طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: ما وراء الخيال الجمعة سبتمبر 02, 2011 11:32 pm | |
| ما وراء الخيال
التقيت به في إحدى شوارع قم المقدسة، بعد ما يقارب خمساً وعشرين عاماً، ودلتني عليه وجناته الإيمانية، فهو كما كان في مدرسة الصدر القديمة في النجف الأشرف، فسلمت عليه بحرارة، ورحّب بي مثلما سلّمت عليه.. قلت: هل تذكرني؟.. أنا عبد العظيم البحراني تلميذك الذي كان يدرس عندك في كتاب المنطق، ويستفيد من توجيهاتك التربوية؟..
قال: بدأت أتذكر شيئاً، ولكن وجهك متغيّر.
قلت: إنه مشاكل الزمان، يفعل الشيب في الشباب قبل الأوان.
قال: كيف عرفتني، فأنا أيضاً متغيراً أكثر منك؟..
قلت: الملامح نفسها، والقلب يهدي.
تواعدنا على موعد في مكتبه، وأعطاني رقم هاتفه (725228) وقال: إنك قد لا تستطيع الحصول على الخط، قلت: لماذا؟.. قال: يتصل بي الناس من هنا ومن الخارج، طلباً للاستخارة القرآنية، والاستفسارات الدينية.. فعرفت أن السيد الأصفهاني المشهور بين المؤمنين عالمياً بالاستخارة المجرّبة، هو أستاذي الجليل هذا، فازددت شوقاً للقاء به.
وهكذا جئته حسب الموعد، وجلست بين يديه كما كنت أجلس قبل خمس وعشرين عاماً، فأخذنا في أطراف الحديث عن حوادث الأيام، وذكريات الأعوام، ثم بعد ساعة طلبت من سماحته أن يذكر لي قصة أو خاطرة تقوّي في القرّاء روح الاعتقاد بالمعنويات، ونحن – كما تعلم أخي القارئ – في عصر الجفاف والجفاء.
فقال: إنها كثيرة جداً، ولكني الآن ذكرت قصة تاجر سجاد إيراني، يعيش في كندا اسمه (محمد السالاري) وقد نشرت الصحف الكندية عن قصته بإعجاب وانبهار .. قام سماحته وناولني تلك الصحيفة المؤرخة ( 9/3/1997 م ) ، وعليها صورة الرجل المبتسم مكتوبٌ عندها بخط عريض ( ما وراء الخيال ) ثم أضاف آية الله الاصفهاني قائلا: كان هذا الرجل مصابا بسرطان الكبد ، فراجع أشهر أطباء امريكا وأوروبا ، واجريت له عملية جراحية وأعطوه العديد من الوصفات الطبية على مدار أربع سنوات ، ولكن دون فائدة ، فخيـّر بين زرع كبد له مكان كبده المصاب ، وبين انتظار ساعة الموت المخيف .. فأصبح حائراً لا يدري ماذا يفعل، لان الخيار الأول ليس مضمون النجاح ، فاقترح عليه صديق له في أمريكا اسمه الدكتور أبو مهدي الغروي ، وهو من أحفاد المرجع الراحل الميرزا النائيني ( رحمه الله ) أن يتصل بي ويطلب استخارة لحسم أمره : فهل يوافق على اجراء هذه العملية غير المضمونة وهي أمله البشري الأخير ، أم يستسلم لشبح الموت الوشيك كما أخبره به الأطباء ؟..
وكان لمّا طلب مني الاستخارة لم أكن أعرف الموضوع الذي من أجله يريد أن يستخيرفقلت له: إن الاستخارة تقول: بأنك لا تحصل على سلامتك من هذا الطريق ، إنّما هناك طرق اخرى . ( ولما كانت تلك الايام من شهر رمضان المبارك قرب استشهاد أمير المؤمنين (ع) أرشدتّه الى التوسل به (ع) وطلب الشفاء منه).
فرغم أن الرجل لم يكن من المهتمين بالشؤون الدينية طول حياته – على ما يبدو – فإنه حينما وجد الابواب كلها مغلقة أمامه ، طرق باب الله بكل وجوده المهدد ، فأصبح لا يرى سوى الله من يخلص إليه النية ، وكان مثال الإخلاص أمام عينيه هو الإمام علي (ع) ، لذا شدّ اليه رحل التوسل وجعله الوسيلة الشفيعة الى الله تعالى لتحصيل الشفاء.. وما خابه ربّ العزة والعطاء ، إذ حقق له أمنيته في الشفاء فورا ، وانتشر نبأ هذه الكرامة والمعجزة العلوية في تلك المدينة، مما دفع الذين كانوا حوله في سنوات الغفلة الى اليقظة والتعجب من آيات الله، جعلهم هذا الحدث المعجز الملموس يتوجهون الى الله ويتوبون عما كانوا به يظلمون انفسهم، تناقل الناس ( المسلمون والمسيحيون) هذا النبأ العجيب مذهولين حتى بلغ الأطباء الغربيين وزادهم ذهولا ودهشة لما فحصوا على الرجل فلم يجدوا في كبده أثرا من ذلك المرض الخبيث .. فكتبت الصحف وعملت مع الرجل المشافى مقابلة في مدينة (ونكوور) الكندية : أن ( سالاري ) الذي اعترف أطباؤه بالعجز في إنقاذه من الموت قد سمع عبر الهاتف من ايران صوت العارف بالقرآن ، أنّ القرآن يقول له : إنك لا تحصل سلامتك من هذا الطريق بل هناك طرق اخرى أطرقها بالدعاء !.. وهو الان كما يعترف الاطباء ايضا ليس ذلك المريض المقبل على الوفاة.
وهنا أترجم لك اخي النبيه نص ما قاله الرجل بصوته المسجل في شريط كاسيت، الذي أعطاني سماحة آية الله السيد مرتضى الموسوي الاصفهاني لمزيد توثيق هذه القصة.
يقول محمد السالاري: في نهاية عام (1991م ) ظهر مرض السرطان في كبدي ، وفي سنة (1992م) أجريت له عملية جراحية ، وفي سنة (1994م) عاد المرض ، وفي بداية (1995م ) بدأت في المستشفى العلاج الكيمياوي لمكافحة هذا المرض الخبيث ، فقال لي الطبيب أن نسبة (الهيدروفين) عالية فيك وخطر الموت على الأبواب، ماذا تريد أن تفعل ؟..
قلت امهلني لاستشير أصدقائي ، فاتصلت بهم في امريكا واوروبا وايران ، وقالوا برأي واحد: إننا لا نعلم بماذا نشير لك ، فأنت اعلم بأمرك.. كنت حائرا لا ادري بأي الطريقين أتجه ، حتى حسمت امري باقتراح قدمه الي الدكتور الغروي ، حيث قال لي: إن أفضل شيء هو الحسم بالاستخارة ، قلت سمعا وطاعة!.. فاعطاني رقم هاتف وقمت بالاتصال عليه بمدينة قم المقدسة .. فقال لي السيد بلطف وحنان : انتظر على الخط كي أجيبك بنتيجة الاستخارة.. وجاء الجواب: إنك من هذا الطريق – اي العلاج بالوسائل البشرية – لا تحصل على سلامتك ، إنما هناك طرق اخرى ، توسل بالامام أمير المؤمنين (ع) وخذ منه شفاءك.
في الصباح الساعة السادسة جاءني طبيبي، وهو أحد الجراحين الثلاثة المعروفين في العالم ، فقال: سالاري استعد للعملية ولا تنسى وصيتك !..وحيث كنت خائفا ومترددا للغاية.. قلت له : في الحقيقة أنا لم اتهيأ ولا زلت لم أكتب وصيتي ، ولم أرتب أموري ، إن الخطر كبير يا دكتور ، امهلني إلى يومين .. جلسنا ساعة ولم نتحدث بشيء في هذا الخصوص .. ثم ذهب وجاء الاطباء المساعدون يستفسرون قراري النهائي ، قلت لهم : لا ، قالوا: ثلاثة أشهر احتمال بقائك.. ولكن املي كان متعلقا بمكان آخر.. ذلك الغيب الذي بشرني به السيد الاصفهاني ، قمت عائدا الى المنزل ، وكلكم رأيتموني في تلك الايام كيف كنت مصفّر اللون من شدة المرض ، حتى سافرت الى عدة دول اوروبية بحثا عن ضمان افضل للعلاج ، فتعرفت على طبيب ألماني معروف عالميا ، فوافق أن أنقل إليه ملفي ويعين لي موعدا لاجراء عملية زرع كبد جديد.. حتى أني عطلت جميع أنشطتي التجارية ورتبت أموري كلها استعدادا لهذه العملية الخطيرة، التي صرت انتظر موعدها بحذر وتخوف، وبالفعل قد اتصلوا بابني وقالوا له : أين ابوك ( سالاري)؟.. فليأت لإجراء العملية .
نعم يا اخوتي هذه القصة لها جزئيات سوف أحدثكم بها في الليالي القادمة، وما أريد أن أقوله الليلة هو أن العملية لم تحصل، بينما الشفاء قد حصل وكان الله وحده هو الذي شافاني، عندما طلبت ذلك من الإمام أمير المؤمنين (ع) ( هنا يبكي الرجل المشافى) ويواصل قائلا للحضار : إنكم سمعتم أشعارا كثيرة في مدح الامام علي (ع) وأنا أقرأ بيتا منها : ( إرحل أيها المسكين واطرق باب بيت علي أمير المؤمنين فهو المانح للمساكين من كرمه منحة الحاكمين ).
ولم يكتف السالاري ( أيده الله ) بحكاية شفائه المعجز للحاضرين، بل أخذ ينادي فيهم بكل حماس : ( حي على خير العمل!.. ) فاقترح – كما في الشريط وكما نقلته الصحيفة الكندية – قائلا : إنني أيها الاخوة!.. أقترح بناء مسجد لنا في هذا البلد (كندا ) لعبادة الله وهداية شبابنا هذا النشئ الجديد، ونعمل لهم أنشطة مناسبة لطموحاتهم الشبابية، كتأسيس مكتبة، ومكان للأفلام الدينية والاعمال اليدوية ، لقد منّ الله عليّ عمراً ثانياً ، فأنا مدين لله تعالى.. اللهم!.. اقبلنا خداما لك، وشاف جميع مرضانا بحق أمير المؤمنين، وأهدنا إلى صراطك المستقيم!..
وللدكتور أبي مهدي الغروي ( حفظه الله ) تعقيب لكلمة محمد السالاري نوجزه لإكمال الفائدة : أريد أن أقول للأخ سالاري: أنه ببركة أمير المؤمنين والأئمة (ع) قد شافاك الله تعالى ، ويشفي كل المرضى إن شاء الله ، ولكن هناك نقطة هامة تمنحني العبرة وتلزمني وقفة وهي : أن هذا الباب مفتوح، فإن طرقه الانسان بشكل صحيح فالاستجابة له حتمية من الطرف الآخر ، هذا أنا العبد الذي يجب أن أعرف كيف أتعامل مع ربي وأوليائي ، قرأنا البارحة في دعاء الافتتاح وإذا وفقنا سوف نقرأ هذه الليلة أيضاً ( الحمد لله الذي لا يغلق بابه ، ولا يرد سائله ) قلت لكم في البارحة وهذه عقيدتي الشيعية التي أتمنى أن لا أموت إلا معها : بأن الله لا يمحي سيئات عبده فقط، بل يبدلها الى حسنات إن تاب وأصلح عمله .. وهذا له شرطان الاول: أن يكون قصده خالصا لوجه الله تعالى ، الثاني : أن يعرف من أين يدخل إلى حصن الله .
يقول الأخ سالاري أن أمير المؤمنين (ع) قد شافاه !.. ونتساءل : أن أمير المؤمنين (ع) قد مات قبل أكثر من ألف وثلاثمائة سنة، كيف استطاع أن يشفيك ؟!.. أليس الله يقول: { والمدبرات امرا } ، وهذه الكلمة مفهومة جدا : ( أبى الله أن يجري الأمور إلا بأسبابها).. إن كل شيء يحدث في الحياة إنما بسبب قانون العلية ، فالطفل يولد من أبوين .. هذا هو القانون الذي أمضاه الله الخالق.
ولكني أقول: هل هذا القانون فوق الخالق ؟!.. وبعبارة أخرى: هل الله محكوم بقانون العلية ؟.. الجواب : كلا ، إنه قادر على خرق هذا القانون ، ويولد آدم من غير أب ولا أم .. ويولد عيسى من غير أب.. إذن ما المانع أن يجعل في التوسل بأمير المؤمنين سببا للشفاء ؟.. أبداً لا مانع في ذلك .. وهذا يعني المعجزة الإلهية التي تأتي لتعجيز البشر أمام قدرة الله، كي ينبهه بها، فيؤمن أو يزداد إيمانا.
| |
|