السيد محمد حسين المصباح الموسوي ( قدس سره )
( 1345 هـ - 1424 هـ )
اسمه ونسبه :
السيّد محمّد حسين بن أسد الله المصباح بن مرتضى الموسوي ، وآل المصباح ينتسبون إلى جد الأُسرة ، وهو السيّد أسد الله المصباح الموسوي ، مؤسّس بيت المصباح في مدينة مشهد المقدّسة ، وكان في زمانه من العلماء المعروفين بالزهد والتقوى ، ومن الشخصيات الموثوقة والمعتمد عليها من قبل مراجع التقليد في خراسان .
ولادته :
ولد السيّد المصباح يوم التاسع من المحرّم 1345هـ .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ هاشم القزويني .
2ـ السيّد محمّد هادي الحسيني الميلاني .
تدريسه :
كان السيّد المصباح إمام جماعة مسجد الفيل ، وكان يقوم بتدريس السطوح العليا ، وتفسير القرآن الكريم في هذا المسجد ، وكان يحضر عنده العديد من طلاّب وفضلاء الحوزة العلمية في مدينة مشهد المقدّسة .
وكالاته :
للمكانة المرموقة التي كان يحتلّها نال السيّد المصباح ثقة مراجع تقليد الشيعة مدّة خمسين عاماً ، حاز خلالها على العديد من الإجازات والوكالات من قبل عدد كبير من مراجع تقليد الشيعة العظام ، ونذكر منهم حسب التسلسل الزمني لحصوله على الوكالة من قبلهم :
1ـ السيّد حسين الطباطبائي البروجردي .
2ـ السيّد محمود الحسيني الشاهرودي .
3ـ السيّد عبد الله الشيرازي .
4ـ السيّد عبد الهادي الشيرازي .
5ـ السيّد محسن الطباطبائي الحكيم .
6ـ السيّد أبو القاسم الخوئي .
7ـ السيّد أحمد الخونساري .
8ـ السيّد محمّد رضا الكلبايكاني .
9ـ الإمام الخميني .
10ـ السيّد محمّد كاظم الشريعتمداري .
11ـ السيّد محمّد الحسيني الروحاني .
12ـ السيّد عبد الأعلى السبزواري .
13ـ السيّد علي الحسيني السيستاني .
14ـ السيّد محمّد الحسيني الشيرازي .
15ـ الشهيد الشيخ علي الغروي التبريزي .
16ـ السيّد محمّد سعيد الطباطبائي الحكيم .
17ـ السيّد محمّد صادق الروحاني .
صفاته وأخلاقه : نذكر منها ما يلي :
1ـ العبادة : كان الاهتمام بأمر العبادة من أهمِّ الأُمور التي تحتل الصدارة في اهتماماته ، بحيث كان يعتقد بأنّ طلب العلم لا يوصل صاحبه إلى الحدِّ المطلوب إلاّ إذا أولى طالب العلم اهتماماً خاصّاً إلى الأعمال العبادية ، ولهذا كان سماحته يهتم جدّاً بصلاة الليل ، ومسألة التهجُّد والعبادة .
2ـ الورع : لم يستخدم السيّد المصباح خلال العديد من السنوات التي كانت أموال الخمس بيده من هذه الأموال لنفسه وأولاده ، وقد جاء في وصيته : إنّني على الرغم من إشرافي على أموال الخمس ، لكنّني لم أقصد أبدأً أن أدَّخرَ من هذه الأموال لأولادي ، لأنّني أرى بأنّ الله سبحانه وتعالى هو الكفيل الذي يتولَّى شؤونهم على أفضل ما يكون .
3ـ مساعدة الفقراء والمحتاجين : كان سماحته منذ تصدِّيه لمهمّة وكالة مراجع التقليد يهتم جدّاً بمسألة تلبية احتياجات الفقراء والضعفاء والأيتام ، بل كان لسماحته - طيلة حياته المباركة - العديد من مشاريع تقديم المساعدات إلى مستحقيها ، حتّى غَدى بيته مقرّاً تلتجئ إليه الفئات المحرومة والمستضعفة .
وكان - طيلة خمسين عاماً - مهتماً بشؤون طلاّب وفضلاء وأساتذة الحوزة ، وكان يهتم بشؤون المدارس العلمية ، وملبّياً كافّة طلباتها المادّية والمعنوية ، وقد شاهده العديد ـ وهو واضع عباءته على رأسه في منتصف ليالي الشتاء البارد ـ عند أبواب غرف الطلاّب في بعض المدارس لأجل قضاء حوائجهم ، وتلبية طلباتهم ، وتمشية أُمورهم .
التحول في حوزة مدينة مشهد المقدسة :
كان السيّد المصباح يولي اهتماماً خاصّاً لتربية الطلبة والفضلاء ، وكان يرفض بشدّة تسرُّب حالة الفوضى وفقدان النظام في الدروس الحوزوية ، وكان قلقاً بشأن جملة من الطلبة الذين كانوا لا ينتفعون من أوقاتهم ، فلهذا قرَّر أن يتم اختبار كفاءة الطلبة عبر إقامة الامتحانات لكل مرحلة دراسية ، ومن هذا المنطلق تمَّ تقسيم الطلبة إلى عدّة مجاميع ، وجُعل على رأس كل مجموعة أستاذ قدير ليقوم بامتحانهم ، واختبار كفاءتهم العلمية في نهاية كل شهر ، وليكون هو المشرف على وضعيَّتهم الدراسية .
