خُذْ و إيّاك أنْ تمدّ يَدَكْ
اقرأ القصة التالية بروح ايمانية : الحاج تاج الدين الدزفولي ، نقل عن أحد اجداده ، بأن رجلا اسمه السيد محمد علي قال : « سافرت الى كربلاء لزيارة مرقد سيد الشهداء الحسين بن عليّ عليهما السلام . و هناك نفد المال الذي كان معي ، فبقيت خالي اليدين ، منعتني عفة نفسي و مناعة طبعي من خرِ الخجل الذي كان يحول دون اظهار حالي و حاجتي لأحد .
كان الجوع قد فرض عليّ الضعف ، و كان الضعف قد فرض عليّ الالتجاء الى حرم الامام الحسين (عليه السلام) ، فتشرّفت بالزيارة و اختصرتها في سطور ، لشدة ما كان بي من ضعف . ثم خاطبت الامام ( مازحاً ) : « فإن لم تصلني مساعدة من ناحيتكم ، فسوف اضطرّ الى أخذ شيء من ( ذهب ) الحرم لسدّ حاجتي » !
قلتكلامي هذا و خرجتُ من الحرم ، و اذا بخادم المرجع الكبير آية الله العظمى الشيخ مرتضى الانصاري (رحمه الله) ظهر أمامي و قال ان الشيخ يطلبك ، تعال معي !
فذهبت الى بيت الشيخ مرتضى الانصاري فناولني مبلغاً قدره ( ثلاثون توماناً ايرانياً ) ـ و هو يعدّ مبلغاً كبيراً في تلك الايام ـ ثم قال لي الشيخ : « انّ جدك وضع عندي هذا المال لتسدّ ه حاجتك » .
فأخذت المال ، و ما أن خطوت بضع خطوات ، و اذا به يناديني قائلا : و ايّاك ان تمدّ يدك الى ذهب الحرم » !([1])
--------------------------------------------------------------------------------
[1]ـ نقلا عن كتاب بالفارسية ( مردان علم در ميدان عمل ) / ص 230 .