القِسمُ الثّالثُ : في أعمال أسحار شهر رمضان المبارك
وهي عديدة :
الاوّل : أن يتسحّر فلا يدع السّحُور ولو على حشفة تمر أو جرعة من الماء، وأفضل السّحور السّويق والتّمر وفي الحديث انّ الله وملائكته يصلّون على المستغفرين والمستسحرين بالاسحار .
الثّاني : أن يقرأ عند السّحور سورة انّا أنزلناه، ففي الحديث ما من مؤمن صام فقرأ «انّا أنْزَلناهُ في ليلة القدر» عند سحوره وعند افطاره الّا كان فيما بينهما كالمتشحّط بدمه في سبيل الله .
الثّالث : أن يدعو بهذا الدّعاء العظيم الشّأن الذي روي عن الرّضا صلوات الله وسلامه عليه انّه قال : هو دعاء الباقر (عليه السلام) في أسحار شهر رمضان :
اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ مِنْ بَهائِكَ بِاَبْهاهُ وَكُلُّ بَهائِكَبَهِىٌّ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِبَهائِكَ كُلِّهِ، اَللّـهُمَّ اِنّياَسْاَلُكَ مِنْ جَمالِكَ بِاَجْمَلِهِ وَكُلُّ جَمالِكَ جَميلٌ، اَللّـهُمَّاِنّي اَسْاَلُكَ بِجَمالِكَ كُلِّهِ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ مِنْ جَلالِكَبِاَجَلِّهِ وَكُلُّ جَلالِكَ جَليلٌ، اَللّـهُمَّ اِنّياَسْاَلُكَ بِجَلالِكَ كُلِّهِ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ مِنْ عَظَمَتِكَبِاَعْظَمِهاوَكُلُّ عَظَمَتِكَ عَظَيمَةٌ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَبِعَظَمَتِكَ كُلِّها، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسَأَلُكَ مِنْ نُورِكَ بِاَنْوَرِهِوَكُلُّ نُورِكَ نَيِّرٌ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِنُورِكَ كُلِّهِ،اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ مِنْ رَحْمَتِكَ بِاَوْسَعِها وَكُلُّ رَحْمَتِكَواسِعَةٌ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِرَحْمَتِكَ كُلِّها، اَللّـهُمَّاِنّي اَسْاَلُكَ مِنْ كَلِماتِكَ بِاَتَمِّها وَكُلُّ كَلِماتِكَ تامَّةٌ،اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِكَلِماتِكَ كُلِّهَا، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَمِنْ كَمالِكَ بِاَكْمَلِهِ وَكُلُّ كَمالِكَ كامِلٌ، اَللّـهُمَّ اِنّياَسْاَلُكَ بِكَمالِكَ كُلِّهِ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ مِنْ اَسمائِكَبِاَكْبَرِها وَكُلُّ اَسْمائِكَ كَبيرَةٌ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَبِاَسْمائِكَ كُلِّها، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ مِنْ عِزَّتِكَ باَعَزِّهاوَكُلُّ عِزَّتِكَ عَزيزَةٌ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِعِزَّتِكَ كُلِّها،اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ مِنْ مَشِيَّتِكَ بِاَمْضاها وَكُلُّ مَشِيَّتِكَماضِيَةٌ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِمَشِيَّتِكَ كُلِّها، اَللّـهُمَّاِنّي اَسْاَلُكَ مِنْ قُدْرَتِكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتي اسْتَطَلْتَ بِها عَلىكُلِّ شَيْء وَكُلُّ قُدْرَتِكَ مُسْتَطيلَةٌ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَبِقُدْرَتِكَ كُلِّها، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ مِنْ عِلْمِكَ بِاَنْفَذِهِوَكُلُّ عِلْمِكَ نافِذٌ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِعِلْمِكَ كُلِّهِ،اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ مِنْ قَوْلِكَ بِاَرْضاهُ وَكُلُّ قَوْلِكَرَضِيٌّ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِقَوْلِكَ كُلِّهِ، اَللّـهُمَّ اِنّياَسْاَلُكَ مِنْ مَسائِلِكَ بِاَحَبِّها اِلَيْكَ وَكُلُّ مَسائِلِكَ اِلَيْكَحَبيبَةٌ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِمَسائِلِكَ كُلِّها، اَللّـهُمَّ اِنّياَسْاَلُكَ مِنْ شَرَفِكَ بِاَشْرَفِهِ وَكُلُّ شَرَفِكَ شَريفٌ، اَللّـهُمَّ اِنّياَسْاَلُكَ بِشَرَفِكَ كُلِّهِ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ مِنْ سُلْطانِكَبِاَدْوَمِهِ وَكُلُّ سُلطانِكَ دائِمٌ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِسُلْطانِكَكُلِّهِ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ مِنْ مُلْكِكَ بِاَفْخَرِهِ وَكُلُّمُلْكِكَ فاخِرٌ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِمُلْكِكَ كُلِّهِ، اَللّـهُمَّاِنّي اَسْاَلُكَ مِنْ عُلُوِّكَ بِاَعْلاهُ وَكُلُّ عُلُوِّكَ عال، اَللّـهُمَّاِنّي اَسْاَلُكَ بِعُلُوِّكَ كُلِّهِ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ مِنْ مَنِّكَبِاَقْدَمِهِ وَكُلُّ مَنِّكَ قَديمٌ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِمَنِّكَكُلِّهِ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ مِنْ اياتِكَ بِاَكْرَمِها وَكُلُّ آياتِكَكَريمَةٌ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِآياتِكَ كُلِّها، اَللّـهُمَّ اِنّياَسْاَلُكَ بِما اَنْتَ فيهِ مِنَ الشَّأنِ وَالْجَبَرُوتِ، وَاَسْاَلُكَ بِكُلِّشَأْن وَحْدَهُ جَبَرُوت وَحْدَها، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِما تُجيبُنيبِهِ حينَ اَسْاَلُكَ فَاَجِبْني يا اَللهُ .
ثمّ سل حاجتك فانّها تقضى البتّة .
الرابع : دعاء أبي حمزة الثّمالي
الخامس : دعاء يا عدتي
السّادس : تدعو بدعاء ادريس الذي رواه الشّيخ والسّيد فليطلب من كتاب المصباح أو كتاب الاقبال .
السّابع : أن تدعو بهذا الدعاء الذي هو أخصر أدعية السحّر وهو مروي في الاقبال :
يا مَفْزَعي عِنْدَ كُرْبَتي، وَيا غَوْثي عِنْدَ شِدَّتي اِلَيْكَ فَزِعْتُ،وَبِكَ اسْتَغَثْتُ، وَبِكَ لُذْتُ لا اَلُوذُ بِسِواكَ وَلا اَطْلُبُ الْفَرَجَإلاّ مِنْكَ، فَاَغِثْني وَفَرِّجْ عَنّي، يا مَنْ يَقْبَلُ الْيَسيرَ، وَيَعْفُوعَنِ الْكَثيرِ، اِقْبَلْ مِنِّي الْيَسيرَ وَاعْفُ عَنِّي الْكَثيرَ، اِنَّكَاَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ ايماناً تُباشِرُبِهِقَلْبي، وَيَقيناً حَتّى اَعْلَمَ اَنَّهُ لَنْ يُصيَبني إلاّ ما كَتَبْتَ لي،وَرَضِّني مِنَ الْعَيْشِ بِما قَسَمْتَ لي يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، يا عُدَّتي فيكُرْبَتي، وَيا صاحِبي في شِدَّتي، وَيا وَليّي في نِعْمَتي، وَيا غايَتي فيرَغْبَتي، اَنْتَ السّاتِرُ عَوْرَتي، وَالاْمِنُ رَوْعَتي، وَالْمُقيلُ عَثْرَتي،فَاغْفِرْ لي خَطيئَتي يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
الثّامن : وتسبّح أيضاً بهذه التّسبيحات المرويّة في الاقبال :
سُبْحـانَ مَنْ يَعْلَمُ جَوارِحَ الْقُلُوبِ، سُبْحـانَ مَنْ يُحْصي عَدَدَالذُّنُوبِ، سُبْحـانَ مَنْ لا يَخْفى عَلَيْهِ خافِيَةٌ فِي السَّماواتِوَالاَْرَضينَ، سُبْحـانَ الرَّبِّ الْوَدُودِ، سُبْحـانَ الْفَرْدِ الْوِتْرِ،سُبْحـانَ الْعَظيمِ الاَْعْظَمِ، سُبْحـانَ مَنْ لا يَعْتَدي عَلى اَهْلِمَمْلَكَتِهِ، سُبْحـانَ مَنْ لا يُؤاخِذُ اَهْلَ الاَْرْضِ بِاَلْوانِ الْعَذابِ،سُبْحـانَ الْحَنّانِ الْمَنّانِ، سُبْحـانَ الرَّؤُوفِ الرَّحيمِ، سُبْحـانَالْجَبّارِ الْجَوادِ، سُبْحـانَ الْكَريمِ الْحَليمِ، سُبْحـانَ الْبَصيرِالْعَليمِ، سُبْحـانَ الْبَصيرِ الْواسِعِ، سُبْحـانَ اللهِ عَلى اِقْبالِالنَّهارِ، سُبْحـانَ اللهِ عَلى اِدْبارِ النَّهارِ، سُبْحـانَ اللهِ عَلىاِدْبارِ اللَّيْلِ واِقْبالِ النَّهارِ، وَلَهُ الْحَمْدُ وَالَْمجْدُوَالْعَظَمةُ وَالْكِبرِياءُ مَعَ كُلِّ نَفَس، وَكُلِّ طَرْفَةِ عَيْن، وَكُلِّلَْمحَة سَبَقَ في عِلْمِهِ سُبْحانَكَ، مِلاَ ما اَحْصى كِتابُكَ، سُبْحانَكَزِنَةَ عَرْشِكَ، سُبْحانَكَ سُبْحانَكَ سُبْحانَكَ .
واعلم انّ نيّة الصّوم على ما ذكره العلماء يحسن أن تكون عقيب ما تسحر، ومن الجائز أن ينوي الصّوم في أي وقت كان من اللّيل ويكفي في النيّة انّه يعلم ويقصد أن يصوم نهار الغد لله تعالى، وأن يمسك فيه عن المفطّرات وينبغي أن لا يدع صلاة اللّيل في الاسحار وأن لا يترك التهجّد فيها .