طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: لماذا أحرق القرآن؟ الثلاثاء أبريل 26, 2011 5:16 am | |
| طلعت شمس القرآن الساطعة في زمان كانت الجزيرة العربية فيه غارقة في وحول الجهل والظلم، وكان المجتمع ضاجا بمناخ مليء بالوحشية والخوف والرعب وانعدام الأمن والاستقرار لا يرجو فيه أحد من أحد سلامة ولا نصحا ولا أمنا، تحكمهم قوة الظلم والتعصب القبلي، قد انقسم الناس إلى قسمين رئيسيين ظالم ومظلوم .. وكما يصفهم أمير المؤمنين (ع) (مللٌ متفرقة وأهواء منتشرة وطرائف متشتتة بين مشبه لله في خلقه أو ملحد في اسمه أو مشير الى غيره).
نعم في مثل هذه الظروف الظلامية الملبدة دوّت الصرخة القرآنية لتأخذ بيد المجتمع الهابط في مهاوي الكفر والظلم العالق في شباك الشرك وعبادة الأصنام الى التوحيد ليشع في أعماق قلبه وروحه نور الحق وسبل السلم والصفح والرحمة والصفاء، لقد جاء القرآن ليحطم الأغلال الملقاة على الظهور والأحقاد الممسكة بعقل الإنسان وضميره ولسانه، قال تعالى (ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ) قال بعض المفسرين في تفسير هذه الآية (يضع عنهم سلاسل الجهل وعدم العلم عن طريق الدعوة المتواصلة المستمرة للعلم والمعرفة، وسلاسل عبادة الأصنام والخرافات عن طريق الدعوة الى التوحيد، وأما سلاسل التمييز بأنواعه والحياة الطبيعة بأشكالها فعن طريق الدعوة الى الأخوة الدينية الإسلامية والى المساواة أمام القانون).
نعم لقد حث القرآن البشر على نشر العدل والقسط في جميع زوايا المجتمع وأن يكون العدل هو المعيار والنهج في كافة التفاصيل الصغيرة والكبيرة قال تعالى (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) فإن الله أوجب الإحسان الى جانب العدل بغية التخفيف من حدة العدل في بعض المواضع، ودعا الناس الى تجنب مساعدة الظالمين وعدم الركون إليهم أبدا، وحث الناس على الأخذ بالعلم والمعرفة وإزالة كل أشكال الجهل والجهالة من الأذهان والحيلولة دون تأثيرهما على الحياة الفردية والاجتماعية.
نزل القرآن على قوم شاع فيهم دفن البنات أحياء ظلما وجهلا بأوهام زائفة تقضي بأنهن مجرد عبء على المجتمع وأنهن لا طاقة لهن في الحياة الاجتماعية والسياسية على الدفاع عن كيان القبيلة، حرمان المرأة من عامة الحقوق الاجتماعية والمدنية فأزاح القرآن كل هذه الشبهات، وصنف المرأة مخلوقا مساويا للرجل وذات شأن مثله تماما فمنحها شخصيتها وكرس مكانتها بعد أن كانت تحكمها علاقة الفوقية الشبيهة بعلاقة السادة والعبيد فجعل العلاقة مبنية على المحبة والود والرحمة والرأفة (وجعل بينكم مودة ورحمة )، ويرى القرآن المرأة مساوية للرجل تتحمل معه أعباء الحياة وصعابها وتشاركه في صنع الأجيال يقول أمير المؤمنين (ع) في شأن القرآن (واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش والهادي الذي لا يضل والمحدث الذي لا يكذب) هذه نقطة من بحر فضل القرآن المجيد.
من فضاكن الذي تأسف له العقول ويندى له الجبين أن تمتد يد الشيطان الآثمة المفترية المنحطة لتحرق هذا الكتاب أمام ملايين المسلمين متجاهلة أدنى مراتب مراعاة حرمة المقدسات الإسلامية العظيمة. وفي مقابل هذا الحدث الشنيع ترى المسلمون قد تشتت أساليبهم في مواجهة هذه الفاجعة الأليمة فمنهم من ذهب الى الاعتصام والتجمعات الاحتجاجية، ومنهم من رأى أن مثل هذا الفعل لا يستحق الرد لأن مكانة القرآن لا تتأثر بعمل مثل هذا بل يزداد عزا ورفعة وسموا ومنهم من ذهب إلى غير ذلك من مظاهر الاستياء والإنكار.
من فضاكنهم اتفقوا على سؤال وهو لماذا أحرق القرآن الكريم؟ وللإجابة عن هذا السؤال علينا أن نرجع الى أنفسنا ونسألها هل نحن نطبق تعاليم القرآن ونعطي صورة واضحة عن الإسلام بالدعوة إليه بغير ألسنتنا أم تركنا وكالة الإستخبارات الاستعمارية والصهيونية تصول وتجول في عالمنا الإسلامي تغذي النعرات الطائفية والمذهبية حتى تُظهر صورة المسلمين على أنهم شعوب متقاتلة لا تجمعهم كلمة.
هذا من جهة ومن جهة أخرى تفبرك التهم عبر وسائل إعلامها العربية والغربية ضد الإسلام بافتعال منظمات إسلامية سلفية أصيلة تلصق بها ما يقوم به عملاؤها من تفجيرات وذبح وسفك للدماء لتقول إن الإسلام دين الإرهاب والقتل والدمار وأديانهم أديان المحبة والسلام. فلا بد لمواجهة هذه الظاهرة القذرة من العمل بتعاليم القرآن، قال أمير المؤمنين(ع) (الله الله في القرآن لا يسبقكم الى العمل به غيركم) وصون الإسلام من المنافقين وعملاء الخارج الذين يريدون أن يبرزوا الإسلام على غير صورته الحقيقية السهلة السمحاء.
| |
|