثه محمود محمد شاكر، المراد من أبي جعفر الطبري صاحب التفسير والتأريخ المعروف وهو ابن جرير الطبري، قال: وحدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال: كنت مع مسروق بالسلسلة وهي منطقة بواسط، فمرت عليه سفينة فيها أصنام ذهب وفضة بعث بها معاوية إلى الهند تباع. هذا الذي حرمه رسول الله، هذه السنة النبوية، مرة تجارة بالخمر ومرة تجارة بالأصنام وثالثة مخالفة باستلحاق زياد، رابعة إحداث بدعة الأذان والإقامة والتجارة بالربا، ومع ذلك يخرج جهلتهم في الفضائيات، والله لا أجد عبارة أفضل وأجل البرنامج أن أشير إلى مثل هؤلاء الجهلة ويخرج جهلتهم في فضائياتهم البائسة يقول كلهم في الجنة، كأنه يعزم على الله ويجزم على الله، وإن فعلوا ما فعلوا، هؤلاء واقعاً من أولئك الذين باعوا اخرتهم بدنيا غيرهم، معاوية استمتع بدنياه وأنتم المساكين تبيعون اخرتكم بدنيا معاوية، كلهم في الجنة، أيعقل من يتاجر ويدعي أنه كاتب الوعي ويقال أنه أمير المؤمنين وصلاته أشبه ما تكون بصلاة رسول الله ومع ذلك يكون متاجراً بالخمر وبالأصنام، والله الإنسان يبقى حائراً، انظروا إلى الحديث الذي يقولوه هذا الإنسان الذي لا أعبر عنه إلا بالجاهل، كما قلت أفضل تعبير أنه باع اخرته بدنيا معاوية، يقول: وقد قال (صلى الله عليه وآله) في كتاب (فضل الخلفاء الراشدين) اللهم
أجعله هادياً مهدياً وأهدي به، ولا أعلم ماذا يهدي به، يهدي به في بيع الأصنام والخمر وتغيير السنة والتجارة بالربا والاستلحاق وإحداث البدع، رسول الله يقول في حق معاوية: اللهم أجعله هادياً مهدياً وأهدي به، وهم يهتدون به. إذن هذه القضية كما أشار إليها ابن جرير الطبري في (تهذيب الآثار) من الواضح أن معاوية بالإضافة إلى سيئاته السابقة وبالإضافة إلى رذائله السابقة وبالإضافة إلى كونه رأس النفاق في زمانه كان قد بنى وعقد العز على تغيير سنة رسول الله ومخالفة سنة رسول الله.
المُقدَّم: قد يقال أنكم اعتمدتم منهجاً خاصاً في نقل الأحاديث والنصوص، وهو أن يكون النص صحيحاً فهل أن سند هذا النص صحيح.
سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع إذا يسمح لي المشاهد الكريم هذا النص أقرأه مرة أخرى للمشاهد الكريم، أولاً النص يبدأ بمحمد بن بشار، يعني ابن جرير ينقل عن محمد بن بشار مباشرة، من هو محمد بن بشار؟ انظروا ماذا ورد عنه في (سير أعلام النبلاء، ج12، ص144، ترجمته) للإمام الذهبي، قال: بندار محمد بن بشار بن عثمان الإمام الحافظ راوية الإسلام أبو بكر العبدي البصري بندار لقب بذلك لأنه كان بندار الحديث في عصره ببلده والبندار يعني الحافظ. يقول: روى عنه الستة في كتبهم، يعني هو من شيوخ البخاري ومسلم وغيرهم، وأبو زرعة وأبو حاتم وإبراهيم، إلى أن يقول: وقال إمام الأئمة ابن خزيمة في كتاب (التوحيد) أخبرنا إمام أهل زمانه في العلم والأخبار محمد بن بشار، فلا إشكال في أول الحديث الذي هو محمد بن بشار.
الآن بودي أن يلتفت المشاهد الكريم إلى القضية الثانية وهي تتمة سند الحديث، حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال: كنت مع مسروق. يوجد عبد الرحمن وسفيان والأعمش عن أبي وائل في السند، تعالوا معنا إلى (مسند الإمام أحمد، ج42، ص310) تحقيق الأرنؤوط، بودي أن يطابق المشاهد الكريم بين السندين في السند الأول قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا في (الحديث 25481) هناك قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا عبد الرحمن، هناك قال حدثنا سفيان، وهنا قال حدثنا سفيان، هناك قال حدثنا عن الأعمش وهنا قال عن الأعمش، عن أبي وائل هناك عن أبي وائل، عن مسروق، إذن نفس السند ابتداءً من عبد الرحمن إلى سفيان إلى الأعمش إلى ابي وائل إلى مسروق، انظروا ماذا يقول العلامة شعيب الأرنؤوط يقول: إسناده صحيح على شرط الشيخين. إذن محمد بن بشار لا يوجد فيه إشكال، وكذلك من هو بعد محمد بشار وهم عبد الرحمن وسفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق ايضاً يعبر عنه ويقول: إسناده صحيح على شرط الشيخين. إذن على هذا الأساس تكون الرواية صحيحة.
ولذا فكل تلك المحاولات البائسة التي توجد هنا وهناك لتضعيف هذا الحديث وخصوصاً من خلال أنه عن أن الأعمش كان يدلس عندما يقول الأعمش عن ابي وائل هذه الكلمات لا صحة لها، وهذا كما يقول بأنه صحيح على شرط الشيخين. إذن هذه الرواية أيضاً صحيحة السند من هذه الجهة ولا مجال للبحث فيها.
في الحقل الجديد سوف نستقبل أسئلة الأخوة عن طريق المواقع أو الاتصالات المباشرة أو عن طرق أخرى، لأننا وجدنا من خلال الاتصالات التي وردت للبرنامج أن هناك مجموعة من الأبحاث تحتاج إلى جواب مستعجل لا تتحمل التأخير، ولذا حاولنا أن نستحدث هذا الحقل في آخر كل برنامج من مطارحات في العقيدة نحاول فيه الإجابة على سؤال أو سؤالين من أسئلة المشاهدين الكرام وإن لم تكن في موضوع البحث.
المُقدَّم: في الآونة الأخيرة جرى الحديث عن قضية وهو الزعم بأن لله صورة وشكلاً وأنه يُرى وأنه كذا، هل أن لله تعالى صورة وشكلاً.
سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع هذه المسألة من المسائل المرتبطة بمسألة التوحيد وبمعرفة الله سبحانه وتعالى، كما قال علي أمير المؤمنين: أول الدين معرفته. الآن نريد الوقوف عند معرفة الله لا أقل عند ابن تيمية وأمثال ابن تيمية، ماذا يعتقدون في المعرفة الإلهية، انظروا
إلى كتاب (بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، ص398) تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية، اسم الدراسة المملكة العربية السعودية، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، الأمانة العامة، 1426هـ فهرسة مكتبة الملك، إذن كل ما يوجد في هذا الكتاب لا يستطيع أحد أن يقول أنه منحول عن ابن تيمية، يقول: ما هو معنى الصورة؟ يقول: الصورة بالضم الشكل، عندما نقول صورة الإنسان يعني شكل الإنسان، جمعها صور وهي ما تنتقش به الأعيان وتتميز بها عن غيرها من الشكل والهيئة والحقيقة والصفات، يعني هذا له صورة وشكل وهيئة يتميز بها عن الكتاب الذي له صورة وشكل وهيئة أخرى، والصورة ضربان محسوس الذي يدرك بالعين المجردة، ومعقول يدرك بالمعنى ... إلى أن يقول: قال شيخ الإسلام: الصورة هي الصورة الموجودة في الخارج ولفظ (صور) يدل على ذلك وما من موجود من الموجودات إلا له صورة في الخارج، وما يكون من الوقائع ... إذن الله لابد أن تكون له صورة، ما من موجود إلا له صورة ... إلى أن يقول: والله سبحانه وتعالى أعظم موجود وأكبره وهو الغني بنفسه عما سواه وهو الذي لا تأخذه سنة فرؤيته جائزة عقلاً في الدنيا، وسألها نبي الله موسى عليه السلام وهي واقعة للمؤمنين في الجنة ولهم ولغيرهم في الموقف، يعني للمؤمنين وللكفار، على خلاف في ذلك بين أهل العلم.
إذن لما كان الله له صورة وله شكل وله هيئة يتميز بها عن غيره إذن يمكن أن يرى بهذه العين، يعني كما أنا أرى هذا الكتاب بواسطة عيني لأن له شكل وصورة وهيئة وكيفية، نعم الآن كل الذي يستطيعه هؤلاء بعض عوامهم الذي يخرجون على الفضائيات يسمون أنفسهم أهل العلم يقولون صورة لا كالصور، نحن نعلم أنها صورة لا كالصور، فليس صورته كصورة الفرس، فله صورة غير هذه الصور. يقول له يد ولكن لا كاليد، في النتيجة له يد، المهم أنت تقول أن له يد أو ليس له يد؟ إن قلت أن لا يد له، فماذا تقولون وأنتم تعتمدون على ظاهر القرآن، لو كان له يد، له يد لا كالأيدي، فكل شيء له صورة غير الصورة الأخرى، فالفرس له صورة غير صورة الماء، وصورة الماء غير صورة الماء، والله له صورة ولكن لا كصور هذه الأشياء.
في (ص437) يقول: اتفق الجمهور من السلف والخلف من المتكلمين أن الله تعالى لا يراه أحد بعينه في الدنيا ولم يختلفوا إلا في نبينا، يعني يرى في الاخرة. في الدنيا التفتوا إلى نظرية هؤلاء في معرفة الله، في المعرفة التوحيدية، يعني الله من هو؟ يقولون: المؤمن في الاخرة يراه، وفي الدنيا لا يراه في اليقظة ولكن يراه في النوم، يقول: فالمؤمن قد يرى ربه في المنام في صورة متنوعة على قدر إيمانه ويقينه، يعني كل مؤمن يرى ربه بصورة تختلف عن الصورة الأخرى، فإذا كان إيمانه صحيحاً لم يره إلا في صورة حسنة وإذا كان في إيمانه نقص يرى ما يشبه إيمانه، يعني يرى الله في صورة ناقصة، وإذا كان قبيحاً في الإيمان فيرى الله ...، هذا الله ابن تيمية، هذا الله الذي يعبده ابن تيمية، هذه المعرفة التوحيدية عند ابن تيمية ومن يتباهون بأنهم من أتباع ابن تيمية، هذا هو الذي يقولونه.
إلى أن يقول: وممن أثبتها الإمام أحمد وفلان وفلان. إذن هؤلاء يثبتون أن لله تعالى صورة وشكلاً وكيفية وإنشاء الله أوفق للوقوف عند المباحث التوحيدية لابن تيمية ليتضح ما هو التوحيد الذي يعتقده هذا الإنسان.
المُقدَّم: ما هو شكله تعالى والعياذ بالله وصورته عند من يعتقد ذلك.
سماحة السيد كمال الحيدري: إذا كان الله له صورة وشكل وهم يعتقدون أنه قد يرى في النوم ويعتقدون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) رآه في اليقظة، فما هي صورته؟ صورته كما يقال شيخهم وهو شيخ الإسلام ابن تيمية (بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، ج7، ص290) الصورة، الرؤية، الساق، رؤية النبي النفس، الله له نفس، اليد، الشخص، الغيرة، الصمد، هذه هي مواصفات الله. يقول: وفي هذا الخبر من رواية ابن أبي داود أنه سُئل ابن عباس هل رأى محمد ربه، قال: نعم، قال: وكيف رآه؟ قال: في صورة شاب دونه سترة من لؤلؤة كأن قدميه في خضرة. إذن على صورة إنسان لأنه له وجه كالشاب وله قدمان في خضرة، ومع ذلك يقولون نحن لا نقول الكيفية، فكيف تكون الكيفية، أنه له وجه على صورة، لو كان يقول له صورة ولا يقول كشاب لكنا نرضى صورة لا كالصور،
ولكن يقول صورة شاب يعني صورة بشر. فيقتضي - هذا كلام ابن تيمية وأنا وجدت أن بعض جهلتهم يقول في الفضائيات أن هذه الرواية ليست صحيحة السند، فيظهر أنهم لا يطالعون ولا توجد عندهم معرفة، يظهر أن مسؤوليتي في هذه الحلقات تعليمهم مراجعة كتبهم وأن لا يخرجوا على الناس فيفتضحوا، ارجعوا إلى كتب أكابركم راجعوا، دققوا، طالعوا، انظروا ماذا يقولون.
