المُقدَّم: بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.
تحية طيبة لكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر الفضائية السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته, هذا موعدكم مع حلقة جديدة من برنامج مطارحات في العقيدة عنوان حلقة هذا الأسبوع (موقف ابن تيمية وأتباعه من حديث الأطيط، القسم الأول) طبعاً هذا القسم الأول وستكون هناك أقسام إنشاء الله تعالى أرحب باسمكم بضيفنا الكريم سماحة آية الله سماحة السيد كمال الحيدري كمال الحيدري, مرحباً بكم سماحة السيد كمال الحيدري.
سماحة السيد كمال الحيدري: أهلاً ومرحباً بكم دكتور.
المُقدَّم: حياكم الله سماحة السيد كمال الحيدري في البدء قبل أن تدخلوا في الموضوع لابد المشاهد يسأل سماحة السيد كمال الحيدري عن مضمون أحاديث الأطيط هذه التي جعلتم لها عنواناً وموضوعاً ما المقصود بالأطيط.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم.
في الواقع ونحن نعيش في مثل هذه الأيام بل وفي مثل هذه الساعات هذه الثورات الشعبية المباركة التي وجدناها في تونس الشقيقة وما نجده في هذه الأيام بل وفي هذه الساعات ما نجده في مصر الكريمة والعزيزة علينا جميعاً.
ومن هنا في الواقع نحن نرفع أيدينا بالدعاء لانتصار هذا الشعب الكريم والمظلوم وكان بودي واقعاً في هذه الليلة لو تتوفر لنا الظروف والشروط المناسبة أن نتكلم في الظروف التي تعيشها المنطقة العربية خصوصاً في هذه الدول المحيطة بنا.
وكذلك ما يتعلق وتأثير ذلك على شعوب المنطقة ومنها الشعب العراقي المظلوم, البعض يحاول أن يبعد هذه العملية عن الشعب العراقي المظلوم بدعوى أنه أساساً الديمقراطية والحرية موجودة في العراق, ولكنه هنا بودي أن أقول واقعاً لحكام العراق الجدد, هؤلاء الذين يتصورون أنهم بمنأى عن مثل هذه الحركات الشعبية الواسعة النطاق التي تشهدها المنطقة, أن الشعب العراقي البطل والصابر والممتحَن قد أدى ما عليه من المسؤولية بانتخابكم, يعني ذهب إلى صناديق الاقتراع وانتخبكم باعتقاد أنكم أهل أمانةٍ وجدٍ واجتهادٍ, من فضاكنه ماذا وجد منكم في هذه السنين.
وخصوصاً في هذه الآونة الأخيرة ماذا وجد منكم, أنا لا أريد واقعاً أن أدخل في هذه القضية وانتم تعلمون أنه ليس من مزاجي الدخول في مثل هذه القضية -لا أقل فعلاً في هذه الظروف- وإلا إذا وجدت أن المسؤولية تقتضي اطمأنوا أني سوف أقوم بهذه المسؤولية كما ينبغي.
واقعاً كان ينبغي أن تقابلوا الشعب العراقي هذا الشعب المظلوم الصابر الممتحَن, أن تقابلوا هذه الأمانة التي حملكم إياها أن تقابلوها بما حمّلكم, من فضاكنه اطمأنوا أخواني وأعزائي أيها الحكام اطمأنوا أن الشعب العراقي المظلوم كما حمّلكم هذه المسؤولية اطمأنوا أنه قادر على أن يستردها منكم في الوقت المناسب.
ولذا قبل فوات الأوان عليكم أن تنتبهوا إلى أنفسكم وإلا أي منطق يقتضي هذا أنه قد نقترب الآن من السنة وإلى الآن لم تشكل الحكومة العراقية, وخصوصاً إذا قيل شكلت, أنتم تعلمون أن أهم الوزارات الأمنية إلى الآن يوجد عليها الاختلاف والاختلاف على ماذا والشعب العراقي يعطي هذه التضحيات بالمائة يومياً ولا استثني أحداً طبعاً قد يقل في مكان ويكثر في مكان من فضاكن الجميع يضحي.
لذا واقعاً أرجو الله (سبحانه وتعالى) بهذه المناسبة واقعاً ليس حديثي -وأنتم تعلمون كما قلت في مقدمة بحث هذه الليلة- كان بودي واقعاً هذه الليلة أن نقف عند هذه القضية أن نعرف قيمة الشعوب أن نعطي للشعوب كرامتها لا فقط حريتها, أعزائي البعض يتصور أن الديمقراطية هي الحرية والذهاب إلى صناديق الاقتراع, لا يا أخي ليس الأمر كذلك, إنما الحرية هي السبيل العيش بكرامة وأي كرامة يعيشها الآن -الآن كل الشعوب أكثر شعوب المنطقة هكذا- وأي كرامة يعيشها هذا الشعب العراقي الذي فقد كل أنواع الخدمة, واقعاً الآن أنتم تجدون أنه هناك تململ في الساحة العراقية في الشعب العراقي وبمختلف قومياته ومذاهبه واتجاهاته ولذا من هنا أوجه رسالة أخوية ونصيحة لهؤلاء الحكام الذين بيدهم مقادير الأمور أن يلتفتوا وأن لا يعيشوا هذه الحالة التي يعيشها هؤلاء الرؤساء الآن لا يعلمون أين منفاهم لا تستقبلهم لا هذه الدولة ولا تستقبلهم تلك الدول التي خدموها لعشرات لعقود متعددة الآن لا يستقبلونهم لا يعلمون أين يذهبون.
نرجو الله (سبحانه وتعالى) أن يكون ذلك لنا درساً واقعاً لحكام العراق الجدد أقول هذا الكلام أن يكون لكم هذا درس وكذلك أن يكون درساً لكل حكام وأمراء وملوك المنطقة أن لا يبتلوا بما ابتلى به أشقائهم من الحكام الذين يسمعون.
وهنا أيضاً بودي دكتور إذا تسمحوا لي دقيقة أو دقيقتين, أوجه رسالة من هنا كنا نأمل من كبار علماء الأزهر الشريف وهذا ما عهدناه من تأريخهم أن ينظموا إلى هذه الحركة الشعبية المباركة بل هذه الثورة التي مضى عليها الآن أيام كثيرة واقعاً كانوا أن ينظموا ويضموا أصواتهم ويعطوا لها الغطاء الديني والشرعي لا أن يستمعوا إلى هذه الأصوات من هنا وهناك من بعض علماء البلاط ومن بعض علماء السلطان ومن بعض علماء الملوك كما سمعنا في الآونة الأخيرة, وأتصور أن الوقت أيضاً لم يفت, الآن بإمكان كبار علماء أزهر الشريف أن ينضموا إلى هذه الحركة إلى هذه الثورة وهذا ما عهدناه من تأريخ الأزهر.
أعتذر للمشاهد الكريم لم يكن بحثي هذه الليلة هذه القضية من فضاكنه وجدت من المسؤولية التاريخية واقعاً لأسجل موقفاً ليس أكثر, وإلا فالحديث ذو شجون -كما يقال- ويستحق منا أن نقف عند هذه المسألة أكثر مما وقفنا لهذه الدقائق.
المُقدَّم: طيب أحسنتم, ثم قد بلغتم سماحة السيد كمال الحيدري.
سماحة السيد كمال الحيدري: نعم.
المُقدَّم: سيدنا ما هو مضمون أحاديث الأطيط.
سماحة السيد كمال الحيدري: في هذه الليلة وأقولها مرة أخرى أن الأذهان الآن منشدة إلى الاحداث المتسارعة في المنطقة من فضاكني وجدت أنه ليس من المناسب أن لا أحضر في هذه الحلقة. أحاديث الأطيط من الأحاديث المشهور في كتب علماء المسلمين، وقبل أن أدخل في سرد هذه الأحاديث وبيان مضمونها وما تشتمل عليها ولأقف عند سندها وتوجيهات العلماء لها، بودي أن أشير في المقدمة ما هو المراد من الاطيط، عندما نقول أحاديث الأطيط ماذا يريد اللغويون من الأطيط؟
في كتاب (النهاية في غريب الحديث والأثر، ص40) للإمام الجزري ابن الأثير، أشرف عليه وقدم له ودقق، دار ابن الجوزي، ومن يملك الكتاب أو نسخ أخرى وطبعات أخرى في مادة (أطط) يقول: (أطط فيه أطة السماء وحق لها أن تأط، الأطيط صوت الأقتاب) التي تحمل على الجمال (وأطيط الإبل أصواتها وحنينها أي أن كثرة ما فيها من الملائكة قد أثقلها حتى أطت) أي صدر منها هذه الأصوات، وهذا مثل، يقول بأنه لا يراد منه أطيط يعني هذا الصوت المتعارف، يقول: (هذا مثل، وإيذان بكثرة الملائكة وإن لم يكن ثم أطيط) يعني صوت كهذه الاصوات أو صوت لا كالاصوات، ليس الأمر كذلك وإنما هي (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) وإنما هو كلام تقريب اريد به تقرير عظمة الله تعالى.
هذه واحدة من أوجه بيان مضمون هذه الروايات، الآن محل الشاهد عندي في كتاب النهاية أن الأطيط هو الصوت الخاص. هذا مورد.
المورد الثاني: ما ورد في كتاب (الغريبين في القرآن والحديث، ج1، ص80) تصنيف العلامة أبي عبيدة صاحب الأزهر، العلامة محمد الهروي صاحب الأزهري، المتوفى سنة 1401هـ، تحقيق أحمد فريد، الناشر مكتبة نزار مصطفى الباز، المملكة العربية السعودية، الطبعة الثانية، سنة 1428هـ، يقول: (وفي الحديث وله أطيط كأطيط الرحل) الرحل الذي يوضع على الجمال، الأطيط نقيض صوت المحامل. (وأطيط الإبل صوتها، يقال لا أفعله ما أطت الإبل ...).
إذن من هنا يتضح أن الأطيط يراد به هو الصوت الخاص الذي يخرج من الشيء إذا حمل عليه ما يثقل ذلك الشيء، وإلا إذا لم يوضع عليه ما يثقله لا يصدر منه هذا الصوت.
إذا اتضح ذلك تعالوا معنا إلى الروايات الواردة في المقام، الروايات وردت في مصادر متعددة، من هذه المصادر ما ورد في تفسير الطبري (جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ج4، في ذيل آية الكرسي) لأبي جعفر الطبري، تحقيق الدكتور عبد الله بن المحسن التركي، دار عالم الكتب، يقول: (ما هو المراد من الكرسي، وسع كرسيه السموات والأرض) يقول توجد أقوال متعددة: (القول الأول: فقال بعضهم وسع كرسيه يعني علم الله) هذا القول الأول. القول الثاني (وقال آخرون الكرسي موضع القدمين) يعني موضع قدمي الرحمن، هذا القول الثاني. القول الثالث (وقال آخرون الكرسي العرشي نفسه) ولذا إن شاء الله عندما نأتي إلى الروايات بعض الروايات تقول أنه مستوٍ على العرش وبعضها تقول أنه مستوٍ على الكرسي، يقول: (الكرسي هو العرش). (قال أبو جعفر) الطبري (لكل قول من هذه الأقوال وجه ومذهب غير أن الذي هو أولى بتأويل الآية) مراده من التأويل يعني تفسير الآية (ما جاء به الأثر عن رسول الله وهو ما حدثني به عبد الله بن أبي زياد القطواني قال: قال عن عبد الله بن خليفة قال: أتت امرأة النبي صلى الله عليه وآله فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة فعظم الرب عز وجل ثم قال: إن كرسيه وسع السموات والأرض وإنه ليقعد عليه) نحن لا يوجد عندنا في القرآن لفظ القعود من فضاكن هؤلاء فسروا أو نقلوا عن رسول الله أنه فسر الاستواء بالقعود، وفرق كبير بينها (وأنه ليقعد عليه) إذن النكتة الأولى أو اللفظ الأول في الرواية بودي أن المشاهد الكريم يلتفت، (وأنه ليقعد عليه) إذن اللفظ الأول أن الله قاعد، اللفظ الثاني: (فما يفضل منه مقدار أربع أصابع) إذن مكانه، هذا الكرسي لا يبقى منه إلا مقدار أربعة أصابع، ثم قال: (بأصابعه) من رسول الله (بأصابعه فجمعها) ومع ذلك يقولون نحن لا نقول بالتشبيه، وهذا بحث سيأتي (ثم قال بأصابعه فجمعها وإن له) يعني للكرسي (أطيطاً كأطيط الرحل الجديد) أتضح معنى الأطيط يعني الصوت، (وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله) من ثقل الراكب.
الآن تقول لي ما معنى الرواية؟ أنتم أيها الشيعة؟ أقول نحن لسنا بصدد بيان مضمون وجه دلالة الرواية مضمون الرواية سيأتي إن شاء الله في الأبحاث الآتية. هذا المورد الأول.
المورد الثاني: ما ذكره المروذي، المروذي بودي أن أشير إليه من هو المروذي، هذا في كتاب (سير أعلام النبلاء، ج13، ترجمة المروذي) تصنيف الإمام الذهبي، بودي أن يلتفت المشاهد إلى أنه من هو، وأنا بودي عندما ينقل أحد من علماء الأمامية فلينقل على مثل هذا المستوى، يعني كبار علماء الإمامية لا أي من يدعي أنه من الإمامية, قال: (المروذي الإمام القدوة الفقيه المحدث شيخ الإسلام أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروذي نزيل بغداد وصاحب الإمام أحمد) إذن واضح. وكان والده خارزمياً وأمه مروذية. إلى أن يقول: (قال الخلال: سمعت المروذي يقول: كان أبو عبد الله) يعني الإمام أحمد بن حنبل (يبعث بي في الحاجة فيقول قل ما قلت فهو على لساني فأنا قلت) يعني كل ما يقوله فكأنه قاله أحمد، هذه قيمته كانت. (وقال الخطيب في المروذي هو المقدم من أصحاب أحمد لورعه وفضله وكان أحمد يأنس به وينبسط إليه وهو الذي تولى إغماضه لما مات وغسله وروى عنه مسائل كثيرة) إلى أن يقول: (قال الخلال المروذي أول أصحاب ابي عبد الله وأورعهم روى عن أبي عبد الله مسائل مشبعة كثيرة وأغرق على أصحابه في دقاق المسائل وفي الورع وهو الذي ... ولم يكن أبو عبد الله) أي الإمام أحمد (يقدم عليه أحداً). هذه قيمة الإمام المروذي. الآن انظروا ماذا يقول هنا.
في كتاب (طبقات الحنابلة، ج3، ص125) للقاضي أبو الحسين محمد بن أبي يعلى الفراء البغدادي الحنبلي المتوفى 526هـ، حققه وقدم له وعلق عليه الدكتور عبد الرحمن بن سليمان العثيمين، مكة المكرمة، جامعة أم القرى، مكتبة العبيكان، قال: (عن عبد الله بن خليفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الكرسي الذي يجلس عليه الرب) إذن أولاً ذاك الحديث نقلوه قالوا قاعد، وهنا يقولون جالس، (الكرسي الذي يجلس عليه الرب عز وجل ما يفضل منه إلا قدر أربعة اصابع وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد، قال أبو بكر المروذي) الآن الذي قرأناه وهو صاحب أحمد بن حنبل (قال لي علي بن شبيب قال لي ... حين قدمنا إلى بغداد أخرج ذلك الحديث ... إن الموضع الذي يفضل) هذا ما يقوله أبو بكر المروذي، هذا الموضع الأربع أصابع لمن؟ قال: (إن الموضع الذي يفضل لمحمد صلى الله عليه وآله ليجلسه عليه) وأنا لا أعلم أن رسول الله كيف يستطيع أن يجلس على موضع بقدر أربع اصابع إلا أنه الله سبحانه وتعالى يبعث له شيء ... (فقال أبو بكر بن أبي مسلم إن الموضع الذي يفضل لمحمد صلى الله عليه وآله ليجلسه عليه، قال أبو بكر الصيدلاني من رد هذا فإنما أراد الطعن على أبي بكر المروذي) وكيف يمكن الطعن على هذا الرجل. هذا مورد من الموارد.
ومن الموارد التي ورد فيها هذا الحديث، ما ورد في كتاب (المستخرج الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما، ج1، ص263، رقم الحديث 151) إذن كأنه هذا على شرط الصحيحين البخاري ومسلم، تصنيف الشيخ الإمام العلامة ضياء الدين عبد الرحمن الحنبلي المقدسي المتوفى سنة 642هـ، دراسة وتحقيق معالي الأستاذ الدكتور عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، الطبعة الخامسة، طبعة منقحة ومزيدة، مكتبة الأسدي، مكة المكرمة، أنا أقول هذا باعتبار أن كثير من أهل العلم يتصلون ويريدوا هذه المصادر أنا أقولها بالدقة حتى يرجعوا لأنا لا نستطيع أن نقرأ كل ما في هذه الكتب، حتى هم يراجعوا ما في هذه الكتب. الرواية عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة عن عمر، قال: (أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وآله فقالت ادع الله أن يدخلني الجنة، قال: فعظم الرب تبارك وتعالى وقال أن كرسيه وسع السموات والأرض وأن له أطيط كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله) هذا رقم حديث يقول المحقق إسناده حسن. وهكذا رقم الحديث 152 أيضاً بعد أن يخرج الحديث يقول: (أن عرشه فوق سبع سموات وإن له لأطيط كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله) رقم الحديث 152 يقول: (إسناده حسن). وكذلك رقم الحديث 153 الرواية عن عمر قال: (أتت امرأة النبي فقالت أدع ... وإنه يقعد عليه ما يفضل منه مقدار أربع أصابع ثم قال) يعني رسول الله، عمر ينقل عن رسول الله (بأصابعه فجمعها وإن له أطيط كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله) رقم الحديث 153 أيضاً يقول: (إسناده حسن). وهكذا عن النبي في قوله على العرش استوى قال: (قال حتى يسمع أطيط كأطيط الرحل). إذن انظروا بعض الروايات عبرت الكرسي وبعض الروايات عبرت العرش ومن هنا ذكروا أن العرش والكرسي كما نقل الطبري.
وممن أيضاً نقل هذا الحديث بودي أن يشار إليه وأكتفي بهذا القدر وإلا فالمصادر قليلة كتاب (التوحيد ومعرفة أسماء الله عز وجل وصفاته على الاتفاق والتفرد، ج3، ص188) تأليف الإمام الحافظ ابن مندة المتوفى 395هـ، حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه الدكتور علي بن محمد بن ناصر الفقيهي، الأستاذ المشارك في قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، مكتبة العلوم والحكم، الطبعة الأولى سنة 1423هـ، قال: (بيان آخر يدل على أن العرش فوق السموات) رقم الرواية 643. الرواية تقول (أتى أعرابي فقال يا رسول الله جهدت الأنفس وضاعت العيال وهلكت الأنعام فأشفع لنا إلى ربك فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ويحك أتدري ما تقول) واقعاً كيف تقول نستشفع بالله عليك، (ويحك أتدري ما تقول وسبح رسول الله فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجهه أصحابه، ثم قال: ويحك أنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه شأنه الله أعظم، ويحك أتدري ما لله؟ إن عرشه على سماوات وأرضيه هكذا بأصابعه مثل القبة عليها) أرجع وأقول هؤلاء الذين يقولون نحن لا نشبه، أما أن تقولون أن هذه الروايات صحيحة من فضاكن لا نحملها على ظاهرها لأنها متشابهات فنرجعها إلى المحكمات كما هو نص القرآن الكريم، إما هي متشابهات فأرجعوها إلى المحكمات، أما إذا قبلتم أنها هي على ظاهرها يعني هي محكمات فلابد أن تقبلوها على ظاهرها. يقول: (إن عرشه على سمواته وأرضيه هكذا بأصابعه مثل القبة عليها وإنه ليأط) العرش (وإنه ليأط أطيط الرحل بالراكب) وهذا واضح.
إذن عندما ننظر إلى الروايات نجدها واقعاً كثيرة في هذا المجال، طبعاً إذا أراد أحد من الأعزاء من أهل العلم والتحقيق أن يراجع مصادر هذه الروايات أنصحه بالرجوع إلى هذا الكتاب وهو كتاب (إثبات الحد لله عز وجل) للإمام الدشتي، (وبأنه قاعد وجالس على عرشه) لا أنه مستوٍ على عرشه، قاعد، إن قال قائل من أين تقول: يقولون الروايات قالت بعضها قالت عن رسول الله يقعد وبعضها قالت يجلس.
في هذا الكتاب الاخوة إذا أرادوا المراجعة يرجعوا إلى (ص146) في ذيل قوله (الرحمن على العرش استوى) قال: (حتى يسمع أطيط كأطيط الرحل) يقول: (الدشتي حديث صحيح رواته على شرط البخاري ومسلم). لا يقول لي قائل: إن العلامة الإلباني ضعفه. أنا لا أتكلم عن الألباني بل أتكلم عن الدشتي يقول والعهدة عليه وأنا لا أتحمل مسؤولية ذلك، العلامة الدشتي أو الإمام الدشتي عبروا عنه ما تشاؤون حتى لا تقولوا أنه لماذا لا يحترم علماء السنة، لا أعلم إمام عندكم أو حافظ عندكم. هذه رواية.
الرواية الثانية (أتت امرأة النبي فقالت ادع الله ... ثم قال بأصابعه فجمعها وأن له أطيط كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله) يقول: (هذا حديث صحيح رواته على شرط البخاري ومسلم). هذه أيضاً رواية.
رواية ثالثة في (ص149، الرواية رقم 36) من الكتاب يقول: (إن كرسيه فوق السموات والأرض وأنه يقعد عليه فما يفضل منه مقدار أربع أصابع) لا أنه نفي، (ثم قال بأصابعه يجمعها وأن له أطيط كأطيط الرحل الجديد إذا ركب، هذا حديث صحيح رواته على شرط البخاري ومسلم). ثم يقول: (فهو كما قال رسول الله ومعناه على ما يليق به لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا) يعني نبقيه على ظاهره، ولكنه الألفاظ والمعاني، يعني حفظ الألفاظ والمعاني، وهذا بعد ذلك سيأتي، مرة نقول اللفظ من فضاكن المعنى له شيء آخر.
هذا أيضاً ولهذا طبعاً الأعزاء الذين يريدوا مراجعة هذا المعنى بشكل واضح وصريح في الحاشية، يعني المحقق، أنا أشير إلى المحقق، كتاب إثبات الحد، قدم له وعلق عليه أبو معاذ مسلط بن بندر العتيبي وأبو عبد الله عادل بن عبد الله آل حمدان، هؤلاء الذين علقوا هناك أخرجوا، يقول أخرجه فلان وأخرجه فلان بودي أن الأعزاء يرجعون لأنه بحث مفصل يبدأ من من صفحة 133 إلى صفحة 166. كله فقط إشارة إلى الرواة وإلى المصادر والمراجع ومن احتج بهذا الحديث ومن قبله ومن رده ... الأعزاء الذين يريدوا تفصل هذا البحث يرجعوا إلى كتاب (إثبات الحد لله وأنه جالس وقاعد على عرشه).
الآن ما هو المستفاد من هذه الأحاديث؟
المستفاد من هذه الأحاديث تشتمل على أمرين أساسيين:
الأمر الأول: أن لله تعالى ثقلاً. ظاهر الرواية واضح أنه أثبتت أن الجالس والقاعد إنما يأط الكرسي لثقله، كما هي صريح الرواية.
الأمر الثاني: أن له حجماً يشغله لأنه يقول عندما جلس على الكرسي أو جلس على العرش لم يبقَ له إلا مقدار أربع اصابع، هذا معناه أن له مكان وأنه يشغل حيزاً وله طول وعرض وعمق، وأن هناك مكان يمتلأ به. سؤال: أعزائي هذه الخصائص التي أشرنا إليها وهي الثقل والحجم خصائص أي شيء، هل هي خصائص الجسمية أو ليست خصائص الجسمية؟ الآن لا أقول ... لأن البعض يخرج ويقول بأن هذا إلزام للشيخ. نعم، طبعاً نلزمه إذا قال شخص هذه أربعة نقول: إذن هي زوج. هي زوج، لازمها. لا يمكن أن يقول لا هو يقول أربعة ولكن لا يلتزم بأنها زوج، أيعقل هذا أو لا يعقل. إذا قال بأن هذا العدد ثلاثة نلزمه على القطع واليقين أن العدد الثلاثة فرد، لا يمكن أن يقال لا، أنا أقول ثلاثة ولكن لا ألتزم بما تلتزمون، هي ليست بيدك، هذه لوازم عقلية، لوازم واضحة، لوازم فطرية، أنت تستطيع أن تقول هذا ماء من فضاكن مع ذلك هو ليس بسائل ولا يرفع العطش ولا يطفأ النار ولا له أي أثر، فهذا ليس بماء، لأن الماء هذه لوازمه.
تارة نحن نقف على حقيقة الشيء ثم نتعرف على لوازمه كما يقال في المنطق نسميه بالطريق اللمي يعني التعرف على الملزوم ومنه نتعرف على لوازم الشيء، يعني أن نتعرف على النار ومنه نتعرف على حرارته فإن الحرارة من لوازم النار، وأخرى لا، نتعرف على الملزوم من خلال اللازم، وهذا هو الطريق الإني في المنطق يعني بعد أن عرفنا أن هنا توجد حرارة ويوجد دخان نقول لابد من وجود نار أدى إلى هذه الحرارة وهذا الدخان، أعزائي من الحقائق الثابتة عند كل من كتب في الجسم المادي المصطلح عندنا قالوا من لوازمه أنه له ثقل، من لوازمه أن له حجم، من لوازمه أن له مكان وحيز، من قال هذا؟ هذا أمامكم محقق كتاب (بيان تلبيس الجهمية) أنا لا أأتي بمصادر أخرى، المملكة العربية السعودية، بيان تلبيس الجهمية، للشيخ ابن تيمية، حققه الدكتور أحمد معاذ حقي، الجزء الثالث، ص15، قال: (الجسم هو كل جوهر مادي قابل للأبعاد الثلاثة وهي الطول والعرض والعمق ويتميز بالثقل والامتداد). إذن أهم خصوصية للجسم أنه يتميز بالثقل أولاً، ويتميز بالأبعاد والامتداد ثانياً. ولذا يقول: (ما هو التحيز) ومن هنا نحن نلزم من يقول بأن الله جسم نلزمه بأنه في حيز وفي جهة، طبعاً هم يلتزمون أنه في جهة لأنهم يقولون أعلى، وفي حيز يقول: (التحيز ما هو، يقول: هو الحصول في الحيز، والحيز عند المتكلمين هو الفراغ المتوهم الذي يشغله شيء ممتد كالجسم). هذا الكلام ممن ينقله؟ يقول: هذا الكلام ورد في كشاف اصطلاح الفنون للتهانوي، وورد في التعريفات للجرجاني، وورد في المعجم الفلسفي لجميل ...، وورد في معجم اللغة العربية ...
إذن القضية من الواضحات ولا تحتاج إلى بيان في هذا المجال.
ومن هنا نجد أن الإمام الزاغوني في كتابه (الإيضاح أصول الدين، ص307) الإمام أو الحافظ أو الزاغوني، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، تأليف أبي الحسين الزاغوني، المتوفى 527هـ دراسة وتحقيق عصام السيد محمود، قال: (قالوا قد رويتم في الاستواء على العرش أخباراً تدل على التشبيه والتجسيم) ما هي تلك الروايات التي تدل على التشبيه والتجسيم (فرويت عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: استوى على العرش فما يفضل منه إلا مقدار أربعة أصابع وهذا يوهم دخول الكمية والتقدير على ذاته تعالى) ولذا نجد الزاغوني يحاول أن يوجه هذه الروايات يقول لا يمكن أن نبقيها على ظاهرها لأنها لو بقيت على ظاهرها لأوهمت الجسمية والتشبيه، وهذا هو المتشابه. إذن هنا بشكل واضح لماذا يقول، (وهذا يوهم دخول الكمية والتقدير على ذاته تعالى) لذا يقول في (ص308): (لأن الذاتين إنما يتساويان في مساحة العظم وتزيد أحدهما على الاخرى لتساويهما في الجسمية وأنفراد أحدهما بزيادة كمية وأجزاء ...) إذن من القضايا الواضحة بأنه إذا صار للشيء حجم فلابد أن يكون جسم، إذا كان للشيء ثقل فلابد أن يكون له جسم.
المُقدَّم: الآن نأتي إلى موقف أعلام المسلمين إزاء هذه النصوص الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله، في الواقع أنا بنحو الاختصار سأبين الاتجاهات الموجودة إزاء الروايات الواردة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، يعني في النتيجة نحن عندما نأتي إلى النصوص الموجودة بأيدينا بعد أن علمنا أن هناك الكثير من الروايات المدسوسة والموضوعة حتى لو كانت صحيحة السند، لأنه كان بالإمكان في ذلك الزمان أن الرواية يخترع لها سنداً صحيحاً من فضاكن المضمون موضوع. وأنت تثق به أو يدلسون ونحو ذلك.
الاتجاهات العامة عند علماء المسلمين استطيع أن الخصها فيما يلي، بودي أن المشاهد الكريم أن يلتفت لأني أريد أن أذهب إلى ما يقوله الشيخ ابن تيمية في هذا المجال، الاتجاه الأول هو الاتجاه الذي إذا كانت هناك رواية صحيحة السند فإنه يصححها سنداً ويعمل بمضمونها اعتقاداً ويجعلها من المحكمات، كما في مقامنا، يقول: نحن هذه نجعلها من المحكمات فلا نحتاج إلى إرجاعها إلى محكم غيره، لأنها محكمات، نعم إن ثبت أنها من المتشابهات نرجعها إلى المحكمات. ولذا فعلوا ذلك في الآيات القرآنية كما تقدم في الحلقة السابقة، قلنا أنه في الصفات الخبرية قال ابن تيمية وأتباع ابن تيمية كل هذه الآيات آيات محكمة ولا نحتاج بعد ذلك أن نرجعها إلى محكمات أخرى لأنها ليست بمتشابهات، هذا الاتجاه الأول.
الاتجاه الثاني: يحاول البعض إذا كانت الرواية صحيحة السند أن يقول أن المضمون شاذ منكر لا يمكن قبوله حتى لو كان السند صحيحاً. هذا هو الاتجاه الثاني.
الاتجاه الثالث ماذا يفعل؟ يقول: نعم، نحن ... يعني يرمي هذا الظهور عرض الجدار، لماذا؟ هذا سيأتي إن شاء الله بعد ذلك، هذا هو منهج أهل البيت وهو أنه لابد من عرض ما ورد عن النبي والأئمة على كتاب الله فإن وجدنا عليه شاهد أو شاهدان من كتاب الله وإلا فالذي جاءكم أولى به أو زخرف لم نقله أو باطل أو ارمي به عرض الجدار ونحو ذلك، وهذا ما سيأتي بحثه بعد ذلك إن شاء الله.
الاتجاه الثالث: يقول لا، نقبل هذا النص الصحيح، ونقبل أيضاً هذه الروايات من فضاكن نحن عندنا نص قرآني يقول (ليس كمثله شيء) إذن نجعل هذه الصفات الخبرية سواء كانت واردة في الآيات القرآنية أو واردة في النصوص النبوية نقول متشابهات لابد من إرجاعها إلى المحكم، وهذا ما قرأناه في النهاية، إذا يتذكر المشاهد في النهاية ماذا قال، قال هذا مثل للإشارة إلى عظمة الله سبحانه وتعالى، لا أنه واقعاً يوجد صوت أطيط ونحو ذلك.
طبعاً فيما يتعلق بالاتجاهات العامة في هذه الرواية هناك اتجاه رابع وهو أن جملة من أعلام المسلمين أساساً قالوا أن هذه الروايات ضعيفة السند فلا يعتد بها، يعني لا فقط أنها منكرة من حيث المضمون والمتن شاذة من حيث المضمون المتن، يعني حتى أقرب المطلب إلى ذهن المشاهد الكريم يتذكر الأعزاء فيما سبق أن الرواية صحيحة السند ولكن المتن شاذ، تتذكرون أنا قرأنا رواية أن الخليفة الأول أبا بكر هل كان بصحبة النبي في الغار أو لم يكن؟ قرأنا رواية أنه يتضح أنه لم يكن نجد أن الأرنؤوط قال أن هذه الرواية حتى لو كانت صحيحة من حيث السند فإنها شاذة ومنكرة من حيث المضمون، لأنها تخالف المتواتر من الروايات التي تثبت أن أبا بكر كان مع رسول الله، إذن هذا المنهج ماذا يفعل في جملة من الأحيان، يقول إن الرواية وإن كانت صحيحة السند من فضاكن المضمون لابد أن يكون مضمون غير شاذ وغير منكر. إذن اتضح إلى هنا أن الاتجاهات في هذه النصوص يعني نصوص الأطيط، توجد عندنا اتجاهات أربعة أو خمسة:
الاتجاه الأول: الذي يقول أنها صحيحة السند، لا اقل حسنة السند وهي معتبرة، إذا قال حسنة فلا فرق، نعم الصحيح أفضل منها. حسنة من فضاكنها ... ومضمونها أيضاً ليس بشاذ ولا نحتاج إلى أن نرجعها إلى محكمات أخرى لأنها من المحكمات.
الاتجاه الثاني: ضعفها سنداً وقال منكرة مضموناً.
الاتجاه الثالث: قال صحيحة سنداً، حسنة سنداً من فضاكنها منكرة مضموناً.
الاتجاه الرابع: قال: حتى لو كان صحيحة وحسنة السند إلا أن مضمونها من المتشابهات ولابد من إرجاعها إلى المحكمات.
هذه هي الاتجاهات الأربعة أو الخمسة الموجودة في نصوص وروايات الأطيط.
المُقدَّم: إذن نبدأ بموقف الشيخ ابن تيمية وأتباعه.
سماحة السيد كمال الحيدري: أحسنتم، يعني محل الكلام لأن عنوان بحثنا في هذه الليلة هو هذا كان، وهو أنه أساساً ما هو موقف ابن تيمية وأتباعه من أحاديث ونصوص الأطيط.
في هذه الليلة بقدر ما يمكنني أحاول أن أشير إلى أنه من قبل هذه النصوص وجعلها صحيحة وقبل مضمونها على ظاهرها. يعني جعلها من المحكمات، يعني قال أن الله له ثقل، ولكن نعم تقول له يلزم التشبيه يقول لا كثقلنا، تقول له مكان، يقول لا كمكاننا، تقول له صوت وأطيط، يقول لا كأصواتنا، كما فعلوا في مسألة الأجسام قالوا يد لا كالأيدي ووجه لا كالوجوه وجسم لا كالأجسام، وقلنا أن هذه لعبة للتخلص، واقعاً هذه مغالطة للتخلص من قوله تعالى (ليس كمثله شيء) وهناك قالوا أيضاً إذا يتذكر المشاهد الكريم قرأنا له قالوا بأنا نحملها على ظاهرها من غير تشبيه أو تكييف أو تمثيل ولكنه الآن سيتضح أنه صحيح يقولوه كلقلقة لسان من فضاكن في الواقع يلتزمون بظواهرها.
من أولئك الذين قالوا بهذه الرواية، طبعاً أنا في هذه الليلة لن أقول شيئاً من عندي كما في الليالي السابقة من فضاكن سأؤكد هذا المعنى الذي فهمته موجود في كتبهم.
أنا بودي أن أشير إلى مقدمة. هنا قاعدة عامة قبل أن أقرأ ما قاله، هنا قاعدة عامة وهي أنه ليس كل من نقل رواية في كتاب حديثي فبالضرورة أنه يقبل مضمونها على ما هي عليه، يعني الآن المصادر التي قرأناها كثيرة ولكن ليس بالضرورة أن هؤلاء يقبلون المضمون على ظاهره، ومن هنا نصيحتي لأهل العلم واقعاً هنا لا يأتي ويقول قلتم قالوا في أصول الكافي كذا أو في البحار أو في الاستبصار أو في من لا يحضره ... نعم هذه الكتب حديثية ننقل فيها أحاديث من فضاكن ليس بالضرورة أنها نقبلها بالنحو الذي أنتم تفهمونها، نحن نفسرها بالنحو الذي نحن نفهمها وضمن ضوابطنا كما أنتم تفسرون نصوصكم من ضوابطكم.
أضرب لكم مثالاً: انظروا نحن هذه الروايات من كنت مولاه فهذا علي مولاه، هذا وارد بشكل صحيح ومتواتر في كتبكم، تقولون نعم وارد من فضاكن نحن لا نفسرها بالتفسير الذي تفسره الشيعة الإمامية.
إذن أنتم كما من حقكم أن تفسروا النصوص كما تشاؤون نحن أيضاً من حقنا أن نفسر النصوص ضمن قواعدنا ومبانينا الكلامية والعقائدية والقرآنية التي نعرفها، نحن لسنا مقلدين لكم حتى لماذا لا تقولون، نحن لسنا مقلدين لمبانيكم في علم الرجال أو في علم الكلام أو في علم العقائد حتى نلتزم بتفسيركم، إذن أعزائي نقل الرواية ليس بالضرورة معناه ... وهنا أنا أريد أن أعرف أن الشيخ ابن تيمية وأتباع الشيخ ابن تيمية عندما نقلوا هذه النصوص في كتبهم هل يلتزمون بمضمونها الظاهري ويجعلونها من المحكمات أو ليس كذلك.
انظروا ماذا يقول محقق كتاب (إثبات الحد لله وبأنه قاعد) قدم له وعلق عليه مسلط بن بندر العتيبي وعادل بن عبد الله آل حمدان، انظروا ماذا يقول في هذا الكتاب. يقول: (الحكم على حديث الأطيط، احتج أهل السنة بحديث الأطيط) نعم احتجوا ولكن ليس معناه أنهم التزموا بما تقولوه أنتم يعني أتباع ابن تيمية (وساقوه في مصنفاتهم) نعم ساقوه في مصنفاتهم ولكن بتفسيرهم الذين يعتقدون (وساقوه في مصنفاتهم في السنة والاعتقاد مساق القبول والاحتجاج، وممن احتج بهذا الحديث وقبله أو صرح بصحته من أهل العلم محمد بن إسماعيل البخاري) إذن البخاري ممن ... كما يقول هذا المحقق، لا يقول لي سيدنا: أنت ماذا تقول. أقول هو يقول ان الإمام البخاري صاحب الصحيح صححه واحتج به. أين ذلك؟ في كتاب البخاري (خلق أفعال العباد والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل) للإمام محمد بن إسماعيل البخاري، المتوفى 256هـ دراسة وتحقيق فهد بن سليمان الفهيد، طبعة جديدة ومنقحة، الجزء الثاني، دار أطلس الخضراء للنشر والتوزيع، بودي أن يلتفت المشاهد الطبعة الثانية سنة 1430هـ المملكة العربية السعودية، الرياض في (ج1، ص56) يقول: (وقال جبير بن مطعم عن النبي إن الله على عرشه فوق سمواته وسمواته فوق أرضه مثل القبة) طبعاً لا يكمل الحديث، وإنما ينتهي إلى هذا القدر، لا يوجد أكثر، ولذا يقول المحقق (أخرجه البخاري في التأريخ الكبير وأخرجه أبو داود في السنة وأبن خزيمة في التوحيد وعثمان بن سعيد الدارمي ...) من فضاكن المهم عندي أن محقق كتاب إثبات الحد يقول (وممن احتج بهذا الحديث وقبله أو صرح بصحته من أهل العلم هو البخاري).
وممن صرح وقبل مضمونه على ما هو علي هو عثمان بن سعيد الدارمي في (رد الإمام الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد، ص74) تحقيق محمد حامد الفقي، مكتبة ابن تيمية، يقول: (ومد أصابعه وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا ركبه من يثقله فهاك أيها المريسي خذها مشهورة مأثورة) ويثبت أنه يقبل صحة السند ويحتج بذلك.
من فضاكنه المهم عندي في هذه الليلة وهو ما ذكره الشيخ ابن تيمية، فيما يتعلق بكلام الشيخ ابن تيمية سوف يطول وقوفنا عند كلامه طويلاً واقعاً واعتذر للمشاهد الكريم من هنا.
الرواية كما نقلناها قبل قليل التي هي من خلق أعمال العباد للإمام البخاري، الرواية عن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال قال رسول الله أن الله فوق عرشه فوق سمواته فوق أرضه مثل القبة واشار النبي بيده مثل القبة وإنه ليأط به أطيط الرحل بالراكب. قد يقول قائل: هو ينقل الرواية من قال لكم أنه يريد أن يلتزم بمضمون الرواية.
انظروا ماذا يقول، إن لم يكن هذا التزام وتصحيح للرواية فسمه أنت كما تشاء، سوف اقرأ حتى لا يوردوا هذه الشبهة على الأذهان وهي أنه أساساً فليقرأ قبلها وليقرأ بعدها، في (ص252) قال: (وهذا الحديث قد رواه الإمام أحمد عن عدة مشايخ منهم ابن بشار قال فيه عن جبير بن محمد بن جبير عن جده قال: أتى رسول الله أن الله ... وقال بأصابعه مثل القبة وأنه ليأط به أطيط الرحل بالراكب. قال ابن بشار في حديثه: إن الله فوق عرشه وعرشه فوق سماواته ...) ثم يقول الشيخ ابن تيمية بعد أن نقل الرواية (وهذا الحديث قد يطعن فيه بعض المشتغلين بالحديث انتصاراً للجهمية) يعني من طعن في هذا الحديث فهو جهمي وحيث أن الشيخ ابن تيمية ليس جهمياً إذن يقبل الحديث. لا يقول لي قائل هذا قياس كما يقولون في المنطق قياس من الشكل الثاني: إنه من انتصر لمن طعن بالحديث فهو جهمي، وابن تيمية ليس جهمياً، إذن يطعن في الحديث أو لا يطعن؟
يقول: (وهذا الحديث قد يطعن فيه بعض المشتغلين بالحديث انتصاراً للجهمية وإن كان) الطعن (وإن كان لا يفقه حقيقة قولهم) يعني من طعن في الحديث يلزم أن يكون جهمياً ومعطلاً (وما فيه من التعطيل أو) يطعن فيه إما في السند أو يطعن فيه في الدلالة، (أو استبشاعاً لما فيه من ذكر الأطيط) كيف يمكن أن الله سبحانه وتعالى يكون له ثقل ويصدر من جلوسه على الكرسي أو العرش ماذا (أو استبشاعاً لما فيه من ذكر الأطيط كما فعل أبو القاسم المؤرخ فيحتمل) إذن يقول مناقشة توجد سندية للحديث وتوجد مناقشة مضمونية دلالية للحديث وكلاهما غير صحيح، يقول: (فيحتمل أن يكون منقطعاً وبعضهم يتعلل بكلام بعضهم في ابن إسحاق مع) التفتوا إلى كلامه في الرد على من يتعلل في رد الحديث ويطعن في الحديث سنداً أو دلالة انظروا ماذا يقول؟ يقول: (مع أن هذا الحديث وأمثاله وفيما يشبهه في اللفظ والمعنى) إذن في اللفظ والمعنى (لم يزل متداولاً بين أهل العلم خالفاً عن سالف ولم يزل سلف الأمة وأئمتها يروون ذلك رواية مصدق به رادٍ به على من خالفه من الجهمية متلقين لذلك بالقبول حتى قد رواه أبو بكر محمد بن إسحاق ابن خزيمة) في كتاب التوحيد (في كتابه في التوحيد ج1، 233 و 234 الذي اشترط فيه أنه لا يحتج فيه) أي في كتاب التوحيد (إلا بأحاديث الثقاة) هذا كله يقبله. إلى أن يقول: (وممن احتج به الحافظ) طبعاً هذا تقدم في (ص254 و 255) ثم نأتي إلى ص257 من الكتاب، يقول: (ممن احتج به الحافظ أبو محمد ابن حزم في مسألة استدارة الأفلاك مع أن أبا محمد هذا) يعني ابن حزم (من أعلم الناس لا يقلد غيره ولا يحتج إلا بما تثبت عنده صحته وليس هذا الموضوع) إذن ينقل كلمات الأعلام الذين صححوا ولا يرد عليهم، أنا لا أعلم بعد أي معنى للقبول إذا لم يكن هذا هو معنى القبول.
قال: (وهؤلاء يحتجون) من؟ أولئك الذين يطعنون على هذا الحديث. (وهؤلاء يحتجون في معارضة ذلك من الحديث بما هو عند أهله من الرأي السخيف الفاسد) يعني من يعارض هذا الحديث بحديث يدل أن الله ليس بجالس وليس بقاعد وليس له أطيط، يقول حديثهم رأي سخيف فاسد (الذي يحتج به قياسوا الجهمية كاحتجاج فلان ... فمن) هذا رأيه النهائي في (ص259): (فمن رد تلك الأحاديث) يعني التي هي أحاديث الأطيط والثقل (المتلقاة بالقبول واحتج في نقضها بمثل هذه الموضوعات فإنما سلك سبيل من لا عقل له ولا دين). يعني من يرد هذه الأحاديث فلا عقل ولا دين، يعني أكثر علماء المسلمين لا عقل لهم ولا دين، لأنهم لم يردوا هذه الأحاديث، التفتوا جيداً لا يغالط علينا أحد أن هؤلاء يردون أحاديث رسول الله، لا، علماء المسلمين لم يردوا أحاديث رسول الله وإنما فسروها بغير التفسير الذي يفسره ابن تيمية المجسم وأتباع ابن تيمية، يعني لم يتفقوا مع الشيخ ابن تيمية في تفسيره لهذه الأحاديث لا في رده لهذه الأحاديث، يقول: (وكان في ذلك ممن يتبع الظن وما تهوى الأنفس وهو من المقلدين لقوم لا علم لهم بحقيقة حالهم ...) في (ص263) من الكتاب، ينقل رواية عن ابن مسعود (قال عن أيوب بن عبد الله الفهري) يثبت هذه الحقيقة (إن ابن مسعود قال: إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار، نور السموات من نور وجهه) ومن الواضح نور السماوات ما هو، لا أريد أن أدخل فيه (وأن مقدار كل يوم من أيامكم عنده ثنتا عشر ساعة فتعرض عليه أعمالكم بالأمس أول النهار) هذا الذي قرأناه فيما سبق (فينظر فيها ثلاث ساعات فيطلع فيها) يبين الشيخ ابن تيمية من رواية ابن مسعود متى الله يثقل على حملة العرش، قال: (فأول من يعلم بغضبه الذين يحملون العرش فيطلع فيها على أعمال العباد على ما يكره فيغضبه ذلك فأول من يعلم بغضه الذين يحملون العرش يجدونه يثقل عليهم فيسبحه الذين يحملون العرش وسرادقات العرش والملائكة وأصحاب هذا القول) الذي هو منهم، لا أنه ينقل عن الآخرين وإلا لو كان ينقل عن الآخرين لردهم، لردهم وقال أن هذا الكلام لا أوافق عليه، عندما يقول (وأصحاب هذا القول فيستشهدون بما وري عن طائفة في تفسير قوله تكاد السموات يتفطرن من فوقهن) إلى أن يأتي إلى رواية كعب الأحبار، من هو كعب الأحبار بالنسبة إلى أتباع ابن تيمية، أنا فقط في جملة واحد أشير، أتباع ابن تيمية هكذا يعتقدون في كعب الأحبار، بودي أن المشاهد يلتفت جيداً، يقول: (كعب المعروف بكعب الأحبار) في (ص231) (تابعي مخضرم ثقة من أوعية العلم). هذه مصادر ومباني ابن تيمية وأتباع ابن تيمية، يقول في (ص267) من الكتاب: (أتى رجل كعباً وهو في نفر فقال يا أبا إسحاق حدثني عن الجبار، فأعظم القوم قوله فقال كعب دعوا الرجل فإن كان جاهلاً تعلم وإن كان عالماً ازداد علماً، ثم قال كعب أخبرك ان الله خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن ثم جعل ما بين كل سماء ... فاستوى عليه فما في السماء سماء إلا لها أطيط كأطيط الرحل العلى في أولى ما يرتحل من ثقل الجبار فوقهن، وهذا الأثر وإن كان هو رواية كعب فيحتمل أن يكون من علوم أهل الكتاب ويحتمل أن يكون مما تلقاه عن الصحابة ورواية أهل الكتاب التي ليس عندنا شاهد هو لا دافعها ولا يصدقها ولا يكذبها) إذن نحن ليس عندنا دليل إذا نقلها كعب الأحبار أن نردها (فهؤلاء الأئمة) الذين نقلوا الروايات (المذكورة في إسناده هم من أجل الأئمة وقد حدثوا به هم وغيرهم ولم ينكروا ما فيه من قوله من ثقل الجبار فوقهن) انظروا كيف يؤكد (فلو كان هذا القول منكراً في دين الإسلام عندهم لم يحدثوا به على هذا الوجه) إذن لم يكن منكراً من حيث المضمون، إذن من حيث السند مقبول لأن الأئمة مذكورة في سنده ومن حيث المضمون لأنه لم ينكره أحد.
