في كتاب الكافي، الطبعة الجديدة لثقة الإسلام الكليني، المتوفى 329هـ، (الكافي، كتاب العقل والجهل، الأحاديث 1- 758، ج1، ص250، الحديث 5) تحقيق قسم إحياء التراث، مركز بحوث دار الحديث، وهو ما ورد في كتاب التوحيد، باب النهي عن الصفة بغير ما وصف الله به نفسه ... يقول: (فكتب عليه السلام بخطه: سبحان من لا يحد) لا يمكن أن يحد، منزه عن المحدودية وعن الحد، من أهم ما هو منزه عنه كيف هو منزه عن الجهل منزه عن الحد، لأن الحد والمحدودية نقص وليس كمال، اذهبوا الى عقولكم وإلى فطرتكم انظروا أن العلم إذا كان محدود كمال أو إذا كان لا محدود كمال. الإمامة عن الإمام الجواد، (فكتب بخط يده عليه السلام سبحان من لا يحد ولا يوصف ليس كمثله شيء وهو السميع العليم أو قال وهو السميع البصير، سبحان من لا يحد) كما قلت ارجعوا الى عقمن فضاكم علم محدود كمال أم العلم اللامحدود كمال، أيهما؟ الحياة المحدودة كمال أم الحياة اللامحدودة؟ أيهما أكمل العلم المحدود أكمل أم العلم اللا محدودة الحياة المحدودة أكمل أم الحياة اللامحدودة، وهكذا كل صفاته وأفعاله، أنا أتصور أن كل إنسان بالفطرة يرى أن اللامحدود أكمل، وقد ثبت في محله من الأبحاث العقلية أساساً ليس فوقه فوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى، الله سبحانه وتعالى ليس فقط لا يتناهى، بل وفوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى، وهذه أبحاث عقلية الآن لا أريد أن أدخل في تفاصيلها. هذا هو المورد الأول.
المورد الثاني ورد في (ج1، ص311، ح1) من نفس الكتاب، في باب الحركة والانتقال، الرواية عن أبي إبراهيم يعني الإمام الكاظم عليه السلام، كتاب التوحيد، باب الحركة والانتقال، يعني الباب 19 من كتاب التوحيد، الرواية طويلة الذيل قال: (ذكر عنده قوم يزعمون أن الله تبارك وتعالى ينزل على السماء الدنيا) هذا الذي كتبوا فيه الرسائل والكتب أن الله ينزل الى السماء الدنيا، فقال (إن الله لا ينزل ولا يحتاج الى أن ينزل) (ليس كمثله شيء) (لأن الذي يحتاج الى النزول) أنا وأنت نريد أن نعرف شيء فننزل أما الله سبحانه وتعالى وهو المحيط بكل شيء ولا يعزب عن علمه مقدار ذرة لماذا ينزل ويصعد (أن الله لا ينزل ولا يحتاج الى أن ينزل إنما منظره في القرب والبعد سواء، لم يبعد منه قريب ولم يقرب منه بعيد ولم يحتج الى شيء بل يحتاج إليه، أما قول الواصفين أنه ينزل تبارك وتعالى فإنما يقول ذلك من ينسبه الى نقص). النزول والصعود ليس كمال وإنما هو نقص، فصار مثل خلقه، قال: (إنما يقول ذلك من ينسبه الى نقص أو زيادة وكل متحرك محتاج الى من يحركه أو يتحرك) الأداة التي يتحرك بها (فمن ظن بالله الظنون هلك، فاحذروا في صفاته من أن تقفوا له على حد تحدونه بنقص أو زيادة أو تحريك أو تحرك أو زوال أو استنزال أو نهوض أو قعود فإن الله جل وعز عن صفة الواصفين ونعت الناعتين وتوهم المتوهمين) لأن كل ما ننعته نحن بعقولنا أو نصفه بعقولنا أو نتوهمه بأوهامنا فهو مخلوق مثلنا، لا يمكن أن يكون هو الخالق، لأنه ليس كمثله شيء، هذا الأصل، هذا المورد الثاني.
