نور الأمداد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لنشر علوم خير االأسياد محمد وآلِ بيته الأمجاد عليهم صلوات ربِّ العباد
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وقفة يَـأَيُّهَا الإِنْسَـنُ مَا غَرَّكَ بِرَّبِكَ الكَرِيمِ ....دعوة تدبر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طالب علم
 
 
طالب علم


وقفة يَـأَيُّهَا الإِنْسَـنُ مَا غَرَّكَ بِرَّبِكَ الكَرِيمِ ....دعوة تدبر 133579507441
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2695
تاريخ الميلاد : 22/07/1989
تاريخ التسجيل : 29/01/2011
العمر : 35
الموقع : العراق
حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
MMS نور الامداد

وقفة يَـأَيُّهَا الإِنْسَـنُ مَا غَرَّكَ بِرَّبِكَ الكَرِيمِ ....دعوة تدبر Empty
مُساهمةموضوع: وقفة يَـأَيُّهَا الإِنْسَـنُ مَا غَرَّكَ بِرَّبِكَ الكَرِيمِ ....دعوة تدبر   وقفة يَـأَيُّهَا الإِنْسَـنُ مَا غَرَّكَ بِرَّبِكَ الكَرِيمِ ....دعوة تدبر Emptyالإثنين مارس 07, 2011 12:08 pm

يَـأَيُّهَا الإِنْسَـنُ مَا غَرَّكَ بِرَّبِكَ الكَرِيمِ(6) الَّذِى خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ(7) فِى أَىِّ صُورَة مَّآ شَآءَ رَكَّبَكَ(8)
سورة الانفطار
__________________________________________________ ____
ببيان إيقاظي عسى أنْ ينتبه الإنسان من غفلة ما في عنقه من حقّ وما على عاتقه من مسؤوليات جسام أمام خالقه سبحانه وتعالى، فتخاطب الآية الاُولى الإنسان باستفهام توبيخي محاط بالحنان والرأفة الرّبانية: (يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم).
فالقرآن يذكّر الإنسان بإنسانيته، وما لها من إكرام وأفضلية، ثمّ جعله أمام «ربّ» «كريم»، فالرّب وبمقتضى ربوبيته هو الحامي والمدبّر لأمر تربية وتكامل الإنسان، وبمقتضى كرمه أجلس الإنسان على مائدة رحمته، ورعاه بما أنعم عليه مادياً ومعنوياً ودون أنْ يطلب منه أيّ مقابل، بل ويعفو عن كثير من ذنوب .
الإنسان لفضل كرمه...
فهل من الحكمة أنْ يتمرد هذا الموجود المكرّم على هكذا ربّ رحيم كريم؟!
وهل يحقُّ لعاقل أنْ يغفل عن ذكر ربّه ولو للحظة واحدة، ولا يطيع أمر مولاه الذي يتضمن سعادته وفوزه؟!
ولهذا فقد ورد عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) عند تلاوته للآية المباركة أنّه قال: «غرّه جهله»(1).
ومن هنا، يتقرّب لنا هدف الآية، فهي تدعو الإنسان لكسر حاجز غروره وتجاوز حالة الغفلة، وذلك بالإستناد على مسألة الربوبية والكرم الإلهي، وليس كما يحلو للبعض من أنْ يصور هدف الآية، على أنّه تلقين الإنسان عذره، فيقول: غرّني كرمك! أو كما قيل للفضيل بن عياض: «لو أقامك اللّه ويوم القيامة بين يديه، فقال: (ما غرّك بربّك الكريم)، ماذا كنت تقول له؟ قال: أقول: غرّني ستورك المرخاة»(2).
فهذا ما يخالف تماماً، لأنّها في صدد كسر حالة غرور الإنسان وإيقاظه من غفلته، وليست في صدد إضافة حجاب آخر على حجب الغفلة!
فلا ينبغي لنا أنْ نذهب بالآية بما يحلو لنا ونوجهها في خلاف ما تهدف إليه!
«غرّك»: من (الغرور)، و«الغرّة»: غفلة في اليقظة، وبعبارة اُخرى: غفلة في وقت لا ينبغي فيه الغفلة، ولما كانت الغفلة أحياناً مصدراً للإستعلاء والطغيان فقد استعملت (الغرور) بهذه المعاني.
والغرور): كلُّ ما يغرُّ الإنسان من مال، جاه، شهوة وشيطان، وقد فُسّر الغَرور بالشيطان، لأنّه أخبث مَنْ يقوم بهذا الدور الدنيء في الدّنيا.
وذُكر في تفسير «الكريم» آراءً كثيرة، منها: إنّه المنعم الذي تكون جميع أفعاله إحسانٌ، وهو لا ينتظر منها أيَّ نفع أو دفع ضرر.
ومنها: هو الذي يعطي ما يلزمه وما لا يلزمه.
ومنها: هو مَنْ يعطي الكثير بالقليل.
ولو جمعنا كلّ ما ذُكر وبأعلى صورة لدخل في كرم اللّه عزّوجلّ، فيكفي كرم اللّه جلالاً أنّه لا يكتفي عن المذنبين، بل يبدل (لمن يستحق) سيئاتهم حسنات.
وروي عن أمير المؤمنين(عليه السلام) عند تلاوته لهذه الآية، أنّه قال: (إنّ الإنسان)«أدحض مسؤول حجّة، وأقطع مغترّ معذرة، لقد أبرح (أي اغتر) جهالة بنفسه.
يا أيّها الإنسان، ما جرّأك عل ذنبك، وما غرّك بربّك، وما أنسك بهلكة نفسك؟ أمَا من دائك بلول (أي شفاء)، أمْ ليس من نومتك يقظة؟ أمَا ترحم نفسك ما ترحم من غيرك؟ فلربّما ترى الضاحي من حرِّ الشمس فتظلّه، أو ترى المبتلى بألم يمض جسده فتبكي رحمةً له! فما صبرك على دائك، وجلدك على مصابك، وعزاك عن البكاء على نفسك وهي أعزّ الأنفس عليك، وكيف لا يوقظك خوف بيات نقمة (أي تبيت بنقمة من اللّه) وقد تورطت بمعاصيه مدارج سطواته! فتداوَ من داء الفترة في قلبك بعزيمة، ومن كرى (أي النوم) الغفلة في ناظرك بيقظة، وكن للّه مطيعاً وبذكره آنساً، وتمثل (أي تصور) في حال توليك عنه إقباله عليك، يدعوك إلى عفوه ويتغمدك بفضله وأنت متول عنه إلى غيره، فتعالى من قوي ما أكرمه! وتواضعت من ضعيف ما أجرأك على معصيته!...»
وتعرض لنا الآية التالية جانباً من كرم اللّه ولطفه على الإنسان: (الذي خلقك فسّواك فعدلك في أيّ صورة ما(1) شاء ركّبك).فالآية قد طرحت مراحل خلق الإسنان الأربعة.. أصل الخلقة، التسوية، التعديل، ومن ثمّ التركيب.
ففي المرحله الاُولى: يبدأ خلق الإنسان ومن نطفة في ظلمات رحم الاُم.
وفي مرحله الثّانية: مرحلة «التسوية والتنظيم» وفيها يقدر الباري سبحانه خلق كلّ عضو من أعضاء الإنسان بميزان متناهي الدّقة.
فلو أمعن الإنسان النظر في تكوين عينه اُذنه أو قلبه، عروقه وسائر أعضاءه، وما اُودع فيها من ألطاف ومواهب وقدرات إلهية، لتجسم أمامه عالماً من العلم والقدرة واللطف والكرم الإلهي.
عطاء ربّاني قد شغل العلماء آلاف السنين بالتفكير والبحث والتأليف، ولا زالوا في أوّل الطريق...
وفي المرحلة الثّالثة: يكون التعديل بين «القوى» و«الأعضاء» وتحكيم الإرتباط فيما بينها.
وبدن الإنسان قد بُني على هذين القسمين المتقاربين، فـ: اليدين، الرجلين، العينين، الاُذنين، العظام، العروق، الأعصاب والعضلات قد توزعت جميعها على هذين القسمين متجانس ومترابط.
هذا بالإضافة إلى أنّ الأعضاء في عملها يكمل بعضها للبعض الآخر، فجهاز التنفس مثلاً يساعد في عمل الدورة الدموية بدورها تقدم يد العون إلى عملية التنفس، ولأجل ابتلاع لقمة غذاء، لا تصل إلى الجهاز الهضمي إلاّ بعد أنْ يؤدّي كلُّ من: الأسنان، اللسان،الغدد وعضلات الفم دوره الموكل به، ومن ثمّ تتعاضد أجزاء الجهاز الهضمي على إتمام عملية الهضم وامتصاص الغذاء، لينتج منه القوّة
اللازمة للحركة والفعالية...
وكلُّ ما ذكر، وغيره كثير، قد جمع قصيرة رائعة... (فعدلك).
وقيل: «عدلك» إشارة إلى اعتدال قامة الإنسان، وهو ما يمتاز به عن بقية الحيوانات، وهذا المعنى أقرب للمرحلة القادمة ولكن المعنى الأوّل أجمع.
وفي المرحلة الرابعة: تكون عملية «التركيب» وإعطاء الصورة النهائية للإنسن نسبةً إلى بقية الموجودات.
نعم، فقد تكرم الباري بإعطاء النوع الإنساني صورة موزونة عليها مسحة جمالية بديعة قياساً مع بقية الحيوانات، وأعطى الإنسان فطرة سليمة، وركّبه بشكلٍّ يكون فيه مستعداً لتلقي كلَّ علم وتربية.
ومن حكمة الباري أن جعل الصور الإنسانية مختلفة متباينة، كما أشارت إلى ذلك الآية (22) من سورة الروم: (ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم)، ولولا الإختلاف المذكور لاختل توازن النظام الإجتماعي البشري.
ومع الإختلاف في المظهر فإنّ الباري جلّ شأنه قدّر الإختلاف والتفاوت في القابليات والإستعدادات والأذواق والرغبات، وجاء هذا النظم بمقتضى حكمته، وبه يمكن تشكيل مجتمع متكامل سليم وكلّ حوائجه ستكون مؤمَّنَة.
وتلخص الآية (4) من سورة التين خلق اللّه للإنسان بصورة إجمالية: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم).
والخلاصة: فالآيات المبحوثة، إضافة لآيات أُخرَ كثيرة تهدف وبشكلٍّ دقيق إلى تعريف الإنسان المغرور بحقيقته، منذ كان نطفة قذرة، مروراً بتصويره وتكامله في رحم اُمّه، حتى أشدّ حالات نموه وتكامله، وتؤكّد على أنّ حياة الإنسان في حقيقتها مرهونة بنعم اللّه، وكلُّ حيّ يفعم برحمة اللّه في كل لحظات حياته، ولابدّ لكلّ حي ذي لبّ وبصيرة من أنْ يترحل من مطية غروره وغفلته،



وقفة يَـأَيُّهَا الإِنْسَـنُ مَا غَرَّكَ بِرَّبِكَ الكَرِيمِ ....دعوة تدبر 12857142281
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وقفة يَـأَيُّهَا الإِنْسَـنُ مَا غَرَّكَ بِرَّبِكَ الكَرِيمِ ....دعوة تدبر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بحث حول الزواج المؤقت او المنقطع او المتعه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور الأمداد :: الأقسام الأسلاميه :: القرآن الكريم-
انتقل الى: