طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: معجزة القرآن والعترة الجمعة سبتمبر 02, 2011 11:23 pm | |
| معجزة القرآن والعترة
هذه القصة العجيبة والكرامة الخارقة للعادة، وقعت قبل مائة عام تقريباً في قرية (ساروق) من توابع مدينة (فراهان) الإيرانية، وبطلها مزارع لا يعرف القراءة ولا الكتابة ولم يميز بين (الهاء) و(الباء) فيهما لا في اللغة العربية ولا الفارسية.. اسمه (كربلائي محمد كاظم الساروقي).
كتب العالم الفاضل الشيخ محمد شريف رازي في مؤخرة كتابه بالفارسية (كرامات صالحين): "رأيته وكان شكله إذا رآه علماء النفس وصفوه بأنه لا استعداد له للإدراك وفهم المعارف بشكل طبيعي".
هذا الرجل وبمسحة غيبية ومصلحة إلهية أصبح خلالها حافظاً للقرآن الكريم، وذلك حينما رافق سيدين شابين وسيمين نورانيين في طريقهما إلى زيارة مرقد (شاهزاده حسين) القريب من قريته.
يقول الكاتب: "التقيت كربلائي محمد كاظم الساروقي في شهر شوال سنة (1365) الهجرية في مدرسة الفيضية بقم المقدسة، محاطاً بجمع من طلبة العلوم الدينية، يسألونه ويختبرونه بأسئلة قرأنية وهو يجيبهم بالبداهة.. دعوته إلى منزلي وعلمني تفاصيل قضيته، وهذه خلاصتها:
جاءنا إلى القرية من قبل المرجع الكبير عبد الكريم الحائري رحمه الله مبلّغ في شهر رمضان المبارك، فتحدث لنا ذات ليلة عن الصلاة والصيام والخمس والزكاة، ومما قاله: إن مراجع الدين يفتون ببطلان صلاة وصيام من لا يدفع الخمس والزكاة.. تلك الليلة ذهبت إلى المنزل وقلت لأبي: لماذا لا تدفع زكاة أموالك؟.. فردّ عليَّ بغضب: ولدي!.. من أين لك هذا الكلام؟!..
قلت: إن العالم الذي قدم من حوزة قم يقول: من لا يدفع حقوقه الشرعية كالزكاة والخمس، فإن تصرفه في أمواله حرام، وصلاته وصيامه باطلان.
قال أبي: إنه يتكلم لمصلحته.
قلت له: بناء على هذا فأنا لا أعيش معك في هذا البيت.. قمت وخرجت مغتاظاً.. وبعد مدة بعث أبي رجلاً من القرية أعادني إلى البيت، ولكني أعدت كلامي، فردّ عليَّ قائلاً: هذه الفضوليات ليست من شأنك!..
خرجت هذه المرة مهاجراً إلى طهران، وأخذت أزاول مهنة، ولكن أبي أرسل من يعيدني إلى القرية ثانية.. كان هذا النزاع بيني وبين أبي لا يهدأ، حتى توسط بيننا بعض الوجهاء من قريتنا لنتصالح، على أن يعطيني أبي قطعة من أراضيه، وكمية من بذور الحنطة، فأقوم بزرعها، وأعيش في القرية مستقلاً عن أبي.. فقمت بادئ الأمر بتوزيع نصف تلك البذور على الفقراء والنصف الآخر زرعته فباركه الله لي.. ثم ناصفت محاصيل الزراعة مع الفقراء شكراً لله تعالى، وكان ذلك أكثر من نصاب الزكاة.
وفي ذات مرة كنت أعمل في مزرعتي وقت الظهر وحرارة الشمس محتدمة، فقلت مع نفسي: أذهب الآن للاستراحة حتى العصر، ثم أعود أعمل بعون الله تعالى.. فحملت لأغنامي بعض العشب على كتفي وقفلت راجعاً إلى المنزل، في الطريق التقيت سيدين شابين يشعّ وجههما نوراً، وهما في غاية الوسامة والجمال، لم يسبق أن رأيتهما من قبل، سلمت عليهما، فردّا عليَّ بترحيب حار..
سألتهما: إلى أين؟.. هل إلى مرقد (الامامزاده) – أي حفيد الإمام - ؟..
قالا: نعم.
قلت: هل أرافقكما؟..
قالا: تفضّل.
وضعت رزم الأعشاب على الأرض، ومشيت معهما حتى دخلنا الحرم، هناك قرءا سورة الحمد والإخلاص، فقرأت معهما وقبّلت الصندوق الموضوع على القبر، ولكنهما لم يفعلا ذلك، وإنما اكتفيا بالفاتحة.. خرجنا متجهين نحو مرقد (امامزاده) آخر معروف باسم (72 نفراً) ، وكذلك طفت حول المرقد وقبّلت الصندوق المنصوب عليه، بينما كانا السيدان واقفين يقراءن الفاتحة.. هنا التفتا إليَّ قالا: كاظم إقرأ ما تشاهده في الأعلى!..
قلت لهما: أنا أمّي لا أعرف القراءة.
قالا: انظر إلى تلك الكتيبة فستتمكن من قراءتها.
نظرت إلى الأعلى، فرأيت كتيبة لم أرها من قبل، وما رأيتها فيما بعد، كانت مكتوبة بخط أبيض بالنور:
{إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين * أدعوا ربكم تضرعاً وخيفة إنه لا يحب المعتدين * ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وأدعوه خوفاً وطمعاً إن رحمة الله قريب من المحسنين}. الأعراف: 54-56
لما قرأت هذه الآيات إقتربا مني ومسح أحدهما بيده على جبهتي وأمرها على صدري، وتلا سورة الحمد في وجهي، فشعرت بأنه قد وضع القرآن كله في صدري.. اضطربت حالي، فلم أدر ما حصل بعد ذلك، ولما أفقت كان الوقت ليلاً وكنت وحيداً.. نهضت لأرجع إلى المنزل، وفي الطريق لقيت واحداً من قريتي اسمه (كربلائي علي) قال: أين كنت؟.. لماذا لم تذهب إلى المزرعة لجمع محاصيلك؟..
قلت له: ذهبت مع سيدين جليلين إلى مرقد (الامامزاده) فوضعا في صدري القرآن وذهبا عني!..
قال: أيها الولد ماذا تقول؟.. فهل جننت ؟.. إن المرجع الكبير الشيخ عبد الكريم الحائري لم يحفط القرآن كله.
قلت: تستطيع أن تختبرني .
فاجتمع الناس في منزل عالم القرية، فبدأ يختبرني في حضورهم، تلوت له من حفظي سورة "الرحمن" و"يس" و"مريم" وغيرها، فنادى العالم: أيها الناس!.. كاظم صادق في قوله، إن كرامة من الله قد حلّت به.
فهجم الناس يتبركون بي، حتى خشي العالم أن أدهس تحت أرجلهم، فأدخلني في غرفة وقفل الباب وأبعدهم عني.. ثم قال لي: كاظم إن كنت تريد حياتك اخرج في ظلمة الليل قبل أن يمزقك الناس تبركاً!..
قلت: فماذا أفعل بمزرعتي وأغنامي؟..
قال: أرى من يقوم بحفظها ورعايتها.
فأعطاني مبلغاً وأرسلني إلى مدينة (ملاير) وارداً على حجة الإسلام الحاج ميرزا شهاب، فقام هو الآخر بدوره واختبرني واندهش، وهكذا انتشر نبئي في بقية المدن.
هنا يذكر الكاتب فضيلة العلامة الشيخ محمد شريف رازي، قصص المراجع والعلماء الذين التقوا بالرجل واختبروه، وهي قصص رائعة نذكرها بإيجاز شديد:
1- المرحوم آية الله الحاج السيد محمد تقي الخونساري.. حيث طلب منه أن يقرأ سورة البقرة مقلوباً (يعني من الآية الأخيرة إلى البداية) فقرأها، فقال السيد: عجيب جداً أنا عمري ستون عاماً لا أستطيع قراءة سورة الإخلاص من آخرها إلى أولها وهي أربع آيات.
2- آية الله الحاج الشيخ محمد باقر محسني الملايري، قال عنه: إن كربلائي كاظم الساروقي كان في مدينة ملاير ضيفاً عندي، وفي شهر رمضان كان يأتي إلى المسجد، فلشدة بلادته لم يستطع حفظ أدعية شهر رمضان، ولكن حفظه القرآن كله وتلاوته من أوله إلى آخره وبالعكس، ومن غير توقف لا يكون إلا معجزة الإمام (ع).. ولقد اختبره المرجع الكبير السيد البروجردي في حضوري وأذعن بهذا الأمر.
3- آية الله الشيخ خزعلي، وهو حافظ للقرآن، قام باختبار كربلائي كاظم، فسأله عن موضع قول الله تعالى: {لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون} وقوله{ولتعلمن نبأه بعد حين}.. فأجاب كربلائي كاظم: الأولى في سورة الأنعام الآية (67) والثانية في سورة (ص) الآية (88).
4- يقول أحد الثقات:كتبت على ورقة (واواً) إضافية عند (واو) الآية {ولا الضالين} فأعطيت الورقة لكربلائي كاظم ، فقال: إن فيها (واواً) إضافية!.. قلت له: كيف علمت بها؟.. قال: لأن في واحدة منهما نوراً والأخرى لا نور فيها!..
5- في سنة (1325) الهجرية قدم إلى إيران آية الله الحاج السيد هبة الدين الشهرستاني من بغداد، وكان عالماً جليلاً وعلى رأس وزارة العلوم في العراق، وذلك لزيارة مرقد الإمام الرضا (ع)، فلقي كربلائي كاظم في مدينة (كنكَاور) وامتحنه، فثبت لديه أن الرجل ليس حافظاً للقرآن فحسب، بل هو (معجم مفهرس) ناطق، فأخذه معه إلى بغداد ليحتجّ به على بعض علماء السنة، الذين يتهمون الشيعة بعدم مؤانستهم بالقرآن، وينفون عن مقام أئمة أهل البيت (ع) معاجزهم وكراماتهم.. ولقد تحيّر في أمره رجال بغداد والشخصيات الرسمية هناك، وبلغ خبر هذا الحافظ أمير الكويت حينذاك فدعاه واختبره، فأعجبوا به حتى اقترح الأمير عليه أن يعيش في الكويت، ويقدم إليه كل الرفاه المادي، ولكن كربلائي كاظم هذا الولائي المتنوّر بالقرآن اعتذر، وعاد مع العلماء إلى العراق ثم إلى إيران.
6- وممن التقى بكربلائي كاظم الساروقي واختبره في المسائل القرآنية، سماحة آية الله الحاج الشيخ ناصر مكارم الشيرازي (دام ظله).. يقول الشيخ: أنا بطبعي إنسان لا أتيقن بسرعة، ولا أسرع في قبول أمر إلا بعد التأكد والتحقيق.. فوجدت في هذا الرجل أن الأعجب من حفظه للقرآن وكشفه للآيات، أنه كان يخرج الآية التي نطلبها منه من مختلف المصاحف المطبوعة بسرعة عجيبة، وكأن المصحف في يده كاللوح الكبير أمام عينيه.. لقد رأيته هكذا بعيني، ولم أجد لما رأيته تفسيراً إلا الإمداد الإلهي.
ويضيف قائلاً: كنت قبل أربعين عاماً ذاهباً إلى قرية (حسين آباد) في أطراف مدينة (ملاير) للتبليغ في شهر محرم الحرام، فذكروا لي في المجلس عن رجل طاعن في السن قد أكرمه الله تعالى عبر أوليائه الصالحين بحفظ القرآن كله.. فتعرفت عليه، وكانوا يسمونه (ملا كاظم) وربما أطلق عليه (كَلْ كاظم) – مخفف كربلائي كاظم، يسمى به كل من يزور كربلاء المقدسة – وبعد اختباري له قلت لنفسي: يا للعجب!.. رجل قروي أمّي يحيط بهذا الإلمام بدقائق القرآن؟!..
ولما رجعت إلى قم أخبرت أصدقائي، فغرقوا في بحر من الحيرة، وبعد فترة دعوناه إلى قم، وأخذناه إلى المراجع وكبار العلماء، وخاصة آية الله العظمى السيد البروجردي، فكان نبعاً من الزلال المزيج بين معجزة القرآن وعظمة الولاية.
أذكر أن بعض الطلبة كان يركّب قسماً من آية وقسماً من آية أخرى، ثم يقول لكربلائي كاظم: أين هذه الآية؟.. فيضحك ويقول: أتسخرون بي؟.. إن تلك الكلمات في سورة كذا، والكلمات الأخرى في سورة كذا وهذه تتمتها!..
كان الرجل عجيباً حقاً ولا يمكن وصفه بسهولة.. ومن الجدير بالذكر أن جاري العالم الجليل ميرزا مهدي البروجردي (المستشار الخاص للمرجع آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري) كان يؤلف كتاباً حينذاك باسم (برهان روشن) - أي البرهان الواضح - في إثبات عدم وقوع التحريف في القرآن، فكان يتابع قضية هذه المعجزة بدقة حتى يجعل تلاوة كربلائي كاظم المطابقة مع القرآن المطبوع بكونها أقوى دليل على عدم التحريف.
7- التقى به العالم الفاضل الحاج مجتبى محمدي العراقي، مدير مكتبة مدرسة الفيضية، وأكّد أن الرجل مُكرم من قبل الأئمة (ع).
8- الشيخ محمد قوام الدين بشنوه اى، كان خطيباً بارعاً في قم المقدسة، ذات مرة في النصف من شهر رجب سنة (1368هـ) ارتقى المنبر في منزلنا (منزل المؤلف الشيخ محمد شريف رازي) فقرأ الآية (57) من سورة الأحزاب خطأً (وأعد لهم عذاباً أليماً ) . بدل{وأعد لهم عذاباً مهيناً}..ولما نزل من المنبر قال له كربلائي كاظم: إن الآية ليست هكذا يا فضيلة الشيخ!..
قال الشيخ: كيف هي إذان؟..
قال: إنها {عذاباً مهيناً}.
قال الشيخ: إنني دائماً أقرؤها "عذاباً أليماً"؟..
ردّ عليه بكل ثقة: إنك كنت على خطأ.. نعم توجد {عذاباً أليماً} ولكن ليست في هذه الآية، وإنما في الآية كذا، فذكرها.. وهنا طلب الشيخ قوام أن يأتوا بالقرآن الكريم، فراجعوا سورة الأحزاب/57 وكان الحق مع كربلائي كاظم.
9- اختبره أيضاً المرحوم آية الله جليلي الكرمانشاهي، ثم أرسله إلى مراجع العراق في كربلاء، فاجتمع كل من آية الله العظمى الحاج السيد أبي القاسم الخوئي، وآية الله العظمى الحاج السيد محمد هادي الميلاني.. في منزل آية الله الميرزا مهدي الشيرازي – الوالد الماجد لآية الله الله العظمى السيد محمد الشيرازي – فكان كربلائي كاظم يجيب على أسئلتهم إجابات فورية ومن غير توقف.. سأله أحد الحاضرين: هذه الآية:{الذي خلقكم من نفس واحدة (ثم) خلق منها زوجها ...} في أي سورة؟.. فأوقفه كربلائي كاظم قائلاً: ليست في الآية لفظة (ثم) وإنما هي: { الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها}.
قالوا: إن ابن هشام (العالم النحوي) ذكر الآية في كتابه (مغني اللبيب) مع (ثم) في بحثه حول هذه الكلمة!..
قال الرجل القروي: أنا لا أعرف هذه الأشياء، أنا أعرف فقط أن الآية ليست فيها لفظة (ثم) إن في السورة الرابعة والسابعة والسورة التاسعة والثلاثين جاءت هذه الآيات مع تفاوت بينها، ولكن بلا (ثم)، إلا في سورة زمر جاءت (ثم) ولكن ألفاظ الآية هكذا:{خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها}.
فتعجب أولئك المراجع وأحضروا كتاب (مغني اللبيب) فوجدوا ابن هشام مخطئاً في الآية.
10- وممن التقى وامتحن هذا القروي العجيب، هو العلامة آية الله الحاج الشيخ جعفر السبحاني (دام ظله) حيث قدم له مصحفاً صغيراً، وطلب منه أن يدله على آية.. فقبض منه قبضة وأعاد المصحف إليه ووضع الآية أمامه!..
11- آية الله السيد صدر الدين الصدر (واحد من وصيين للمرجع المرحوم الشيخ عبد الكريم الحائري) بعد اختباره لهذا الرجل قال مستغرباً ومازحاً: أنا سيد من ذرية رسول الله (ص) ودارس سنوات طويلة، ولم أتهاون في طاعة الله تعالى، لم أُمنح هذه الموهبة، ورجل قروي أمّي يُمنح إياها!..