المورد الثالث ما ورد في (ص346، في كتاب التوحيد، باب جوامع التوحيد، ح7) (خطب أمير المؤمنين يوماً خطبة بعد العصر فعجب الناس من حسن صفته وما ذكره من تعظيم الله جل جلاله قال أبو إسحاق: فقلت للحارث أما وحفظتها، قال قد كتبتها فأملاها علينا من كتابه) إذن يظهر أن تلامذة أمير المؤمنين كانوا يكتبون، ومنع الخليفة الأول والثاني للكتابة لم يؤثر، (الحمد لله اللابس الكبرياء بلا تجسيد ... والمتعالي على الخلق بلا تباعد منهم ولا ملامسة منه لهم ليس له حد ينتهى الى حده، محال أن يكون له حد يحد) هذه القضية تعد مفتاح معارف التوحيد في مدرسة أهل البيت، هذا الذي قلته مراراً وتكراراً للمشاهد أن هذه تعد مفتاح معارف أهل البيت في التوحيد، من أراد أن يعرف توحيد مدرسة أهل البيت عليه أن يحقق في هذه المسألة أولاً.
ومنها أيضاً ما ورد في (ص353، كتاب التوحيد، باب النوادر، ح6) عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام وهي (بل هو الخالق للأشياء لا لحاجة) غني عن العالمين، (فإذا كان لا لحاجة استحال الحد والكيف فيه) لا فقط أن الله لا حد له ويمكن أن يكون له حد بل يستحيل أن يكون له حد، فرق، أنا الآن لا أملك كذا، من فضاكن يمكن أن أملك كذا، الله لا أنه فقط ليس بمحدود بل يستحيل أن يكون محدوداً، قال: (استحال الحد والكيف فيه فأفهم إن شاء الله تعالى).
المُقدَّم: إذا كان الأمر كذلك وبينتم معتقد الجانبين فما هو منشأ الإيمان بأن لله حد ينتهي إليه.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذه القضية بودي أن المشاهد الكريم يتدبر فيها أن أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام بينوا منشأ الذهاب إلى المحدودية، وهذه نقطة أساسية، أمثال ابن تيمية وأتباع ابن تيمية يعني امثال هؤلاء المعاصرين الوهابية والسلفية وهؤلاء الذين ضاع منهم التوحيد الحقيقي، لماذا ذهب هؤلاء إلى الحد مع أن علماء المسلمين وبالخصوص أئمة أهل البيت بشكل واضح وصريح قالوا بأن المحدودية إنما تنسجم مع المخلوقية وأن المحدود لا يكون إلا مخلوقاً، الجواب في كلمة واحدة أشار لها الإمام أمير المؤمنين في خطب نهج البلاغة، ارجع وأقول في الأعم الأغلب من خطب نهج البلاغة خطب مسندة ولها أسانيد قوية وصحيحة سواء على مستوى النهج السندي أو على مستوى النهج المضموني، وبودي أن المشاهد الكريم يعرف منهجي في قبول الرواية وعدم قبولها، ليس فقط أنا أقبل الرواية ولا أقبلها على أساس أن السند صحيح أو ليس بصحيح، رب رواية صحيحة من فضاكنها مخالفة للأصل القرآني فلا قيمة لها ونرمي بها عرض الجدار، القرآن الكريم إذا أثبت لنا وقد أثبت (ليس كمثله شيء) إذا وجدنا رواية فيها الجسمية نضرب بها عرض الجدار ولو جاءت من علية صحابة رسول الله، لا قيمة لها، لأنها مخالفة لنص القرآن الكريم. وهذا هو المنهج المضموني، والعكس كذلك لو جاءت عندنا روايات عندما نعرضها على القرآن الكريم نعرضها على الروايات الواردة عن أمير المؤمنين عليه السلام نجد أن هذا المضمون وارد، إذن المضمون صحيح وإن لم يكن. هذا مضافاً إلى أن هذه الكلمة التي يحاول البعض ان يدلس بها أن نهج البلاغة صدر من أمير المؤمنين وأن الشريف الرضي كان في القرن الخامس من الهجرة كيف هذا السند، إذا كان الأمر كذلك فكل كتب الحديث كتبت في القرن الثالث والرابع والخامس إذا كان بمجرد يوجد فاصلة زمانية يعني أن الكتاب لا قيمة له، نعم تعالوا قولوا لماذا لا يوجد في هذا الكتاب أسانيد ذاك بحث آخر نبحثه معكم مفردة مفردة في هذا المجال.
الإمام عليه أفضل الصلاة والسلام بين بشكل واضح وصريح قال: (أول الدين معرفته) هذا في (نهج البلاغة، الخطبة الاولى) شرح محمد عبده، قال: (الحمد لله لا يبلغ مدحته القائلون، ولا يحصي نعمائه العادون) باعتبار أن نعمه لا تحصى (ولا يؤدي حقه المجتهدون، الذي لا يدركه بعد الهمم، ولا يناله غوص الفطن) السلام عليكم لا يا إمام التوحيد، طبعاً عندما أقول إمام التوحيد لا يذهب ذهن بعض العوام أو الجهلة أو المغرضين ويقول أنه أعلم من رسول الله، لا، هو تلميذه (علمني حبيبي باباً من العلم ينفتح منه ألف باب) بل بتعبيره عليه أفضل الصلاة والسلام عندما قال له يهودي: أفنبي أنت. قال: ويلك أنا عبد من عبيد محمد. هكذا نحن نعتقد في علي وآل بيته بالنسبة إلى خاتم الأنبياء والمرسلين.قال: (الذي ليس لصفته حد محدود) هنا سؤال إذا كانت الصفة غير محدودة هل يعقل أن يكون الموصوف محدوداً، لأن الصفة قائمة بموصوفها، فإذا كان الإمام يقول صفاته غير محدودة إذن ذاته أيضاً غير محدودة، هم يتكلمون في تحديد الصفات في التوحيد الصفاتي، في توحيد الصفات يقولون محدودة (الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود ...) إذا أردتم أن تعرفوا الله ليس له حد (أول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به) طبعاً أنا لا أشرح هذه الخطبة لأن المشاهد الكريم أو بعض المشاهدين يعلمون أني شرحت هذه الخطبة في قناة المعارف، بإمكان الأخوة الأعزاء أن يستفيدوا من هذه الحلقات، نحن تكلمنا في أربعين حلقة في هذه الكلمات للإمام أمير المؤمنين.
قال: (وكمال معرفته التصديق به وكمال التصديق به توحيد، وكمال توحيده الإخلاص به، وكمال الإخلاص له نفي الصفات ... فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه، ومن ثناه فقد جزأه ... ومن جهله فقد أشار إليه) أولئك الذين يقولون يوم القيامة نقول هذا ربنا، يعني يشيرون إليه إما إشارة حسية أو حتى إشارة عقلية لا يمكن الإشارة إليه سبحانه، لأن الله غير محدود ولا يمكن للمحدود أن يشير إلى غير المحدود حتى ولو كانت إشارة عقلية، لا يمكن، فضلاً عن الإشارة الحسية، يا أمير المؤمنين لماذا هؤلاء قالوا بأنه يشار إليه؟ قال: (ومن جهله فقد أشار إليه) جهلوا حقيقة الخالق، إذن سبب الإشارة إليه هو جهلهم (ومن أشار إليه فقد حده) إذن منشأ الحد هو الجهل.
اخواني الأعزاء المشاهد الكريم أعزائي من كل المدارس والمذاهب الإسلامية أوجه كلامي إلى الجميع لا أريد منهم جزءاً ولا شكوراً وإنما همي الأصلي أن يذهبوا ويتثبتوا من توحيدهم ومن معرفتهم بالله سبحانه وتعالى لأنها هي الأصل في جميع المعارف إذا لم تتثبت من هذا الأصل وإذا بطل هذا الأصل الأصيل بطل كل شيء، ألم نقرأ أن الصلاة عمود الدين، إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها، كذلك التوحيد عمود كل شيء، ذاك على مستوى الفروع وهذا على مستوى الاعتقادات والأصول، التوحيد عمود عقائدنا إن قبل التوحيد قبل ما سواه، وإن كان هناك شرك إذن لا يقبل (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) والإمام سلام الله عليه هنا يقول أن منشأ الذهاب إلى الحد هو الجهل، وهنا أبين لك حقيقة جديدة بودي أن تلتفت إليها وتتدبر، الإنسان إذا لم يكن توحيده على أساس صحيح عند ذلك لا يستطيع أن يعرف النبوة أيضاً لأن هذا الرسول مرسل من قبل ذلك المرسِل فإن لم تعرف المرسِل كيف تستطيع أن تتعرف على المرسَل، إذا لم تعرف المرسِل كيف تستطيع أن تتعرف على المرسَل ورسالة ذلك المرسَل، وإذا لم تتعرف عليه كيف تستطيع أن تتعرف على حقيقة الإمامة وعلى حقيقة المعاد وعلى حقيقة العدل، ومن هنا عندي بحث وهي رسالة مختصرة في كتاب (بحوث عقائدية) وهو في ثلاث رسائل، الرسالة الأولى العرش والكرسي في القرآن الكريم، الرسالة الثانية مراتب العلم الإلهي وكيفية وقوع البداء فيه، الرسالة الثالثة التوحيد أساس جميع المعارف القرآنية، ما لم نحكم هذا الأصل تكون باقي المعارف على شفا، تنهار واقعاً ولا تبقى له قيمة. المهم أن الإمام عليه السلام بشكل واضح وصريح يقول: (ومن جهله فقد أشار إليه، ومن أشار إليه فقد حده) إذن القائلون بأن الله يشار إليه يوم القيامة من حيث شاءوا أم أبوا هم قائلون بأن الله محدود، لأن الإشارة لا تكون إلا في موضع معين، أنا عندما أقول هذا أمامي لا يعقل أن يكون خلفي.
في الآونة الأخيرة عندما يتكلمون قالوا أن الله قال من سبع سمواته، يعني يشيرون إليه أنه قاعد وجالس، كما قرأنا أنه قاعد وجالس فوق سبع سماوات، وبأنه قاعد وجالس على عرشه، إذن يشار إليه. والإمام سلام الله عليه أمير التوحيد يقول (ومن جهله فقد أشار إليه ومن أشار إليه فقد حده).
ولذا تجد تلميذه وتجد إمام آخر من أئمة أهل البيت وهو الإمام الرضا انظروا ماذا يقول عن هذه الحقيقة، يقول: (فليس الله عرف من عرف بالتشبيه ذاته، ولا إياه وحد من اكتنه ... ولا به صدق من نهاه) غير مصدق بالله، بل بشيء آخر، وهو ليس الله، إذن هو لا يعتقد بالله، بل يعتقد بأمر ليس له مصداق، ولا حقيقة له، أمر وهمي، كلما ميزتموه بأدق معانيه فهو مخلوق مصنوع مردود إليكم، لماذا قال كلما ميزتموه يعني جعلتموه محدوداً. قال: (ولا به صدق من نهاه، ولا إياه عنى من شبهه) قال جسم لا كالأجسام (ولا له تذلل من بعضه ولا إياه أراد من توهمه .... وبالعقول تعتقد معرفته) وهذا أصل آخر من أصول مدرسة أهل البيت، معرفة الله ليست قضية نقلية حتى نذهب إلى هذه الرواية ونعرف سندها، بل القضية مرتبطة بالعقل، هؤلاء الذين يناقشون العقل ليس له بضاعة في معرفة الله سبحانه وتعالى، قال: (وبالعقول تعتقد معرفته وبالفطرة تثبت حجته) إذن إلى هنا يتضح وهذه قضية لا أريد أن أطيل الكلام فيها وهو أن منشأ الإيمان بأن الله محدود في ذاته ومحدود في صفاته منشئه الجهل بالله سبحانه وتعالى، يعني من لم يعرف الله ذهب إلى هذه الأمور.
المُقدَّم: قد يأتي سؤال يقول أنتم الآن أثبتم من هذه الطرق المتعددة، من فضاكن إذا لم الحق تعالى محدوداً بحد فكيف يتميز عن خلقه وخلقه كيف يتميزون عنه.
سماحة السيد كمال الحيدري: في الواقع بأنه أنا أتصور واحدة من الأسباب التي أدت، هذه من المناشئ غير مسألة الجهل، هو أن هؤلاء القائلين بالمحدودية تصوروا بأنه لا طريق لإثبات البينونة والتميز بين الله وبين خلقه إلا بإثبات أن الله محدود. قالوا أن الله سبحانه وتعالى لو كان ممتداً في كل الأبعاد، هذا من باب المثال لان هذا جسم والله ليس بجسم، لو كان ممتداً بكل الأبعاد إذن لا يوجد مجال لأن يوجد الكتاب الثاني، هذا الكتاب لو فرضنا أنه ممتد إلى ما لا نهاية يشغل كل الفضاء فلا مجال لأن يوجد الثاني، إذن قالوا لكي يوجد الثاني من فضاكي يوجد المخلوق فلابد أن يكون الأول محدود بحد، إذن قالوا لا طريق لإثبات البينونة والتميز بين الله وبين خلقه إلا بإثبات أن الله محدود بحد، وإلا إذا لم نقل ذلك لما أمكننا إثبات التميز والبينونة، هذا لعله أهم عامل في أذهان القائلين بالمحدودية لإثبات أن الله محدود ويستحيل أن يكون غير محدود، ويستحيل أن يكون غير متناهي.
هؤلاء أيضاً وقعوا في نفس الإشكالية السابقة لأني سأقف عند هذا البحث تفصيلاً في الحلقة القادمة، نحن إذا أردنا أن نميز بين مخلوقين نستطيع أن نميز بالحد، نقول هذا ينتهي ويبدأ الآخر، وإلا لو استمر هذا إلى ما لا نهاية فلا يبقى مجال للآخر، من فضاكن هذا التمايز بين المخلوقات فلو قلنا أن الله يتمايز من خلقه بهذا النحو من التمايز إذن صار مثله شيء، وقد قالت القاعدة (ليس كمثله شيء). القاعدة ماذا قالت، ارجع وأقرأ النص، المشاهد الكريم يعرف ماذا قرأت، النص قال: (فكل ما في الخلق لا يوجد في خالقه) والتمايز بهذا الطريق يوجد في المخلوقات، إذن لو وجد التمايز بين الخالق والمخلوق بنفس هذه الطريقة للزم أن مثله شيء، قلت لكم هذا الأصل هو الأصل الأصيل والمحور الأساس في كل حركتنا المعرفية.
لو قلنا أن الله تعالى الخالق يتميز عن مخلوقاته جميعاً كما تتميز المخلوقات بعضها عن بعض إذن لزم أن يكون مثله شيء، والله ليس كمثله شيء، ولذا تجد الإمام أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام عندما وصل إلى هذه الحقيقة، وسأبين أنه إذا لم يتميز هو عن خلقه بهذا النحو من التمايز إذن بماذا تمايز، أن أقرأ هذا النص الذي ورد في (توحيد الصدوق، ص43) قال: (حد الأشياء كلها عند خلقه إياها إبانة لها من شبهه وإبانة له من شبهها) إذن لا هي تشبهه ولا هو يشبهها، فلو تميز عنها أي عن المخلوقات بما تتمايز المخلوقات بعضها عن بعض إذن لزم أن يكون شبهه شيء، سيدي يا أمير المؤمنين كيف قال: (فلم يحلل فيها فيقال هو فيها كائن) الله سبحانه وتعالى ليس حالاً في الأشياء، هذا مهم نفى الحلول، (ولم ينأى عنها فيقال هو منها بائن) لأنه إذا بان منها كما يبين هذا عن هذا إذا تميز كما يتميز هذا عن هذا إذن لزم ماذا؟ ولذا تجد الإمام أمير المؤمنين يؤكد على هذه الحقيقة بما لا مجال للكلام فيه يقول (داخل في الأشياء لا كدخول شيء في شيء) لأنه إذا دخل فيها كدخول شيء في شيء شابه خلقه ومخلوقاته (وبائن من الأشياء لا كمباينة شيء لشيء) لأنه لو باينها هكذا للزم أيضاً نفس المحذور، هذا المعنى أشار إليه أمير المؤمنين في (الأصول من الكافي، ج1، ص214، الحديث2) قال: (داخل في الأشياء لا كشيء داخل في شيء) وإلا يلزم الحلول (وخارج من الأشياء لا كشيء خارج من شيء) وإلا لو خرج من الأشياء كخروج هذا عن هذا للزم أن يكون مثله شيء، ولذا قال (سبحانه هو هكذا ولا هكذا غيره...).
وهذا أصل قرآني فلو رجعت إلى القرآن تجده يقول (وهو معكم أينما كنتم) ولذا اضطر السلفية وابن تيمية وأتباعه بأنه علمه، لأنهم ما استطاعوا. قال: (وهو معكم أينما كنتم) وقال: (أينما تولوا فثم وجه الله). قال: (وإذا سألك عبادي عني فأني قريب). هو قريب. (لا يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم).
إذن هذه الحقيقة أنا أتصور لا نحتاج إلى التأويل كما أوله هؤلاء وإنما نقول الله ليس بائن عن خلقه كبينونة شيء عن شيء، وإلا يلزم مثله شيء، وليس داخلاً في الأشياء كدخول شيء في شيء، حتى يلزم الحلول. إذن يبقى هذا التساؤل إذن بماذا تميز وبماذا باين سيأتي بعد ذلك إن شاء الله تعالى.
المُقدَّم: لأنه حد خلقه امتاز عنهم بهذا الحد امتاز عنهم.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا وحدة من وجوه أنه أساساً الأشياء محدودة وهو غير محدود وهذا أهم امتياز لأن المحدود فقير واللامحدود غني.
المُقدَّم: الأخ أبو مشاري من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو مشاري: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو مشاري: أني أحبك في الله، بارك الله فيك، جزاك الله عنا وعن المسلمين ألف خير، يا طويل العمر الحق نور فاصل والشمس لا يغيبها الغربان، أشهد الله أن الحلو في كل كلامك وأفعال، عالم شلت الكتب التي ما تشيلها اجمال، وصرنا نقرأها معاً، أنت منصور والنصر من رب العالمين، منصور من يوم صديت الجهال، وجندلتهم بسيف العلم وصاروا مثل الحباري من جاءها الصقر .... والتوحيد الصحيح والتوحيد الكاذب، والتوحيد أنواع على ما قالوا، ونحن صدقنا بقولهم وكنا في ميادين الشبهات والضلال، والتوحيد عندهم عرش وأرجل وأيدي واستغفر الله وأتوب إليه، أعوذ بالله، وعندما حق الحق نبحث عنهم فلا نجدهم سود الله وجوههم، وأنت صار لك أشهر وتؤسس للتوحيد وهم بتوحيد المرقع لم نسمع لهم صوت لا عندكم ولا في محطاتهم. ويوم تهجم ذاك الهجين على أم المؤمنين عائشة سمعنا أصواتهم جلجلت وتحس بأن الساعة قد قامت، ونادوا بالجهاد الجهاد، وهذا يثبت أنهم سماعون للفتن أما في ميادين العلم فهم صم.
لترى الناس أنهم مهزومون، أين أنتم تناقشون العلم بالعلم، أين أنتم يا أعداء المرأة، أنت تذكر بالعلم الذي يوحد العرب والمسلمين، وهمهم جمع الأموال، يملك أحدهم ما يملك، كرهوا الناس بملة الإسلام، كرهوا الإنسان بنا، أعوذ بالله، ونحن أولاد بلدهم المسلمين لم نسلم منهم، يمشونا بالعصا والنفر والنفير. وأبسط ما عندهم يا ضال يا فاسق، أخلاق سيئة، ووجوه عكرة، يقول لك يا كافر يا زنديق، أترجاك، واجب عليك التفكير، ونحن نبايع لك، والزكاة علينا واجبة، وكلامك هذا يروي ضمانا، حياتنا لرب العالمين سبحانه وتعالى، وأقسم بالله أنهم يقولون فيكم شيعي أو سني، الذي أنا متأكد منه أنك أنت شيخ الموحدين، ونتبع كلمة الحق ونتبع قائلها، وأنتم الشيعة والله أنتم رجال وبصراحة أشهد الله ثم اشهد الله أنتم رفعتم رأسنا ونصرتم المسلمين وناطحتم أمريكا الظالمة المجرمة المستكبرة، وأذللتم الصهاينة الكفار أعداء الإنسانية القتلة، هزمتموهم، والحمد الله اختراعات ونووي تبارك الله، أعداء المرأة حائرين بالمرأة تسوق أو لا تسوق.
سماحة السيد كمال الحيدري: هناك مجموعة من النكات في مداخلة الأخ، من أهمها بأن يقول بان هؤلاء غاروا على عرض النبي ولكن لا يغارون على توحيد الله سبحانه وتعالى، إذا كانت قلوبكم محترقة على الدين أيهما أهم، الأهم هو توحيد الناس أو الاهم هو عرض النبي الأكرم، لا إشكال نحن لا نريد أن نتاجر، لأننا نتصور أنكم جعلتم عرض النبي في مزايدة ونحن براء من هذا المنهج، من فضاكنه هذا التوحيد تعالوا بينوه، هذا رجل مسلم الآن أمامكم وأنا عندي يقين أنكم غداً ستبدءون بالتعليق وأن هذا مأجور وأن هذا أعطي مالاً وأنه كذا.
يا أخي واقعاً بيني وبين الله ما وصل إليه بفطرته، والله يعلم لا نعرفه ولعله لا يعرفنا إلا من خلال هذه البرامج.
المُقدَّم: معنا الأخ خالد من الأمارات، تفضلوا.
الأخ خالد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله.
الأخ خالد: الله يحفظكم سماحة السيد كمال الحيدري، بالنسبة لمن يدعي أن الله سبحانه وتعالى له تسع وتسعين اسماً من اسماء الله الحسنى، طبعاً نحن نعرف الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء، ونعرف أنه الله له، الإشكال أنه الله سبحانه وتعالى له الاسم الأعظم سواء كان من أمهات الأسماء أو أسماء الأسماء.