وَمِن وَرائهِم بَرزَخٌ الى يَومِ يُبعَثُون
( البرزخ) من المنازل المهولة
وقد ذكره الحقّ تعالى في سورة (المؤمنون)
)وَمِن وَرائهِم بَرزَخٌ الى يَومِ يُبعَثُون ) (1).
وقال الامام الصادق عليه السلام في حديث :
ولكني والله اتخوف عليكم من البرزخ.
قلت(2) : وما البرزخ ؟ قال : القبر منذ حين موته الى يوم القيامة»(3).
ونقل عن لبّ اللباب للقطب الراوندي قال :
وفي الخبر كان الموتى يأتون في كل جمعة من شهر رمضان فيقفون ، وينادي كلّ واحد منهم بصوت حزين باكياً : يا أهلاه ! يا ولداه ! وياقرابتاه ! اعطفوا علينا بشيء يرحمكم الله ، واذكرونا ولا تنسونا بالدعاء وارحموا(4) علينا وعلى غربتنا ، فانّا قد بقينا في سجن ضيق ، وغمّ طويل وشدّة ، فارحمونا ، ولا تبخلوا بالدعاء والصدقة لنا لعل الله يرحمنا قبل أن تكونوا مثلنا. واحسرتاه(5) قد كنّا قادرين مثل ما أنتم قادرون .
فياعباد الله : اسمعوا كلامنا ولا تنسونا فانّكم ستعلمون غداً فانّ الفضول التي في ايديكم كانت في أيدينا فكنّا لاننفق في طاعة الله ، ومنعنا عن الحقّ ، فصار وبالاً علينا ومنفعةً(6) لغيرنا . اعطفوا علينا بدرهم أو رغيف أو بكسرة.
ثم ينادون ما أسرع ما تبكون على انفسكم ولا ينفعكم كما نحن نبكي ولا ينفعنا فاجتهدوا قبل أن تكونوا مثلنا (7).
ونقل في جامع الأخبار عن بعض الصحابة انّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
اهدوا لموتاكم . فقلنا : يا رسول ! وما هدية الأموات ؟
قال صلى الله عليه وآله وسلم :
الصدقة والدعاء .
قال صلى الله عليه وآله :
انّ ارواح المؤمنين تأتي كل جمعة الى السماء الدنيا بحذاء دورهم وبيوتهم ينادي كل واحد منهم بصوت حزين باكين: يا أهلي ويا ولدي ويا أبي ويا امي ويا أقربائي ! اعطفوا علينا يرحمكم الله بالذي كان في ايدينا والويل والحساب علينا والمنفعة لغيرنا.
وينادي كل واحد منهم الى أقربائه :
اعطفوا علينا بدرهم ، أو برغيف ، أو بكسوة يكسوكم الله من لباس الجنّة.
ثمّ بكى النبي صلى الله عليه وآله وبكينا معه ، فلم يستطع النبي صلى الله عليه وآله أن يتكلم من كثرة بكائه . ثمّ قال :
اولئك اخوانكم في الدين ، فصاروا تراباً رميماً بعد السرور والنعيم ، فينادون بالويل والثبور على انفسهم ، يقولون :
ياولينا لو انفقنا ما كان في أيدينا في طاعة الله ورضائه ما كنا نحتاج إليكم .
فيرجعون بحسرة وندامة ، وينادون :
اسرعوا صدقة الأموات (8).