نور الأمداد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لنشر علوم خير االأسياد محمد وآلِ بيته الأمجاد عليهم صلوات ربِّ العباد
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نقاشٌ حُسِمَ بعد الموت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طالب علم
 
 
طالب علم


نقاشٌ حُسِمَ بعد الموت  133579507441
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2695
تاريخ الميلاد : 22/07/1989
تاريخ التسجيل : 29/01/2011
العمر : 35
الموقع : العراق
حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
MMS نور الامداد

نقاشٌ حُسِمَ بعد الموت  Empty
مُساهمةموضوع: نقاشٌ حُسِمَ بعد الموت    نقاشٌ حُسِمَ بعد الموت  Emptyالجمعة سبتمبر 02, 2011 11:08 pm

نقاشٌ حُسِمَ بعد الموت



قال المرحوم السيد نعمة الله الجزائري – المتوفى سنة (1112هـ) : لقد قمتُ من أجل طلب العلم بأسفار كثيرة في بلاد الإسلام ، حتى سمعت مرة أن علامة اسمه الشيخ المجلسي قد برز نجماً في أصفهان (مدينة في إيران).



فشددت رحلي للسفر إليه والاستفادة من علمه .. وبعد حضوري في حلقات درسه ، والاستنارة بضياء تقواه وأخلاقه الفاضلة ، صرتُ من أقرب التلاميذ إليه ، وصار يعتبرني كواحد من عائلته ، فكنت أدخل بيته .. ولقد وجدت معيشة الشيخ المجلسي في سعة ورفاه جيد ، وكان اهتمامه بحلال الدنيا وزينتها اهتماماً مشهوداً ، وهذا جعلني لا أرتاح كثيراً ، فكنت أتحين فرصة للنقاش معه حتى فاتحته يوماً بما في قلبي ، ولكني وجدت نفسي قاصراً في إقناع الاستاذ ، لذلك ختمت كلامي معه قائلاً : " مولانا أنت غوّاص بحر العلم ، وأنا بالقياس إليك قطرة ، فإنْ لم تجد فائدة لهذا النقاش ، لنتعاهد على أنه من مات منا قبل الآخر ، يأتيه في المنام ويخبره أن الحق مع من كان " .



بعد فترة من الزمان مرض العلامة المجلسي ، وانتقل إلى جوار الله تعالى ، ولبس المسلمون ثوب العزاء لفقده الأليم ، وعطّلت الأسواق سبعة أيام ، وانشغل الناس بكل فئاتهم في مجالس الترحيم ، وأنا نسيتُ عهدي مع العلامة حول الموضوع المذكور .



وبعد اليوم السابع من وفاته ذهبت إلى قبره ، فأخذت أتلو آيات من القرآن الكريم ، وأُهدي ثوابها إلى روحه الزكية ، ثم بكيتُ عليه ودعوت الله تعالى أن يفتح عليه أبواب الخير في دار الآخرة ، وبينما أنا كذلك غلبني النوم فرأيته خارجاً من قبره ، وعليه لباس جديد وجميل .. تذكرت حالاً أنه ميت ، فأخذت بإبهامه وقلتُ له : سيدي!.. لقد حان وقت وفائك بالعهد الذي كان بيني وبينك .. أخبرني كيف تلقيتَ الموت ؟.. وبعد الموت ماذا رأيت ؟.. وهل الحق في الموضوع الذي ناقشناه كان معي أم معك ؟..



فأجابني المرحوم المجلسي قائلاً: " لما مرضت ، وبلغ مرضي حداً يعجز عن تحمله البشر ، طلبت من الله عز وجل أن يأخذني إليه ، وتلوت قوله تعالى : { لا يكلف الله نفساً إلا وسعها }. سورة البقرة/286

إلهي!.. لا طاقة لي بهذه الآلام ، بلطفك أرحني يا رب!.. فبينما كنت أناجيه تعالى ، وإذا برجل جليل الشأن دخل وجلس عند رجلي ، وسألني هل سكنت آلامها؟..قلت : نعم ، سكنت ..وكلما كان يمر كفه بشكل تصاعدي ، كان يسألني عن حالي ، وأنا أجيبه بأن الألم قد ذهب ، وأني أشعر براحة.

وهكذا حتى وصلت كفاه إلى صدري ، فشعرت بذهاب آلامي كلها ، ولكني فجأة رأيت جسدي مطروحاً على الأرض وأنا في زاوية أنظر إليه !..



ورأيت أهلي وعائلتي حول جسدي يضجّون بالبكاء والعويل ، وأنا أقول لهم : إني شوفيت وليس بي أي ألم ، فلماذا تبكون ؟.. ولكنهم لم يسمعوني قط .

كنت أشاهد هذه الحالة ، حتى جاء المؤمنون ، وحملوا نعشي على تابوت متجهين صوب المغتسل ، وأما أنا فقد كنت أتقدم المسيرة من فوق الجسد .

غسلوا جنازتي ، ثم صلوا عليها ، ثم أخذوها إلى المقبرة ، وحفروا لها قبراً ، وأنا متحير أتساءل مع نفسي : ماذا يريدون أن يتصرفوا بهذه الجنازة ؟..

وكنت أفكر في تلك اللحظات أنهم إذا أدخلوا الجنازة في تلك الحفرة ، سوف أمتنع من الالتحاق بها ، ولكن لما وضعوها داخل الحفرة ، وجدت نفسي مشدوداً إليها من دون إرادة .



فلما صرت معها في الحفرة، رأيتهم قد سدّوها عليَّ، وما هي إلا لحظات إذ سمعت منادياً يقول لي : يا عبدي يا محمد باقر!.. ماذا أعددت لهذا اليوم ؟..

فعدّدت كل حسنة عملتها في الحياة ، ولكنهم رفضوا قبولها ، فتحيّرت في أمري ، ولا مفرّ من تلك الحفرة ، هنا تذكرت وأنا في هذه الوحشة والظلمة ، أن يوماً كنت أمرّ في السوق الكبير بأصفهان ، فرأيت جمعاً من الناس مجتمعين على رجل من المؤمنين ، يتهمونه بالإنحراف عن الدين والعقيدة ويكيلونه الضرب والشتائم ، ويطالبونه بتسديد القروض التي كانت لهم عليه .. وكلما كان يستمهلهم لم يمهلوه.



فاحترق قلبي ، وقلت في نفسي: إلى متى أصبر على هؤلاء الجهلة ، فوقفت صارخاً في أولئك أقول: " ويل لكم!.. تعالوا معي لأعطيكم كل ما تطلبونه من هذا الرجل " ، وحملت ذلك المسكين إلى البيت ، وأدّيت ديونه عنه ، وأحسنت إليه بكل احترام .



لقد تذكرت هذا العمل الإنساني في تلك اللحظات الموحشة من القبر ، فأسرعت في إخبارهم بذلك ، فقبله الله تعالى قبولاً حسناً ، وأمر بفتح باب رحمته في وجهي ، فوسّعوا القبر عليَّ ، وأنا الآن منعّم بأنواع النعم ، ومأنوس بلقاء المؤمنين الوافدين إليَّ ، ومسرور بدعائهم لي ، وتلاوتهم القرآن على روحي وإحسانهم بالخيرات..ثم قال العلامة المجلسي : " أيها السيد الشريف !.. لو لم تكن عندي في الدنيا تلك النعم من الرزق الحلال ، كيف كنت أعين الناس بها " ؟..



فاستيقظت من النوم ، وعلمت أن ما جمعه العلامة المجلسي في الدنيا من المال كان عين الصواب ، إذ كان ينفقه في مصلحة الدين ومنفعة الإسلام والمسلمين . منتخب التواريخ/ 672



فالمال نعم العون للدين ، إذا أنفقه صاحبه للفقراء ، ووسّع به على عياله ، وقدّم منه للمشاريع الإسلامية ، هذا هو الدرس الذي لم يتعلمه أكثر الناس .. فمن أي الناس أنت ؟..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نقاشٌ حُسِمَ بعد الموت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شاب في سكرات الموت
» الحياة بعد الموت
» من اقوال الامام علي (ع) عن الموت
» الصدقة تؤخر الموت
» قصة الموت وانت غافل ولا تدي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور الأمداد :: رجال الإسلام :: قصص علماء الدين-
انتقل الى: