طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: الآقا حسين بن محمد الخوانسارى الجمعة سبتمبر 02, 2011 11:41 pm | |
| الآقا حسين بن محمد الخوانسارى
من عجائب ما نسبه إلى المير الفندرسكى المذكور مولانا المحقق النراقى – قدس سره – في كتاب الخزائن أنه دخل في بعض أزمنة سياحته واحداً من بلاد النصارى، وجعل معاشر أهله ويتكلم هو من كل قبيل، إلى أن اتفق يوماً أن جماعة منهم حاولوا تخطئته في أمر المذهب.
فقالوا: إن من جملة ما يدل على حقبة مذهبنا وبطلان ما أنت وجميع أهل مذهبك عليه، استحكام قواعد معابدنا وصوامعنا ودوام ثباتها، فإن منها ما هو باق على حاله يوم بنائه من غير ظهور انهدام وتغيير فيه قريباً من ألفي سنة وأو ثلاثة آلاف سنة بخلاف مساجدكم ومواضع عباداتكم، فإنها لا يبقى أثرها في الدنيا مقدار مائة سنة غالباً، كما شاهدناه في طائفة من بلادكم، وليس هذا الأمر من جهة أن الحق حافظ لنفسه، ولكن الباطل في معرض الزوال والاضمحلال.
فقال المير – رحمه الله – في جوابهم:ليس السبب في ذلك ما ذكرتم، بل كلمة الحق والعمل الصالح المتقبل من عبادات الرب، لما كان ليس يطيقهما عمارات هذه الدنيا، فلا جرم يظهر من أجل ذلك في مواضع عباداتنا الخلل والوهن والفتور، بخلاف معابدكم التي ليس يرتفع فيها شيء من مقولة الحق، ومرضاة الملك الرب إلى جانب السماء، والشاهد على هذا أنه لو فعل في شيء من معابدكم القديمة التي يقولون فيه كذا وكذا واحد من أعمالنا الحقة، وارتفع فيها صالحة من تلك الأصوات المتقبلة، لرأيتم ذلك أيضاً خاضعاً متذللاً متصدعاً من خشية الله وهيبة ذكره المتعظم الثقيل.
فقالوا: لا نقبل ما ذكرت إلا بعد الامتحان، فهذا الذي يرى في المدينة من أعظم كنايسنا القديمة، اذهب إليه وادخل فيه بأي نحو تريد وافعل به ما شئت، فإن ظهر فيه بذلك وهن وخلل، علمنا بأنك صدقت فيما ادعيت وإلا فالتزم بصحة ما ذكرنا.
فتقبل حضرة المير ودخل بعد الوضوء والتطهير في ذلك المعبد الكبير، مستمداً بعون الله الملك اللطيف الخبير، ومتوسلاً بأذيال أجداده الطاهرين في تسهيل هذا الأمر.. فأذّن وأقام في كمال الانتظام والاحتشام، وأهل البلد محدقون به من أطراف ذلك المقام، ثم لما أجمع أمره على تأدية بتكبيرة الإحرام صار كأنه سلم نفسه إلى العزيز العلام، وكلم بما تكلم به شجرة الطور مع كليم الله، فقال في نهاية المهابة والتعظيم والتفخيم: الله أكبر.. ثم خرج من فوره وعدى إلى خارج الكنيسة، فلم يكن مقدار لمح البصر إلا وقد خرب بنائه العظيم وانهدم أساسه الرفيع الفخم بحيث يساوي الأرض، ولم يبق منها شيء من الأثر لا في الطول ولا في العرض، فظهر أمر الله وهم كارهون يحق الله الحق بكلماته ولو كره الكافرون، وإن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون.
| |
|