صلة الأرحام في الأحاديث الشريفة
لقد دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام إلى
صلة الأرحام في جميع الأحوال ، وأن تقابل القطيعة بالصلة حفاظاً على
الأواصر والعلاقات ، وترسيخاً لمبادىء الحب والتعاون والوئام.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إنّ الرحم معلقة بالعرش ، وليس الواصل بالمكافىء ، ولكن الواصل من الذي إذا انقطعت رحمه وصلها ».
وقال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه : ( أوصاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أصل رحمي وإن أدبَرَت ).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : « صلوا أرحامكم وإن قطعوكم ».
ومما
جاء في فضل صلة الأرحام في الحديث الشريف أنها خير أخلاق أهل الدنيا
والآخرة ، وأنها أعجل الخير ثواباً ، وأنها أحبّ الخطى التي تقرب العبد إلى
الله زلفى ، وتزيد في ايمانه.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « ألا أدلكم على خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة ؟ من عفا عمن ظلمه ، ووصل من قطعه ، وأعطى من حرمه ».
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « أعجل الخير ثواباً صلة الرحم ، وأسرع الشر عقاباً البغي ».
وقال الإمام علي بن الحسين عليه السلام : « ما من خطوة أحبّ إلى الله عزَّ وجلَّ من خطوتين : خطوة يسدّ بها المؤمن صفّاً في سبيل الله ، وخطوة إلى ذي رحم قاطع ».
وقال الإمام موسى الكاظم عليه السلام : « صلة الارحام وحسن الخلق زيادة في الايمان ».
ولقد رتّب الإمام علي بن الحسين عليه السلام حقوق الأرحام تبعاً لدرجات القرب النسبي ، فيجب صلة الأقرب فالأقرب ، فقال : « وحقوق
رحمك كثيرة متصلة بقدر اتصال الرحم في القرابة ، فأوجبها عليك حقّ أُمك ،
ثم حقّ أبيك ، ثم حقّ ولدك ، ثم حقّ أخيك ، ثم الأقرب فالأقرب ، والأول فالأول ».
وتتجلى مظاهر الصلة بالاحترام والتقدير والزيارات المستمرة وتفقد أوضاعهم
الروحية والمادية ، وتوفير مستلزمات العيش الكريم لهم ، وكفّ الأذى عنهم.
ولقد دعا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إلى تفقّد أحوال الأرحام المادية وإشباعها ، فقال : « ألا
لا يعدلنَّ أحدكم عن القرابة يرى بها الخصاصة أن يسدّها بالذي لا يزيده إن
أمسكه ، ولا ينقصه إن أهلكه ، ومن يقبض يده عن عشيرته ، فإنّما تقبض منه
عنهم يد واحدة ، وتقبض منهم عنه أيدٍ كثيرة ، ومن تلن حاشيته يستدم من قومه
المودة ».
وأدنى الصلة هي الصلة بالسلام ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « صلوا أرحامكم ولو بالسلام ».
وأدنى الصلة المادية هي الاسقاء ، قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : «صل رحمك ولو بشربة ماء ... ».
ومن مصاديق صلة الأرحام كفّ الأذى عنهم ، قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام : « عظّموا كباركم ، وصلوا أرحامكم ، وليس تصلونهم بشيء أفضل من كفّ الأذى عنهم ».
المصدر : كتاب آداب الاُسرة في الإسلام