[ معجزات الجواد ]
دلائل الامامة - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - ص 403 - 407
364 / 24 - وعنه ، عن علي ، عن الحسن بن أبي عثمان الهمداني ، قال : دخل أناس من أصحابنا من أهل الدين على أبي جعفر ( عليه السلام ) ، وفينا رجل من الزيدية ، فسألناه مسألة ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) لغلامه : خذ بيد هذا الرجل فأخرجه . فقال الزيدي : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ( صلى الله عليه وآله تسليما كثيرا طيبا مباركا ) ، ‹ صفحة 404 › وأنك حجة الله بعد آبائك ( 1 ) .
365 / 25 - حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله ، عن محمد بن إسماعيل ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه . قال : وحدثني أحمد بن صالح ، عن عسكر مولى أبي جعفر محمد بن علي الرضا ، قال : دخلت عليه وهو جالس في وسط إيوان له يكون عشرة أذرع ( 2 ) ، قال : فوقفت بباب الإيوان ، وقلت في نفسي : يا سبحان الله ، ما أشد سمرة مولاي ، وأضوى جسده ( 3 ) ! قال : فوالله ، ما استتممت هذا القول في نفسي حتى عرض في جسده ، وتطاول ، فامتلأ به الإيوان إلى سقفه مع جوامع حيطانه ، ثم رأيت لونه قد أظلم حتى صار كالليل المظلم ، ثم ابيض حتى صار كأبيض ما يكون من الثلج الأبيض ، ثم احمر فصار ( 4 ) كالعلق المحمر ، ثم أخضر حتى صار كأعظم شئ يكون في الأعواد المورقة الخضر ( 5 ) ، ثم تناقص جسده حتى صار في صورته الأولى ، وعاد لونه إلى اللون الأول ( 6 ) فسقطت لوجهي لهول ما رأيت ، فصاح بي : يا عسكر ، كم تشكون فينا ، وتضعفون قلوبكم ، والله لا يصل ( 7 ) إلى حقيقة معرفتنا إلا من من الله بنا عليه ، وارتضاه لنا وليا . قال عسكر : فآليت أن لا أفكر في نفسي إلا بما ينطق به لساني ( 8 )
‹ صفحة 405 ›
366 / 26 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى ، قال : حدثنا أبي ( رضي الله عنه ) ، عن أبي جعفر محمد بن الوليد ، عن محمد بن الحسن بن فروخ الصفار ، عن محمد بن حسان الراوي ، قال : حدثنا علي بن خالد ، وكان زيديا ، قال : كنت في عسكر هؤلاء ، فبلغني أن هناك رجلا محبوسا أتي به من ناحية الشام مكبولا ، وزعموا أنه ادعى النبوة . قال : فأتيت إلى البوابين وبررتهم بشئ ، حتى وصلت إليه ، فسألته عن حاله وقصته . فقال : كنت بالشام ( 1 ) أ عبد الله ( تعالى ) عند الأسطوانة التي يقال إن رأس الحسين ( عليه السلام ) تحتها . فبينا أنا ذات ليلة ( 2 ) قائم أصلي إذ نظرت ، وإذا إلى جانبي شخص ، فقال لي : يا هذا ، تشتهي أن تزور قبره ( عليه السلام ) ( 3 ) ؟ فقلت : إي والله . فقال : اغمض عينيك . فغمضت فقال : افتح . ففتحت ، فإذا أنا ( 4 ) بالحائر فزرت ( 5 ) . ثم قال لي : تشتهي أن تزور أباه ( 6 ) ؟ فقلت : نعم . ففعل بي مثل ذلك . حتى جاء بي إلى ( 7 ) مسجد الكوفة ، فقال : أتعرف هذا المسجد ؟ فقلت : نعم ، هذا مسجد الكوفة . قال : فصلى فيه ، وصليت معه . فبينا أنا كذلك إذ قال لي : تشتهي أن تزور ( 8 ) رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقلت : إي والله . ففعل لي مثل ذلك ، وإذا أنا في مسجد الرسول ، فصلى وصليت وصلى على رسول الله ، فبينا أنا معه إذ أتى بي مكة ، فلم أزل معه ( 9 ) حتى قضى مناسكه كلها وقضيت مناسكي كلها وأنا معه ، ثم ردني إلى مكاني الذي
‹ صفحة 406 ›
كنت فيه بالشام ثم مضى . فلما كان من عام قابل أيام الموسم إذا أنا به وفعل بي مثل ما فعل في العام ( 1 ) الماضي ، وردني إلى الشام ، فقلت له : سألتك بحق الذي أقدرك على ما أرى ، إلا ما أخبرتني من أنت ( 2 ) . قال : فأطرق طويلا ، ثم نظر إلي فقال : أنا محمد بن علي بن موسى . وذهب ( 3 ) . فأخبرت أهلي وولدي ، فما خرج الحديث عن المحلة حتى قالوا : يدعي النبوة ، ورفع خبري إلى السلطان ، فما شعرت حتى حملت كما تراني . فقلت : ارفع قصته إلى محمد بن عبد الملك الزيات . فكتبتها ورفعتها إليه كما كانت قصته ، فوقع في القصة : قل ( 4 ) لمن بلغ بك إلى هذه المواضع - إن كان صادقا - أن يخرجك من حبسك . قال علي بن خالد : فغمني ذلك وعزيته بالصبر ، وعرضت عليه مالا فأبى أن يأخذه ، وكان هذا يوم الخميس ، فلما كان يوم الجمعة قصدته ( 5 ) لأسلم عليه ، فرأيت السجان وسط الرواق ، قال : قد وضع صاحبك الذي تفقدته البارحة حديده وسط السجن وخرج ، لا أدري اجتذبته الأرض أم ارتفع إلى السماء . فخرجت إلى الجامع وبقيت بعد ذلك في العسكر سنين كثيرة ، فما رأيت أحدا ذكر أنه رآه إلى يوم الناس هذا . ( 6 )
‹ صفحة 407 ›
367 / 27 - قال محمد بن علي بن حمزة الهاشمي : دخلت على أبي جعفر محمد ابن علي الرضا ( عليه السلام ) صبيحة عرسه بابنة المأمون ، وكنت تناولت دواة ، فأول من دخل عليه في صبيحته أنا وقد أصابني العطش ، فكرهت أن أدعو بالماء . فقال لي : أظنك عطشانا ؟ فقلت : نعم . فقال : يا غلام - أو قال : يا جارية - اسقنا ماء . فقلت في نفسي : إذن يأتونه بماء ( 1 ) يسمونه به ، فاغتممت لذلك ، فأقبل الغلام ومعه الماء ، فتبسم في وجهي ، ثم قال : يا غلام ، ناولني الكوز . فشرب منه ، ثم ناولني فشربت . ثم عطشت أيضا ، فكرهت أن أدعو بالماء ، ففعل بي ما فعل بالأولى ، جاء بالماء ، فقال : يا غلام ! ناولني القدح فشرب منه ، ثم ناولني وتبسم ( 2 ) . ثم قال محمد بن علي الهاشمي : وأنا أظن به كما تظنون ، ( 3 ) بعد ما شاهدت منه هذا وأمثاله ( 4 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 403 ›
( 1 ) في " ط " : آل محمد عما شاهده . ( 2 ) الكافي 1 : 287 / 9 ، نوادر المعجزات : 183 / 11 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 393 ، الثاقب في المناقب : 508 / 434 ، مدينة المعاجز : 519 / 6 . ( 3 ) في المصادر : أبو بكر بن إسماعيل ، وفي الثاقب : بكير . ( 4 ) في " ط " : الثياب ، ودعا . ( 5 ) في " ط " : شيئا مما تشتكي . الثاقب في المناقب : 521 / 453 ونحوه الخرائج والجرائح 1 : 376 / 3 ، وكشف الغمة 2 : 366 ، والصراط المستقيم 2 : 200 / 3 .
‹ هامش ص 404 ›
( 1 ) ( بعد آبائك ) ليس في " ع ، م " . الخرائج والجرائح 2 : 669 ، الثاقب في المناقب : 519 / 450 ، مدينة المعاجز : 527 / 42 . ( 2 ) في " ع " زيادة : وعشرة أذرع . ( 3 ) ضوي الرجل : دق عظمه وقل جسمه ، وفي " ط " : بدنه ، وكذا في الموضع الآتي . ( 4 ) في " ط " : صار كالثلج وأحمر حتى صار . ( 5 ) في " ط " : صار كالآس . ( 6 ) في " ط " : وعاد لونه كما كان . ( 7 ) في " ع ، م " : لا وصل . ( 8 ) في " ع " : فآليت ألا تطيب نفسي إلا نطق لساني . مناقب ابن شهرآشوب 4 : 387 ، إثبات الهداة 6 : 201 / 70 ، مدينة المعاجز : 527 / 43 .
‹ هامش ص 405 ›
( 1 ) في " ط " زيادة : وكنت . ( 2 ) في " ط " : ذات يوم . ( 3 ) في " ط " : قبر الحسين . ( 4 ) في " ع ، م " : فغمضت وفتحت عيني فكأني . ( 5 ) ( فزرت ) ليس في " ع " . ( 6 ) في " ط " زيادة : عليا . ( 7 ) في " ع ، م " : بي وأنا في . ( 8 ) في " ط " زيادة : قبر . ( 9 ) في " ط " : مسجد الرسول فزار وزرت ثم أتينا مكة فلم يزل .
‹ هامش ص 406 ›
( 1 ) في " ط " : كان العام القابل أتى وفعل كما فعل بالعام . ( 2 ) في " ط " : على هذا من أنت . ( 3 ) في " ع ، م " : ثم ذهب . ( 4 ) في " ط " : محمد بن عبد الملك الزيات فوقع في قصتي : قل . ( 5 ) في " ع ، م " : قصدت . ( 6 ) في " ط " : رأيت من الناس من ذكر أنه رآه إلى اليوم . بصائر الدرجات : 422 / 1 ، الكافي 1 : 411 / 1 ، الارشاد : 324 ، الاختصاص : 320 ، الخرائج والجرائح 1 : 380 / 10 ، إعلام الورى : 347 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 393 ، الثاقب في المناقب : 510 / 436 ، كشف الغمة 2 : 359 ، الفصول المهمة : 271 ، الصراط المستقيم 2 : 200 / 6 ، نور الأبصار : 328 .
‹ هامش ص 407 ›
( 1 ) في " ط " : نفسي إذن يجيئون بما . ( 2 ) في " ط " : وشربت . ( 3 ) في " ع ، م " : وأنا والله أظنه كما تقولون . ( 4 ) الكافي 1 : 414 / 6 ، الارشاد : 325 ، روضة الواعظين : 243 ، الخرائج والجرائح 1 : 379 / 9 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 390 ، كشف الغمة 2 : 360 . ( 5 ) في " م " زيادة : حرره العاصي عباس القمي .