طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: هشام بن الحكم رضي الله عنه الجمعة أغسطس 05, 2011 9:38 am | |
| سلام الله أهديكم
قرأت حكاية من حكايا هشام بن الحكم مع الإمام الصادق عليه السلام و أحببت أن تشاركوني إياها
و قبلها, هل تعرف من هو هشام بن الحكم؟
هو هشام بن الحكم البغدادي الكندي ، أبو محمد ، مولى كندة ، ولد بالكوفة ونشأ في واسط ، وتجارته ببغداد ، عين الطائفة ووجهها ومتكلمها وناصرها ، له نوادر وحكايات ومناظرات ، ممن اتفق علمائنا على وثاقته ورفعة شأنه ومنزلته عند أئمتنا المعصومين ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ وقد قال في حقّه الاِمام الصادق عليه السلام : هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده ، وكان هشام من الحاذقين بصناعة الكلام ، والمدافعين عن إمامة أهل البيت عليهم السلام ولذا له مناظرات كثيرة مع المخالفين في هذا الشأن ، عُد من أصحاب الاِمامين الصادق والكاظم عليهم السلام ، توفي بعد نكبة البرامكة بمدة يسيرة وقيل في خلافة المأمون العباسي سنة 199 هـ
لـ نأتي الآن لـ حكايته
كان عند الإمام الصادق ( عليه السلام ) جماعة من أصحابه ، فيهم هشام بن الحكم وهو شاب
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( يا هشام ) !
قال : لبيك يا ابن رسول الله
قال ( عليه السلام ) : ( ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته ) ؟
قال هشام : جعلت فداك يا ابن رسول الله ، إني أُجِلُّكَ واستحييك ، ولا يعمل لساني بين يديك
فقال ( عليه السلام ) : ( إذا أمرتكم بشيء فافعلوه )
قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة ، فعظم ذلك عليَّ فخرجت إليه ، ودخلت البصرة يوم الجمعة
وأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة ، وإذا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء مؤتزر بها من صوف وشملة مرتدٍ بها ، والناس يسألونه
فاستفرجت الناس فأفرجوا لي ، ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي ثم قلت : أيها العالم ! أنا رجل غريب ، أتأذن لي فأسألك عن مسألة ؟
قال عمرو بن عبيد : سَلْ
قلت له : أَلَكَ عين ؟ قال عمرو : يا بني أي سؤال هذا ؟!!
فقلت : هذه مسألتي . فقال عمرو : يا بني ، سَلْ ، وإن كانت مسألتك حمقاء
قلت : أجبني فيها . قال : نعم
قلت : فما تصنع بها ؟ قال : أرى بها الألوان والأشخاص
قلت : أَلَكَ أنف ؟ قال : نعم
قلت : فما تصنع به ؟ قال : أَشَمُّ به الرائحة
قلت : أَلَكَ لسان ؟ قال : نعم
قلت : فما تصنع به ؟ قال : أتكلم به
قلت : أَلَكَ أذن ؟ قال : نعم
قلت : فما تصنع بها ؟ قال : أسمع بها الأصوات
قلت : أَلَكَ يدان ؟ قال : نعم
قلت : فما تصنع بهما ؟ قال : أبطش بهما ، وأعرف بهما اللَّيِّن من الخشن
قلت : أَلَكَ رجلان ؟ قال : نعم
قلت فما تصنع بهما ؟ قال : انتقل بهما من مكان إلى آخر
قلت : أَلَكَ فَم ؟ قال : نعم
قلت : فما تصنع به ؟ قال : أعرف به المطاعم والمشارب على اختلافها
قلت : أَلَكَ قلب ؟ قال : نعم
قلت : فما تصنع به ؟ قال : أُميِّز به كلما ورد على هذه الجوارح
قلت : أفليسَ في هذه الجوارح غنىً عن القلب ؟ قال : لا
قلت : وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة ؟ قال : يا بني ، إن الجوارح إذا شكَّت في شيء شمَّتهُ أو رأتهُ أو ذاقَتْهُ ، ردَّته إلى القلب فَتَيَقَّنَ لها اليقينُ وأُبطِلَ الشك
فقلت : فإنما أقام الله عزَّ وجلَّ القلب لشك الجوارح ؟ قال : نعم
قلت : لا بد من القلب وإلا لم تستيقن الجوارح ؟ قال : نعم
قلت : يا أبا مروان ، إن الله تبارك وتعالى لم يترك جوارحكم حتى جعل لها إماماً يصحح لها الصحيح وينفي ما شكَّت فيه ، ويترك هذا الخلق كله في حيرتهم وشكِّهم واختلافهم ، لا يقيم لهم إماماً يردُّون إليه شكَّهم وحيرتهم ويقيم لك إماماً لجوارحك تَرِدُّ إليه حيرتك وشكك ؟!!
فسكت عمرو ولم يقل لي شيئاً ، ثم التفت إليَّ فقال لي : أنت هشام بن الحكم ؟
فقلت : لا . فقال لي : أَجَالَسْتَهُ ؟
فقلت : لا . قال عمرو : فمن أين أنت ؟
قلت : من أهل الكوفة . قال عمرو : فأنت إذاً هو ، ثمَّ ضمني إليه وأقعدني في مجلسه ، وما نطق حتَّى قمتُ ، فضحك الإمام الصادق ( عليه السلام ) ثم قال : ( يا هشام ، من علَّمَك هذا ) ؟!
قلت : يا ابن رسول الله ، جرى على لساني
قال ( عليه السلام ) : ( يا هشام ؟! هذا والله مكتوب في صحف إبراهيم وموسى )
| |
|