فيقتضي أنها، أي الرؤية، أنها رؤية عين لا رؤية قلب، إذن هذه صورة بصرية مادية، كما في الحديث الصحيح المرفوع عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال رسول الله: رأيت ربي في صورة شاب أمرد له وفرة جعد قطط في روضة خضراء. المكان مشخص والصورة مشخصة والشعر مشخص، وأمرد لا لحية له، والأمرد المعرى من الشعر كما يقول في المفردات. أمرد له وفرة جعد قطط، الآن ما هو المراد من الجعد وما هو المراد من القطط؟ انظروا ما يقوله العلامة الأرنؤوط في ذيل هذا الحديث من (مسند الإمام أحمد،ج5، ص414) هناك يقول: وسبط الشعر مسترسل الشعر من غير جعودة، والجعد ضد السبط، إذن تارة شعره مسترسل وأخرى مجعد، والقطط الجعد القصير من الشعر. إذن الله وجهه لا لحية فيه، من لا يعرف الله فليعرفه من ابن تيمية وليعبد هذا الموجود، وهو أنه شعره له وفرة وجعد وقطط. والغريب أنا عندما راجعت (صحيح مسلم، ج4، رقم الحديث 2937) قدم له الأستاذ الدكتور مصطفى الزحيلي، رسول الله عندما يعرف الدجال وجدت هناك مجموعة من المواصفات بين الله ابن تيمية والدجال. يقول: غير الدجال أخوفني عليكم؛ إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فامرء حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم إنه - الدجال- شاب قطط. وهنا أضيف إليه الأمرد والأجعد، وإلا تبين أن الدجال يشبه في الصورة صورة رب ابن تيمية الذي يريد أن يعبده، هنيئاً لكم مثل هذا الرب، نحن لا نعبد مثل هذا الرب.
أنا أريد أن أشير في مقابل هذا ما ورد في نصوصنا الصحيحة عن الإمام الرضا بماذا يعرف الحق سبحانه وتعالى، الرواية قال عن صفوان بن يحيى قال: سألني أبو قرة المحدث أن أدخله على أبي الحسن الرضا فاستأذنته في ذلك فأذن لي فدخل عليه السلام فسأله عن الحلال والحرام والأحكام حتى بلغ سؤاله التوحيد فقال أبو قرة: إنا روينا أن الله قسم الرؤية والكلام بين نبيين، فأعطى الكلام لموسى وأعطى الرؤيا لمحمد (صلى الله عليه وآله) فقال أبو الحسن عليه السلام: فمن المبلغ، يظهر أن القضية كانت منتشرة بينهم، فمن المبلغ عن الله إلى الثقلين من الجن والإنس (لا تدركه الأبصار) (ولا يحيطون به شيئاً) (وليس كمثله شيء) أليس محمد، قال السائل: بلى، قال: كيف يجيء رجل إلى الخلق جميعاً فيخبرهم أنه جاء من عند الله وأنه يدعوهم إلى الله بأمر الله فيقول: (لا تدركه الأبصار) ثم يقول: أنا رأيته بعيني وأحطت به علماً وهو على صورة البشر - كما يقول هؤلاء الجهلة أما تستحون- ثم يقول الإمام: ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا أن يكون يأتي من عند الله بشيء ثم يأتي بخلافه من وجه آخر، يظهر أن الإمام الرضا يرى أن هذه المقولة من الزنادقة ... قال أبو قرة: فإنه يقول ... إلى أن قال: فتكذب بالروايات التي تقول بالرؤية، فقال أبو الحسن: إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبتها، نعم، وهذا هو أصل أساسي في المباني العقدية عند مدرسة أهل البيت أن القضية العقدية حتى لو كانت صحيحة السند تعرض على كتاب الله فإن وافقت فبها وإن لم توافق نضرب بها عرض الجدار. وهذا خير دليل عند أئمة أهل البيت على عدم وقوع التحريف في القرآن.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو هادي من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو هادي: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو هادي: نرغب أن يكون لنا نصيب من علمكم الجم، ينطبق عليهم قوله تعالى (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم) وكذلك أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي.
سماحة السيد كمال الحيدري: أنا في الواقع لا أوافق أن الجميع كذلك، نعم رؤوسهم وهؤلاء أهل الضلالة الذين يخرجون على فضائياتهم ويتكلمون في صلواتهم فعموم المسلمين ليسوا كذلك والاتصالات والرسائل التي تصل تفوق حد الإحصاء لأنهم لا يعرفون مثل هذه الحقائق فيتصورون أن هؤلاء يتكلمون باسم أهل السنة والجماعة ويتبين أن هؤلاء يتكلمون بنظرية التجسيم من حيث لا يشعرون.
الأخ أبو هادي: لقد أيقنت أحياناً عندما تقولون أنهم يقولون الأول والثاني والثالث ويقفون ولا يذكرون الإمام علي.
المُقدَّم: شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري كما أشكر الأخوة والأخوات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.