جامعة أهل البيت (عليهم السلام)
توفّي الإمام الباقر (ع) سنة 114 للهجرة، بعد أن أوصى بالإمامة لابنه جعفر الصادق (ع)، وقد ازداد خوف هشام بن عبد الملك من الإمام الصادق عن ذي قبل، لأنّه انصرف إلى متابعة أعمال أبيه، بهمّة ونشاط شابٍّ في الحادية والثلاثين، ممتلئ نشاطاً وحيوية، فاهتمّ بجامعة أهل البيت، التي أسّسها أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، ورعاها من بعده أبناؤه الأطهار، وخاصة أبوه الإمام الباقر عليهم جميعاً أزكى السلام، وشملت نشاطات هذه الجامعة كافة العلوم والمعارف، وكان لها دور كبير في صون الإسلام من الانحراف والتشويه، ونشر تعاليمه وأحكامه.
بعد موت هشام سنة 125 للهجرة، ازداد ضعف الحكم الأمويّ، وقامت في ذلك الوقت جماعتان تناهضان الحكم و تطالبان بالخلافة، والتحق بهما كل المعارضين للحكم.
كانت إحدى هاتين الجماعتين بقيادة أحد أبناء الإمام الحسين (ع)، أمّا الثانية فكانت بقيادة أحد أبناء العباس، عمّ الرسول (ص)، قامت تطالب بالثأر لدماء الشهداء، وادّعت الولاء لآل بيت الرسول (ص).
كان كلّ هذا يجري في وقت انصرف فيه الإمام الصادق إلى العمل على نشر العلوم و المعارف عن طريق إقامة المجالس، التي كان يحضرها كل الذين ينازعون بني أمية الحكم، حتى أنّ العباس السفّاح والمنصور وغيرهما من كبار بني العباس، كانوا يحضرون دروس الإمام، متظاهرين بالولاء لأهل البيت عليهم السلام.