12- وذات مرة أراد المرجع الكبير السيد البروجردي أن يختبره فتلا آية بالغلط!.. فقال له الرجل: سيدي!.. أنت مجتهد ومرجع تقليد، ولكن الآية قرأتها بالغلط!..
13- آية الله العظمى السيد محمد حجت كوه كمري رحمه الله، وكان ممن اشتهر بلقائه مع الإمام الحجة (ع)، كان كلما رأى كربلائي كاظم قام إليه واحترمه، وكان يسميه (معجزة الولاية) وكان يساعده مالياً، والرجل لم يقبل من غير هذا السيد أي مساعدة.
14- الشهيد السيد مجتبى نواب الصفوي، وكان ممن تعاقد معي عقد الأخوة الإيمانية – والكلام للشيخ محمد شريف رازي – قام باختباره كثيراً، وذات مرة دمج كلمات من آية وكلمات من نهج البلاغة فطرحها عليه وقال: هذه الآية في أي سورة؟!..
فقال كربلائي كاظم فوراً: هذه الكلمات من القرآن، وأما هذه الأخرى فلا!..
قال: إن القرآن له نور ساطع يتلألأ .
فأخذه السيد معه إلى طهران، ودعا مراسلي الصحف والمجلات ليجروا معه مقابلات، ونُشرت في وقتها ليؤكد للشباب معجزة القرآن العظيم.. ثم سافرنا نحن الثلاثة إلى مشهد، وكان السيد يتوقف في كل مدينة ويلقي خطاباً في الناس، ويعرفهم بكربلائي كاظم، وفي مدينة (نيشابور) خرجت إلينا الجماهير تستقبلنا على أبواب المدينة، وكان فيهم علماء الدين ورجال مثقفون، ولقد أعجبوا بالرجل أيما إعجاب.. ولما بلغ نبأ قدومنا إلى مشهد، خرج آلاف المستقبلين من كافة طبقات الناس.
ويختم العلامة محمد شريف رازي (دام ظله) هذه القصة العجيبة (الطويلة رغم إيجازنا لها) قائلاً:
ذهبت مع كربلائي كاظم الساروقي حافظ القرآن بالإعجاز، إلى طبيب العيون البروفسور المتدين صدوقي، فلما انتهى من فحصه قلت له: هل تعرف هذا الرجل أيها الدكتور؟..
قال: لا، من هو؟..
قلت: أولاً قل لي من ناحية علم النفس، هل ترى في الرجل استعداداً لإدراك علم غزير؟..
قال: لا يبدو عليه ذلك.
قلت: هذا هو كربلائي كاظم الذي نال موهبة حفظ القرآن، وهو أمّي مطبق، وقد نشرت عنه المجلات والصحف.
فقال البروفسور متعجباً: إني بسبب كثرة أشغالي، لم أتابع هذه الفترة أخبار الجرائد مع الأسف.. فأخبرته بالقصة والإعجاز الحاصل له.
فالتفت إليه البروفسور وقال: أيها العم!.. إذا طلبت منك موضع آية في القرآن هل تخبرني عنه؟..
قال كربلائي: نعم بالتأكيد.
قال: الآية التسعون من سورة المائدة.. ثم تلاها وتلا الآية التي قبلها والتي بعدها.
فتحيّر البروفسور، وغرق في لجّة من التفكير، فقلت له: الأعجب من هذا أنك إذا سألته عن أي آية أخرجها لك فوراً، من أي مصحف تضعه بين يديه، فقال له البروفسور: أيها العم!.. الآية التي تلوتها، هل يمكنك إخراجها من المصحف الشريف.
قال: نعم.. فقام البروفسور وأخرج مصحفاً فأعطاه إياه، فأمسكه كربلائي كاظم وفتحه وأراه الآية فوراً.
فقال البروفسور صدوقي:
أسف علينا، لماذا مع امتلاكنا مثل هؤلاء الرجال النوابغ لا نخطو خطوات نحو رفعة ديننا أو نصلح دنيانا.. ولو كان هذا الرجل في أوروبا أو أمريكا لأشادوا به، ونوّهوا بذكره، ولجعلوه في مكان لا يدخله أحد إلا بتذكرة دخول لرؤيته، أما نحن فلا...
وحقاً : {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً}. سورة الإسراء/9
| |
|