ما هي ولاية الفقيه؟
هل يتحقق الإيمان بدون ولاية؟
كيف نثبت ولاية الفقيه؟
تعريف ولاية الفقيه:
هي ولاية وحاكمية الفقيه الجامع للشرائط في عصر غيبة الإمام الحجة(عج) حيث ينوب الولي الفقيه عن الإمام المنتظر(عج) في قيادة الأمة وإقامة حكم اللّه على الأرض.
إثبات ولاية الفقيه:
لقد أقمنا الأدلة العقلية سابقاً على ضرورة تشكيل حكومة إسلامية والان نقيم بعض الأدلة النقلية عن أهل البيت (ع)، لإثبات الولاية للفقيه العادل:
1- الدليل الأوّل:
بعد النيابة الخاصة للنواب الأربعة، انتهت القيادة بالنيابة عن الإمام المهدي(عج) إلى الفقهاء العدول الجامعين للشرائط وهذا ما نصّ عليه الإمام نفسه وذلك في التوقيع المشهور: »أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنَّهم حجتي عليكم وأنا حجة الله«.
والمقصود بالحوادث هي المشكلات الأساسية للمجتمع الإسلامي والأمور السياسية والاجتماعية والوقوف في وجه أنواع التسلط الطاغوتي على المسلمين.
وإلاّ فإنّ أحكام الصلاة والصوم والحج هي من الأمور المعروفة، والمتداولة طوال أكثر من ألف عام، ولذلك ليس فيها شيء جديد ينطوي تحت عنوان (حادث).
2- الدليل الثاني:
رواية عمر بن حنظلة: قال الإمام الصادق (ع) بعد سؤال عن رجلين تنازعا: »ينظر إلى من كان منكم ممن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكماً فإني جعلته عليكم حاكماً«..
فولاية الفقيه تعتبر ولاية مجعولة من قبل الإمام المعصوم (ع) بقوله: »جعلته«.
المجتهدون في طاعة ولي الأمر:
يتضح من كل ما سبق أن ولاية الفقيه تمثل القيادة بالنيابة عن الإمام المهدي(عج) في حال غيبته، فالفقيه العادل الجامع للشرائط هو ولي أمر المسلمين وإمامهم، ومن تجب على الجميع طاعته، بما في ذلك المجتهدون والعلماء. فلو كان يرى نفسه أعلم فقهياً من القائد فيمكنه أن يتبع نفسه بتنفيذ ما يراه واجباً من الأحكام التي يستنبطها في مجال العبادات من فضاكن يجب عليه أن يلتزم إطاعة ولي أمر المسلمين في الأحكام السياسية والأمور التي ترتبط بالقيادة وبالشأن العام وهذه الولاية إنَّما تتجسّد الان بالإمام القائد المرجع السيّد الخامنئي حفظه المولى.
اثار قبول الولاية أو ردِّها:
إن الإلتزام بالولاية وقبولها له اثار مهمة في الدنيا وتترتب عليه فوائد عظيمة في الاخرة، منها:
1- رد الولاية شرك بالله:
قال الصادق (ع): »فإني جعلته عليكم حاكماً، فإذا حكم بحكمنا فلم يُقْبَل منه، فإنَّما استخف بحكم الله، وعلينا ردّ والراد علينا كالراد على الله وهو على حد الشرك بالله«.
2- إطاعة القائد من أكبر التكاليف الإلهية:
لأن بقاء الإسلام وحفظ النظام الاجتماعي للمسلمين والحيلولة دون تسلُّط الكفار والطواغيت كلها اثار تلك الطاعة.
3- تعجيل ظهور صاحب الزمان (عج):
إن استمرار غيبة الإمام المهدي(عج) وعدم تصرفه بأمور المسلمين إنَّما يعود إلى عدم استعداد المسلمين لإطاعته ونصرته من أجل إنقاذ المستضعفين، إذ أنَ تحقيق هذا الهدف من قبله(عج) موقوف على استعداد البشر لقبول هذه الولاية والالتزام بها والتعوّد عليها.
وحدة الولي الفقيه وتعدده:
من خلال الأهداف التي بيناها سابقاً للحكومة الإسلامية والتي أبرزها قيادة الأمة الإسلامية وتنظيم أمور المسلمين كي لا يسود الهرج والمرج، نعرف أن فكرة تعدد الولي الفقيه لا تتناسب مع الأهداف، بل هي تتعارض معها. وذلك لأن تعدد الولي الفقيه يعني بالضرورة انقسام المجتمع الاسلامي. ولما لم يكن هناك ضابطة شرعية لهذا الإنقسام فسيستمر إلى ما شاء ربك حتى يصبح في القرية الواحدة أكثر من ولي فقيه يتنازعون فيما بينهم. فيسود الهرج والمرج من جديد ونقع فيما فررنا منه.
ولا يتوهمن أحدٌ أن المراد من كلمة »رواة حديثنا« أو »الفقهاء« في بعض الروايات أن كل الفقهاء هم ولاة الأمر الفعليون في وقت واحد، فإن هذا غير معقول لإنه يؤدي بالضرورة إلى التفتت والتفرقة، وإنما المراد أنهم أهلٌ للولاية فلهم شأنية الولاية، فإذا تصدى أحدهم أو اختير صار ولياً فعلياً وعلى الاخرين أن يطيعوه.