مقدم البرنامج : سالم جاري
د.سالم جاري: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين. اسعد الله اوقاتكم مشاهدينا الكرام بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ونبارك لكم اولا قرب حلول شهر رمضان المبارك جعلنا الله تعالى واياكم من عتقائه من النار باذن الله تبارك وتعالى، ثم نحييكم اطيب تحية ونلتقيكم في هذه الحلقة من برنامج: مطارحات في العقيدة، عنوان هذه الحلقة: المحاور الاساسية لاطروحة المهدوية، في هذه الحلقة ستتعرفون مشاهدينا الكرام على اهم المحاور التي تبحث ويتم التطرق اليها ويتم عرضها وتفصيلها في المسألة المهدوية في الاطروحة المهدوية وايضا ستتعرفون على اهمية طرح هذا الموضوع اساسا وهذه المحاور المشار اليها. تحية لكم مشاهدينا الكرام من جديد كما نحيي باسمكم ضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحبا بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: اهلا ومرحبا بكم دكتور.
د.سالم جاري: حياكم الله. سماحة السيد كما اعلنا في بداية البرنامج من ان هذا عنوان وموضوع حلقة اليوم يتعلق باهم المحاور الاساسية لاطروحة المهدوية ومن هنا يأتي السؤال ما هي المحاور الاساسية لاطروحة المهدوية التي سيتم عرضها في هذه الحلقة والحلقات القادمة.
سماحة السيد كمال الحيدري: اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين، اللهم صل على محمد وآل محمد. في المقدمة بودي ان اشير الى ان المشاهد لابد انه قد التفت ولكنه لتأكيد هذه الحقيقة بودي ان انبه عليها وهي ان هذا البحث وهذه الابحاث عموما لا هذا البحث الذي نعرض له ان شاء الله في هذه الحلقة والحلقات القادمة باذن الله تعالى له صبغة علمية ومقصودي من الصبغة العلمية انه ليس ناظرا الى احد او جهة او جماعة ونحو ذلك فاذا وجد بعض الاخوة وبعض من له الشأن في مثل هذه المسائل او اولئك الذين يعرضون لمثل هذه الابحاث في الفضائيات او على المنابر انهم وجدوا ان هناك تقاطعا في بعض مفاصل هذا البحث مع ما يقولونه فلا يتبادر الى ذهن احد اننا بصدد الرد على فلان او على جهة او على مؤسسة او على فضائية وانما هي مجموعة ابحاث كما عرضنا في ابحاث الإمامة وكما عرضنا في ابحاث التوحيد وكما عرضنا في ابحاث المعاد رؤية قرآنية في المطارحات لعله وصلت الى مئة حلقة رؤيتنا التي نعتقدها في هذه الاطروحة الالهية وهذه الهندسة الالهية لهذا العالم كذلك بودي ان شاء الله تعالى من خلال هذه الحلقة والحلقات القادمة التي لعلها ستطول لعلها تصل الى مئة حلقة او مئة وخمسين او مئتين حلقة حتى فيما يتعلق بهذه الاطروحة التي اعبر عنها انها هي الثمرة الحركة الرسالية الالهية يعني ان الرسالات الالهية جميعا انما جاءت لتحقيق هذه الثمرة وهذه النتيجة وهذا الهدف الذي جعله الله سبحانه وتعالى من انزال الرسالات ومن بعثة الانبياء والمرسلين جميعا، لذا انا اعتقد بانه هذه الاطروحة وهي اطروحة المهدوية تعد من اهم اركان الشرائع الالهيةوالرسالات الالهية جميعا يعني كلها تتلخص في هذا المحور الاساسي هي زبدتها هي خلاصتها هي ثمرتها التي من اجلها نزلت تلك الشرائع وبعث اولئك الانبياء والمرسلون واتصور ان شاء الله تعالى من خلال الابحاث ستتضح هذه الحقيقة بشكل واضح وبشكل جلي للمشاهد الكريم، اما سؤالك اخي العزيز دكتور سالم انه ما هي المحاور الاساسية، طبعا هذه المحاور هي بمنزلة الابواب الكلية وبمنزلة العناوين الكلية ولعله بعد ذلك سيتضح انه تحت كل عنوان من هذه العناوين توجد هناك عدة ابحاث وتوجد هناك عدة مفاصل وعدة فصول لابد ان نقف عليها تفصيلا ولذا من هنا بودي ان اؤكد للمشاهد الكريم انه اذا اراد ان يتابع هذه الابحاث فليتابعها بنحو متسلسل بالنحو الذي نعرض لها في هذه الحلقات لانه عهد مني المشاهد الكريم ان ابحاثي عادة ليست ابحاث على نحو المنبر انه بحث مستقل وينقطع وانما هي منظومة فكرية احاول انه اجمع كل النقاط وكل الخطوط الاسياسية وكل الاطار العام للفكرة الواحدة التي جاءت من خلال الآيات والروايات وكذلك ما تعين عليه الادلة العقلية مضافا الى شواهد اخرى ان شاء الله تعالى سنقف عليها، على هذا الاساس اذا تسمح لي دكتور انه سوف ندخل في هذه المحاور محورا محورا ونحاول ان نعطي توضيح قليل واجمالي عن المحور حتى يتضح للمشاهد الكريم اننا ماذا نريد ان نفعل وما هو التسلسل الذي يحكم هذه المحاور الذي هو تسلسل منطقي يؤدي كل محور الى المحور اللاحق وكل محور لاحق يتوقف على المحور السابق عليه، المحور الاول، المحور الاول واقعا هذا امر لابد ان يطرح وهو انه من قال بأنه نهاية العالم هو اليوم الذي يسعد فيه العالم ويقام فيه العدل الالهي هذا من اين ثبت؟ اساس اطروحة المهدوية دكتور قائمة على هذه النقطة وهي ان نهاية هذا العالم انما يكون بسيادة العدل والسعادة والرفاه والامن وبتعبير النصوص يملؤها قسطا وعدلا، ما هو الدليل على هذه الحقيقة هل يوجد دليل يمكن الاعتماد عليه بنحو قطعي وجزمي ويقيني او لا؟ واذا كان يوجد دكتور دليل هذا الدليل هل هي اطروحة اسلامية فقط او انها اطروحة جميع الشرائع السماوية او انها اطروحة انسانية لا علاقة لها بالاديان وهذا واقعا نقطة اساسية لانه نحن نعتقد وذكرنا مرارا في هذه الابحاث هو انه اساسا كل ما يقوله الاسلام ينبع من فطرة الانسان فاذا كانت الحقيقة نابعة من فطرة الانسان بطبيعة الحال ان هذه الفطرة قد تصل الى تلك الحقيقة وان لم تكن مهتدية بهدي السماء وهذا ما سنحاول ان شاء الله تعالى ان نقف عليه بنحو الاجمال ان اطروحة المهدوية ان اطروحة المهدي (عليه افضل الصلاة والسلام) بالمعنى العام لهذه الاطروحة لا بالمعنى الذي تقوله مدرسة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) هذه اطروحة انسانية يعني ما من مذهب انساني وما من نحلة انسانية الا وتعتقد ان نهاية هذا العالم لابد ان يسود فيه العدل، طبعا نحن عندما نأتي على مستوى البحث القرآني نجد ان الصورة واضحة جدا لا تحتمل اي شبهة، فقط انا اشير اجمالا اذا تسمحون الى بعض الآيات التي اعرضت لهذه الحقيقة، انظروا الى هذه الآيات التي عرضت الى هذه الحقيقة الاساسية في القرآن الكريم قال تعالى في سورة الانبياء { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ } الآن ان شاء الله تعالى عندما نقف في المحور الاول على هذه الآية سيتضح، الزبور واضح كتاب داوود (عليه افضل الصلاة والسلام) وانما من بعد الذكر ما هو المراد من الذكر في الآية المباركة { أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ } اذن هذه الارض في نهاية المطاف تكون بيد من؟ تكون بيد الصالحين وهذه رؤية عامة بغض النظر انه يوجد مهدي كما تقول به المدرسة الاسلامية او كما تقول به المدرسة الإمامية او اعم من ذلك اصلا لعله منقذ حتى الذي لا يعتقد بالله سبحانه وتعالى لعله يعتقد ايضا بهذه النظرية، يعني الفلسفة الماركسية ايضا في نهاية المطاف تعتقد بانه الارض سيسودها العدالة والمساواة ولذا في ذيل هذه الآية الإمام الباقر (عليه افضل الصلاة والسلام) يقول هم آل محمد يبعث الله مهديهم بعد جهدهم فيعزهم ويذل عدوهم. هذا طبعا من مصاديق ذلك لمن يعتقد بمدرسة اهل البيت، الآية الثانية واردة في سورة القصص قال تعالى { وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ } وهذه ايضا صريحة الآية المباركة انه يأتي زمان وهذه الارادة هي الارادة التكوينية وبحثها ان شاء الله تعالى سيأتي مفصلا في المحور الاول ولذا يقول الإمام امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة والسلام) ويعقب بهذه الآية يقول هذا الكلام يقول: لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها وتلا عقيب ذلك { وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ }. الآية الثالثة وهي الواردة في سورة النور الآية (55) قال { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } والآية اتصور واضحة الدلالة على المقصود، ومن الآيات الاخرى التي تشير ايضا الى هذه الحقيقة بشكل واضح وصريح هذه الآية المباركة قال { هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } اذن تجدون انه في المحور الاول لا اقل على مستوى البحث القرآني نحن توجد عندنا عدة ايات نشير الى هذه الحقيقة التي لابد ان نقف عندها بنحو تفصيلي ان شاء الله تعالى في المحور الاول. اما المحور الثاني، المحور الثاني انه يأتي هذا التساؤل وهو انه طبعا انا دكتور انما طرحت هذا البحث باعتبار انه جاءت عدة اتصالات من هنا وهناك وتلفونات وفاكسات وغيرها تقول سيدنا مادام دخلتم في هذا البحث فليكن البحث بحثا تفصيليا لماذا دخلتم في البحث من وسطه انه ما هي شروط الظهور هذه مرتبطة باواسط البحث ليست باوائل البحث، المحور الثاني انه متى يتحقق ذلك ان العدل الالهي الذي وعد الله سبحانه وتعالى البشرية به هل يتحقق في سنة معينة في يوم معيّن في قرن معيّن في زمان معيّن في مكان معيّن ام انه لا يمكن توقيته بوقت معيّن اي منهما؟ وهنا يأتي بحث شروط الظهور وعلامات الظهور وانه متى يتحقق هذا الوعد الالهي وهذه النبوءة القرآنية التي اثبتت هذه الحقيقة وهنا لابد ان ندخل دكتور في ابحاث اساسا ما هي الشروط الاساسية، ما هي العلامات الحتمية، ما هي العلامات غير الحتمية، ما هو الفرق بين الشروط وبين العلامات ثم هل نستطيع ان نتنبأ ولو بشكل عام بزمان الظهور وعصر الظهور وايام الظهور او ان التنبؤ بذلك غير ممكن وعشرات الابحاث التي تدخل تحت هذا المحور الثاني وهو متى سيتحقق الظهور. المحور الثالث وهو انه هذه النبوءة القرآنية التي تقول ذلك هل هناك بيانات تبين لنا الخطوط العامة لهذه الاطروحة او لا توجد؟ يعني هل تركت الى العقل الانساني والى الخبرة الانسانية والى التجربة الانسانية او ان الاسلام وان الاطروحة الالهية السماوية وهي القرآن بينت خصوصيات هذه الاطروحة، بينت الاطار التي سوف تولد فيها هذه الاطروحة بعبارة اخرى هل هي اطروحة ربانية او اطروحة بشرية وهذه قضية اساسية وهذا هو مفترق الطريق بين الشرائع السماوية والاطروحات الارضية والبشرية لانه بعد ذلك سيتضح ان هذه الاطروحة لا فقط تعتقد بها الشرائع السماوية وانما الاطروحات الارضية والاعتقادات والمذاهب الارضية بل والاديان ان صح التعبير الارضية ايضا تعتقد بهذه الاطروحة فهل هي في نهاية المطاف اطروحة الهية ام انها اطروحة ارضية، طبعا في هذا المحور لابد ان يأتي هذا السؤال انه من يحقق هذه الاطروحة؟ يعني من القائد في هذه الاطروحة، من المدخر من المهيأ من الذي يستطيع ان يحقق مثل هذه الاطروحة وهذه النبوءة واذا ثبت ان هناك شخص يحقق هذه الاطروحة ما هي خصوصياته، ونحو ذلك من الابحاث التي كلها تكون في هذا المحور الثالث. المحور الرابع، انتم تجدون دكتور كيف ان هذه المحاور محور يؤدي الى المحور اللاحق يعني ما لم ننته من المحور السابق لا يمكن البحث في المحور اللاحق، المحور الرابع الذي هو باب ايضا مستقل هو ان اذا ثبت ان هذه الاطروحة اطروحة الهية، طبعا سوف نثبت في كل مرحلة سنثبت انها اولا لابد ان تتحقق، ثانيا ما هي شرائط تحققها، ثالثا ان هناك شخص سوف يحققها، وهنا يأتي هذا التساؤل اذا ثبت ان هناك شخص يحققها هل ان ذلك الشخص حي ام انه يولد بعد ذلك وهذا هو مفترق الطريق والمفصل الذي يفصل مدرسة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) عن باقي المدارس الاسلامية تجدون ان كل محور يفرق يميز يعني المحور الاول يميز بين الطائفتين المحور الثاني يضيق الدائرة شيئا فشيئا وهذا هو المحور الرابع ومن هنا لابد ان يأتي بحث اساس هو انه اذا كان حيا متى ولد، من هم آباءه، وما هي خصوصياته، ما هي صفاته، ثم الاسئلة الاخرى الكثيرة التي ترد في هذا المحور، العلة في غيبته، اساسا كيف يمكن ان يبقى لهذه المدة الطويلة و.. الى عشرات الاسئلة. اذن انتهينا في المحور الرابع الى انه هذا القائد في هذه الاطروحة اذا كان حيا فمن هو، وممن ولد، وكيف يبقى هذه المدة الطويلة، وما هو الدليل على انه حي، عشرات المسائل تعرفون وهذه من الابحاث الاساسية في هذه الاطروحة الالهية. المحور الخامس، اذا ثبت انه حي والى الآن عاش حدود (1250 عام) او (1150 او 1170) عاش، هنا يأتي هذا التساؤل وهو اتصور من الاسئلة الاساسية والمحورية في فهم هذه الاطروحة الالهية، هنا بودي ان المشاهد الكريم يفتح لي قوس هنا تتجلى قضية من مات ولم يعرف إمام زمانه، ليس المراد من معرفة إمام الزمان ان يعرف انه طوله (180 سم ووزنه 50 كليو او 70 كيلو) وولد في الساعة الكذئية نعم هذه المعرفة جيدة ولكنه هذه ليست هي المعرفة التي طلبت منا، المعرفة التي طلبت منا ان نعرف انه واحدة من اهم محاور المعرفة للإمام في نظرية مدرسة اهل البيت ما هي المسؤوليات الملقاة على عاتقه في زمن الغيبة، هل له مسؤولية او ليست له مسؤولية، وماذا يعمل، اذا لا توجد مسؤولية فما هي فائدة وجوده اساسا، لماذا اقتضت الحكمة الالهية ان يبقى هذه المدة حيا بلا اي مسؤولية وبلا اي دور يقوم به وهذه اتصور من المحاور الاساسية في هذه الاطروحة التي لابد ان نقف عندها جيدا ونتعرف على مسؤوليات الإمامة بشكل عام يعني الإمامة العامة ثم نعرّج على الإمامة الخاصة وإمامة الإمام الثاني عشر من ائمة اهل البيت والوقوف على مسؤولياته في هذه الفترة المديدة التي امتدت الآن اكثر من 11 قرن ولعلها تمتد الى خمسة قرون ولعلها الى عشرة قرون لا يعلم احد، كذب الوقاتون، لا يمكن لاحد ان يتنبأ بالظهور ولعله بعد عشرين عام لا يستطيع احد ان يقول قرب او بعد، ثم في هذا المحور تأتي عشرات الابحاث والفصول والامور والتساؤلات والاستفهامات والاشكالات وهو من تلك هل يلتقي بالناس او لا يلتقي بالناس في هذا العصر هنا يأتي هذا المحور، وسيتضح بعد ذلك انه توجد اتجاهات ثلاثة في مدرسة اهل البيت بعض يقول يلتقي بعض يقول لا يلتقي اصلا بعضهم على تفصيل والنظريات والاتجاهات متعددة وبحثه ان شاء الله سيأتي لاحقا، ثم اذا ثبت ان له مسؤوليات هل يتدخل في شؤون الناس وادارة امورهم او لا يتدخل؟ هذه قضية اساسية، نتوقع منه التدخل او لا نتوقع، هل له مسؤولية او ليست له مسؤولية، يعني عندما يجد بانه الاتجاه العام في مدرسة اهل البيت او الاتجاه العام في المسلمين بدأ ينحرف عن الذي يريده الله ويريده الاسلام هل يتدخل او لا يتدخل، يعني امر، مسؤولة، له مسؤولية او ليست له مسؤولية؟ واقعا اساسا هذا السؤال جيد وهو انه اساسا قادرا على التدخل او غير قادر على التدخل، هذا على المستوى العام، على المستوى الشخصي يأتي ايضا هذا السؤال وهو انه متزوج او غير متزوج في عصر الغيبة؟ هل له زوجة، هل له اولاد ثم اذا كان له ذلك هل يعرفونه، لا يعرفونه، اين يأويهم، اين يسكن معهم، ما هو مكانه، وهو هكذا وهكذا وهكذا هذه كلها تكون في هذا المحور وتجدون بانه عشرات الاسئلة واذا كان يغيب فهل يغيب عنهم بالعنوان كما يقول البعض او يغيب عنهم بالشخص كما يقول آخرون يعني انه نرى شخصه ولكن لا نعرفه من هو يعني الإمام الحجة لعله في بعض الروايات تقول انه عندما يظهر كثير من الناس الذي كانوا معاصرين لزمان ظهوره يقولون رأيناه فلان مكان، ولكن كانوا يعرفونه او لا يعرفونه؟ لا يعرفونه، يعني غياب العنوان ليس غياب الشخص، او قد يكون الشخص غائبا، يراهم ولا يرونه، اساسا لا يرونه ليس انه يرونه ولا يعرفونه، وهذه كلها ابحاث لابد ان تأتي في هذا الموضوع التي هي عشرات الابحاث التي لابد ان نقف عندها. المحور الآخر وهو ايضا من المحاور طبعا كل هذه المحاور المشاهد الكريم يلتفت انه كلها تدخل في صلب وعمق هذه النظرية وهذه الاطروحة.
د.سالم جاري: احسنتم، وتحتاج الى اجوبة واقعية فعلية.
سماحة السيد كمال الحيدري: واقعا تحتاج الى استدلالات علمية قرآنية ما يكفي ان نسطح هذا البحث ونعرضه بشكل تسطيحي والا اطمئنوا ان كثير طبعا يوجد هناك بعض مغرض لا يريد ان يؤمن ومعاند { وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ } وهذه طبقة موجودة في كل مجتمع ولكنه في الاعم الاغلب اذا وجد ان هناك كلام منطقي قائم على اسس صحيح { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } اطمئنوا كثير من الناس سوف يعتقدون بهذه الاطروحة، نحن مع الاسف الشديد وصل بنا الحال انه من خلال بعض الكلمات او بعض الاطروحات او بعض البيانات او بعض التفسيرات حتى من يؤمن من اتباع مدرسة اهل البيت بإمامته بانه حي يرزق بدأ يشكك في وجوده الإمام (سلام الله عليه)، لماذا؟ باعتبار انه طرحت هناك مجموعة من التساؤلات استفهامات استفسارات تشكيكات ولكنه لا توجد اجوبة علمية صحيحة، بدأ لانه الانسان عندما يأته السؤال يريد الجواب وهذا ليس فقط في مسألة اطروحة المهدي حتى في التوحيد، انت اذا لم تطرح القضية طرحا منطقيا يقع فيها الشك والارتياب ونحو ذلك، اذن في هذا المحور السادس يطرح بحث جديد وهو انه اساسا ما هي فلسفة الغيبة، اساسا ما هي ضرورة الغيبة، اذا كانت القضية قد تتأخر لمئات السنين وقد تأخرت الى يومنا (1150) وقد تتأخر لمئة سنة او مئتين او الف او خمسة آلاف ولا يعلم الا الله، ما هي ضرورة الغيبة، ما هي فلسفة الغيبة، اساسا طبعا في هذا المحور، اساسا الغيبة هي حاجة للانسان او حاجة لذلك القائد الرباني، قد يقول قائل انها حاجة له كما في بعض الكلمات انه يريد ان يمر بتجارب حتى يستفيد منها ويحكم العالم باعتبار انه المسؤولية ضخمة جدا فلابد ان يمر بهذه التجارب كما انه يحاول البعض يغير ذلك ان الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) ما بعث رسولا الا بعد ان بلغ الاربعين من عمره، فلماذا لم يبعث وهو في العشرين من عمره، لماذا لم يبعث وهو في العاشرة من عمره، لماذا لم يبعث وهو صغير كما في عيسى بن مريم، لماذا، هنا تأتي الكلمات والشواهد والتأييدات انه الغيبة وهذا طول العمر ليس فقط فائدته لتكامل البشرية بل لتكامل ايضا الإمام (عليه افضل الصلاة والسلام) وهنا لابد ان نجيب على هذا التساؤل واقعا ان الإمام اي إمام كان سواء كان الإمام الثاني عشر من ائمة اهل البيت او باقي الائمة (عليهم افضل الصلاة والسلام) هل يحتاجون الى ان يمروا بهذه التجربة التأريخية الطويلة لكي يكونوا قادرين على ادارة العالم او انهم لا يحتاجون؟
د.سالم جاري: لا يحتاجون.
سماحة السيد كمال الحيدري: اعتقادنا لا يحتاجون ولكن هذا اين اساسه القرآني، هذا اين اساسه الروائي، هذا اين اساسه العقلي، لابد ان يطرح بشكل علمي ودقيق لانه اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) بينوا لنا هذه الحقيقة بشكل واضح وجلي قالوا كل ما تحتاجون اليه من ابحاث ومن معارف الله سبحانه وتعالى اين اوجدها اين عبأها؟ في القرآن { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ } وهذا من اهم المحاور المعرفية القرآنية والدينية هي اطروحة المهدي (عليه افضل الصلاة والسلام) او الاطروحة المهدوية بشكل عام، اذن هذا هو المحور السادس. المحور السابع وهو انه ثبت افترض على سبيل المثال انه الإمام موجود والآن حي يرزق وعنده مسؤوليات ولكن يأتي هذا السؤال وهو ما هي المسؤوليات الملقاة على عاتق الانسانية حتى المعتقد الآن اما بحياته او غير المعتقد بحياته له مسؤولية او ليست له مسؤولية؟ يعني كما انه توجد في عهدة الإمام مسؤولية هل توجد في عهدتنا مسؤوليات القيت على عواتقنا تجاه الإمام او تجاه الاطروحة بشكل عام او انه لا توجد اي مسؤولية، لابد ان لا نقدم رجلا ولا نؤخر حتى يظهر الإمام، واقعا الامر كذلك او ان ظهور الإمام هنا بودي المشاهد الكريم يلتفت جيدا، او ان ظهور الإمام واحدا من اهم الشروط والعناصر الاساسية لتحقق ظهوره الخارجي متوقف على ان نقوم بمسؤوليتنا وما لم نقم بمسؤوليتنا يتحقق الظهور او لا يتحقق؟ لا يتحقق ولو استمر ليس الف سنة بعد خمسة آلاف سنة بعد خمسين الف سنة، انا استطيع ان اقرب هذه الحقيقة الى ذهن المشاهد من خلال مثال، لو ان الله سبحانه كما هي سنّة الله سبحانه وتعالى { فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا } الانسان اذا اراد ان يرزق اولاد، ما هو الطريق لذلك ما هي السنّة.
د.سالم جاري: ان يتزوج.
سماحة السيد كمال الحيدري: ان يتزوج واذا توفرت الشرائط وارتفعت الموانع وكان هو سليما وكانت هي الزوجة معافاة الله سبحانه وتعالى بعد فترة يرزقهم اولاد، الآن لو فرضنا ان شخصا جاء وجلس في اشرف بقعة في الارض جلس تحت قبة الإمام الحسين، جلس بين الركن والمقام ودعا الله اربعين عاما ان يرزق ولدا ولكن لا يريد ان يتزوج يرزق او لا يرزق؟
د.سالم جاري: الا بالمعجزات.
سماحة السيد كمال الحيدري: وهذه ليست سنّة الله لان المعجز هي خارقة للسنّة ولا تأتي الا لضرورة كما حدث بالنسبة لآدم، كما حدث بالنسبة لعيسى { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } نعم ممكن الله سبحانه وتعالى يرزقه من غير زواج هذا ممكن ولكنه هذه هي الحكمة الالهية وفق النظام الالهي والنظام الاحسن الالهي والسنّة الالهية هذه هي السنّة او لا؟
د.سالم جاري: ابدا.
سماحة السيد كمال الحيدري: اذا عرفنا ان لنا دورا، التفتوا جيدا وهذا ان شاء الله تعالى سيتضح ان شاء الله في المحور الثاني عندما نتحدث في شروط الظهور عند ذلك سيتضح ان للبشرية دور في تحقق الظهور وما لم تقم البشرية بهذا الدور وبمسؤولياتها وتهيئ الارضية للظهور يمكن ان يظهر او لا يمكن؟
د.سالم جاري: لا يظهر، { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }.
سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم جزاكم الله خيرا دكتور، اذا كان الامر كذلك اذن تأخر الظهور وتقدم الظهور بيد من؟
د.سالم جاري: بيد الناس.
سماحة السيد كمال الحيدري: بيد الناس والا ما لم تتهيأ الارضية لظهور الإمام (عليه افضل الصلاة والسلام) يظهر الإمام او لا يظهر؟
د.سالم جاري: لا يظهر.
سماحة السيد كمال الحيدري: لا يظهر الإمام، اذن على هذا الاساس لابد ان يلتفت بشكل دقيق بانه ما هي مسؤولياتنا في زمن غيبة الإمام.
د.سالم جاري: يعني مما يؤكد كلامكم سماحة السيد انه لو ظهر وحال الناس هذه لكانت اسباب غيبته موجودة نفسها فلماذا يظهر اذن.
