شخصية ومهملة ومحصورة

التقسيم الثالث للشرطيَّة

شخصية ومهملة ومحصورة

تنقسم الشرطيّة إلى هذه الأقسام الثلاثة فقط وأمّا الطبيعيَّة فليست من أقسامها وذلك لأنَّ القضية الطبيعية لا تتأتَّى إلاّ في الحملية وذلك باعتبار أنّها تتطلَّبُ موضوعاً فيلاحظ بما هو مفهوم وموجود في الذهن، والشرطيَّة لا موضوعَ لها فليس من أقسامها الطبيعيَّة.

ثمَّ إنَّ المعيار في هذا التقسيم يختلف عن المعيار في الحمليَّة فالميزان هنا هو الزمن أو الحال.

1 - الشخصية:

هي التي حُكم فيها بالاتصال في المتصلة أو التنافي في المنفصلة أو نفيهما في السالبة منهما في زمن معين شخصي أو حالٍ معينٍ شخصي.

مثال المتصلة:

(إذا جاء عليٌ غاضباً فلا أسلّم عليه)، (إذا أمطرت السماء اليوم فلا أخرج من الدار).

نلاحظ أن في المثال الأول هناك حال معيّن شخصيٌّ بالنسبة إلى عليّ، وهو كونه غاضباً وفي المثال الثاني هناك زمن معيّن شخصيٌّ بالنسبة إلى إمطار السماء وهو اليوم، هذا في الموجبة، وأمّا السّالبة فتَنفي هذا الأمر كقولك: (ليس إذا كان المدرِّسُ حاضراً الآن فإنه مشغولٌ بالدرس).

مثال المنفصلة:

(إما أن تكون الساعة الآن الواحدة أو الثانية) و(إمّا أن يكون زيد وهو في البيت نائماً أو مستيقظاً).

نلاحظ في المثال الأول أنَّه قد ذُكرت فيه كلمة الآن الدالة على الزمن المعيَّن والمشَخَّص، وفي المثال الثاني قد ذكرت فيه الجملة وهو في البيت وهي جملة حالية تدلُّ على حالٍ مُعَيَّنٍ، هذا في الموجبة، وأمّا السالبة كقولك: (ليس إما أن يكون الطالب وهو في المدرسة واقفاً أو في الدرس).

2 - المهملة:

وهي التي حكم فيها بالاتصال أو التنافي أو رفعهما في حالٍ أو زمنٍ ما من غير تشَخُّصٍ ولا عمومية، فلا يُنظر إلى خصوصيَّة الأحوال والأزمان و لا إلى عموميتهما.

مثال المتَّصلة:

(إذا بلغ الماء كُراً فلا ينفعل بملاقاة النجس) فلم يُعيَّن الزمن ولا الحالة فيها أصلاً أهي في جميع الحالات أو في بعضها، هذا في الموجبة، وأمّا في السالبة فكقولك: (ليس إذا كان الإنسان فاسقاً كان محبوباً).

أمثلة قرآنيَّة:

{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ}

{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ* لَوْ كَانَ هَؤُلَاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ}

{وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ}

{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}

{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}.

مثال المنفصلة:

(القضية إما أن تكون موجبة أو سالبة) فهاهنا نحكم على القضيَّة ونحن مُهمِلون الحال والزمان، هذا في الموجبة، وأمّا السالبة كقولك (ليس إما أن يكون الشيء معدناً أو ذهباً) .

3 - المحصورة:

هي الشرطيَّة التي بُيِّنت فيها كميةُ أحوال الحكم وأوقاتِه كلاً أو بعضاً، وهي على قسمين كالحملية:

الكلية: وهي ما إذا كان إثبات الحكم أو رفعُه فيها يشمل جميعَ الأحوال أو الأوقات.

الجزئية: هي ما إذا كان إثبات الحكم أو رفعُه فيها يختص ببعضٍ غير معين من الأحوال والأوقات.

السُّور في الشرطيّة:

وهو الأمر الدال على عموم الأحوال والأزمان أو خصوصهما.

سور الموجبة الكلية: كلما ومهما ومتى للمتصلة، دائماً للمنفصلة.

مثال ذلك:

{كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ}

{كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً}

{كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا}

{وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ}.

سور السالبة الكلية: ليس أبداً ليس البتة للمتصلة والمنفصلة.

مثال ذلك:

(ليس البتة كلما كان الحيوان ذا جناحين فهو يطير في الجو)

(ليس البتة إذا كان العدد فرداً فهو قابل للقسم إلى متساويين من غير كسر)

(ليس البتة متى كان الإنسان مقطوع اليدين فهو غير كاتب).

سور الموجبة الجزئية: قد يكون في المتصلة أو المنفصلة.

سور السالبة الجزئية: قد لا يكون، ليس كلما، ليس كلما للمتصلة خاصة، وقد لا يكون يشمل المتصلة والمنفصلة.