اتّخَذَ قرارَه و ساعدتْه زوجتُه
يقول الشيخ محمد صالح المازندراني الذي بلغ درجة عالية في العلم بعد أن كان أفقر الطلبة و أبلدهم ذهناً و أقلّهم استيعاباً للعلم : انني حجة لله تعالى على كلّ شخص يعتذر من الدراسة و طلب العلم بسبب الفقر و البلادة . فمن ناحية الفقر كنت أفتش عن لقمة خبز يابس يرميها الناس في الطرِ . و من ناحية أخرى لم تكن عندي شمعة استنير بها للمطالعة ليلا ، فقد كنت اذهب الى مراحيض المدرسة و استضيء من شمعة كانت هناك لمن يأتي لقضاء حاجته !
و عن بلادتي فقد كنت أقرأ و لااتذكر بعد قليل ما قرأته ، و كنت أدرس و لااستطيع حفظ معلومات الدرس بل كان يصعب عليّ فهمها و استيعابها . لقد كانت ذاكرتي من الضعف بدرجة اضيّع الطريق الى البيت احياناً ، و حتى انني انسى اسماء اطفالي . و عندما وصلت الى الثلاثين من عمري قرّرت ان امرّن ذاكرتي على الحفظ بأي ثمن كان ، و قد ساعدتني في ذلك زوجتي التي كانت عالمة فاهمة و من عائلة نزيهة علمائية .
نعم ، هذا الرجل اصبح فيما بعد عالماً كبيراً كتب شرحاً لأحاديث ( اصول الكافي ) ، و شرحاً لكتاب ( من لايحضره الفقيه ) ، و كتب شرح المعالم في علم أصول الفقه ، و توضيحات لكتاب اللمعة الدمشقية . و يلقّب في الاوساط العلمية بـ( ـفخر المحققين و المدقّقين ) .([1])
--------------------------------------------------------------------------------
[1]ـ بالفارسية ( داستانهاى كودكي مردان بزرگ ) ص 103 و 192 ، و سبقت قصة لهذا العالم برقم 46 ) .