انظروا هذا الكلام الذي أنا قلته لا يتبادر إلى الذهن أنه فقط فهمي من هذا الكتاب، وإنما محقق كتاب (إثبات الحد لله، ص141-142) يقول: (وممن احتج بهذا الحديث وقبله أو صرح بصحته ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية، ج3، ص254) التي قرأناها.
وممن أيضاً صرح بذلك من المعاصرين ما ورد في كتاب (شرح كتاب الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة ومجانبة المخالفين، ج3، ص570) تأليف عبد الله بن بطة العكبري، شرح عبد الله الراجحي، ج3، مكتبة عباد الرحمن، يقول: (وللعرش أطيط كأطيط الرحل الجديد وحديث الأطيط معروف) هذا الذي إن شاء الله بعد ذلك يأتي (ضعفه بعض العلماء وحسنه بعضهم كشيخ الإسلام ابن تيمية لشواهده).
إذن أتصور أن القضية واضحة ولا تحتاج إلى دليل.
المُقدَّم: الأخ أبو أحمد من الدنمارك، تفضلوا.
الأخ أبو أحمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو أحمد: نحن نشاهد عندما يزداد وزن الإنسان يعمل رجيم، إذا كان رب العالمين له صوت أطيط هو لزيادة وزن الرب فعليه أن يخففوا وزنه. وقضية الأربع أصابع يمكن أن يمتلأ عندما يزيد وزنه.
قوله تعالى: (خالق كل شيء) (ليس كمثله شيء) هل يستطيع مخلوق أن يحصي عدد المخلوقات التي خلقها الله.
المُقدَّم: الأخ حسيني من السعودية، تفضلوا.
الأخ حسيني: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ حسيني: أنا أريد أن أسأل السيد كمال الحيدري هل أن الله عز وجل حال فيه الآن.
سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب بكلمة واحدة نحن نعتقد باستحالة الحلول والاتحاد مع الله سبحانه وتعالى حتى أوضح للأعزاء ما هو الفرق بين الحلول والاتحاد، الحلول أن الله ينزل فيتحد مع المخلوق، الاتحاد أن المخلوق يصعد فيتحد مع الخالق، وكلاهما محال، وكلاهما محال. ولا تستمعوا إلى بعض هذه الأصوات النشاز التي تحاول أن تبعد الناس عن السيد الحيدري بدعوى أنه يقول بوحدة الوجود. أعزائي أنا لست قائلاً بوحدة الوجود التي يحاول هؤلاء أن يلبسوا عليكم لأنه واقعاً أنا أتصور أن هذه حيلة العاجز أنكم، أنا أتكلم في مسألة الثقل وهو يسألني أن الله حال فيك أو ليس بحال. إن شاء الله تعالى إن وفقت ووقفت عند نظرية العرفاء سيتبين للمشاهد الكريم أنا ماذا اعتقد وماذا يعتقد العرفاء أمثال الشيخ ابن عربي ونحو ذلك، هل أني أوافقهم أو لا أوافقهم، وبصريح الكلمة أقول للأعزاء أني لا أوافقهم لي نظري واجتهادي ونظريتي في هذا المجال، بإمكان الأعزاء أن يرجعوا إلى كتابي (العرفان الشيعي) أن يرجعوا إلى كتابي (شرح الأسرار للملا صدار، ج2) ونحو ذلك.
المُقدَّم: الأخ ابو فاطمة من ألمانيا، تفضلوا.
الأخ أبو فاطمة: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو فاطمة: عندي مداخلة إن شاء الله ارجوا من سماحة السيد أن يعلق عليها، ورد في الحديث القدسي عن الباري عز وجل لم تسعني سماواتي وأرضي ووسعني قلب عبدي المؤمن، على هذا الأساس يكون الله في قلب الإنسان. ارجو من سماحة السيد بيان ذلك.
المُقدَّم: معنا الأخ محمد من العراق، تفضلوا.
الأخ محمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ محمد: السؤال هو عرض السيد إلى مسألة عدم إلزام رؤاهم التفسيرية للآيات والأحاديث التي تدل على الصفات في مدرسة أهل البيت وكذلك أهل البيت لا يلزمون الآخر، هل من ضابطة ترك لنا رسول الله وليست الآيات القرآنية في الرجوع إلى فاصل إلى هذه المسألة، لمن تكون أحقية التأكيد في هذا الجانب.
النقطة الثانية: سماحة السيد تكلم في الأحاديث التي تدل على التجسيم أنه لا وجود لأهل البيت في هذه الروايات ما هي الخلفية في هذه المسألة، توجد روايات عن جبير بن مطعم.
المسألة الأخيرة أنه ربما يقال عند السلفية أن الوجودات الذهنية عندما أتخيل شيء هذا الشيء تخيله غير محسوس، ربما يفسرون الصفات على هذا المنوال، ما هو تفسيركم لهذا الرأي.
المُقدَّم: معنا الأخ أبو علي من البحرين، تفضلوا.
الأخ أبو علي: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو علي: عندي مشاركة، حول المجسمة الذين يجعلون لله أيدي وما شابه، طبعاً هذا من جهل البشر أن نجعل لله هكذا، لأنه لو أعطي قدر من التفكير للحيوانات أيضاً لكل حيوان تصور أن الله مثله، يعني الجمل يتصور أن الله جمل والزرافة تتصور أن الله مثلها.
المُقدَّم: معنا الأخ أحمد من البحرين، تفضلوا.
الأخ أحمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أحمد: اتضح مما ذكره السيد بأن حدوث الأطيط ناتج عن الوزن والثقل فإذا كان لله وزن وثقل فهذا يعني أن هناك قوة تجذبه إليها، سؤالي سماحة السيد: أين مصدر هذه الجاذبية أو القوة، هل هو الاسفل أو الأعلى أو ماذا، وهل هذه القوة أقوى من الله سبحانه وتعالى، بحيث لا يستطيع أن يقاومها.
المُقدَّم: نبدأ من الأخ أبو أحمد من الدنمارك يقول هل أن الله تعالى يفعل هذا الأطيط كان لديه حركة ورياضة.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا السؤال يوجه إلى أولئك الذين قالوا أنه لجلوسه وقعوده على العرش أو الكرسي هناك أطيط، يسأل لماذا هذه الحركة هل هي للرياضة أو لشيء آخر، هذا السؤال يوجه لأولئك.
المُقدَّم: الأخ أبو فاطمة كان يسأل، الحديث يقول وسعني قلب عبدي المؤمن.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعزائي هناك قاعدة عامة لابد من أقولها حتى يتضح أيضاً للأخ العزيز الذي اتصل من العراق وقال أن حد