وعلى صعيد آخر أسَّس نظام منح الراتب الشهري لعامّة الطلبة في حوزة مشهد العلمية ، لأنّها كانت تفتقد نظام توزيع الراتب الشهري للطلبة بصورة منظّمة ، وكان الطلبة يوفِّرون لأنفسهم ما يحتاجون إليه لأُمور معاشهم بصورة غير منظّمة من موقوفات المدارس ، وأيضاً عن طريق مساعدات بعض الأساتذة وعلماء المدينة ، حيث أنّهم كانوا يأخذون بنظر الاعتبار أمر معاش الطلبة وإعانتهم ، على قدر وسعِهم ، ومع ذلك فكانت حالة الفقر والحرمان هي الحالة الغالبة في وسط الطلبة والفضلاء ، وحتّى كثير من أساتذة الحوزة .
فلفت السيّد المصباح بإسلوبه الخاص - بعد دعوة أستاذه الشيخ هاشم القزويني إلى ذلك - انتباه السيّد حسين البروجردي إلى هذه المشكلة ، ومن هذا المنطلق تمَّ تنظيم راتب شهري عام لطلبة الحوزة في مدينة مشهد المقدّسة .
مشاريعه : نذكر منها ما يلي :
1ـ مجمّع الإمام الهادي ( عليه السلام ) للأُمور الخيرية .
2ـ دار لضيافة العلماء والفضلاء القادمين إلى مدينة مشهد المقدّسة لزيارة الإمام الرضا ( عليه السلام ) .
3ـ مستشفى خاصّة بالنساء .
4ـ مستوصف عام .
5ـ مكتب إيفاد المبلّغين الواعين إلى القرى لغرض رفع المستوى الديني والعقائدي عند أبناء تلك المناطق .
6ـ مركز مساعدة المرضى العاجزين عن دفع تكاليف العلاج ، وتكاليف العمليات الجراحية في المستشفيات .
7ـ مكتب رعاية شؤون الفقراء والأيتام ، وصرف الرواتب ، وتقديم المساعدات المجانية .
8ـ إنشاء مطبخ كبير لتهيئة الطعام للفقراء والأيتام .
9ـ مكتب حَلِّ المشاكل ، من دفع مصاريف الزواج ، وترميم المنازل ، وإيجارها ، وغير ذلك .
10ـ إنشاء موقع على شبكة الإنترنت باسم : ( دليل المواقع الشيعية ) باللغات العربية ، والفارسية ، والإنجليزية ، والأوردية ، وقد حاز هذا الموقع المرتبة الأُولى في المعرض الدولي التاسع للمعلومات والثقافة ، وعنوانه : www.shiasearch.com
11ـ مؤسّسة الإمام الهادي ( عليه السلام ) للبحوث والتحقيق في العلوم الدينية .
12ـ مدرسة ثامن الأئمّة ( عليهم السلام ) العليا ، أو ( دار الفقاهة ) .
13ـ مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) العلمية .
14ـ مدرسة إعداد المبلِّغين .
15ـ مركز الإجابة على الأسئلة الشرعية عبر الهاتف .
16ـ مكتب الإجابة المباشرة على الأسئلة الشرعية .
17ـ مكتب توزيع الرواتب الشهرية لطلبة العلوم الدينية .
18ـ إنشاء خَمس مجمَّعات سكنية للطلبة ، والفقراء ، والأيتام في مناطق مختلفة من مدينة مشهد المقدّسة .
19ـ تخصيص شطراً من مستشفى الإمام الهادي ( عليه السلام ) للعلماء والفضلاء الذين بحاجة إلى عناية ومدارات على أثر ابتلائهم ببعض الأمراض .
20ـ استأجار العديد من الفنادق ، والمنازل ، والأماكن المناسبة ، من أجل إسكان المهاجرين إلى مدينة مشهد المقدّسة من فضلاء حوزة قم المقدّسة والمناطق الأُخرى ، على أثر القصف الذي شهدته مناطقهم من قبل نظام البعث البائد في أيّام الحرب .
21ـ بناء مِئات المساجد والحمّامات والحسينيات في شتَّى مُدُن وقرى محافظة خراسان المترامية الأطراف .
22ـ تأسيس مركز إغاثة شيعة العراق المشرَّدين من جنوب العراق إلى محافظة خوزستان في إيران .
وفاته :
توفّي السيّد المصباح ( قدس سره ) في الخامس عشر من ربيع الثاني 1424 هـ ، بمستشفى بارس في العاصمة طهران ، بعد أن أمضى ( قدس سره ) فيها مُدَّة شهرين ، معانياً فيها أشَدّ المعاناة من المرض ، ونقل جثمانه الطاهر إلى مدينة مشهد المقدّسة ، ودفن بالحسينية الواقعة في داره في مشهد المقدّسة .