نور الهدى  
الجنس : عدد المساهمات : 390 تاريخ التسجيل : 08/03/2011
| موضوع: حكمة لقمان ووصاياه الأحد أبريل 17, 2011 11:08 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
اخترت لكم قصة مفيدة من { قصص القرآن } ومن هذه القصص قصة { لُقمان الحكيم } أرجو من الله أن يستفيد الجميع منها .... وتكون هذه القصة عبرة لكم عن الرجل الحكيم , الذي أخصه الله عز وجل بسورة باسمه بالقرآن الكريم وهي سورة { لُقمان } .....
_كانت عبادة الله وحده وعدم الشرك به هي الفقرة الأولى في وصية لقمان لابنه وهو يعظه , لأن فيها الإيمان المطلق , وبها تصح العقيدة , وهي الطريق إلى الفوز بالجنة والنجاة من النار .
جَلس لُقمان يوماً مع ابنه يتحدثان في أحوال الدنيا والناس , ورأى العبد الصالح لُقمان أن الوقت مناسب ليعلم ابنه مما علمه الله عز وجل , فهذا ابنه قد صار عاقلاً مدركاً أن على لُقمان أن يرسم له الآن معالم الطريق الذي يقوده إلى الفوز بمرضاة الله , ودخول جنته , فقال له : يا بني ! إن أول وصية أوصيك بها أن تعرف أن لهذا الكون ربّاً واحِداً عليك أن تخصه بالعبادة وتفرده بالربوبية , واحذر أن تشرك به شيئاً فما أَشَركَ به أَحدٌ إلا ظلم نفسه ؛ لأن الشرك أعظم أنواع الظلم { وَإِذ قَال لُقمان لابنه وهو يعظهُ يا بُنَيّ لا تُشرك بالله إن الشرك لظلم عظيمٌ }
_ ثم ينتقل لُقمان _ وهو يعظ أبنه _ إلى أمر آخر ذي أهمية كبيرة , وهو يوم القيامة وما فيه من حساب دقيق , فرب العالمين يعلم ذنوب عباده , وما اقترفوه من آثام , فأي خطيئة ولو كانت مثقال حبة خردل مخفية في صخرة أو في السموات أو الأرض لن تخفى على الله عز وجل , بل سيحضرها الله يوم القيامة حين يضع الميزان القسط ليجازي عليها إن خيراً فخيرٌ , وإن شراً فَشرٌّ , فعلم الله ليس له حدود , وهو اللطيف الخبير الذي لا يخفى عليه شيء ..... لذا يقول لُقمان لأبنه : تذكر يا بني قدرة الله التي لا يغيب عنها شيء مهما كان في نظرك صغيراً وضئيلاً , وأعلم أن في الآخرة حساباً دقيقاً وجزاءً عادلاً __{ يَا بُنَيَّ إنَّهَا إِن تَكُ مِثقَالَ حَبَّةٍ من خَردَلٍ فَتَكُن فِي صَخرَةٍ أَو فِي السَّمَوَاتِ أَو فِي الأَرضِ يَأتِ بهَا الله إِن الله لَطيفٌ خَبِيرٌ }__
_ثم قال لُقمان لأبنه : يا بني ! توجه بالصلاة إلى الله , وأقم الصلاة بحدودها وفرائضها وأوقاتها , لأنها العبادة التي تصل العبد بربه , وهي التي خُلِقَ الإنسان من أجلها , إنها تقوي في قلبك الإحساس بمراقبة الله لك في كل أمورك__{ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وأمُر بالمَعروفِ وَانهَ عَن المُنكرِ واصبِر على ما أَصابَكَ إن ذَلكَ من عَزمِ الأُمورِ }__
_ثم يستطرد لُقمان في وصيته لأبنه ليصل إلى الشروط التي يجب أن تتوفر في الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر : يا بني !! لا تعرض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم أو كلموك , احتقاراً منك لهم واستكباراً عليهم , من فضاكن أقبل على الناس بوجهك تواضعاً . يا بني !! لا تمشي في الأرض مشي الخيلاء والعجب والتكبر والتعالي عن الناس , لأنها مشية يكرهها الله , فهو يكره كل متكبر يتمايل في مشيته كبراً .. يا بني !! امشي مشياً معتدلاً ليس بالبطيء ولا بالسريع ولا تبالغ في الكلام ولا ترفع صوتك , عندما تتكلم , بل تكلم بهدوء واعتدال وابتعد عن الصوت الذي يصم الآذان , فإن أقبح الأصوات صوت الحمير __{ وَلا تُصَعَّرْ خَدَّكَ للنَّاسِ ولا تَمْشِ في الأَرْضِ مَرَحاً إنَّ الله لا يُحبُّ كُلَّ مُختَالٍ فَخُورٍ , واقصدْ في مَشيكَ واغْضُضْ من صَوتْكَ إن أَنكرَ الأصوات لَصوتُ الحَميرِ }__
_كان لُقمان رجلاً حكيماً , فقد أوصى ولده بوصايا فيها سعادة الدنيا والآخرة . _وإن وصايا لُقمان لابنه صالحة لكل زمان ومكان , أليس لُقمان عبداً صالحاً آتاه الله الحكمة_{ ولقد آتينا لُقمان الحكمة }__ ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ؟؟!! أليس في هذه الحكم إرشاد لكل نفس إنسانية تواقة إلى مرضاة الله تبحث عن سعادة الدارين : الدنيا والآخرة ؟؟
{ نقلت لكم هذه القصة من كتاب قصص القرآن } | |
|