تعانى مجتمعاتنا الشرقية والأسر العربية من اضطرابات كثيرة فى العلاقات الاجتماعية وفى علاقة الأسرة وأفرادها ببعضهم البعض، ونعانى هنا كثيرا من تشابك العلاقات والفهم الخاطئ لمفهوم الحب والعلاقات بين أفراد الأسرة وبين الناس، ويعانى الكثيرون من الأطفال من قلة اهتمام أو عطف وحنان الأم تجاههم، وهو أمر خطير جدا على صحة الطفل النفسية وعلى تشكيل شخصيته كاملة .فما رأى الطب النفسى فى ذلك ؟
وعن هذا الموضوع يتحدث الدكتور أمجد العجرودى استشارى أمراض الطب النفسى بالمجلس الإقليمى للطب النفسى، مشيرا إلى أن المشكلة فى بلادنا أننا لانقدر الإنسان ولا نقدر الطفل حق قدره، فالطفل يجب أن يعامل معاملة طيبة سليمة ناشئة على أساس سليم ومتين.
ويضيف: ولكن هنا فى مجتمعاتنا نعانى من تعقد العلاقات ومن عدم الرغبة فى إظهار المشاعر للآخر، وهو ما يعانى منه الكثير من الآباء والأمهات بحيث يشعرون بأنه من الخطأ إظهار حبهم لطفلهم، لأنه لا يجوز مثلا، أو لكى لا يكون شقيا مثلا أو لأنهم لم يتعلموا من قبل ما أهمية أن يظهر الإنسان حبه للآخر فما بالك الطفل .
ويحذر أطباء النفس من إهمال الأمهات والآباء لمشاعر الطفل وعدم إظهار العطف والحب والمودة فى التعامل بينهم وبينه، لأنه قد يؤدى إلى ظهور بوادر عدم اتزان نفسى لدى الطفل يصاحبه، كما أنه يقلقه بشكل كبير ويؤرقه نفسيا ويجعله غير آبه بالمشاعر مع مرور الوقت.