علي بن يقطين قال: استدعى الرشيد رجلاً يبطل به أمر أبي الحسن موسى بن جعفر صلى الله
عليه وآله ويقطعه ويخجله في المسجد ، فانتُدب رجلٌ معزِّم فلما أحضرت
المائدة عمل ناموساً على الخبز فكان كلما رام أبو الحسن عليه السلام تناول
رغيف من الخبز طار من بين يديه! واستفز من هارون الفرح والضحك لذلك ! فلم
يلبث أبو الحسن عليه السلام أن رفع رأسه الى أسد مصور على بعض الستور فقال
له: يا أسد خذ عدو الله ! قال: فوثبت تلك
الصورة كأعظم ما يكون من السباع فافترست ذلك المعزم! فخرَّ هارون وندماؤه
علىوجوههم مغشياً عليهم، فطارت عقولهم خوفاً من هول ما رأوه! فلما أفاقوا
من ذلك قال هارون لأبي الحسن عليه السلام : سألتك بحقي عليك لما سألت
الصورة أن ترد الرجل . فقال: إن كانت عصا موسى ردت ما ابتلعته من حبال
القوم وعصيهم فإن هذه الصورة ترد ما ابتلعته من هذا الرجل ! فكان ذلك أعمل
الآشياء في آفاته نفسه .
---
عيون أخبار الرضا عليه السلام :2/90