سماحة السيد كمال الحيدري: ليس فقط هذا، لفعلوا به كما فعلوا بآبائهم، احد عشر إماما ظهروا او لم يظهروا، وعاشوا بين الناس او لم يعيشوا، ودعوا الناس الى الحق او لم يدعوا، ودعوا الناس الى العدل او لم يدعوا، ماذا فعلوا بهم؟
د.سالم جاري: قتلوهم وشردوهم.
سماحة السيد كمال الحيدري: قتلوهم وشردوهم وذبحوهم، انت انظر ماذا فعلوا بالإمام امير المؤمنين وماذا فعلوا بالإمام الحسن وماذا فعلوا بالإمام الحسين (سلام الله عليه) وماذا فعلوا بالإمام السجاد وماذا فعلوا بالإمام الباقر والصادق وماذا فعلوا بالإمام الكاظم وماذا فعلوا فعلوا فعلوا، اذن التجربة أمامنا تأريخيا قرنين ونصف في مئتين وخمسين سنة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) كانوا غائبين عن الناس او كانوا بين الناس؟
د.سالم جاري: كانوا موجودين.
سماحة السيد كمال الحيدري: ولكن لانه الارضية كانت غير مهيأة استطاعوا ان يحققوا الاطروحة الالهية او لم يستطيعوا؟
د.سالم جاري: ما استطاعوا.
سماحة السيد كمال الحيدري: اذن تبين ان اهل البيت وان السنّة الالهية وان الحكمة الالهية اقتضت ان تتحقق الاطروحة من خلال الناس يعني ان يكون للناس دور اساس في تحقق هذه الاطروحة وما لم يقم الناس بدورهم تتحقق هذه الاطروحة او لا تتحقق؟
د.سالم جاري: لا تتحقق.
سماحة السيد كمال الحيدري: كما لعله قرأنا هذه الآية المباركة فيما سبق في ابحاث سابقة وهي في سورة الحديد قال { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ } التفتوا جيدا، مقتضى الآية المباركة، انزلنا رسلنا انزلنا معهم حتى ماذا يفعل هؤلاء؟ ليقيموا القسط، يعني الفاعل من يكون؟ الرسل، لان الآية تقول ارسلناهم واعطيناهم الشريعة حتى ماذا يفعلوا؟ حتى يقيموا العدل في الناس مع ان الآية لم تقل ليقيموا القسط بل قالت { لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } يعني من الفاعل الرسل ام الناس؟
د.سالم جاري: الناس.
سماحة السيد كمال الحيدري: يعني الذي يحقق العدل هو الناس وهذا معناه انه لابد ان تتهيأ الارضية العالمية لقبول دعوة الاطروحة المهدوية والا ما لم تتحقق هذه الاطروحة ما لم تتحقق هذه الارضية العالمية الانسانية، لا يقول لنا قائل سيدنا الحمد لله رب العالمين الآن اتباع مدرسة اهل البيت في العراق مهيأون اتباع مدرسة اهل البيت في ايران في هند في باكستان الجواب على فرض القبول وان كان فيه كلام، على فرض القبول الارضية ليست فقط تكون في اتباعه وانما في المسلمين جميعا بل في الناس { لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ } يعني البشرية تكون متعطشة لهذه الحركة للمنقذ ولتطبيق هذه الاطروحة ولذا الآية المباركة قالت { لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } اذن المسؤولية الاصلية ملقاة على عاتق الناس، وبعبارة اخرى واحدة من اضلاع تحقق الظهور في اليوم الموعود هم الناس.
د.سالم جاري: بل هي القاعدة الاولى.
سماحة السيد كمال الحيدري: هي القاعدة الاولى، هي العنصر الاساسي، من هنا واقعا لابد ان نبحث بحثا مفصلا وواقعا وافيا انه ماذا نفعل حتى نقرب الظهور، وماذا ينبغي ان نجتنب حتى نؤخر حركة الظهور او عصر الظهور، هذا بيد من؟ الله سبحانه وتعالى ترك هذا الامر بيد من، هذه سنن الهية كما تفضلتم { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } اذا اردتم ان الله يغيركم الى العدل الى الاحسان الى الرفاه الى الامن الى السعادة الى القرب من الله سبحانه وتعالى هذا يتوقف على ماذا؟ يتوقف عليكم انتم هذا هو المحور الاساسي.
د.سالم جاري: اذن بقي لديكم محوران تفضلوا بذكرهما حتى نطرح عليكم بعض الاسئلة التي وردت الينا.
سماحة السيد كمال الحيدري: المحور الثامن وهو من المحاور الاساسية انا اتصور وهو انه في زمن الغيبة الى من يؤول الامر هل ان اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) فكروا بحال مواليهم وشيعتهم في زمن الغيبة ام تركوهم هكذا خصوصا وقد طالت الغيبة مئات السنين ولعلها تمتد اكثر، والفتن كقطع الليل المظلم، طيب هذه الفتن الآن واقعا تأكل فينا، هل ان اهل البيت هندسوا لعصر الغيبة او لم يهندسوا؟ هنا لابد ان نقف جيدا عند بحث دور العلماء في زمن الغيبة، البعض يتصور ان دور العلماء يختصر في كتابة رسالة عملية وادارة شؤون الحوزة، نعم هذه من الضروريات في مدرسة اهل البيت ومن اركان مدرسة اهل البيت في عصر الغيبة، ولكن السؤال هل ينحصر دور العلماء في عصر الغيبة بهذا القدر او ان هناك مسؤوليات اخرى ملقاة على عاتق العلماء والمراجع والفقهاء والمتخصصين في المعارف الدينية لابد ان يقوموا به في زمن الغيبة، هنا بودي ان شاء الله تعالى في هذا المحور الثامن سأقف عند هذه النقطة وهي المسؤوليات الملقاة على العلماء على المتصدين للشأن الديني اعم من ان يكونوا فقهاء ان يكونوا متكلمين ان يكونوا مفسرين ان يكونوا خطباء ان يكونوا مبلغين ان يكونوا وكلاء لهم ادوار لابد ان توجد هناك منظومة متكاملة حتى يهيئوا الناس لتحقيق الظهور والا اذا لم نقم بدورنا فبدل ما نعجل في الظهور سوف اذا تكاسلنا عن دورنا الاساسي سوف نؤخر ظهور الإمام (عليه افضل الصلاة والسلام) وهذه قضية مركزية اساسية لابد ان تقع في ضمن اطروحة المهدوية في زمن الغيبة، المحور التاسع الذي لابد ان نقف عنده بشكل جيد وهو انه في الآونة الاخيرة ايضا على مستوى المنابر وكذلك على مستوى الكتب والنشريات والمؤسسات هناك كثير من الكتابات والكلمات تحاول ان تقف على تفاصيل حكومة الإمام بعد الظهور وكتبت كتب مفصلة في هذه الابواب وهنا في هذا المحور التاسع اريد ان اشير الى هذه النقطة طبعا في محله ان شاء الله وهو انه هل يمكن لاحد ان يقف على تفاصيل ما بعد الظهور حكومة الإمام الحجة (عليه افضل الصلاة والسلام) ما بعد الظهور او ان هذا غير ممكن.
د.سالم جاري: وهل توجد ادلة على ذلك.
سماحة السيد كمال الحيدري: وهل توجد ادلة او لا توجد وانتم تعلمون انه كتبت كثير من الكتب تحاول ان تعطي تفاصيل انه في التربية هكذا يفعل في السياسة هكذا يفعل في العلاقات الدولية هكذا يفعل في الناس هكذا يفعل في اهل الذمة هكذا يفعل ولغة الدولة الرسمية ما هو اساسا كيف يقيم العدل الى آخره، هل يمكن ذلك او لا يمكن وهذا هو المحور التاسع واتصور بانه بحث اساسي حتى نتخلص من هذه الفوضى الموجودة في مثل هذه الكتابات. المحور العاشر وهو من المحاور ايضا الاساسية التي تهم الكثيرين ان لم اقل تهم الجميع وهي مسألة الرجعة دكتور، وهي انه اساسا الرجعة متى تتحقق؟ عند ظهور الإمام (عليه افضل الصلاة والسلام) فهنا لابد ان نقف هل ان الرجعة مختصة بالائمة (عليهم افضل الصلاة والسلام) او ان الرجعة تتحقق لغير الائمة ايضا واساس هذه النظرية اساسا ممكنة هذه او ممتنعة هذه، معقولة، غير معقولة، واذا كانت معقولة فما هي الشرائط الذين يرجعون ومن الذين لا يرجعون هذه كلها تدخل ان شاء الله تحت المحور العاشر من ابحاثنا ان شاء الله في الاطروحة المهدوية.
د.سالم جاري: احسنتم، نستميحكم عذرا سماحة السيد لان الوقت تقريبا في حدود سبع دقائق بقي لدينا وبعض الاخوة اتصلوا ولكن هناك خلل فني في ايصال الصوت الى الاستوديو فالاخوة جزاهم الله تعالى خيرا كتبوا الاسئلة منهم مباشرة ونقلوها الينا فاول الاسئلة من الاخ قاسم صالح من العراق، يقول نرجوا من سماحة السيد ان يبين لنا كيف هي رعاية الإمام المهدي (عج) لشيعته في زمن الغيبة؟
سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب بانه انا اتصور من خلال المحاور التي طرحتها سوف يتضح هذا يقع بحثه ان شاء الله في المحور الثامن عندما نتعرض لمن يؤول اليهم الامر في زمن الغيبة من العلماء وما هي وظائفهم ومسؤولياتهم تجاه هذه القاعدة العريضة لاتباع مدرسة اهل البيت.
د.سالم جاري: ان شاء الله. بالنسبة للاخ ابو احمد من ايران يقول هل ان غيبة الإمام المهدي (عليه السلام) هي مرحلة لابد منها لوصول الانسانية الى كمالها؟
سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب نعم بنحو الفتوى اقول وتفصيله ان شاء الله سيأتي عندما نقف سيتبين بانه هذه الغيبة التي بدأت بالغيبة الصغرى ثم انتهت الى الغيبة الكبرى هي من اهم المراحل الاساسية والمفصلية في تكامل الانسانية لقبول اطروحة المهدوية في آخر الزمان.
د.سالم جاري: ان شاء الله. الاخ عبد الرضا من الكويت يقول اذا كان زمن ظهور الإمام المهدي محددا في علم الله فما هي فائدة ادعيتنا لتعجيل ظهوره.
سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب بانه اساسا كل شيء محدد في علم الله ولكن بشرطها وشروطها يعني الله سبحانه وتعالى يقول انا انما احدد في الفين ومئة ظهور الإمام اذا كانت هناك دعوات المؤمنين اذا لم تكن دعوات المؤمنين فيقول الفين ومئتين، وبعبارة اخرى ان علم الله وهذا ان شاء الله سؤال جيد ومهم سيأتي في محله ونطرحه ان شاء الله في شروط الظهور وهو ان علم الله سبحانه وتعالى في مثل هذه الامور علم تابع لحركة الناس لا ان حركة الناس تابعة لعلم الله، فما علمه الله هو الذي سوف يتحقق ولكن بشرطها وبشروطها، يعني اضرب مثال هو انه اساسا الله يعلم اني ساؤمن او اكفر او لا يعلم؟
د.سالم جاري: يعلم قطعا.
سماحة السيد كمال الحيدري: طيب اذا كان يعلم اذن ما معنى انه خيرني بين الايمان والكفر؟ الجواب هو انه يعلم مني باختياري فاختياري هو الذي حقق العلم الالهي كذلك علمه بتحديد الوقت انما يتوقف على الشروط التي يحققها الانسان لتحقق ذلك الظهور.
د.سالم جاري: احسنتم، كطلب الرزق في الدعاء.
سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم، وكذلك طول العمر وكذلك الصحة وكذلك كل شيء.
د.سالم جاري: احسنتم، اذن علم الله غير هذا، لا يتعارض.
سماحة السيد كمال الحيدري: ابدا لا يتعارض، بل ينسجم تمام الانسجام مع العلم الالهي.
د.سالم جاري: احسنتم، بالنسبة للاخت ام محمد من البحرين تقول هل يمكن لسماحة السيد ان يبين لنا كيفية عرض الاعمال على الإمام المهدي مرتين في كل اسبوع.
سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب هو انه اساسا هذا ان شاء الله تعالى سيتضح في المحور الخامس وهي المسؤوليات الملقاة على عاتق الإمام في زمن الغيبة واحدة من المسؤوليات الملقاة على عاتق الإمامة هي الوقوف على اعمال الناس بشهادة الاعمال يوم القيامة.
د.سالم جاري: { وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ }، احسنتم. ابو علي هولندا، القول ان من اسباب غيبة الإمام المهدي هو عدم وجود بيعة احد يعني كانه يقصد لكي لا يكون في عنق الإمام بيعة لاحد هذا قصده وكذلك خوفه من طواغيت الزمان هل هذا القول صحيح ومعقول.
سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب ان شاء الله تعالى انا لماذا عرضت دكتور هذه المحاور انا اتصور بعد المشاهد الكريم اتضح له كاملا انه اساسا، هذا سيبحث ان شاء الله تعالى في المحور السادس، ما هي فلسفة الغيبة، واحدة من الامور التي ذكرت النصوص هو ان لا تكون في عنقه بيعة ان لا يستطيع الطواغيت ان يأخذوا منه البيعة وهذا بحثه ان شاء الله تعالى وهو صحيح ولكن ليست هي هذه كل فلسفة الغيبة.
د.سالم جاري: احسنتم، يعني في حدود دقيقتين ونصف سماحة السيد يعني هناك ايضا حديث اشرنا اليه في مقدمة البحث ولو بايجاز، يعني اهمية هذا البحث.
سماحة السيد كمال الحيدري: اهمية البحث انا يكفيني ان اقول جملة واحدة كما تفضل اخي الدكتور، وهو انه اهمية البحث هو ان الانسان بنص النبي الاكرم وائمة اهل البيت من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية. هل يريد احد منا ان يموت ميتة جاهلية؟
د.سالم جاري: ابدا.
سماحة السيد كمال الحيدري: ما هو الطريق لان لا يموت ميتة جاهلية؟ هو ان يتعرف على الاطروحة المهدوية بتفاصيلها، يعني من لم يعرف، ولذا عندنا في النصوص والآن ما عندنا وقت انه اشرحها ورد في بانه اساسا من لم يؤمن بالمهدي ورد من الرسول الاعظم وهي من روايات المدرستين: من لم يؤمن بالمهدي فقد كفر، لماذا؟ لانه اساسا هي حصيلة ثمرة الرسالة الالهية اصلا، الرسالات الالهية، اذن الا يكفي اهمية في هذا البحث ان الانسان اذا اراد ان يموت ميتة حقة لا ميتة جاهلية يجب عليه ان يتعرف على الاطروحة على إمام زمانه يعني على الاطروحة المهدوية والمراد من ميتة جاهلية يعني كما مات الجاهلي قبل الاسلام بل لعله هذه امر، لانه هذه جاهلية ما بعد الاسلام فهي امر بمراتب من الجاهلية التي قبل الاسلام، الجاهلية التي قبل الاسلام كانت عن قصور لا عن تقصير لا عن عناد ولكن هذه الجاهلية سوف تكون جاهلية في الاعم الاغلب عن تقصير وعن تعمد وعن عناد فلهذا تكون آثارها اشد على الانسان وهذه من اهم الآثار المهمة المترتبة على مسألة الايمان ولذا نحن في مقدمة البحث قلنا المراد من معرفة الإمام ليست معرفة الطول والزمان والمكان وابن من وتاريخ من وانما معرفة حقيقة هذه الاطروحة.
د.سالم جاري: احسنتم كثيرا سيتبين ان شاء الله تعالى كثير من هذه المحاور في الحلقات القادمة.
سماحة السيد كمال الحيدري: ان شاء الله، وهذا ان شاء الله من الاسبوع القادم سنبدأ ان شاء الله في طرح هذه المحاور.
د.سالم جاري: ان شاء الله، اذن في ختام هذه الحلقة اشكركم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري شكرا جزيلا حياكم الله، كما اشكر الاخوة والاخوات والى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه...