[ النص على امامة الجواد ع ]
الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 2 - ص 274 - 280
باب
ذكر طرف من النص على أبي جعفر
محمد بن علي عليهما السلام بالإمامة ،
والإشارة بها إليه من أبيه عليهما السلام
فممن روى النص عن أبي الحسن الرضا على ابنه أبي جعفر عليهما
السلام بالإمامة : علي بن جعفر بن محمد الصادق ، وصفوان بن يحيى ،
ومعمر بن خلاد ، و ( الحسين بن يسار ) ( 1 ) ، وابن أبي نصر البزنطي ، ( وابن
‹ صفحة 275 ›
قياما الواسطي ) ( 1 ) ، والحسن بن الجهم ، وأبو يحيى الصنعاني ، والخيراني ( 2 ) ،
ويحيى بن حبيب الزيات ، في جماعة كثيرة يطول بذكرهم الكتاب .
أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد ، عن محمد بن يعقوب ، عن علي
ابن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه و ( 3 ) علي بن محمد القاساني جميعا عن زكريا
ابن يحيى بن النعمان قال : سمعت علي بن جعفر بن محمد يحدث الحسن
ابن الحسين بن علي بن الحسين فقال في حديثه : لقد نصر الله أبا الحسن
الرضا عليه السلام لما بغى عليه إخوته وعمومته ، وذكر حديثا طويلا حتى
انتهى إلى قوله : فقمت وقبضت على يد أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليه
السلام وقلت له : أشهد أنك إمام ( 4 ) عند الله ، فبكى الرضا عليه السلام
ثم قال : " يا عم ، ألم تسمع أبي وهو يقول : قال رسول الله صلى الله عليه
‹ صفحة 276 ›
وآله : بأبي ابن خيرة الإماء النوبية الطيبة ، يكون من ولده الطريد
الشريد ، الموتور بأبيه وجده ، صاحب الغيبة ، فيقال : مات أو هلك أي
واد سلك ؟ " فقلت : صدقت جعلت فداك ( 1 ) .
أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد ، عن محمد بن يعقوب ، عن محمد
ابن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن صفوان بن يحيى قال : قلت للرضا عليه
السلام : قد كنا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر فكنت تقول :
" يهب الله لي غلاما " فقد وهبه الله لك وقر عيوننا به ، فلا أرانا الله يومك ،
فإن كان كون فإلى من ؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر وهو قائم بين يديه ،
فقلت له : جعلت فداك ، وهذا ابن ثلاث سنين ، قال : " وما يضر من
ذلك ! قد قام عيسى بالحجة وهو ابن أقل من ثلاث سنين " ( 2 ) .
أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد ، عن محمد بن يعقوب ، عن
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن معمر بن خلاد قال :
سمعت الرضا عليه السلام وذكر شيئا ( 3 ) فقال : " ما حاجتكم إلى ذلك ،
هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي وصيرته مكاني " وقال : " إنا أهل بيت
يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة ( 4 ) " ( 5 ) .
‹ صفحة 277 ›
أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد ، عن محمد بن يعقوب ، عن
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن جعفر بن يحيى ، عن مالك
ابن أشيم ، عن الحسين بن يسار ( 1 ) قال : كتب ابن قياما ( 2 ) إلى أبي الحسن
الرضا عليه السلام كتابا يقول فيه : كيف تكون إماما وليس لك ولد ؟
فأجابه أبو الحسن عليه السلام : " وما علمك أنه لا يكون لي ولد ؟ ! والله لا
تمضي الأيام والليالي حتى يرزقني الله ذكرا يفرق بين الحق والباطل " ( 3 ) .
حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد ، عن محمد بن يعقوب ، عن
بعض أصحابه ، عن محمد بن علي ، عن معاوية بن حكيم ، عن ابن أبي
نصر البزنطي قال : قال لي ابن النجاشي : من الإمام بعد صاحبك ؟
فأحب أن تسأله حتى أعلم . فدخلت على الرضا عليه السلام فأخبرته ،
قال : فقال لي : " الإمام : ابني " وليس له ولد ، ثم قال : هل يجترئ أحد أن
يقول : ابني ، وليس له ولد ؟ ! ولم يكن ولد أبو جعفر عليه السلام ، فلم
تمض الأيام حتى ولد صلى الله عليه ( 4 ) .
أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد ، عن محمد بن يعقوب ، عن
( أحمد بن محمد ) ( 5 ) ، عن محمد بن علي ، عن ابن قياما الواسطي - وكان
‹ صفحة 278 ›
واقفا - قال : دخلت على علي بن موسى ، فقلت له : أيكون إمامان ؟ قال :
" لا ، إلا أن يكون أحدهما صامتا " فقلت له : هو ذا أنت ، ليس لك
صامت ؟ فقال لي : " والله ليجعلن الله مني ما يثبت به الحق وأهله ،
ويمحق ( 1 ) به الباطل وأهله " ولم يكن في الوقت له ولد ، فولد له أبو
جعفر عليه السلام بعد سنة ( 2 ) .
أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد ، عن محمد بن يعقوب ، عن
أحمد بن محمد ( 3 ) ، عن محمد بن علي ، عن الحسن بن الجهم قال : كنت
مع أبي الحسن عليه السلام جالسا فدعا بابنه وهو صغير فأجلسه في
حجري وقال لي : " جرده ، انزع قميصه " فنزعته فقال لي : " أنظر بين
كتفيه " : فنظرت ، فإذا في إحدى كتفيه شبه الخاتم داخل اللحم ، ثم
قال لي : " أترى هذا ؟ مثله في هذا الموضع كان من أبي عليه
السلام " ( 4 ) .
‹ صفحة 279 ›
أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد ، عن محمد بن يعقوب ، عن
أحمد بن محمد ( 1 ا ) ، عن محمد بن علي ، عن أبي يحيى الصنعاني قال : كنت
عند أبي الحسن عليه السلام فجئ بابنه أبي جعفر عليه السلام وهو
صغير ، فقال : " هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم على شيعتنا
بركة منه " ( 2 ) .
أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد ، عن محمد بن يعقوب ، عن
( الحسين بن محمد ) ( 3 ) ، عن الخيراني ، عن أبيه قال : كنت واقفا بين يدي
أبي الحسن الرضا عليه السلام بخراسان ، فقال قائل : يا سيدي إن كان
كون فإلى من ؟ قال : ( إلى أبي جعفر ابني ) فكأن القائل استصغر سن أبي
جعفر عليه السلام فقال أبو الحسن عليه السلام : ( إن الله سبحانه بعث
عيسى بن مريم رسولا نبيا صاحب شريعة مبتدأة في أصغر من السن
الذي فيه أبو جعفر عليه السلام " ( 4 ) .
أخبرني ( أبو القاسم ) ( 5 ) ، عن محمد بن يعقوب ، عن علي بن محمد ،
‹ صفحة 280 ›
عن سهل بن زياد ، عن محمد بن الوليد ، عن يحيى بن حبيب الزيات قال :
أخبرني من كان عند أبي الحسن عليه السلام جالسا ، فلما نهض القوم
قال لهم أبو الحسن الرضا عليه السلام : " ألقوا أبا جعفر فسلموا عليه
وأجدوا به عهدا " فلما نهض القوم التفت إلي فقال : " يرحم الله
المفضل ، إنه كان ليقنع بدون هذا " ( 1 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 274 ›
( 1 ) كذا في " ش " و " م " وكان أصلهما : بشارا فصحح بيسار ، وفي " ح " : بشار ، وهذا الاختلاف
يوجد عند ذكر روايته أيضا ، ونسخ الكافي مختلفة هناك أيضا ، وفي رجال الكشي : الحسين بن
بشار .
وفي المصادر اختلاف في اسم هذا الرجل ، فقد أورده البرقي في أصحاب الإمام الجواد عليه
السلام : 56 بعنوان الحسن بن بشار ، لكن في نسخة : بسر أو يسار ، ويمكن أن يكون الحسن
خطأ مطبعيا ، إذ أورده في فهرست الكتاب : الحسين بن بشار ، وأورده في باب أصحاب الإمام
الكاظم عليه السلام بعنوان : الحسين بن يسار .
وأورده الشيخ في أصحاب الكاظم عليه السلام بعنوان الحسين بن بشار ، وفي أصحاب
الرضا والجواد عليهما السلام : الحسين بن يسار على ما في كثير من النسخ ، كنسخة ابن
سراهنك المؤرخة سنة 533 وفي بعضها في كلا البابين : بشار ، وعبارة الشيخ في أصحاب الرضا
عليه السلام بعد عنوانه : مدائني ، مولى زياد ثقة صحيح ، روى عن أبي الحسن موسى عليه
السلام ، وأورده الشيخ في باب أصحاب الجواد عليه السلام أيضا : الحسن بن يسار ، فظاهره
تغاير الحسين بن يسار مع الحسن بن يسار .
وقد ترجم العلامة الحلي للحسين بن بشار المدائني ، وضبط بشار : بالباء المنقطة تحتها
والشين المعجمة المشددة . ( الخلاصة 49 / 6 ) ، وأورده ابن داود بعنوان : الحسن بن بشار
- بالباء المفردة والشين المعجمة - ( رجال ابن داود 72 / 400 ) .
والروايات الواردة عن هذا الرجل مختلفة أيضا ، فقد ذكر في أكثرها : الحسين بن بشار ، وقد
بدل الحسين في بعضها أو في بعض نسخها بالحسن ، وكذلك بدل بشار بيسار ، وقد وصفه في
بعض الروايات بالواسطي ، وفي رواية بالمدائني ، انظر : معجم رجال الحديث 4 : 290 ، 5 :
116 و 202 و 204 ، 6 : 115 ، والكشي رقم 747 و 766 و 786 و 942 ، بصائر الدرجات :
71 و 193 و 447 ، والرجعة : 209 ، وإكمال الدين : 136 ، وعيون أخبار الرضا عليه السلام
1 : 118 و 2 : 209 ، والتوحيد : 136 .
والظاهر كون الصواب : الحسين بن بشار ، لكن الجزم به اعتمادا على ضبط العلامة الحلي
وتأثره بضبط ابن داود مشكل ، لاحتمال اعتمادهما في الضبط على بعض النسخ المصححة
بنظرهما .
‹ هامش ص 275 ›
( 1 ) أثبتناه من هامش " ش " و " م " ، وفي هامش " ش " عليه علامة النسخة ، ولم يذكروه في متن
النسخ ، ولعل وجه عدم الاتيان به في بعض النسخ - مع ذكر روايته في ما بعد - كونه واقفيا ،
والمعهود في الكتاب الاستدلال بروايات الثقات من أصحاب الإمام السابق . فتأمل .
( 2 ) يروي الخيراني النص عن أبيه - كما يأتي - وليس هو الراوي بالمباشرة ولا يعلم توصيف والده
بالخيراني في كتب الرجال أيضا . ويأتي في ص 298 ، 299 .
( 3 ) كذا في " م " و " ح " ، وفي " ش " وهامش " م " : عن ، وهو تصحيف كما يظهر من سائر الاسناد ،
ومن كلمة ( جميعا ) في نفس السند .
( 4 ) في هامش " ش " و " م " : إمامي .
‹ هامش ص 276 ›
( 1 ) الكافي 1 : 259 / 14 ، إعلام الورى : 330 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 50 :
21 / 7 .
( 2 ) الكافي 1 : 258 / 10 ، إثبات الوصية : 185 ، الفصول المهمة : 265 ، ونقله العلامة
المجلسي في البحار 50 : 21 / 8 ، وذكر نحوه الخزاز في كفاية الأثر : 279 .
( 3 ) قال العلامة المجلسي ( ره ) في البحار 50 : 22 : وذكر شيئا أي من علامات الإمام وأشباهه
وربما يقرأ عل المجهول من باب التفعيل .
( 4 ) يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان . " النهاية - قذذ - 4 : 28 " .
( 5 ) الكافي 1 : 256 / 2 ، الفصول المهمة : 265 ، إعلام الورى : 331 ، ونقله العلامة المجلسي
في البحار 50 : 21 / 9 ، وذكر الكليني قطعة منه بطريق آخر عن معمر بن خلاد 1 : 257 / 6 .
‹ هامش ص 277 ›
( 1 ) كذا في " ش " و " م " ، وفي " ح " : بشار ، وقد تقدم الكلام عنه آنفا .
( 2 ) في هامش " ش " : ابن قياما الواسطي .
( 3 ) الكافي 1 : 257 / 4 ، رجال الكشي : 553 / 1044 ، إعلام الورى : 331 ، ونقله العلامة
المجلسي في البحار 50 : 22 / 10 ، وذكر نحوه الطبري في دلائل الإمامة : 189 ، والمسعود
في إثبات الوصية : 183 .
( 4 ) الكافي 1 : 257 / 5 ، إعلام الورى : 331 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 50 :
22 / 11 .
( 5 ) كذا في " م " و " ح " ومثله في السندين الآتيين ، وهو الموجود في هامش " ش " في الموارد الثلاثة
وقد جعل في جنبه هنا علامة النسخة ، وفي السندين الآتيين علامة التصحيح ، وفي متن " ش " :
أحمد بن هارون ، وهو أصل نسخ " م " ثم غير وصحح بأحمد بن محمد .
وهذه الروايات وردت في الكافي 1 : 257 / 7 و 8 و 9 وسند حديث 6 هكذا : أحمد بن
مهران عن محمد بن علي عن معمر بن خلاد . . وسند حديث 7 : أحمد عن محمد بن علي
وسند حديث 8 : أحمد عن محمد بن علي . . وسند حديث 9 : عنه عن محمد بن علي وفي
بعض النسخ المعتبرة ( عنه ) في السندين 7 و 8 أيضا .
ولعل الموجود في نسخة الكافي التي عند المصنف ( قده ) في سند الحديث 6 : أحمد بن محمد
بدل أحمد بن مهران ، فأخذ المفيد سائر الروايات منها ، وأرجع الضمير إلى مرجعه أو أضاف
( ابن محمد ) بعد أحمد توضيحا .
‹ هامش ص 278 ›
( 1 ) في " ش " : يمحو .
( 2 ) الكافي 1 : 257 / 7 و 288 / 11 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 50 : 22 / 12 .
( 3 ) مر آنفا ما يتعلق به .
( 4 ) الكافي 1 : 257 / 8 ، إعلام الورى : 332 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 50 :
23 / 13 .
‹ هامش ص 279 ›
( 1 ) مر آنفا ما يتعلق به .
( 2 ) الكافي 1 : 258 / 9 ، إعلام الورى : 332 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 50 :
23 / 14 ، وذكر المسعودي في إثبات الوصية : 184 ، نحوه .
( 3 ) كذا حكاه في البحار عن الارشاد ، وهو الصواب الموافق للكافي وسائر الاسناد . وفي النسخ :
الحسن بن محمد .
( 4 ) الكافي 1 : 258 / 13 ، إعلام الورى : 331 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 50 :
23 / 15 ، وذكره باختلاف الطبري في دلائل الإمامة : 204 ، والمسعودي في إثبات الوصية :
186 .
( 5 ) في " ش " و " م " و " ح " : جعفر بن محمد ، لكن جعل عليه في " ش " علامة الزيادة ، وضرب
عليه خطأ في " م " .
‹ هامش ص 280 ›
( 1 ) الكافي 1 : 256 / 1 ، إعلام الورى : 332 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 50 :
64 / 12 ، ورواه الكشي في رجاله 2 : 620 / 593 ، بسند آخر ، عن محمد بن حبيب ،
باختلاف يسير .