نور الأمداد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لنشر علوم خير االأسياد محمد وآلِ بيته الأمجاد عليهم صلوات ربِّ العباد
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تاريخ الفقه الشيعي والفقهاء

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد
 
 
محمد


تاريخ الفقه الشيعي والفقهاء 133579507441
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 48
تاريخ التسجيل : 24/02/2011
MMS رباه هب لي صبرا

تاريخ الفقه الشيعي والفقهاء Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ الفقه الشيعي والفقهاء   تاريخ الفقه الشيعي والفقهاء Emptyالجمعة فبراير 25, 2011 11:49 am

الفقه و الفقهاء


و الفقه من أهم علوم الإسلام و هو فن استخراج و استنباط الاحكام من مصادرها:الكتاب و السنة و الاجماع و العقل.و هو علم نظري خلافا للحديث فهو علم حفظي لفظي.


مارس المسلمون الاجتهاد منذ القرن الأول و الاجتهاد بمفهومه الصحيح من لوازم دين كالاسلام و هو دين عام لا يختص بقوم أو منطقة خاصة أو عنصر خاص و لا بزمان دون زمان و هو خاتم الشرائع و الاديان و هو حاكم في مختلف أوضاع العالم البشري.


و قد يظن بعضهم:أن الاجتهاد ظهر في أهل السنة في القرن الأول أما في الشيعة فقد ظهر في القرن الثالث و يرون أن ذلك يرجع إلى استغناء الشيعة عن الاجتهاد لحظور الائمة عليهم السلام.و لكني اثبت خطأ هذه النظرية في مقالتي«الاجتهاد في الاسلام» (1) و«من وحي شيخ الطائفة» (2) .و كتب المرحوم العلامة السيد حسن الصدر يقول:«إن أول من دون علم الفقه علي بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه و آله،كان من فقهاء الشيعة و خواص أمير المؤمنين و كاتبه،و شهد معه كل حروبه...» (3) .


و يدعي أهل السنة أن أول من اجتهد من أصحاب رسول الله،هو معاذ بن جبل في سفره إلى اليمن .


و على أي حال فإن الفقه بمعنى الاستنباط و تطبيق الجزئيات على الكليات و الاصول كان موجودا منذ الصدر الأول بين الشيعة و السنة،مع اختلاف اساسي بين الفريقين من حيث المصادر و الاعتماد على الرأي و القياس و الاستحسان و المصالح المرسلة.


و يذكر ابن النديم في الفهرست اسم عدد من الكتب الفقهية للشيعة من أصحاب الأئمة عليهم السلام تحت عنوان«فقهاء الشيعة»و بعضهم ايرانيون إلا أنهم أقل من غيرهم.و بصورة عامة نقول:إن أكثرية فقهاء الشيعة في عصر حضور الأئمة أو غيبتهم حتى القرن السابع الهجري غير ايرانيين،و ان أكثر قدماء فقهاء الشيعة الذين لا زالت كتبهم تقرأ و تدرس غير ايرانيين .


نرى من الايرانيين في الطبقة الاولى من القدماء:الصدوق الاول علي بن الحسين بن بابويه القمي و الصدوق الكبير محمد بن علي بن الحسين،بل كل آل بويه من قبيل الشيخ منتجب الدين الرازي من أحفاد الحسين بن علي بن بابويه القمي و هكذا شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي و الشيخ سلار بن عبد العزيز الديلمي صاحب كتاب«المراسم»و تلميذ الشيخ المفيد و السيد المرتضى،و ابن حمزة الطوسي صاحب كتاب«الوسيلة»و العياشي السمرقندي الذي سبق ذكره آنفا في عداد المفسرين،و قلنا ان ابن النديم ذكر له كتبا فقهية كثيرة و قال انها شائعة في خراسان.


و أمام هؤلاء نرى عددا أكبر من فقهاء السنة حتى القرن السابع الهجري غير ايرانيين كابن الجنيد،و ابن أبي عقيل و الشيخ المفيد و السيد المرتضى علم الهدى و القاضي عبد العزيز بن البراج،و أبي الصلاح الحلبي،و السيد أبي المكارم ابن زهرة،و ابن ادريس الحلي،و المحقق الحلي و العلامة الحلي و الشهيد الأول و الشهيد الثاني.


و سبب ذلك واضح فالشيعة في ايران إذ ذاك كانوا أقلية،بل الظاهر أن شيعة لبنان و حلب و العراق،كانوا أكثر من شيعة ايران أو كانوا في حالة أفضل منهم في ايران.


و بعد القرن السابع و لا سيما في هذه القرون الاخيرة يشكل الايرانيون أكثرية فقهاء الشيعة و لا حاجة إلى ذكرهم هنا لكثرتهم.و في الوقت نفسه برز بعض فقهاء الشيعة من غير الايرانيين و لا سيما عرب العراق و ممن لهم مقام شامخ في العلمية و المرجعية كالشيخ جعفر كاشف الغطاء و الشيخ محمد حسن صاحب جواهر الكلام رضوان الله عليهم أجمعين.


و من المناسب أن نذكر هنا تاريخا مختصرا من الفقه و الفقهاء من زمن الغيبة الصغرى حتى العصر الحاضر،كي يتضح حظ الايرانيين منهم في خدمة فقه الشيعة و يتضح تسلسل هذه الحلقة الثقافية الاسلامية و انها استمرت بدون وقفة في طول ألف و مائة عام‏تقريبا.


علم الفقه،أي الفقه المدون في مؤلفات خاصة لازالت باقية و لها تاريخ ألف و مائة عام‏أي أن الحوزات العلمية الفقهية لا زالت مستمرة منذ أحد عشر قرنا حتى اليوم فقد ربى الاساتذة تلامذة أصبحوا أساتذة ربوا بدورهم تلامذة،و هكذا حتى العصر الحاضر و لم تنقطع هذه الرابطة حتى اليوم.


نعم هناك علوم كالفلسفة و المنطق و الرياضيات و الطب لها تاريخ أطول و كتب أقدم إلا أنها لم تكتب لها حياة مستمرة و متصلة دون توقف أو انقطاع بين الاساتذة و الطلاب و على فرض وجوده فلا توجد هذه الحياة المستمرة إلا للعلوم في ظل الإسلام و سنبحث فيما بعد استمرار حياة الفلسفة في الإسلام و لو بصورة مختصرة.


و من حسن الحظ ان ما أهتم به علماء المسلمين هو بيان طبقات أرباب العلوم،و قد تحقق هذا لأول مرة بالنسبة لعلماء الحديث ثم لعلماء سائر العلوم،و لنا كتب كثيرةبعناوين:طبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي،و طبقات الأطباء لابن أبي اصيبعة و طبقات النحويين و طبقات الصوفية لأبي عبد الرحمن السلمي.


و حسب علمي ان كل ما كتب في طبقات الفقهاء هو لأهل السنة،و لم يكتب في طبقات فقهاء الشيعة كتاب خاص،و للكشف عن طبقات فقهاء الشيعة لابد من مراجعة كتب التراجم أو الاجازات أو كتب طبقات الرواة (4) .


و هنا لا نريد أن نفصل طبقات فقهاء الشيعة بل إنما نريد أن نذكر شيئا عن شخصيات مهمة من فقهائهم الذين لا زالت آراؤهم موضع بحث و دراسة مع ذكر كتبهم الفقهية،و في ضمن ذلك نشير إلى شي‏ء من طبقاتهم.


و نبدأ بتاريخ فقهاء الشيعة من زمن الغيبة الصغرى(260ـ329)بدليلين:


1ـإن عصر ما قبل الغيبة الصغرى عصر حضور الأئمة الاطهار عليهم السلام و في‏عصر حضورهم و إن كان الفقهاء،أي المجتهدين و أرباب الفتوى موجودين و كانوا عليهم السلام يحثونهم على الفتوى و الاجتهاد إلا أنهم كانوا تحت شعاع وجود الأئمة عليهم السلام أي أن الرجوع إليهم كان في صورة عدم إمكان الوصول إلى الأئمة عليهم السلام و كان الناس يحاولون الوصول إليهم عليهم السلام مهما أمكن ذلك.و الفقهاء أنفسهم كانوا يراجعون الأئمة في كثير مما كان يشكل عليهم من الفقه و الفتوى.


2ـان فقهنا المدون ينتهى إلى زمن الغيبة الصغرى فيما نرى على الأقل أي ليس‏بأيدينا اليوم أثر فقهي من قبل دور الغيبة الصغرى من فقهاء الشيعة أو لم نجد شيئا منه على الأقل.


و على أي حال فقد كان للشيعة فقهاء كبار في عصر الأئمة الاطهار عليهم السلام يعرف مستواهم بقياسهم إلى الفقهاء المعاصرين لسائر المذاهب الإسلامية.و قد خصص ابن النديم الفن الخامس من المقالة السادسة من كتابه النفيس«الفهرست»لفقهاء الشيعة،و يذكر بعد التنويه بأسمائهم بعض كتبهم في الفقه أو الحديث.و يقول بشأن الحسين بن سعيد الاهوازي و أخيه:«أوسع أهل زمانهما علما بالفقه و الآثار و المناقب»و يقول بشأن‏علي بن إبراهيم القمي:«من العلماء الفقهاء»و بشأن محمد بن الحسن بن الوليد القمي‏يقول:«و له من الكتب كتاب:الجامع في الفقه» .


و الظاهر أن كتبهم الفقهية كانت مبوبة على بعض أبواب الكتب الفقهية يذكرون في كل باب منها ما كانوا يعتبرونه و يعملون به من الروايات و الأخبار و الأحاديث،فكان الكتاب‏كتاب أحاديث في الأحكام مع العمل بها.


و يقول المحقق الحلي(قده)في مقدمة المعتبر بهذا الصدد:«الفصل الرابع في السبب المقتضي للاقتصار على من ذكرناه من فضلائنا:لما كان فقهاؤنا رضوان الله عليهم من‏الكثرة إلى حد يتعسر ضبط عددهم و يتعذر حصر أقوالهم لا تساعها و انتشارها و كثرة ماصنفوه،و كانت مع ذلك منحصرة في أقوال جماعة من فضلاء المتأخرين،اجتزأت بايرادكلام من أشتهر فضله و عرف تقدمه في نقل الأخبار و صحة الاختيار وجودة الاعتبار.


و اقتصرت من كتب هؤلاء الأفاضل على ما بان فيه اجتهادهم و عرف به اهتمامهم و عليه‏اعتمادهم .فممن اخترت نقله:الحسن بن محبوب،و محمد بن أبي نصر البزنطي،و الحسين بن سعيد،و الفضل ابن شاذان،و يونس بن عبد الرحمن،و من المتأخرين:أبو جعفر محمد بن بابويه القمي«رض»و محمد بن يعقوب الكليني.و من أصحاب كتب الفتاوى:علي بن بابويه،و أبو علي بن الجنيد،و الحسن بن أبي عقيل العماني،و المفيد محمد بن محمد بن النعمان:و علم الهدى،الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي«ره» (5) .


فالمحقق مع أنه يرى الجماعة الأولى من المتأخرين من أهل النظر و الاجتهاد و الانتخاب مع ذلك لا يراهم من أصحاب الفتوى،و ذلك لان كتبهم و إن كانت مظهر آرائهم الاجتهادية،و لكنها لم تكن بصورة الكتب الفقهية الاجتهادية،بل كانت بصورة كتب الاحاديث و الاخبار لا الفتوى و إظهار الآراء و الافكار و هنا نبدأ بحثنا الآن عن المفتين الاولين في الغيبة الصغرى.


1ـعلي بن بابويه القمي المتوفى عام 329 ه و المدفون بقم.هو أبو الشيخ محمد بن علي بن بابويه المعروف بالشيخ الصدوق المدفون قرب الري،الابن كان محدثا أكثر مما كان فقيها بينما كان الاب فقيها صاحب فتوى.و يعرفان أحيانا بالصدوقين الاب و الابن.


2ـالعياشي السمرقندي صاحب التفسير المعروف كان أحد الفقهاء المعروفين في ذلك العهد،معاصرا للشيخ علي بن بابويه القمي بل متقدما عليه قليلا.كان رجلا جامعا و إن كان اشتهاره بالتفسير أكثر،له كتب كثيرة في علوم مختلفة منها في الفقه.و يقول ابن النديم في«الفهرست»:كتبه كثيرة شائعة في أهل خراسان.و لم نر شيئا من آرائه ينقل في الفقه،و لعل كتبه بادت.


و كان العياشي عاميا ثم تشيع.و قد ورث من أبيه أرثا كثيرا،صرفه جميعه في استنساخ الكتب و استكتابها و اقتنائها و شرائها و تجميعها و التعلم و التعليم،كل ذلك في داره ببغداد .


و قد عد بعضهم جعفر بن قولويه شيخ الشيخ المفيد،قرينا لعلي بن بابويه في الفقه،و على هذا فقد عده هؤلاء من فقهاء الغيبة الصغرى،و قالوا:إن جعفر بن قولويه كان تلميذا عند سعد بن عبد الله الاشعري المعروف. (6) و لا يمكن الموافقة على ذلك إذ هو شيخ الشيخ المفيد،و قد توفي 368 أو 367،و على هذا فلا يمكن أن يعد معاصرا لعلي بن بابويه،بل المعاصر هو أبوه محمد بن قولويه.


3ـابن أبي عقيل العماني:و قيل اليماني،و عمان من سواحل بحر اليمن،و لا يعرف تأريخ وفاته .عاش في الغيبة الصغرى.قال السيد بحر العلوم:انه كان شيخ جعفر بن قولويه،هو شيخ الشيخ المفيد.و هذا أقرب إلى الحقيقة من القول السابق الذي عد جعفر بن قولويه قرينا لعلي بن بابويه.و تنقل آراء ابن أبي عقيل في الفقه كثيرا.


4ـابن الجنيد الاسكافي:هو أيضا من شيوخ الشيخ المفيد،قيل:توفي في عام 381 ه و قيل:ان آثاره بلغت الخمسين.و يذكر الفقهاء ابن الجنيد و ابن أبي عقيل بعنوان:القديمين،و تذكر آراء ابن الجنيد في الفقه كثيرا.


5ـالشيخ المفيد:اسمه محمد بن محمد بن النعمان.متكلم فقيه.يذكره ابن النديم في الفن الثاني من المقالة الخامسة من«الفهرست»في متكلمي الشيعة بعنوان«ابن المعلم»و يثني عليهـولد عام 336 و توفي في عام 413 ه كتابه المعروف في الفقه يدعى«المقنعة»،موجود مطبوع.كان الشيخ المفيد ينام قليلا من الليل ثم يقضي بقيته في الصلاة و القراءة و المطالعة و الشيخ المفيد من تلامذة ابن أبي عقيل.


6ـالسيد المرتضى المعروف بعلم الهدى:ولد عام 335 ه و توفي في سنة 436 ه لقبه العلامة الحلي بمعلم الشيعة الامامية.كان رجلا جامعا أديبا متكلما فقيها يعنى بآرائه الفقهاء كتابه المعروف في الفقه:الانتصار و جمل العلم و العمل.تتلمذ هو و اخوه السيد الرضي(جامع نهج البلاغة)على الشيخ المفيد(قده).


7ـالشيخ أبو جعفر الطوسي المعروف بشيخ الطائفة:من النجوم اللامعة في سماء الإسلام،له مؤلفات كثيرة في الفقه و الاصول و الحديث و التفسير و الكلام و الرجال.


و الطوسي نسبة إلى طوس خراسان ولد عام 385،هاجر إلى بغداد مركز علوم الإسلام‏آنذاك عام 408 و له ثلاثة و عشرون عاما و بقي في العراق إلى آخر عمره.و انتقلت إليه بعد استاذه السيد المرتضى الرئاسة العلمية و المرجعية.درس على الشيخ المفيد خمس سنين،و استفاد مدة مديدة من محضر ابرز تلامذة شيخه السيد المرتضى،حتى توفي هذا الآخير عام 436 ه و بقي هو على قيد الحياة بعد استاذه السيد أربعة و عشرين عاما بقي منها في بغداد اثنى عشر عاما ثم هجرها إلى النجف الأشرف اثر حوادث جرت إلى نهب بيته و مكتبته،فأسس في النجف الأشرف حوزة علمية،و توفي فيها عام 460(و دفن في‏بيته إلى جنب مسجده إلى جوار مرقد مولانا الإمام أمير المؤمنين عليه السلام،خلف‏جامع عمران بن شاهين المبني على عهد الديالمة البويهيين،ثم وسع المسجد فيما بعد فدخل قبره في المسجد المعروف باسمه،يزار و يتبرك به) .


و للشيخ الطوسي(قده)كتب في الفقه منها كتاب باسم:«النهاية في مجرد الفقه و الفتاوى»و قد أصبح كتاب التدريس على عهد الشيخ و بعده إلى مدة مديدة و كتاب آخر باسم:«المبسوط»و قد دخل بالفقه في كتابه هذا إلى مرحلة جديدة،و كان أوسع كتاب للفقه الشيعي على عهده و كتاب آخر باسم:«الخلاف في الفقه»ذكر فيه اراء فقه الشيعة مقارنا إياها بآراء غيرهم (مشيرا إلى وجه الاستدلال غالبا)و له في الفقه كتب أخرى أيضا.و كان القدماء حتى قبل هذا القرن إذا أطلقوا كلمة«الشيخ»قصدوا بها الشيخ الطوسي،و إذا اطلقوا«الشيخان»قصدوه هو و شيخه الشيخ المفيد(كما سبق من المحقق الحلي في مقدمة كتابه«المعتبر»)بل ان الشيخ الطوسي هو أعرف الوجوه التي تذكر آراؤهم في مختلف الكتب و الأبواب الفقهية.و كان ابنه الشيخ أبو علي أيضا فقيها مرجعا للشيعة بعد أبيه،يلقب بالمفيد الثاني جليل القدر،و قد نقل المرحوم الميرزا حسين النوري في كتابه(مستدرك الوسائل ج 3 ص 497):أن له كتاب«الآمالي»و شرحا على كتاب«النهاية»لوالده الشيخ الكبير.و نقل الشيخ الدرازي آل عصفور البحراني في كتابه«لؤلؤة البحرين»:أن بنات الشيخ أيضا كن فاضلات بل فقيهات.و كان للشيخ أبي علي بن الشيخ ولد خلفه في مرجعية الشيعة و رئاسة الحوزة العلمية،اسمه الشيخ أبو الحسن محمد بن الشيخ أبي علي بن الشيخ الطوسي.و قد قال ابن العماد الحنبلي في كتابه(شذرات الذهب في أخبار من ذهب ج 4 ص 126):«...رحلت إليه طوائف الشيعة من كل جانب إلى العراق و حملوا إليه.و كان ورعا عالما كثير الزهد.و اثنى عليه السمعاني و قال العماد الطبري:لو جازت على غير الأنبياء صلاة صليت عليه» (7) توفي سنة 540 ه8ـالقاضي عبد العزيز الحلبي المعروف بابن البراج:تلميذ السيد المرتضى و الشيخ الطوسي،بعثه الشيخ الطوسي إلى موطنه من بلاد الشام فاستمر قاضيا في طرابلس الشام عشرين عاما.مات سنة 481 ه و أكثر ما يذكر من كتبه:المهذب،و الجواهر.


9ـالشيخ أبو الصلاح الحلبي الشامي:تلميذ السيد المرتضى و الشيخ الطوسي عمر مائة سنة .و كتب صاحب«ريحانة الأدب»يقول:كان تلميذ الشيخ سلار بن عبد العزيز.


و لو كان هذا صحيحا لأوجب أن يكون تلميذا لثلاث طبقات من الشيوخ!و كتابه المعروف في الفقه يسمى«الكافي»مات عام 447 ه،و لو كان عمره مائة سنة و كان قد توفي في 447 لكان أكبر من كلا شيخيه.و كان المرحوم الشهيد الثاني يلقبه:«خليفة المرتضى في البلاد الحلبية» .


10ـحمزة بن عبد العزيز الديلمي:المعروف بسلار الديلمي المتوفي بين عام 448 و عام 463 ه و هو تلميذ الشيخ المفيد و السيد المرتضى:كان ايرانيا توفي في خسرو شاه تبريز.كتابه المعروف في الفقه يسمى«المراسم».و ان سلار و إن كان من طبقة الشيخ الطوسي و ليس من تلامذته مع ذلك نرى المحقق الحلي يعبر عنه مع ابن البراج و أبي الصلاحـفي مقدمة كتابه«المعتبر»ـبعنوان :«اتباع الثلاثة»أي يحسبهم من الاتباع،و الظاهر أنه يقصد من هذا أن هؤلاء الثلاثة اتباع للشيوخ الثلاثة:الشيخ المفيد و السيد المرتضى و الشيخ الطوسي.


11ـالسيد أبو المكارم ابن زهرة:يروي بواسطة واحدة عن أبي علي ابن الشيخ الطوسي،و هو في الفقه تلميذ الشيخ الطوسي بوسائط.كان من أهل حلب توفي في عام 585 ه كتابه المعروف في الفقه يسمى«الغنية»و حينما يطلق:«الحلبيان»يقصد به:أبو الصلاح الحلبي و ابن زهرة الحلبي.و حينما يطلق:«الحلبيون»يقصدون به بالاضافةإليهما ابن البراج فهو أيضا من حلب .و جاء في(مستدرك الوسائل ج 3 ص 506)في أحوال الشيخ الطوسي:ان ابن الزهرة قرأ كتاب«النهاية»للشيخ الطوسي على أبي علي الحسن بن الحسين المعروف بابن الحاجب الحلبي،و هو قرأ الكتاب على أبي عبد الله زينو باري في النجف الأشرف و هو قرأ الكتاب على الشيخ رشيد الدين علي بن زيرك القمي و السيد هاشم الحسيني،و هما قد قرءا الكتاب على الشيخ عبد الجبار الرازي،و هو من تلامذة الشيخ الطوسي،و على هذا يكون ابن زهرة تلميذ الشيخ الطوسي بأربع وسائط .


12ـابن حمزة الطوسي:المعروف بابن عماد الدين الطوسي و هو من طبقة تلامذة الشيخ الطوسي .و لم يعرف تاريخ وفاته بصورة دقيقة توفي في حدود منتصف القرن السادس الهجري.و هو من أهل خراسان.كتابه المعروف يسمى«الوسيلة».


13ـابن ادريس الحلي:من فحول علماء الشيعة،و هو عربي و الشيخ الطوسي جده الاعلى لأمه .كان معروفا بالتحرر الفكري،فقد كسر طوق هيبة جده الشيخ و انتقد سائر العلماء و الفقهاء انتقادا فقهيا علميا لاذعا يقرب من التوهين بمكاناتهم تهجم.توفي في عام 598 و له خمس و خمسون سنة.كتابه المعروف في الفقه يسمى«السرائر»و قد قيل إن ابن ادريس كان من تلامذة السيد أبي المكارم بن زهرة،بينما لا تبين تعبيراته عنه في كتابيه:الوديعة و السرائر سوى أنه كان شيخا من معاصريه و كان يكاتبه في بعض المسائل الفقهية.


14ـالشيخ أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحلي،المعروف بالمحقق الحلي.له كتب كثيرة في الفقه منها:شرائع الإسلام في مسائل الحلال و الحرام،و المعارج،و المعتبر و المختصر النافع من كتاب الشرائع.كان بينه و بين ابن ادريس و ابن زهرة واسطة واحدة في المشيخة و التلمذة.و قد كتب المحدث القمي عن أحوال ابن نما في كتابه«الكنى و الألقاب»يقول :«قال المحقق الكركي في وصف المحقق الحلي:ان اعلم اساتذة المحقق في فقه أهل البيت هو الشيخ محمد بن نما الحلي،و أجل اساتذته هو ابن ادريس الحلي(ره)و الظاهر أن مقصود المحقق الكركي هو أن أجل اساتذة ابن نما هو ابن ادريس،إذ انه توفي في 589،و المحقق توفي في 676،فمن المقطوع به أن المحقق لم يكن ليدرك مجلس درس ابن ادريس.


و كتب في«ريحانة الادب»يقول:«إن المحقق الحلي كان تلميذ جده و أبيه و السيد فخار بن معد الموسوي و ابن زهرة»و هذا خطأ،إذ أن المحقق لم يدرك ابن زهرة المتوفي في سنة 585 ه،نعم لا يبعد أن يكون أبو المحقق من تلامذة ابن زهرة.


و هو شيخ العلامة الحلي(قده)و لا يقدم عليه أحد في الفقه.و إذا اطلق الفقهاء لقب المحقق بصورة مطلقة كان المقصود هو هذا الشيخ الكريم.و كان قد التقاه في الحلة الفيلسوف و الرياضي الكبير الخواجة نصير الدين الطوسي و قد حضر مجلس درسه في الفقه.و كتب المحقق في الفقه كانت و لا تزال كتبا دراسية و لا سيما«شرائع الاسلام»و قد شرح كتبه و علق عليها كثير من الفقهاء بعده.


15ـالحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي:المعروف بالعلامة الحلي.كان من أعاجيب الرجال الأفذاذ.كتب كثيرا في الفقه و الاصول و الكلام و المنطق و الفلسفة و الرجال و غيرها،يوجد الآن من كتبه ما يقرب من مائة كتاب مطبوع أو مخطوط،يكفي بعضها كتذكرة الفقهاء ليكون مرآة لنبوغ هذه الشخصية الفقهية النابغة.له كتب كثيرة في الفقه شرحها و علق عليها كثير من الفقهاء بعده.كتبه الفقهية المعروفة هي:الارشاد تبصرة المتعلمين،القواعد تذكرة الفقهاء،مختلف الشيعة،المنتهى،له اساتذة كثيرون،كان في الفقه تلميذ خاله المحقق الحلي،و في الفلسفة و المنطق،تتلمذ على الخواجة نصير الدين الطوسي و قد درس الفقه السني لدى علماء أهل السنة !ولد عام 648 و توفي 726 ه


16ـفخر المحققين:محمد بن الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي ابن العلامة.ولدعام 682 و توفي في 771.ذكره العلامة الحلي في مقدمة كتابيه القواعد و تذكرة الفقهاء ذكرا جليلا،بل تمنى في آخر القواعد أن يكون الولد مكملا لما لم يتمه والده العلامة.له كتبا اسماه«ايضاح الفوائد في شرح مشكلات القواعد»يعني الفقهاء بآرائه في هذا الكتاب.


17ـمحمد بن مكي الجزيني العاملي:المعروف بالشهيد الأول،تلميذ فخر المحققين‏و هو من أعاظم فقهاء الشيعة بل هو من طراز المحقق و العلامة.من أهل«جبل عامل»في‏جنوب لبنان،و هي من أقدم مراكز الشيعة و لا زالت.ولد الشهيد الأول عام 734 و استشهد عام 786 بفتوى فقيه مالكي و تأييد فقيه آخر شافعي!و هو من تلامذة العلامة و منهم فخر المحققين.كتبه المعروفة في الفقه هي:اللمعة الدمشقية،التي ألفها في مدة قليلة في السجن نفسه الذي أودى بحياته أي نقل منه إلى المشنقة العثمانية و من الغريب أنه قد شرح هذا الكتاب بعد قرنين من الزمان فقيه كبير كتب له مصير المؤلف الأول نفسه أي أنه استشهد أيضا و لقب بالشيهد الثاني.و الشرح هو«الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية»الذي كان و لا يزال من الكتب الدراسية للطلاب.سائر كتبه هي:الدروس،الذكرى،البيان،الالفية،القواعد و جميعها من نفائس الآثار الفقهية.و قد شرح هذه الكتب و علق عليها بعد مؤلفها جماعة من الفقهاء.


إن كتب هؤلاء الثلاثة:المحقق الحلي و العلامة الحلي،و الشهيد الأول،من علماء القرنين السابع و الثامن أصبحت من متون الكتب الفقهية حيث شرحها و علق عليها كثير من الفقهاء بعدهم،و لا نرى بين فقهاء الشيعة من عنى الفقهاء هكذا بآثارهم كهؤلاء حتى اضيف رابع إلى هؤلاء الثلاثة في القرن السابق و هو الشيخ مرتضى الانصاري التستري بكتابيه:الرسائل و المكاسب يمضي اليوم على وفاته أكثر من مائة و ثلاثة عشر عاما.


أسرة الشهيد الأول كانت من بيوتات العلم و الفضل و الفقه في الشيعة و قد تمتعت بهذا الشرف أجيالا متعاقبة فان للشهيد الأول ثلاثة أبناء كلهم من العلماء و الفقهاء،بل كانت زوجته أم علي و ابنته أم الحسن أيضا فقيهتين بل كان الشهيد(ره)يرجع بعض النساء في بعض المسائل الفقهية إلى هاتين السيدتين يقول في«ريحانة الأدب»:«لقب بعض الاكابر فاطمة بنت الشهيد بالشيخة أو«ست المشايخ»أي«سيدة المشايخ».


18ـالفاضل المقداد السيوري:من أهل سيور من قرى الحلة،كان من التلاميذ المبرزين للشهيد الأول.كتابه المعروف في الفقه و المطبوع هو«كنز العرفان في فقه القرآن»و هو من كتب آيات الاحكام،أي انه في تفسير الآيات القرآنية الكريمة التي يستنبط منها مسائل فقهية.و قد كتب في آيات الأحكام كتب كثيرة من الشيعة و السنة و كنز العرفان للفاضل المقداد من أجود ما كتب في هذا الموضوع توفي الفاضل المقدادسنة 826 فهو من القرن التاسع.


19ـجمال السالكين أبو العباس أحمد بن الفهد الحلي الأسدي:ولد عام 757 و توفي في 841،و هو من طبقة تلامذة الشهيد الأول و فخر المحققين،و مشايخه في الحديث هم:الشيخ الفاضل المقداد و الشيخ علي بن الخازن الفقيه و الشيخ بهاء الدين علي بن عبد الكريم (8) و الظاهر أن هؤلاء هم شيوخه في الفقه أيضا.له مؤلفات فقهية مهمة من قبيل:المهذب البارع في شرح المختصر النافع للمحقق الحلي،و شرح إرشاد العلامة باسم«المقتصر»و شرح ألفية الشهيد الأول.و أشتهر ابن فهد بالاخلاق و السلوك أكثر من الفقه،و كتابه المعروف في الدعاء«عدة الداعي».


20ـالشيخ علي بن هلال الجزائري:الزاهد المتقي جامع المعقول و المنقول.شيخه في الرواية ابن فهد الحلي و لا يبعد أن يكون شيخه في الفقه أيضا.قيل كان في عصره شيخ الإسلام و مرجع الشيعة العام.و كان المحقق الكركي من تلامذته و قد وصف شيخه هذا بالفقه و أنه كان شيخ الإسلام.و قد تتلمذ لديه ابن أبي جمهور الاحسائي أيضا.و لم يعرف تاريخ ولادته و وفاته بالضبط.


21ـالشيخ علي بن عبد العالي الكركي:المعروف بالمحقق الكركي أو المحقق الثاني.


كان من فقهاء جبل عامل،و هو من أكابر فقهاء الشيعة.أكمل دراسته في الشام و العراق ثم جاء إلى ايران(على عهد الشاه طهماسب)ففوض إليه منصب«شيخ الإسلام»لأول مرة في ايران،ثم فوض بعده تلميذه الشيخ علي المنشار أبي زوجة الشيخ البهائي،ثم فوض بعده إلى الشيخ البهائي،و القرار الذي كتبه طهماسب باسم المحقق الكركي و فوض إليه فيه اختيارات تامة،بل اعلن فيه أن المحقق هو في الواقع صاحب الاختيار،و إنما الملك هو وكيل للمحقق و نائب عنه في إدارة شؤون البلاد السياسية و الاجرائية،قرار معروف مشهور.كتابه المعروف الذي يذكر في الفقه كثيرا هو«جامع المقاصد في شرح القواعد»شرح لقواعد العلامة الحلي،و له حواش و شروح على المختصر النافع و الشرائع للمحقق و كتب أخرى للعلامة و كتب للشهيد.إن مجي‏ء المحقق الثاني إلى ايران و تأسيسه الحوزة في اصفهان و تربيته تلامذة مبرزين في الفقه اعطى لايران صفة مركزية للشيعة.و قد توفي المحقق فيما بين أعوام 937 إلى 941 ه و هو من تلامذة علي بن هلال الجزائري و ابن فهد الحلي،و كان ابن فهد تلميذ تلامذة الشهيد الأول من قبيل الفاضل المقداد السيوري،و على هذا يكون بينه و بين الشهيد الأول واسطة أو واسطتان.و كان ابن المحقق:الشيخ عبد العالي بن علي ابن عبد العالي أيضا من فقهاء الشيعة،و له شرح لارشاد العلامة و ألفية الشهيد.


22ـالشيخ زين الدين الجبعي العاملي:المعروف بالشهيد الثاني.هو من أعاظم فقهاء الشيعة،كان رجلا جامعا و كانت له يد في مختلف العلوم في عصره،و هو من أهل«جبل عامل»جده السادس«صالح»كان من تلامذة العلامة الحلي(ره)و الظاهر أنه كان في الأصل من أهل طوس خراسان و لذلك كان الشهيد الثاني يوقع أحيانا:«الطوسي الشامي».ولد سنة 911 ه و استشهد عام 966 ه له أسفار كثيرة و اساتذة كثيرون،فقد سافر إلى دمشق و بيت المقدس و مكة و مصر و العراق و تركيا و استفاد من أسفاره،نرى في قائمة مشيخته اثني عشر شيخا من العامة،و لذلك كان رجلا جامعا مطلعا على الفلسفة و العرفان و الطب و النجوم بالاضافة إلى الفقه و الاصول.كان متقيا زاهدا،كتب تلامذته بشأنه:كان يذهب في الأمسيات يحتطب لأهله لقوتهم،و يجلس في الصباح للدرس،و كان في بعلبك يدرس مدة من الزمان على المذاهب الخمسة:الحنبلي و الحنفي و الجعفري و الشافعي و المالكي.و له مؤلفات كثيرة أشهرها شرحه على اللمعة الدمشقية للشهيد الأول باسم«الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية»ثم«مسالك الأفهام إلى شرح شرائع الإسلام»للمحقق الحلي(ره).و كان الشهيد الثاني من تلامذة المرحوم المحقق الكركي قبل مجيئه إلى ايران،و هو لم يأت إلى ايران.ابنه الشيخ حسن صاحب«معالم الدين»من مشاهير المجتهدين عند الشيعة .


23ـالشيخ أحمد بن محمد الاردبيلي:المعروف بالمقدس الاردبيلي ضرب به المثل في الزهد و التقوى و هو من محققي فقهاء الشيعة.سكن المحقق الاردبيلي في النجف الأشرف و كان معاصرا للشاه عباس الصفوي الكبير،و أصر الشاه على مجيئه إلى اصفهان‏و لم يرض بذلك و كان الشاه عباس يحب أن يراجعه الشيخ المقدس في حاجة ليخدمه فيها،حتى اتفق ان فر رجل مقصر من عقوبة الشاه إلى النجف الأشرف و طلب من المقدس الاردبيلي أن يشفع له عند الشاه عباس،فكتب الشيخ إلى الشاه يقول:


«ليعلم صاحب الملوكية العارية عباس:أن هذا الرجل و إن كان ظالما سابقا إلا أنه يبدو الآن مظلوما،فلو عفوت عن تقصيره عسى الله أن يغضي عن بعض تقصيراتك.عبد صاحب الولاية:أحمد الاردبيلي».


فكتب الشاه عباس جوابه يقول فيه:


«اعرض عليكم:ان عباسا قدم ما أمرتم به من الخدمة ممنونا لكم،و الرجاء أن لا تنسوا هذا المحب من دعاء الخيرـكلب الحضرة العلوية:عباس».


إن إباء المقدس الاردبيلي عن الذهاب إلى اصفهان كان السبب في إحياء صورة النجف الأشرف بعنوان مركز علمي آخر للشيعة بعد اصفهان،كما أن امتناع الشهيد الثاني و ابنه الشيخ حسن صاحب«المعالم»و سبطه السيد محمد صاحب«المدارك»عن الذهاب من الشام و جبل عامل إلى اصفهان كان هو السبب في دوام تلك الحوزة هناك و عدم انقراضها،و قد بلغ امتناعهم عن الانتقال من الشام و جبل عامل إلى درجة أنهم انصرفوا عن زيارة حضرة الإمام الرضا عليه السلام مع شدة اشتياقهم إليها مخافة أن يضطروا إلى الاجابة فيما إذا دعوا من قريب!.


و لم أقف لحد الآن على مشيخة و أساتذة المقدس الاردبيلي،إلا أنا نعلم أنه تلقى الفقه لدى تلامذة الشيهد الثاني و أن ابن الشهيد حسن بن زين الدين صاحب«المعالم»و سبطه السيد محمدا صاحب«المدارك»كانا من تلامذة المقدس في النجف الاشرف.و قد كتب الفاضل الشيخ علي دواني يقول:«إن المولى أحمد الاردبيلي،و المولى عبد الله الشوشتري و المولى عبد الله اليزدي،و الخواجه أفضل الدين تركه،و الميرزا فخر الدين هماكي،و الشاه أبا محمد الشيرازي،و المولى الميرزاجان،و الميرزا فتح الشيرازي كانوا من تلامذة الخواجة جمال الدين محمود و كان هو من تلامذة المحقق جلال الدين الدواني» (9) و الظاهر أن تلمذته لدى المحقق الدواني كانت في العلوم العقلية فقط و قد توفي المقدس الاردبيلي في النجف الأشرف عام 993 ه له كتابان معروفان في الفقه أحدهما«شرح الارشاد»و الثاني«زبدة البيان في أحكام القرآن»و له نظريات دقيقة يعنى بها الفقهاء».


24ـالشيخ بهاء الدين محمد العاملي المعروف بالشيخ البهائي:و هو أيضا من أهل جبل عامل توجه في صباه مع والده الشيخ حسين بن عبد الصمدـمن تلامذة الشهيد الثانيـإلى ايران.كان رجلا جامعا له مؤلفات متنوعة،سافر إلى مناطق مختلفة و ادرك مختلف الشيوخ في مختلف الفروع و الفنون،و كان ذا ذوق و فكر نابغ،و كان أديبا و شاعرا و فيلسوفا و رياضيا و مهندسا و فقيها و مفسرا و له المام بالطب أيضا.و هو أول من كتب رسالة عملية فقهية غير استدلالية و دورة كاملة من الفقه عرفت باسم«الجامع العباسي»نسبة إلى الشاه عباس الصفوي.


و حيث لم يكن الشيخ البهائي متخصصا في الفقه فلم يعد من الرتبة الأولى من الفقهاء إلا أنه ربى تلامذة كثيرين،منهم المولى صدر الدين الشيرازي و المولى محمد تقي المجلسي الأول و المحقق السبزواري و الفاضل الجواد صاحب كتاب«آيات الأحكام».


و كما قلنا سابقا،كان منصب«شيخ الإسلام»قد انتهى بعد المحقق الكركي إلى الشيخ علي المنشار أبي زوجة الشيخ البهائي ثم إلى الشيخ البهائي.و كانت زوجة الشيخ البهائي بنت الشيخ علي المنشار امرأة فاضلة فقيهة.ولد الشيخ البهائي سنة 953 و مات عام 1030 أو 1031 ه و قد سافر إلى آذربايجان و هرات و الشام و فلسطين و العراق و مصر.


25ـالمولى محمد باقر السبزواري المعروف بالمحقق السبزواري:نسبة إلى مدينة سبزوار الخراسانية،و تربى في مدرسة الحوزة العلمية باصفهان و احاط بالعلوم العقلية و النقلية فأصبح جامع المعقول و المنقول.يذكر في الفقه كثيرا،له في الفقه كتابان معروفان أحدهما:«الذخيرة»و الآخر«الكفاية»و له حواش على قسم الإلهيات للشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن علي بن سينا .مات عام 1090 ه كان من تلامذة الشيخ البهائي و المجلسي الأول.


26ـالسيد حسين الخونساري،المعروف بالمحقق الخونساري:و هو أيضا ممن تربى‏في مدرسة الحوزة العلمية باصفهان و أحاط بالعلوم العقلية و النقلية فهو أيضا جامع المعقول و المنقول و هو زوج أخت المحقق السبزواري.كتابه المعروف في الفقه يدعى«مشارق الشموس في شرح كتاب الدروس»للشهيد الأول.كان من معاصري المحقق السبزواري و المولى محمد محسن الفيض الكاشاني و المولى محمد باقر المجلسي.و قد سبق أن ذكرنا أن المحقق الخونساري توفي في سنة 1098 ه


27ـجمال المحققين:المعروف بالسيد جمال الخونساري بن السيد حسين الخونساري.و هو أيضا جامع المعقول و المنقول،له حاشية معروفة على«شرح اللمعة»و حاشية مختصرة على قسم الطبيعيات من كتاب«الشفاء»للشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن علي بن سينا طبعت في هامش الطبعة الحجرية في طهران.


و هو من شيوخ السيد إبراهيم القزويني و هو شيخ ابنه السيد حسين القزويني و هو شيخ السيد مهدي بحر العلوم.


28ـالشيخ بهاء الدين الاصفهاني:المعروف بالفاضل الهندي،شرح كتاب«القواعد»للعلامة سماه«كشف اللثام عن قواعد الإسلام»و لهذا يدعى:كاشف اللثام،له في الكتاب آراء و نظريات يعنى بها الفقهاء.مات الفاضل الهندي سنة 1137 في فتنة الافغان.و كان جامع المعقول و المنقول.


29ـالشيخ محمد باقر بن محمد أكمل البهبهاني:المعروف بالوحيد البهبهاني كان من تلامذة السيد صدر الدين الرضوي القمي شارح«الوافية»و هو من تلامذة السيد جمال الخونساري المذكور آنفا.عاش بعد الصفوية،و قد سقطت حوزة اصفهان عن مركزيتها بعد انقراض الصفوية،فهاجر بعض العلماء و الفقهاء منهم السيد صدر الدين الرضوي القمي استاذ الوحيد البهبهاني إلى العتبات المقدسة في العراق،فاستقر الوحيد البهبهاني مع استاذه بكربلاء المقدسة و ربى تلامذة عديدين منهم السيد مهدي بحر العلوم و الشيخ جعفر كاشف الغطاء و الميرزا أبو القاسم القمي صاحب كتاب«القوانين»و الحاج المولى مهدي النراقي و السيد علي صاحب الرياض و الميرزا مهدي الشهرستاني و السيد محمد باقر الشفتي الاصفهاني المعروف بحجة الإسلام و الميرزا مهدي الشهيد المشهدي و السيدجواد صاحب«مفتاح الكرامة»و السيد محسن الاعرجي.


و فوق هذا أنه جاهد جهادا متواصلا في الدفاع عن الاجتهاد و مكافحة الاخبارية التي كانت قد راجت في ذلك العهد و ان هزيمة الاخباريين و تربية جماعة من المجتهدين البارزين كان السبب في تلقيب هذا الشيخ بلقب«استاذ الكل».كان في التقوى إلى حد الكمال.و كان تلامذته يكنون له احتراما فائقا.و هو ينتسب إلى المحدث المجلسي الأول‏فهو من أسباطه(بوسائط)و ان ابنة المجلسي الأول(آمنة بگم)كانت زوجة المولى صالح المازندراني صاحب الحاشية على«معالم الدين»في الاصول و هي فاضلة فقيهة تحل أحيانا ما يشكل على زوجها الفاضل.و هي جدة الوحيد البهبهاني.


30ـالسيد محمد مهدي بحر العلوم:التلميذ الأكبر و الاكرم للشيخ الوحيد البهبهاني و هو من كبار الفقهاء،له منظومة في الفقه معروفة،و له آراء في الفقه يعنى بها الفقهاء.


يحترمه علماء المذهب حتى أن بعضهم عده تالي تلو المعصومين عليهم السلام لما كان له من المكانة المعنوية و الاخلاقية العالية،حتى كان الشيخ جعفر كاشف الغطاء الكبيرـكما يقالـيمسح نعال السيد بحنك عمامته!ولد بحر العلوم عام 1154 و توفي سنة 1212 ه


31ـالشيخ جعفر كاشف الغطاء:كان تلميذ الوحيد البهبهاني و تتلمذ عليه السيد مهدي بحر العلوم.و كان فقهيا ماهرا له كتاب في الفقه معروف يدعى«كشف الغطاء»و هو عربي عاش في النجف الأشرف و قد ربى تلامذة عديدين منهم الشيخ جواد صاحب«مفتاح الكرامة»و الشيخ محمد حسن صاحب«جواهر الكلام»كان له ثلاثة أولاد كلهم فقهاء.و كان كاشف الغطاء معاصرا للشاه فتح علي القاجاري،و قد اثنى عليه في مقدمة كشف الغطاء.توفي في عام 1228 ه له في الفقه نظريات دقيقة و عميقة،تذكر مقرونة بتعظيم مقامه العلمي.


32ـالشيخ محمد حسن:صاحب«جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام»يمكن أن يوصف بأنه دائرة معارف للفقه الشيعي،فليس اليوم فقيه يستغني عنه،و قد طبع مرارا على الحجر،و أخيرا طبع على الحروف بالقطع الوزيري يقع في 40 مجلدا كل مجلد يشتمل على 400 صفحة أي يشكل الكتاب عشرين ألف صفحة كل سطر منه فيه معنى‏و بحث حول الفقه،مطالعة الكتاب تستغرق مدة من الزمان،فكم صرف على تحضيره و تأليفه من الجهد و الوقت؟انه صرف ثلاثين عاما من عمره الشريف حتى أوجد هذا الاثر العظيم.إن هذا الكتاب مظهر عظيم من مظاهر الإيمان و الرغبة و الهمة و النبوغ و الصبر و الاستقامة على العمل و المثابرة.كان صاحب الجواهر من تلامذة كاشف الغطاء و هو شيخ استاذ السيد جواد العاملي صاحب«مفتاح الكرامة»و كانت له حوزة درس كبيرة و تربى لديه تلامذة كثيرون و كان عربيا و أصبح مرجعا علما للشيعة في عصره توفي‏أوائل ملك الشاه ناصر الدين عام 1266 ه


33ـالشيخ مرتضى الانصاري:من أحفاد جابر بن عبد الله الأنصاري من صحابة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.ولد في دزفول و درس لدى والده حتى العشرين من عمره ثم سافر إلى النجف الأشرف فلما رأى علماء النجف نبوغه الخارق للعادة طلبوا من والده أن لا يرجع به إلى بلده،و قبل والده ذلك فتركه في النجف الأشرف و بقي الشيخ الانصاري في النجف أربع سنين مستفيدا من بحوث العلماء الاعلام،ثم رجع إلى بلده على أثر حوادث مؤلمة،و مكث في دزفول عامين،ثم رجع مرة أخرى إلى النجف و حضر مجالس الدروس عامين ثم عاد إلى ايران.و صمم على الاستفادة من محاضر علماء ايران و في طريق مشهد الإمام الرضا عليه السلام ألتقى في كاشان الشيخ المولى أحمد النراقي صاحب كتاب«مستند الشيعة»و«معراج السعادة»و هو ابن الشيخ المولى مهدي النراقي المذكور آنفا فعزم على الاقامة في كاشان و حضر ابحاثه ثلاث سنين.ثم رحل إلى مدينة مشهد الامام الرضا(ع)و توقف فيها خمسة أشهر.ثم سافر إلى اصفهان و بروجرد و كان هدفه التقاء الاساتذة و الاستفادة منهم.و رجع مرة أخرى الى النجف الاشرف عام 1252 و 1253 و أخذ يدرس هناك حتى اصبح مرجعا عاما للشيعة بعد الشيخ محمد حسن النجفي صاحب «الجواهر».


لقب الشيخ الانصاري:بخاتم الفقهاء و المجتهدين،و هو يكاد أن يكون عديم المثيل في الدقة و عمق النظر ادخل أصول الفقه و الفقه في مرحلة جديدة،له في الفقه و الاصول آراء جديدة لم يسبقه إليها أحد حتى أن كتابيه«الرسائل»و«المكاسب»أصبحا كتابين‏دراسيين.و العلماء بعده من تلامذته و اتباعه،و قد علقوا على كتبه حواشي متعددة،و هو الوحيد بعد المحقق الحلي و العلامة الحلي و الشهيد الاول الذي،علق العلماء بعده على كتبه و شرحوها كثيرا،و كان يضرب به المثل في الزهد و التقوى و تنقل عنه أمور،توفي في سنة 1281 في النجف و دفن فيها.


34ـالسيد ميرزا محمد حسن الشيرازي:المعروف بالميرزا الشيرازي الكبير المجدد.


درس في اصفهان أولا ثم رحل إلى النجف الاشرف و حضر بحث صاحب الجواهر ثم دروس الشيخ مرتضى الانصاري و أصبح من تلامذته المبرزين،و أصبح بعد مرجع الشيعة العام طوال 23 عاما.و هو الذي ألغى بتحريم التبغ معاهدة التبغ الانجليزية الاستعمارية«رژى».و تربى لدى تلامذة كثيرون كالشيخ الآخوند المولى محمد كاظم الخراساني و السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي و الشيخ الحاج آقا رضا الهمداني و الحاج ميرزا حسين السبزواري و السيد محمد الفشاركي الاصفهاني و الميرزا محمد تقي الشيرازي و غيرهم.لم يخلف أثرا مكتوبا إلا أن آراءه الفقهية تنقل شفويا و يعنى بها الفقهاء.مات عام 1312 ه


35ـالشيخ الآخوند المولى محمد كاظم الخراساني:ولد في مشهد الامام الرضا عليه السلام من عائلة فقيرة غير معروفة سنة 1255،و هاجر إلى طهران و عمره 22 عاما و اشتغل فيها مدة قليلة بالفلسفة ثم هاجر إلى النجف الاشرف فادرك درس الشيخ الانصاري عامين و كان أكثر درسه لدى السيد الميرزا الشيرازي و رحل السيد الشيرازي من النجف إلى سامراء و اتخذها محلا لا قامته عام 1291،فبقى الشيخ الآخوند في النجف الأشرف و شكل حوزة خاصة لدرسه،و كان أكثر المدرسين توفيقا و اطرادا،فكان يحضر مجلس درسه أكثر من ألف طالب،مئتان منهم بلغوا رتبة الاجتهاد.و كان أكثر الفقهاء في هذا العصر الاخير من تلامذته كالسيد أبي الحسن الموسوي الاصفهاني و المرحوم الحاج آقا حسين البروجردي و المرحوم السيد حاج آقار حسيني القمي و المرحوم آقا ضياء الدين العراقي و غيرهم.و كان الآخوند شهيرا بالاصول،و كتابه«كفاية الاصول»أصبح كتابا دراسيا مهما،شرحه و علق عليه جماعة من العلماء.و آراؤه في الاصول تنقل في‏الحوزات العلمية و يعنى بها الفقهاء الاصوليون.و هو الذي افتى بضرورة التزام السلطة في ايران بالنظام الدستوري«المشروطة»توفي عام 1329 ه و دفن في النجف الأشرف .


36ـالشيخ الحاج ميرزا حسين النائيني:كان من أكابر الفقهاء و الاصوليين في القرن الاخير،درس لدى السيد محمد الفشاركي و الميرزا الشيرازي المذكور آنفا و أصبح من أعلى المدرسين منزلة و علما و كان أكثر اشتهاره في علم الاصول،عارض في آرائه آراء استاذه الشيخ الآخوند الخراساني و ادخل آراء جديدة في الاصول،و أكثر فقهائنا المتأخرين من تلامذته.له كتاب نفيس في مباني الحكومة في الاسلام و الدفاع عن النظام الدستوي القانوني اسماه«تنبيه الأمة في وجوب حكم المشروطة»توفي عام 1255 ه و دفن في النجف الأشرف.


الخلاصة و النتائج


عرفنا هنا ستة و ثلاثين وجه من وجوه الفقهاء المعروفين من زمن الغيبة الصغرى أي من القرن الثالث حتى القرن الرابع عشر،و لهذه الوجوه شهرة تامة في علمي الفقه و أصوله،أي انهم و آراءهم لا زالت تذكر في الفقه و كتبه و دروسه.و مما ذكرناه نصل إلى أمور:


أـإن الفقه لا زال حيا منذ القرن الثالث الهجري و حتى اليوم و لم تنقطع حياته المستمرة،و أن الحوزات الفقهية لا زالت نشطة من دون توقف طوال هذه القرون الاحد عشر،و لم تنقطع في هذه المدة علاقة الشيوخ و الاساتذة بالتلامذة و المتعلمين.فمثلا لو بدأنا من استاذنا الكبير المرحوم آية الله البروجردي بتعداد المشايخ إلى الوراء لاستطعنا أن نصل بهم إلى عصر الأئمة الاطهار عليهم السلام.و لا نجد هكذا حياة مستمرة لثقافة من الثقافات طوال أحد عشر قرنا من الزمان،بل لا يمكن أن نجد استمرارا ثقافيا بالمعنى الحقيقي و بروح و حياة واحدة بدون أي انقطاع تتوالى و تصل بالطبقات،طوال هذه القرون المتمادية إلا في الحضارة و الثقافة الإسلامية،أجل نرى في سائر الحضارات و الثقافات سوابق أطول و لكنها تنقطع و تتوقف ثم تجد حياتها مرة أخرى.


و ذكرنا قبل هذا،أنا لم نبدأ بالفقه من القرن الثالث المقارن للغيبة الصغرى بمعنى أن‏الفقه الشيعي بدأ من القرن الثالث،بل من حيث ان فقه الشيعة قبل هذا كان في عصر حضور الأئمة الاطهار عليهم السلام فلم يكن الفقه مستقلا و كان فقهاء الشيعة منضوين تحت شعاع أنوار الأئمة عليهم السلام،و إلا فان الفقه و الكتاب الفقهي في الشيعة بدأ من عهد الصحابة،فقد كتب أول كتاب في ذلك علي بن أبي رافع أو عبيد الله بن أبي رافع صاحب بيت المال و كاتب أمير المؤمنين عليه السلام.


بـإن معارف الشيعة،و منها فقههم لم ينظم و لم يدون بأيدي الشيعة الايرانيين فقطـكما زعم بعضهمـبل اسهم فيه الايرانيون و غيرهم،بل كان الغالب منهم قبل الصفوية في القرن العاشر الهجري من غير الايرانيين و إنما بدأ دورهم من أواسط عهد الصفويين.


جـلم يكن مركز الفقه قبل الصفوية ايران،بل بدأ الفقه الشيعي نضجه في بغداد ثم رحل إلى النجف الاشرف،ثم انتقل إلى جبل عامل،ثم عاد إلى الحلة الفيحاء في العراق ثم رجع إلى حلب في سورية ثم انتقل إلى اصفهان على عهد الصفوية،ثم رجع إلى النجف الاشرف على عهد المقدس الاردبيلي و غيره و استمر حتى اليوم.و كانت مدينة«قم»من المدن الايرانية التي عدت من مراكز الحوزات العلمية للشيعة منذ القرون الأولى على يد فقهاء قدماء من قبيل الشيخ علي بن بابويه و الشيخ محمد بن قولويه،و عادت إلى الحياة على عهد القاجار بيد الشيخ الميرزا أبي القاسم القمي صاحب كتاب«قوانين الاصول»ثم حددت حياتها على يد الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي عام 1340 ه و لا زالت هي إحدى الحوزتين الكبيرتين للشيعة،بل أكبر الحوزات.


و على هذا فقد كان مركز النشاط الفقهي بغداد حينا و النجف الاشرف و جبل عامل و حلب و الحلة و اصفهان و قم أحيانا أخرى.و كانت قد تشكلت حوزات محلية قبل الصفوية،و لا سيما بعدها في مدن أخرى من قبيل مشهد و همدان و شيراز و يزد و كاشان و تبريز و زنجان و قزوين و تون(فردوس)إلا أنها لم تصبح مركزا للفقهاء،و لا حوزة من الدرجة الأولى إلا في اصفهان و قم و كاشان و خير،دليل على النشاط العلمي و الفقهي لهذه المدن وجود المدارس التاريخية في جميع هذه البلدان المذكورة.


دـلقد كان لفقهاء جبل عامل دور مهم في الخطوط العامة للدولة الصفوية الشيعية،فالصفويونـكما نعلمـكانوا صوفيين،فلو لم يعتدل خط الصفوية الصوفي الدروشي بسيرة فقهية عميقة من قبل فقهاء جبل عامل،و لو لم تؤسس على أيديهم حوزة فقهية عميقة في ايران،لانتهى خط الصفوية إلى ما انتهى إليه العلويون في الشام أو تركية.و كان لهذا العامل أثر كبير في صيانة السيرة العامة للدولة و الامة الايرانية من تلك الانحرافات في الصوفية،و تعديل العرفان و التصوف الشيعي.و من هنا نقول ان لفقهاء جبل عامل،من قبيل المحقق الكركي و ال

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طالب علم
 
 
طالب علم


تاريخ الفقه الشيعي والفقهاء 133579507441
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2695
تاريخ الميلاد : 22/07/1989
تاريخ التسجيل : 29/01/2011
العمر : 35
الموقع : العراق
حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
MMS نور الامداد

تاريخ الفقه الشيعي والفقهاء Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ الفقه الشيعي والفقهاء   تاريخ الفقه الشيعي والفقهاء Emptyالإثنين أبريل 04, 2011 5:19 am




تاريخ الفقه الشيعي والفقهاء Images?q=tbn:ANd9GcQjyVWpkYlPsmuNurG-NuxR2jeUxBpSlwV7crccamREfIcvji9e
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصدر ممهدا
 
 
الصدر ممهدا


تاريخ الفقه الشيعي والفقهاء 133579507441
عدد المساهمات : 49
تاريخ التسجيل : 19/02/2012

تاريخ الفقه الشيعي والفقهاء Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ الفقه الشيعي والفقهاء   تاريخ الفقه الشيعي والفقهاء Emptyالأربعاء فبراير 22, 2012 8:42 am

وفقك الله لكل خير دمت موفقا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تاريخ الفقه الشيعي والفقهاء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الكوفة مدينة ومدرسة الفقه الشيعي
» مصادر الفقة الشيعي
» عناوين الفقة الشيعي وأبوابة
» برنامج الرادود لدفع الشبهات خاص بالمذهب الشيعي الاثنى عشري
»  فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور الأمداد :: الأقسام الأسلاميه :: الفقة والدين-
انتقل الى: