أحتجاج الامام الكاظم عليه السلام مع هارون الرشيد عن مرقد النبي صل الله عليه واله من هم ذريـّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
كان للإمام الكاظم عليه السلام بعض المواقف العلنيَّة والصريحة، التي أبْرَزَ من خلالها أحقيَّته في الخلافة وأولويَّته بها من بني العبّاس.
ومن هذه المواقف احتجاجه عليه السلام مع هارون الرشيد وهو في مرقد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم
أمام حشدٍ كبير من الأشراف وقادة الجيش وكبار الموظّفين،
فقد أقبل هارون بوجهه على الضريح المقدَّس وسلَّم بقوله: "السلام عليك يا ابن العمّ"
معتزّاً ومفتخراً على غيره بصلته من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وأنَّه إنّما نال الخلافة لقربه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وكان الإمام آنذاك حاضراً،
فسلَّم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً:"السلام عليك يا أَبَتِ"،
ففقد الرشيد صوابه واستولت عليه موجات من الإستياء، حيث قد سبقه الإمام إلى ذلك المجد والفخر.
فقال له بنبرات تقطر غضباً وحقداً: لِمَ قلت أنَّك أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منّا؟
فأجابه عليه السلام بردٍّ مُفْحِمٍ قائلاً: "لَوْ بُعِثَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم حيّاً وَخَطَبَ مِنْكَ كَريَمَتَكَ هَلْ كُنْتَ تُجيبُهُ إِلى ذَلِكَ؟
فقال هارون: "سُبْحانَ اللهِ!! وَكُنْتُ أَفْتَخِرُ بِذَلِكَ عَلى العَرَبِ وَالعَجَم”.
فانبرى الإمام عليه السلام قائلاً:"لَكِنَّهُ لا يَخْطُبُ مِنّي وَلا أُزَوِّجُهُ لأَنَّهُ والِدُنا لا والدَكُمْ فَلِذَلِكَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ"4.
المصدر :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]