طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: الحكيم في موقف حكيم السبت سبتمبر 03, 2011 3:35 am | |
| الحكيم في موقف حكيم
دخل آية الله العظمى السيد محسن الحكيم رحمه الله في شؤون السياسة العامة، منذ أواخر زمن السيد أبي الحسن الأصفهاني قدس سره، أي في سنة 1365 هـ حيث كان السيد أبو الحسن في بعلبك (لبنان) للمعالجة، فجاء الملك فيصل الثاني إلى النجف مع عبد الإله ونوري السعيد، وكانت العادة في الحين هو أن يلتقي العلماء الملك في الحضرة عند ضريح الإمام علي (ع)، وكان السيد أبو الحسن يفعل ذلك، ولما لم يكن موجوداً فقد طلبوا من السيد الحكيم أن يُنيبه، فجاء رحمه الله ومعه الشيخ عبد الكريم الحائري والسيد علي بحر العلوم، وفي هذا اللقاء قدم السيد الحكيم مجموعة من الطلبات العامة، تتعلق بحقوق الناس، فسُجلت المطاليب ثم انتهت الزيارة.
وبعد سنوات جاء الملك (فيصل الثاني) إلى النجف عام 1949 م، وكان متصرف كربلاء (عبد الرسول الخالصي) وعلى الطريقة السابقة جاء مسؤول من البلدية وأعطى خبراً (للسيد) بأن الملك سيأتي بعد يومين، ولكن السيد رفض الحضور لاستقباله، فجاء القائم مقام وطلب منه الحضور، فرفض السيد أيضاً، فجاء المتصرف عبد الرسول الخالصي وقال: (سيدنا!.. هذه إهانة لي وأنا شيعي) ولكن السيد لم يوافق، فحصل نقاش وأخيراً نهره السيد الحكيم رحمه الله قائلاً: (نحن لسنا جزءاً من زخرف الحضرة، حتى يأتي الملك ويطلعونه على الزخارف، لقد اجتمعت معهم أول مرة لوجود احتياجات للناس ذكرناها، ولكن يبدو أن القضية ليست جدية، حيث لم يتم لحد الآن تنفيذ هذه الحاجات وإنما هي للدعاية، وأنا لست مستعداً أن أكون جزءاً من زخرف الحضرة..).
وقد حاول المتصرف أن يقنع (السيد الحكيم) بالعدول عن موقفه بحجج مختلفة، منها أن المتصرف شيعي، وهذا الموقف ليس في صالح الشيعة، فكان (السيد) يجيبه: بأن هذا الموقف هو خدمة لكل شيعي في العراق، ويخدمكم أنتم بالذات أهل الوظائف الحكومية، لأنكم تستطيعون القول: أن مرجعنا يرفض استقبال الملك، ولما لم يوافق (السيد) ذهب المتصرف إلى (المرحوم الشيخ محمد رضا آل ياسين) فلم يوافق أيضاً، وذهب إلى (الشيخ عبد الكريم الحائري) فلم يوافق كذلك. العراق بين الماضي والحاضر والمستقبل/ ص546-547
وهذا التضامن العلمائي الحكيم مطلوب في كل عصر.
| |
|