طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: العلم والعمل والجهاد والأجتهاد الخميس مارس 29, 2012 4:21 pm | |
| قصة متواضعة كتبتها هذا اليوم واريد من خلالها تعليق الاخوة الكرام ومعرفة ما ارد بيانه من خلالها. والمستفاد منها. روى الراوي قصة قصيرة فيها عبرة وعظة كبيرة، فقد كان هناك شاب في مقتبل العمر يحب العلم والعمل والجهاد والاجتهاد، اسمه >عبد الله< عاش في كنف والده وبعد وفاته عاش في احضان اخيه الاكبر، والذي كان يتمتع بعقل راجح وبصيرة نافذة وقلب سليم، أراد عبد الله ان يزداد في العلم والعقل والادب فاحتاج الى مؤدب ومعلم يحقق له ذلك، واراد العمل بوصية والده التي قال له فيها: > يا ولدي تعلم من معلم يحبك ويخاف عليك ويحرق نفسه لينير دربك< فاتعب عبد الله نفسه كثيرا من اجل الوصول الى هذا المعلم وبهذه الصفات، فأخذ يسأل الناس ويدعو ربه ليل نهار من اجل ان يسهل له ذلك، واخذ على عاتقه ان يبذل المال والنفس حتى يصل الى الكمال، وكان اخوه الاكبر يرشده الى ما فيه خير وصلاح نفسه، وكان اهل القرية يقتدون بأخيه ويحترمونه ويتغذون من علمه وادبه ليل نهار، وكان عبد الله يعلم ان كل علمه وادبه ورجاحة عقله انما جاءت من تعاليم ابيه واخيه الاكبر. ولكنه كان يبكي من اجل الوصول الى المعلم المنشود. قرر عبد الله ان يشد الرحال الى البلدة العظيمة لعله يظفر به، فقد سمع ان فيها علماء كبار واساتذة عظام وفيهم من يلقب بـ >صاحب العمامة الكبيرة < وهو العالم الكبير والمعلم العظيم. وكالعادة فان اخاه الاكبر لم يتركه يتصرف لوحده بل اخذ على عاتقه مساعدته والرحيل معه، ولكن عبد الله رفض ذلك واراد ان يخوض المعركة بنفسه ويطير بجناحيه، وان يذهب الى المدينة العظيمة بمفرده، توسل الاخ الاكبر به من اجل ان يسمح له بالسفر معه ولو كخادم أو مرافق أو مساعد، لان الطريق الى تلك المدينة محفوفة بالمخاطر. اقتنع عبد الله على مضض، فشدوا الرحال الى المدينة العظيمة، وكانت هذه المدينة محط انظار العلماء والتجار والقادة والاشراف، ولكنها كانت بعيدة والطريق اليها مليء بالمخاطر والصعاب، وكان عبد الله يعي جيدا انه لا يتمكن من الوصول اليها إلا بصعوبة كبيرة وجهد جهيد، وبما ان اخاه الاكبر كان قد ذهب اليها سابقا فانه يعرف شيئا من تلك الصعاب والاهوال. اخذوا ما يستطيعون حمله خلال الطريق من الزاد والراحلة والمتاع، وبدأت الاهوال والصعاب تترى على عبد الله، وكانت كلها تجارب جديدة لم يتمكن من تخطيها رغم رجاحة عقله وكثرة علمه، ولكن اخاه الاكبر كان عونا له في شدته والخروج من محنته، فكان يرشده الى الطريق الصحيح والتعامل السليم مع تلك الصعاب، فيعمله كيف يعرف طريقه وكيف يصعد الجبل وكيف يعبر النهر وكيف يتعامل مع الاغراب وكيف يحصل على قوته وكيف يتخلص من الوحوش والسباع، فاستمر عبد الله في طريقه الى تلك المدينة اياما وليالي حتى وصل اليها بعد ان عجنته الايام الماضية ومحصته المصاعب والاهوال. وفعلا وصلا الى المدينة العظيمة، فانبهر عبد الله لما رآه وشاهده من بناء شاهق وشوارع كبيرة واناس كثر، ولكنه لرجاحة عقله وتعليم اخيه الاكبر له لم يخف ولم يرتبك كعادة الناس عندما يدخلون المدن الكبار والبلدان العظام. فقررا البحث عن العالم الكبير >صاحب العمامة الكبيرة< ولكنه طلب من اخيه الاكبر ان يتركه وشأنه في هذا الأمر وان يبحث عن مبتغاه بنفسه، وطلب منه البقاء في البيت وينتظره ليخبره بما وصل اليه من البحث. رضي الاخ الاكبر بالامر وترك عبد الله يبحث عن مبتغاه لوحده. دخل عبد الله المدينة العظيمة ودار في شوارعها واسواقها وتعامل مع ناسها وحيواناتها، فلم يخطأ ولم يتردد ولم يغفل عن كل صغيرة وكبيرة فيها، واخذ يسأل عن العالم الكبير >صاحب العمامة الكبيرة< فارشده الناس اليه، وفعلا استطاع عبد الله ان يصل الى مبتغاه ويجلس في درس استاذه الكبير، وقد اخذه البكاء من الفرح والسعادة لأنه سيكون عالما نافعا بعد ان يدرس ويتعلم من هذا الاستاذ العظيم. عرف الاستاذ قصة عبد الله، ورق له وقرر تعليمه بعد ان توسم الخير والصلاح فيه. طلب منه الاستاذ ان يكتب كل ما يقوله له وان يحفظه عن ظهر قلب ويطبقه مع نفسه واهله وناسه، لأنه سيعطيه علما عظيما وادبا عاليا واسرار نادرة وبها يصبح عالما ينفع الناس، بدأ معه الدرس الأول، ولما انتهى الاستاذ منه التفت الى عبد الله ورأى انه لم يكتب ولا كلمة واحدة من الدرس، فلما سأله عن ذلك قال له: يا سيدي لقد كنت تعلمت هذا الدرس من ابي واخي الاكبر من زمان بعيد. تمتم الاستاذ في نفسه ممتعضا، وقال له حسنا فلنبدأ بالدرس الثاني وهو اصعب من الأول، ولكن عبد الله لم يكتب شيئا بل ولم يعلق على شيء منه ولم ينبهر مع انه علم نادر وغزير، فسأله الاستاذ عن ذلك بغضب، فقال له عبد الله: يا سيدي لقد كنت تعلمت هذا الدرس من اخي الاكبر في الطريق اليكم. وبطبيعة الحال، فقد اشتاط الاستاذ غضبا من هذا الجواب، وكان يعلم ان عبد الله كان صادقا في كلامه لأنه كان يعيد الدرس كاملا امام استاذه ولم يفارق منه كلمة احدة. وجاءت الدروس واحدا بعد الاخر ولم يكتب عبد الله منها شيئا بل وكان يحفظها ويسبق استاذه في طرحها. وبعد ذلك عرف الاستاذ ان عبد الله تلميذ جيد إلا انه لا يحتاج الى استاذ جديد، فاستاذه في بيته وقريب منه، فأخذ يسأله عن اخيه الاكبر وصفاته وعلمه، فاخبره عبد الله عن ذلك بالتفصيل والتحليل، فبادر الاستاذ الى ابداء النصيحة اليه فقال له: اعلم يا عبد الله ان علم اخيك يفوق علمي فلا تحتاج الى ان تدرس عندي وتتعلم مني، خذ علمك ممن يحبك ويخاف عليك ويحترق من اجل ان ينير طريقك. انتبه عبد الله الى هذه النصيحة وهي نصيحة والده من قبل، ولكنها نزلت على رأسه كالمطرقة الكبيرة، واسترجع ذاكرته القريبة والبعيدة واعاد شريط الاحداث الى الوراء وراى اخاه الاكبر فيه وكيف كان يعمله ويربيه ويعيش معه في بيته، بينما كان هو غافلا عن ذلك وكان يبحث عن الاستاذ الغريب والبعيد. رجع الى اخيه واحتضنه وبكى لفراقه بكاءا مرا خجلا وحسرة، واخبره بما جرى معه، تبسم اخوه الاكبر لهذه النتيجة المتوقعة، واصطحبه الى بلدته البعيدة سالكا تلك الاهوال والصعاب والتي صارت يسيرة على عبد الله. والسؤال المهم هو : هل نعيش الان تجربة عبد الله عندما ترك اخاه وذهب يبحث عن غيره؟؟؟
الكاتبة : راية الصدر | |
|
بنت فلسطين  
عدد المساهمات : 23 تاريخ التسجيل : 11/04/2011
| موضوع: رد: العلم والعمل والجهاد والأجتهاد الجمعة مايو 11, 2012 7:01 am | |
| | |
|
الرجل العنكبوت  
الجنس : عدد المساهمات : 9 تاريخ الميلاد : 15/02/1988 تاريخ التسجيل : 08/06/2012 العمر : 36
| موضوع: رد: العلم والعمل والجهاد والأجتهاد الجمعة يونيو 08, 2012 6:40 am | |
| | |
|