الاجتهاد
كانت النظرية السائدة للاجتهاد أن الفقيه إذا لم يحصل على دليل من السنة والقرآن يرجع إلى تفكيره الشخصي باعتبار وأصحاب هذه النظرية (أهل الرأي ) وفي المقابل طائفة أخرى وهم (أهل الحديث) ويوجد تداخل بين المدرستين في أمر كثيرة ،
ونفهم من ذلك أن كلمة الاجتهاد استعملت بمعنى التفكير الشخصي ويعتبر مصدرا من مصادر الحكم الشرعي ، وطبعاً أن لكل شبهة لا بد لها من متصدي لكي يدفع هذه الشبهة والتي تعترض على القرآن من الذين يجعلون القرآن قاصر سواء كانوا قاصدين أو عالمين من هذا التعرض للقرآن أم لا ، فأنهم ما داموا عملوا بالرأي والتفكير الشخصي فقد جعلوا القرآن عضين ، فقد تصدى أهل البيت (سلام الله عليهم ) على هذا الطرح وهذه الطرق التي اتبعها أصحاب الرأي .
من فضاكن لنسأل سؤال الآن : عندما تصدى أهل البيت (عليهم السلام) وذموا ذلك الاجتهاد فلماذا ظهر عندنا نحن الشيعة ما يسمى بالاجتهاد ؟؟؟
وبديهي عند كل عاقل أن الاجتهاد الذي عمل به الأمامية لا يخرج عن قوانين مصادر التشريع فهو لا يتعدى إلى الرأي بل نقلت القواعد والقوانين والضوابط عن طريق العلماء الذين عاصروا أهل البيت (عليهم السلام) وحفظها واعتبارها طريقا للاستنباط عن طريق بذل الجهد في استخراج الأحكام من الشريعة عن طريق تلك القوانين .
من فضاكن بما أن العقول متفاوتة وقاصرة عن إدراك الشريعة بأجمعها بحكم عدم العصمة وكثرة الذنوب فكان لا بد من شخص أن يتصدى ويكون أرجح وأفقه علماء عصره وهذا واضح عندما سئل الإمام الصادق (عليه السلام) بصحيحة زرارة..عند سؤاله عما اختلف رجلان فبأيهما نأخذ ؟ فأجاب الإمام (عليه السلام): (قدموا الأفقه والأروع...) بما مضمونه.
من فضاكن لم تتفق الشيعة على هذا البيان كلها رغم انها أجمعت على إتباع من هو أورع وافقه لكن العمل لم يطبق بصورة صحيحة ...فمنهم من اعتمد على تحديد وتشخيص ذلك بضوابط وبطرق تاركين ضوابط وطرق تلك الضوابط وشروطها ...ومنهم من اعتمد على ما يسمى بشورى فقهاء وأصبح المرجع الجامع للشرائط يخضع لأمر الشورى بحكمه بينما هذا الرجوع فقط في الأمور السياسية كما هو الحال في تصرف النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) فقد كان يستشير بعض أصحابه في المعارك وليس هذا من باب قصور النبي بل من باب التوجيه والتعديل والتنظيم ..
نسأل الله تعالى أن يجعلنا نسير على النهج الأصلح والأدق والأفضل لنصل بذلك إلى النعمة والرحمة والهداية والأمن والأمان في الأمور الإبتلائية .
ونسألكم الدعاء.