مقدم البرنامج : سالم جاري
د.سالم جاري: بسم الله
الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله
الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين. عظم الله اجورنا واجوركم مشاهدينا
الكرام بذكرى شهادة ابي الضيم وابي الاحرار وسيد شباب اهل الجنة ابي عبد
الله الحسين بن علي بن ابي طالب (صلوات الله وسلامه عليه) وعلى آبائه
وابنائه الطيبين الطاهرين. احييكم اعزائي المشاهدين اطيب تحية والتقيكم في
هذه الحلقة من برنامج: مطارحات في العقيدة، عنوان هذه الحلقة: منطق واقعة
الطف. مشاهدينا الكرام ونحن نعيش هذه الايام المحزنة الاليمة ايام شهادة
سيد الاحرار وسيد الشهداء الإمام الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) لابد لنا
ان نقف عند جوانب مهمة تتعلق بالجوهر الحقيقي لحركة الإمام الحسين (صلوات
الله وسلامه عليه) التجديدية الاصلاحية التي بينتها عبارته الصريحة (صلوات
الله وسلامه عليه): ما خرجت بطراً ولا اشراً ولا ظالما انما خرجت طلباً
للاصلاح في امة جدي (صلى الله عليه وآله)، فلابد لنا من الوقوف وقفة تأمل
ووقفة حقيقية لنتعرف على الاهداف الحقيقية وراء شهادة ابي عبد الله (صلوات
الله وسلامه عليه). تحية لكم مشاهدينا الكرام مجددا واحيي باسمكم ضيف
البرنامج سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحبا بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: اهلا ومرحبا بكم.
د.سالم
جاري: حياكم الله. سماحة السيد الملاحظ انه في ثقافة وادبيات اهل البيت
(صلوات الله وسلامه عليهم) هذا التأكيد وهذا التركيز على واقعة الطف وشهادة
ابي عبد الله (صلوات الله وسلامه عليه) مع انه وقعت حوادث كثيرة فلماذا
التركيز في ثقافة اهل البيت (صلوات الله عليهم) وادبياتهم على واقعة الطف
بالذات.
سماحة السيد كمال الحيدري: اعوذ بالله السميع العليم من
الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد وآله
الطيبين الطاهرين. السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين
وعلى اصحاب الحسين. في الواقع بانه هذا التساؤل من التساؤلات الاساسية
التي تطرح عادة ولعله يحاول البعض من خلال هذا التساؤل ان يثير بعض الشبهات
ايضا بازاء هذه الواقعة، وهو انه قضية تاريخية حادثة وقعت في زمان ومكان
معيّن ولها اشخاص وشخوص معينون والتاريخ سيحاكمهم وبعد ذلك سيحاكمون أمام
الله (سبحانه وتعالى) فلماذا هذا التأكيد ولماذا هذا التركيز. طبعا الآن
انا لست بصدد بيان النصوص الروائية الواردة في كتب علماء المسلمين يعني
القضية ليست مختصة بالروايات والبيانات والنصوص الواردة عن طرقنا عن طرق
مدرسة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) وانما عندما نرجع الى مراجع
ومصادر مدرسة الصحابة ايضا نجد ان هناك نصوص لعلها فوق حد التواتر تبين
اهمية هذه الواقعة على سبيل المثال ما يتعلق بأن النبي (صلى الله عليه
وآله) اخبر عن شهادة الإمام الحسين وانه يقتل ضمن شرائط معينة هذا النص او
هذه النصوص او هذا الذكر من النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) لا يختص
بنقله علماء مدرسة اهل البيت وانما هو امر متواتر بين علماء المسلمين جميعا
، وكذلك عندما نأتي الى بعض كلمات الإمام امير المؤمنين (عليه افضل الصلاة
والسلام) نجد انه ايضاً هناك تركيز على شهادة الإمام الحسين وانه (عليه
افضل الصلاة والسلام) يقتل في بهذه الكيفية في مكان معيّن وزمان معيّن
وهكذا عندما نأتي الى الائمة اللاحقين للإمام الحسين (عليه افضل الصلاة
والسلام) يعني ابتداء من الإمام السجاد (عليه افضل الصلاة والسلام) وانتهاء
بالإمام الحادي عشر من ائمة اهل البيت نجد ايضا هناك التركيز على هذه
الواقعة بمختلف الاساليب تارة على مستوى الزيارات تجدون انه ما من مناسبة
اساسية في الاعياد في المناسبات في الامكنة في الازمنة الخاصة الا وهناك
زيارة مخصوصة للإمام الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام) وعندما نحن نتأمل
في مجموع هذه الزيارات نجد هناك مجموعة من المشتركات في هذه الزيارات تريد
ان تشير الى مجموعة من القواعد والاسس لعلنا اذا وفقنا نشير اليها وهي
واقعا دراسة الزيارات التي وردت عن ائمة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة
والسلام) فيما يتعلق بواقعة الطف وبحركة الإمام الحسين، وهكذا عندما ننتهي
الى الإمام الثاني عشر من ائمة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) نجد
ان الشعار الذي يرفعه الإمام (عليه افضل الصلاة والسلام) هو شعار يا لثارات
الحسين، اذن واقعا الانسان يبقى حائرا متعجبا ما هي النقطة ما هي المسائل
ما هي الاستراتيجية التي تضمنتها حركة الإمام الحسين (عليه افضل الصلاة
والسلام) بالنحو الذي أدى بها الى ان تكون محور ثقافة مدرسة اهل البيت
(عليهم افضل الصلاة والسلام)، يعني انت عندما تأتي فيما يتعلق بزيارة
الإمام الحسين بالبكاء على الحسين بذكر مصائب الإمام الحسين ونحو ذلك وما
ذكر من الثواب وما ذكر من الاجر لهذا والى غير ذلك واقعا المجال لا يسع ان
نعد هذه المسائل نجد ان اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) كأنهم جميعا
جعلوا نقطة المحور في دائرة حركتهم هي قضية الإمام الحسين وحركة الإمام
الحسين وواقعة الطف ومصيبة الإمام الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام)، اذن
ماذا يوجد في هذه الحركة وماذا يوجد في هذه الواقعة وما هي الرسالة التي
تريد هذه الواقعة ان توصلها الى البشرية حتى ان اهل البيت (عليهم افضل
الصلاة والسلام) كما قلت لا فقط ائمة اهل البيت الذين جاؤوا بعد الإمام
الحسين ابتداء من الإمام السجاد وبكاء الإمام السجاد وما ذكره الإمام
السجاد في ابيه بل قبل ذلك الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) الإمام علي،
الإمام الحسن، الزهراء البتول (عليها افضل الصلاة والسلام).
د.سالم جاري: بكوا عليه وهو حي.
سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم، اذن ماذا يوجد مع انه لو كانت القضية فقط
قضية شهادة ونحن نعلم ان جملة بل ائمتنا (عليهم افضل الصلاة والسلام) كلهم
استشهدوا في سبيل الله، اذا نتكلم عن المآسي نجد انهم كثير منهم ايضا مروا
بمآسي وظلامات وسجون، الإمام الكاظم (عليه افضل الصلاة والسلام) المآسي
التي مر بها السجون التي كابدها ليست بقليلة ولكن لا نجد ذلك التأكيد، لا
اريد لا سامح الله ان اقول انه في تراث اهل البيت وفي ادبيات وثقافة اهل
البيت لا يوجد اهتمام بتلك الامور، لا، لا، لا يوجد ذلك الاهتمام الذي يوجد
بقضية الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام) بمختلف ابعاد هذه القضية وهذه
الواقعة وهذه النهضة المباركة.
د.سالم جاري: تذكر مصيبة الإمام الحسين مع كل إمام من اهل البيت.
سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم، يعني انتم لا تجدون إلا ما من إمام وإلا
ويعقد مجالس لمصيبة الإمام الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام)، نحن لا يوجد
عندنا في تراثنا في ادبياتنا في ثقافتنا هذا التأكيد على زيارة الحسين
والارتباط بالإمام الحسين بالنسبة الى باقي الائمة (عليهم افضل الصلاة
والسلام) مع اننا نعلم بانه ما لباقي الائمة من الادوار الاساسية في تأسيس
هذه المدرسة، الإمام امير المؤمنين، الإمام الباقر، الإمام الصادق، الإمام
الرضا هؤلاء لهم ادوار اساسية في تثبيت دعائم وركائز هذه المدرسة المباركة
التي بقيت الى يومنا هذا وستبقى ان شاء الله تعالى الى ان تسلّم الراية بيد
الحجة (عليه افضل الصلاة والسلام). في الواقع بانه للاجابة على هذا
التساؤل انا اتصور بانه كما هو واضح دكتور انه في حلقة واحدة نحن لا نستطيع
ان نقف على كل ابعاد القضية واحاديثنا السابقة ايضا المرتبطة بالإمامة
ايضا سوف ينالها شيء من التفتيت اذا اردنا ان ندخل تفصيلا في هذه الابحاث،
ولكنه اقول هذه المحاور اشير اليها لعله ان شاء الله تعالى اهل القلم
المفكرون المثقفون اهل المنبر الذين واقعا يخرجون على الفضائيات ويقومون
بادوارهم لبيان هذه النهضة المباركة يركزوا على هذه المحاور التي سوف اشير
اليها ان شاء الله تعالى. المحور الاول الذي ينبغي ان نقف عند هذه الظاهرة
او عند هذه النهضة المباركة هو ان هذه النهضة المباركة هل ان التخطيط لها
كان تخطيطا من الإمام كان تخطيطا من الانسان كان تخطيطا بشريا او التخطيط
لها تخطيط الهي ؟ بعبارة اخرى من الذي (اذا صح التعبير ويعذرني المشاهد
الكريم) كتب سيناريو هذه الواقعة ، هذه الواقعة واقعا الانسان عندما يقف
عندها يجد انها تشتمل على اطروحة كاملة لوحة كاملة تشتمل على ابعاد كثيرة
سواء في ابعاد الخير والفضيلة او في ابعاد الشر والرذيلة، يعني انت عندما
تأتي الى البعد الاول يعني الجانب الاول تجد القمة في كل ابعاد الاخلاق
والفضيلة والدين والايمان والتسليم والوفاء والايثار والتضحية والعطاء في
سبيل الله ، يعني اي عطاء يمكن ان يقاس بهذا العطاء ان الإمام (سلام الله
عليه) يدخل في هذه الملحمة من الطفل الرضيع الذي لم يتجاوز ستة اشهر الى
حبيب بن مظاهر الذي هو فوق التسعين من عمره ، اذن ملحمة جبارة هذه الملحمة
من كتب فصولها ومن كتب السيناريو فيها؟ الجواب: المحور الاول لابد ان نقف
عند هذه القضية، طبعا في الجانب الآخر كذلك، يعني انت عندما تأتي الى محور
الشر الى محور الرذيلة ايضا تجد ان قيم كل درجات الرذيلة وكل القيم التي هي
قيم الشر ان صح التعبير كلها تجسدت في الجانب الآخر بأبهى صورها، يعني ان
صح التعبير اذا اردنا ان نستعمل كلمة الكمال الشر في الجانب الآخر وصل الى
اوجه الى كماله كما ان الكمال في هذا الطرف وصل الى اوجه والى اعلى درجاته،
اذن المحور الاول لابد ان يبحث انه هذه القضية هل هي بهندسة الهية ام
بهندسة بشرية.
د.سالم جاري: قطعاً الهية.
سماحة السيد كمال
الحيدري: الآن واقعا لا اريد ان ادخل لانه اذا ندخل لابد ان نقرأ النصوص
وهي هناك نصوص صريحة تكلمت عن هذه الحقيقة من باب المثال اشير اليه، من باب
المثال وإلا واقعا كما قلت لا اريد ان ادخل في البحث، مثلا في اصول الكافي
الجزء الاول صفحة (262) تحت باب: ان الائمة (عليهم السلام) يعلمون علم ما
كان وما يكون قال عليه افضل الصلاة والسلام: فقال له حمران جعلت فداك ارأيت
ما كان من امر قيام علي بن ابي طالب والحسن والحسين وخروجهم وقيامهم بدين
الله عز ذكره وما اصيبوا من قتل الطواغيت اياهم والظفر بهم حتى قتلوا
وضربوا (يسأل يقول هذه القضية ما هي؟ والرواية صحيحة السند) فقال الباقر
(عليه السلام) ان الله تبارك وتعالى قد كان قدّر ذلك عليهم وقضاه وامضاه
وحتمه على سبيل الاختيار او على سبيل الاختبار. اذن القضية قضية الهية يعني
هناك مرسوم الهي صادر، فبعد ذلك لعلنا ان نوفق ان نشير الى بعض النقاط
لماذا؟ طبعا الرواية تشير الى انه لم يكن هذا على نحو الجبر، على سبيل
الاختيار او على سبيل الاختبار، الله (سبحانه وتعالى) يريد ان يختبر عباده
لان النشأة نشأة الامتحان نشأة الاختبار نشأة الابتلاء.
د.سالم جاري: وقد وقعت الانبياء كيحيى (صلوات الله عليه وآله) وغيره.
سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنت، جزاكم الله خيرا. هذا المحور الاول، المحور
الثاني ما هي شخصية (ان صح التعبير ان استعمل هذه التعابير يعذرني المشاهد
الكريم ولكن لتقريب الفكرة) المخرج لهذه الملحمة، يعني انتم تعلمون بانه قد
القاص يأتي ويكتب السيناريو ويكتب القصة او المهندس يأتي ويقول الخريطة
ولكن يحتاج الى مخرج ينفذ ذلك السيناريو وتلك الملحمة، ما هي شخصية المخرج
لهذه الملحمة وهو الإمام الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام)، يعني لابد ان
نرجع الى الوراء لنعرف انه من هو الإمام الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام)
وما هي المقدمات وما هي الشرائط وما هي الامكانات التي وفرها النبي الاكرم
(صلى الله عليه وآله) والإمام علي والزهراء البتول وهكذا هذه النصف قرن
الخمسين سنة المضت لانه الإمام (سلام الله عليه) ولادته ثلاثة اربعة من
الهجرة يعني هذه الخمسين سنة المضت هو عاصر كل هذه الاحداث من عمره من
اوائل الهجرة الى ان استشهد في كربلاء، اذن لابد ان نقف على هذا المحور ان
المخرج وان المنفذ لهذه اللوحة ولهذا السيناريو ولهذه الهندسة التي الله
(سبحانه وتعالى) اراد ان يخرجها في كربلاء من هو هذا المنفذ. المحور الثالث
ما هي عناصر (ان صح التعبير ايضا واعتذر مرة ثالثة ورابعة) من هم الممثلون
في هذه القصة، القصة واقعية ليست قصة خيالية يكتبها الانسان وتمثل، هذه
قصة على متن الواقع الخارجي من هم الممثلون، الواقع عندما تقف عند هذه
الحقيقة دكتور الانسان يستغرب يعني لا تجد مفردة من مفردات المجتمع
الانساني الا وتجد نموذجه أين موجود؟ في واقعة الطف، شيء غريب، تسأل عن
الاب يوجد في كربلاء، تسأل عن الام توجد في كربلاء، تسأل عن الزوجة توجد في
كربلاء، تسأل عن الذي تزوج شهر او شهرين وجاء الى كربلاء يوجد في كربلاء،
تسأل عن العروس ولم يمض عليها يوجد في كربلاء، تسأل عن الطفل الرضيع يوجد
في كربلاء، تسأل عن الذي عمره تسعون عام يوجد في كربلاء، تسأل عن الاخ يوجد
في كربلاء، قل لي اي مفردة من مفردات المجتمع الانساني ولا يوجد له نموذج
في كربلاء، حاى الوان البشر الابيض والاسود، القوميات المختلفة، القبائل
المتعددة يا اخي يعني الانسان عندما يقف أمام هذه اللوحة الالهية اذا صح
التعبير، لوحة الله سبحانه وتعالى رسمها بيده هذا تعبيري، انا اعتقد ان هذه
اللوحة ولكن لوحة واقعية ليست لوحة على الورق، هذه اللوحة اين؟ لوحة على
ارض الواقع رسمها الله بيده (سبحانه وتعالى) ولذا نجد انه في النصوص ان
الله (سبحانه وتعالى) ايضا هو صاحب الثأر في هذه الواقعة ولذا انت تسلّم
على الحسين وتقول: السلام عليك يا ثار الله، يعني الإمام الرضا هو ثار الله
ولكنه هناك خصوصية في واقعة الطف، طبعا يكون في علمك انا فقط ذكرت بعض
النماذج من معسكر الخير ومعسكر القيم ومعسكر الحق، انت عندما تأتي الى
المعسكر الآخر يعني معسكر الشر والرذيلة ايضا تجد كل النماذج موجودة في
الطرف الآخر، يعني توجد نماذج انه يقتل الحسين ولكن يبكي على الحسين، يأخذ
قرض البنات ويأخذها من آذانهم ويبكي لانه يقول ان لم أأخذه يأخذه شخص آخر،
يعني الواقعة عجيبة جدا ولكن تحتاج الى تأمل، تحتاج الى تدبر افلا يتدبرون
واقعة الطف (ان صح التعبير)، { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ
عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } هذه قضية ليس مختصة.
د.سالم جاري: القرآن نطق في كربلاء.
سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم، نطق، هذه الوجودات الناطقة القرآن كما يشير
الى هذه الحقائق حقائق الخير والقيم كذلك في الجانب الآخر القرآن نطق بكل
وجود تجسد في كربلاء افلا يتدبرون هذه الواقعة المباركة، المهم انه عندما
تأتي انت الى هذه الواقعة تجد المنفذون لها، المنفذون وكل منهم يعني عندما
تضع يدك على ابي الفضل العباس (سلام الله عليه)، عندما تضع يدك على زينب
(سلام الله عليها)، عندما تضع يدك على ابن الإمام الحسن القاسم (سلام الله
عليه)، عندما تضع تجدهم قمة في ذلك البعد الذي تجسد فيهم، التفتوا يعني
بعبارة اخرى اذا اردت ان اتكلم بلغة واضحة يعني كل واحد منهم هو قدوة في
المجال الذي تجسد فيه لا انه تجسد فيه قيم الخير فقط، لا ابدا، بل هو قدوة،
بعبارة اخرى الإمام الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام) في كربلاء عندما
جمع هذه المجموعة ليمثلوا هذه اللوحة الواقعية وهذا السيناريو الالهي عندما
جمعهم جمع خيرة من يمكن ان يجسدوا ماذا ولذا قال عليه افضل الصلاة
والسلام: لا اعرف اصحابا افضل من اصحابي ولا ابر من اصحابي. التفتوا جيدا
وهذا يكشف لك ان الإمام الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام) لماذا في ليلة
العاشر وليس فقط في ليلة العاشر مذ خرج من المدينة ومذ خرج من تلك البلاد
وهو في كل موقف يشير الى انه مقتول يشير الى انه لم يذهب الى سلطة يشير انه
لا يوجد نصر مادي ، يشير حتى من فيه ذرة لطلب الدنيا يتبعه او ينسحب،
ينسحب، الى آخر موقف ليلة العاشر من محرم قال: اتخذوا هذا الليل جمل،
لماذا؟ ايوجد واقعا قائد يحاول ان يتعامل مع اصحابه ومع من يريدون ان يفدوه
بانفسهم بمهجهم يتعامل بهذه الطريقة؟ الجواب هو لانه يريد الإمام (عليه
افضل الصلاة والسلام) في واقعة كربلاء ان يقدم في كل محور من محاور الخير
وقيم الفضيلة يريد ان يقدم النموذج الاعلى، يريد ان يقدم القدوة، يعني اذا
اراد شخص ان يكون اخا هذه هي الاخوة في كربلاء، اذا اراد ان يكون ابنا هذه،
اذا ارادت ان تكون اختا هذه، يعني بعبارة اخرى حتى الطفل الرضيع له دور
كما تفضلتم حتى الجياد ايضا لها دور في كربلاء، اذن هذا هو المحور الثالث
الذي واقعا لا استطيع ان افيض الكلام فيه لكن بودي ان الذين يعنون بهذه
القضايا قضية الإمام الحسين ان يذهبوا ويتمعنوا في التاريخ يتدبروا التاريخ
في هذه المحاور التي اشير اليها. المحور الرابع او الآخر الذي ينبغي ان
نقف عنده جيدا هو انه ما هي الادوات والاساليب التي استند عليها الإمام
الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام) لتنفيذ هذه الملحمة الالهية، وهذه
الحماسة الالهية، هناك ادوات، يعني قد واحد يستعمل اداة العقل، قد يستعمل
اداة الرؤيا، قد يستعمل اداة الخطابة، هذه ادوات انت تستعمل الآن ادوات
مختلفة لايصال حقيقة معينة الى المخاطب لان الإمام (عليه افضل الصلاة
والسلام) كان يريد بهذه الواقعة بهذه الحركة لا ان يخاطب الجيش بل ان يخاطب
الامة على مر التاريخ بل يخاطب البشرية الى قيام الساعة، ولذا تجدون بان
الإمام (عليه افضل الصلاة والسلام) عندما تكلم معهم تكلم بهذا المنطق قال
ان لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا احرارا في دنياكم، اذن
الإمام (سلام الله عليه) ما يخاطب المسلمين ولا المسيحيين فقط الذين لهم
دين، ان لم يكن لكم دين يعني لا تؤمنون بأي دين كان، اذن التفتوا جيدا
الإمام (عليه افضل الصلاة والسلام) هناك ادوات استعملها في كربلاء، هذه
الادوات اخواني الاعزاء المشاهد الكريم اهل القلم اهل المطالعة اهل الدقة
اهل التدبر فليذهبوا وما هي هذه الادوات ما هي الاساليب التي استعملها
الإمام (سلام الله عليه) لتنفيذ هذا المخطط الالهي في يوم عاشوراء، ما هو
هذا المخطط، في الواقع ان هناك ادوات متعددة واحدة منها المأساة، المأساة
كانت واحدة من الادوات التي استعملها الإمام لايصال الفكرة الى المخاطب،
المأساة في كربلاء (المشاهد الكريم لابد ان يلتفت) لم تكن هدفا ومنها يجاب
على هذا التساؤل لماذا اخذ معه العائلة وهو يعلم انه ذاهب الى حرب وانه
مقتول هناك، لماذا يأخذ العائلة، المهم انه من خلال هذه الابحاث التي اشير
اليها او هذه المحاور كثير من الاسئلة والاثارات والشبهات ايضا تدفع في
المقام، من القضايا او من الاساليب التي استعملها الإمام (سلام الله عليه)
في كربلاء لم يستعمل مع المخاطب، عندما قلت عندما اقول المخاطب يعني ليس
فقط اولئك الذين وإلا الإمام (سلام الله عليه) قال استحوذ عليهم الشيطان
فانساهم ذكر الله، هؤلاء لم يؤثر فيهم خطاب الإمام الحسين اذن هذه الخطابات
هذه الكلمات ما صدر من الإمام الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام) من خروجه
من مدينة ومكة الى يوم ساعة استشهاده واقعا الانسان يلتفت الى هذه
المجموعة من الكلمات يجد ان الإمام (سلام الله عليه) يخاطب الانسانية يخاطب
البشرية لا انه يخاطب مجموعة معينة من الناس وإلا هو كان يعلم واستعمل
بودي ان المشاهد الكريم يلتفت الى هذه النقطة، في الخطاب مع الآخر عندنا
اسلوبين الاسلوب الاول اسلوب العقل ومنطق العقل والمنهج العقلاني، يعني
تتكلم معه بالبرهان والاستدلال { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ
صَادِقِينَ }، الاسلوب الثاني منهج العشق ومنهج الحب ومنهج ايجاد الرابطة
العاطفية، هذا المنهج الذي نحن نجد له نماذج في الرسول الاعظم (صلى الله
عليه وآله) في حركة الرسول الاعظم تجدون انه في الطائف الرسول (صلى الله
عليه وآله) بعد ان تعامل معه اهل طائف بتلك الطريقة جلس تحت شجرة ماذا بدأ
يدعو الله قال: اللهم اهدي قومي فانهم لا يعلمون، انتم اذا ترجعون الى سيرة
الانبياء او سيرة جملة من الانبياء تجد انهم بمجرد لا يسمعون كلامهم ماذا
يفعلون؟ كانوا يدعون عليهم ويقام عليهم عذاب الاستقصاء، هذا تاريخ الانبياء
فليرجعوا اليه، ارجع الى امير المؤمنين تجد عندما ضربه ابن ملجم ماذا يقول
عندما يقدم له قدح من اللبن او من الحليب يقول: اسقيتم الاسير، ثم يوصي
الإمام الحسن ضربة بضربة، اذن هذا ليس منطق العقل هذا منطق العشق منطق
الحب، وكذلك في يوم العاشر من محرم تجد ان الإمام الحسين (عليه افضل الصلاة
والسلام) وجدوه انه يبكي قيل له يابن رسول الله لم تبك؟ قال ابكي على
هؤلاء يدخلون بسببي النار. هذا اي منطق هل هو منطق الانتقام هل هو منطق
العقل اذا كان منطق العقل { فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى
عَلَيْكُمْ } هذا هو منطق القرآن لكنه هذا منطق الحب، وهذا له بحث لانه
واقعا نحن عندما نأتي الى منطق الحب والى منطق العشق والى منطق العقل نجد
بأنه هاتان قائمتان لهما منهجهما وادواتهما واساليبهما والإمام (عليه افضل
الصلاة والسلام) استعمل هذا المنطق وهذا المنهج او هذه الاداة استعملها في
كربلاء. المحور الآخر الذي واقعا لابد ان نقف عنده جيدا في قضية الحسين ما
هي الاجراءات التي اتخذها ائمة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام)
لبقاء هذه الظاهرة وهذه الواقعة وهذه النهضة والحركة قائمة الى يومنا هذا،
الى هنا استطعنا ان نشير الى المحاور، اما الجواب عن هذا التساؤل ولو
اجمالا كما هو واضح لم تبق الا دقائق انا بودي ولو بنحو الاجمال اشير الى
النقطة المحورية النواة الاساسية التي جعلت من هذه الواقعة جعلت اهل البيت
يؤكدون عليها وجعلت ضمير الانسان بمجرد ان يطلع عليها يتفاعل معها، يعني
القضية من طرفين لا فقط ان هناك تركيز من ائمة اهل البيت وإلا النبي الاكرم
(صلى الله عليه وآله) وائمة اهل البيت أكدوا وركزوا على قضايا اخرى ايضا
ولكنه لم تأخذ تلك الابعاد الاساسية في وجدان الامة او في وجدان اتباع
مدرسة اهل البيت، ولكن قضية الحسين اخذت هذا البعد، هناك تفاعل ليس فقط
تفاعل من اتباع مدرسة اهل البيت بل كل من يطلع على حقيقة هذه الواقعة، على
منطق هذه الواقعة على فلسفة هذه الواقعة لا يمكنه الا ان يتفاعل معها وانا
اتصور ان الامثلة على ذلك كثيرة ولعلي اوفق ان اشير الى ذلك، انظروا انتم
هذه القضية في الواقع اذا اردنا ان نلخص الكلام فيها في جمل متعددة القضايا
التاريخية ومن خلالها بين قوسين اجيب على هذا التساؤل انه لماذا ان اتباع
مدرسة اهل البيت وشيعة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) يتعبون
انفسهم في هذه القضية في واقعة وقعت وانتهى دورها وهذا المنطق ليس فقط
ذكروه هنا ايضا ذكروه في مسألة الإمامة وفي مسألة الخلافة وفي مسائل اخرى
ايضا هذا منطقهم، انا اريد ان اجيب على هذا بشكل عام، اخواني الاعزاء ايها
المشاهد الكريم، نحن عندما نأتي الى وقائع التأريخ واحداث التأريخ واقعا
يمكن تقسيمها بنحو من انحاء التقسيم الى قسمين، احداث مرتبطة بزمان ومكان
وشرائط معينة بانتهاء ذلك الزمان والمكان والشرائط كلها ينتهي ذلك الحدث
بانتهاء الزمان والمكان ونحو ذلك، واتصور في الاعم الاغلب انت عندنا تأتي
الى حياتنا الفردية تجد انه كثير من القضايا تقع في زمان معيّن في مكان
معيّن ضمن شرائط معينة وبعد ذلك تنتهي ولا يبقى حتى ذكر لها يعني حتى لا
تستذكرها انت بعد مدة، ولكنه هناك قسم آخر من الاحداث، هذه الاحداث اخواني
الاعزاء ليست احداث وان وقعت في زمان ومكان وشرائط اجتماعية وسياسية معينة
ولكن رسالتها خطابها فوق الزمان والمكان والشرائط التي عاشها، طبعا انا لا
اريد ان اجردها مطلقا عن شرائطها، لا، تبقى القضية الحسينية ضمن شرائط
اجتماعية وضمن شرائط سياسية وضمن انحرافات وقعت في إمامة المسلمين وخلافة
المسلمين بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولكنه نريد ان نرى ان الخطاب
الحسيني ان الحركة الحسينية ان واقعة الطف كانت رسالتها موجهة الى زمان
ومكان وشرائط خاصة ام انها تجاوزت الزمان والمكان ونحو ذلك، الواقع هو هذه
قضية، يعني هذه لابد ان نرجع اليها لندرسها في كلمات الإمام الحسين (عليه
افضل الصلاة والسلام) لا انه نتكلم فيها فقط من باب التحليل التاريخي، انت
عندما ترجع الى كلمات الإمام الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام) انظروا
ماذا يقول: مثلي لا يبايع مثله، اذن القضية مربوطة بالحسين ويزيد يعني بهذا
الشخص وهذا الشخص! ابدا ابدا، مربوطة بكل من يريد ان يكون في موقع الحسين
وكل هو في موقع يزيد، الآن بأي عنوان كان لا يفرّق عنوانه كان حاكماً، كان
خليفة، كان اميرا للمؤمنين، كان متصديا لم يكن، كان معمما لم يكن،كان عالم
دين لم يكن، ايا كان هناك الإمام (سلام الله عليه) يعطي ضابطة يقول مثلي لا
يبايع مثله، ثم انظروا اذ على الاسلام السلام اذ خليت الامة براع (ليس
يزيد، براع ماذا) مثل يزيد، اذن القضية التفتوا جيدا القضية قضية ما مرتبطة
بشخص وهذا هو منطق القرآن، القرآن عندما يتكلم عن الفراعنة لا يتكلم عن
شخص معيّن، يتكلم عن منطق عن منهج معيّن مثل معيّن يشير الى هذه الحقيقة،
ولذا تجدون يقول: الا ترون الى الحق لا يعمل به والى الباطل لا يتناهى عنه،
اذن القضية قضية مبادئ وانتم تعرفون حاول الكثير ان يجعلها قضية مرتبطة
بعشيرتين ببني هاشم وبني امية نعم انا مع اولئك الذين قالوا من الطرف الآخر
كانت كذلك يعني من بني امية كانت احقاد قبلية ولكنه عندما تأتي الى معسكر
الإمام الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام) ليس الامر كذلك على اي الاحوال،
اذن الإمام الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام) صحيح يتكلم في ظروف في زمان
في مكان في شرائط خاصة ولكن خطابه فيه بيان القاعدة العامة فيه بيان الاصل
فيه بيان المنطق والمنهج العام، هذا اولا. ثانيا، التفتوا جيدا، هذه من اهم
خصائص هذه الحركة المباركة، يعني حركة تجاوزت الزمان والمكان والشرائط
والظروف السياسية والاجتماعية وان كانت واقعة في زمان ومكان وشرائط خاصة،
هذه القضية الاولى المركزية، القضية الثانية ان الإمام (عليه افضل الصلاة
والسلام) عندما يتكلم لا يتكلم بمنطق قبلي، لا يتكلم بمنطق مذهبي يقول انا
من شيعة علي بن ابي طالب، لا يتكلم بمنطق ديني بمنطق اسلامي، بل لا يتكلم
بمنطق حتى ديني، صحيح بعض النصوص تقول بانه ماذا: خرجت لطلب الاصلاح في امة
جدي، صحيح هذا هدف من اهدافه، وانما الاشارات الموجودة انظر الى هذا النص
يقول: والحياة مع الظالمين إلا برما. اذن القضية ليست مرتبطة بانه هذا
الظالم كان له دين او لم يكن له دين، كان له مذهب او لم يكن له مذهب، او
انظر الى هذا النص الذي قرأناه قبل ذلك قال: ان لم يكن لكم دين وكنتم لا
تخافون المعاد فكونوا احرارا في دنياكم. الإمام (سلام الله عليه) يدعو الى
مبدأ انساني وهذه هي حركة الحسين، ولذا انت تجد التفتوا جيدا تجد بانه
الذين قرأوا قضية الحسين تجدهم انهم تفاعلوا وان لم يعتقدوا بالاسلام حتى
وان لم يؤمنوا بإمامة الإمام الحسين، حتى وان لم يعتقدوا بالقرآن وبنبوة
النبي الاكرم بل حتى وان لم يعتقدوا بدين، انت عندما تأتي الى مهات مغاندي
وتلك المقولة المعروفة لماذا لم ينقل كلمة عن الإمام الحسن المجتبى مثلا،
لماذا لم ينقل كلمة عن الإمام الرضا مثلا، لانه منطلقه ليس دينيا، لانه
كلمات اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) كثير منها مبنية على تأسيس
قواعد تكوينية تعامل البشر اما الإمام الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام)
وهذا ليس من خلال الخطاب يكون في علمك، يعني ان الإمام الحسين هذه الحقائق
لم يبينها في كربلاء من خلال خطاب على المنبر كما الآن انا جالس هنا واتكلم
واحلل، لا، الإمام الحسين بيّن ذلك من خلال مواقف عملية، من خلال تضحية
وفداء، من خلال انه وقّع كل ذلك بدمه (عليه افضل الصلاة والسلام) هذه قضية
مركزية، اذن الإمام (عليه افضل الصلاة والسلام) في كربلاء يوجد هناك منطق
التفتوا لي جيدا، يعني الآن لو سألني سائل ما هي تلك النقطة المركزية في
هذه الملحمة في هذه الحركة؟ الجواب اقول في جملة واحدة ان الله (سبحانه
وتعالى) في هذه الملحمة اراد ان يبين لنا المنطق والمنهج والسنّة التي اذا
اراد مجتمع ان يعيش بحرية وكرامة لابد ان يطبق هذا المنهج، لا منهج بديل
له، كيف انه انت عندما تأتي الى الرياضيات اثنين زائد اثنين يساوي اربعة
هذا منطق رياضي يرتبط بدين بمذهب ابدا ابدا، واقعة كربلاء ارادت ان تبيّن
المنطق في الحياة الاسلامية، منطق كيف يحيى الحق وكيف يعيش الفرد والمجتمع
بحرية وكرامة اذا اراد ذلك، منطقه يمر من خلال منهج الحسين (عليه السلام)،
انا اتصور في مثل هذه الايام التي انتم تعرفون الآن واقعا انت عندما تنظر
الى هذا المنطق الذي هو الآن يحكم في غزة وتجد ان المئات يقتلون بهذه
الطريقة وتجد في الطرف الآخر سواء كانت اسرائيل او كانت الدول التي تقول
الاسلام نجد هذا المنطق مثلي لا يبايع مثله، هذا منطق مقابل هذا المنطق،
لذا اي انتصار في التاريخ لفرد او لمجتمع او لجماعة سنّة الله في الارض {
فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ
اللَّهِ تَحْوِيلًا } هذه هي السنّة الالهية في المجتمع للانتصار لانتصار
الحق على الباطل ما هو؟ هو حركة الإمام الحسين ولذا انتم تجدون واقعا الذين
الآن يقاومون في غزة واقعا هذا هو منطق الحسين، انت لو تنظر الذين
انتصروا، حزب الله الذي انتصر في لبنان تطبق منطق الحسين، غاندي عندما
انتصر طبق منهج الحسين، جيفارا وغير جيفارا ايضا طبقوا منهج الحسين الآن
ليس مهما انهم يعرفون الحسين او لا يعرفون، يعتقدون به او لا يعتقدون، هذا
ليس مهما، كالمنطق الرياضي، المنطق الرياضي هناك معادلة، المعادلة تؤتي
اكلها سواء انت آمنت او لم تؤمن.
د.سالم جاري: احسنتم، سماحة السيد عذرا فقط نأخذ هذا الاتصال من الاخ حسن من المغرب تفضلوا.
المتصل الاخ حسن من المغرب: السلام عليكم.
سالم جاري/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل
الاخ حسن من المغرب: عظم الله اجورنا سيدنا، سيدنا ومولانا هل اشار القرآن
الكريم الى مظلومية الإمام الحسين (عليه السلام)، انا وقفت على سورة
الاسراء يقول الباري (سبحانه وتعالى) { وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ
جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ
كَانَ مَنْصُورًا } هذا النص مولانا معناه ينسجم تماما مع التعزية التي
علمها الباقر (عليه السلام) لشيعته، يقول الباقر (عليه السلام) ان شيعتنا
ليعزون بعضهم بعضا بهذه التعزية، عظم الله اجورنا بمصابنا بالحسين (عليه
السلام) وجعلنا واياكم من الطالبين بثأره مع وليه المهدي (عليه السلام) من
آل محمد.
د.سالم جاري: (صلوات الله عليه)، شكرا لكم. معنا الاخ نافع من العراق تفضلوا.
المتصل الاخ نافع من العراق: السلام عليكم.
سالم جاري/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الاخ نافع من العراق: سلامي لسماحة السيد حفظه الله ورعاه.
سماحة السيد كمال الحيدري: حياكم الله، وعليكم السلام ورحمة الله، تفضلوا.
المتصل
الاخ نافع من العراق: لدي حقيقة سؤالين ولو وقتكم قليل، سؤالي الاول
تاريخي نوعا ما يعني اسأل السيد اذا كان الإمام الحسين اثناء الطريق عرف
بما جرى على مسلم بن عقيل ومقتله هو وهاني في الكوفة وانقلاب الرأي العام
عليه لماذا مثلا الإمام الحسين لم يأخذ الاحتياطات اللازمة مثلا من الانصار
والعدة او فليرجع مثلا يستشكل البعض انه علم بمصيره وانقلاب الرأي في
السلطة. والسؤال الثاني هل حان الوقت لتصحيح الواقعة واخراجها من الصورة
مثلا لان هذه الامور قد تخرج الواقعة من حقيقتها ومن صفتها التاريخية هل
حان الوقت الى الصيحة الحقيقة مثلا وشكرا جزيلا لكم.
د.سالم جاري: حياكم الله.
سماحة
السيد كمال الحيدري: اذا تسمح لي دكتور ان اكمل الحديث وبعد ذلك لعله
الوقت لا يسع لاكثر من ذلك. اذن انا معتقد بأن قضية الحسين (عليه افضل
الصلاة والسلام) النتيجة التي اريد ان اخذها، ان الإمام (عليه افضل الصلاة
والسلام) اراد ان يبين في كربلاء سنّة الله (سبحانه وتعالى) في المجتمعات
الانسانية، ولذا حاول ان يجمع كل نماذج المجتمع الانساني من خير ومن شر ومن
حق ومن باطل، يعني بعبارة اخرى اي حركة اجتماعية من فرد او مجتمع الا ويجد
مثالها ويجد نموذجها أين موجودة؟ موجودة في كربلاء، وهي سنّة الهية،
مقصودي من السنّة الالهية يعني انها لا تتوقف على انك تؤمن بالإمام الحسين
او لا تؤمن من يريد الانتصار لابد ان يمر بهذه الطريق بهذا المنهج يتبع هذا
المنهج والشاهد على ما اقول انه الإمام علي بن ابي طالب عند قرأه جملة من
المسيحيين من علماء المسيحيين من كتّاب ومفكري جورج ارداب عندما قرأ الإمام
علي بن ابي طالب ما استطاع الا ان يكتب عنه لماذا؟
د.سالم جاري: صوت العدالة.
سماحة
السيد كمال الحيدري: صوت العدالة، طبعا انا افضل ان اسميه منطق العدالة
الانسانية ليس فقط صوت العدالة ليس فقط صوت الإمام امير المؤمنين، وانما
اعطى منطق ولكن ليس العدالة المذهبية او القومية بل العدالة الانسانية،
وهذا هو المنطق وهذه حركة الإمام الحسين في كربلاء، ارادت ان تعطي منطقا
لذا لا نجد بديلا، التفتوا جيدا هذه النتيجة التي اريد ان اقولها واعتذر
للمشاهدين الذين اتصلوا ليس عندي وقت لاجيبهم، لذا نحن لا يوجد عندنا بديل
اذا اردنا ان ينتصر الحق على الباطل في مجتمعاتنا الا ان ننهج نهج ماذا؟
نهج الإمام الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام)، لا يوجد بديل، الله هذه
سنته { فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ
لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا }، ولذا انتم تجدون كل ثوار التاريخ عندما
انتصروا انتصروا بهذا المنطق حتى وان لم يقولوا اننا طبقنا حركة وثقافة
ومنهج ومنطق الإمام الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام)، نعم تبقى هناك
مجموعة من الاسئلة التي اشار اليها الاخوة، طبعا ولو بنحو الاجمال اشير هذه
الآية المباركة لا تشير الى مظلومية الإمام الحسين، رجائي اخواني الاعزاء
لا تتعاملوا مع القرآن بهذه الطريقة، هذه الآية تشير الى قضية عامة من قتل
مظلوما، نعم هذه الآية تشير الى مصداق ومن مصاديقها الإمام الحسين، وفرق
مرارا ذكرت فرق كبير بين التفسير وبين بيان المصاديق وتطبيق الآية
المباركة. اما فيما يتعلق بسؤالي الاخ العزيز من العراق واقعا هذه مرتبطة
بالتفاصيل اذا في يوم انا دخلت في قضية الحسين في تفاصيلها اطمئن مفردة
مفردة من هذه ضمن هذه الرؤية الكلية العامة الاستراتيجية في حركة الإمام
الحسين نستطيع ان نجيب على مفردة مفردة من هذه التساؤلات ومن هذه الاثارات،
يبقى عندنا واقعا انه نحن عندما نأتي الى واقعة الطف لابد ان ندرس شرائطها
الزمانية والمكانية جيدا ولكن ينبغي ان لا نحددها بشرائط الزمان والمكان،
يعني هناك قاعدة تعلمون جيدا دكتور في علم التفسير يقولون ان المورد لا
يخصص.
د.سالم جاري: الوارد.
سماحة السيد كمال الحيدري:
الوارد، يعني اذا كانت هناك قضية في واقعة هذه الواقعة لا تستطيع ان تخصص
مع الاسف الشديد ان علماء التفسير خصصوا هذه القاعدة بالالفاظ ونسوا ان هذه
القاعدة يمكن تطبيقها في الافعال ايضا، يعني ان افعال النبي الاكرم افعال
الإمام امير المؤمنين هي حجة على حد حجية الفاظهم (عليه افضل الصلاة
والسلام)، اذن ايضا نستطيع ان نطبق هذه القاعدة في حركة الإمام الحسين نقول
ان المورد ماذا لا يخصص الوارد، صحيح ان موردها كان يزيد وابن زياد وعمر
بن سعد وفي الطرف الآخر كذا ولكن هي قاعدة عامة.
د.سالم جاري: لكل فرعون موسى.
سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم، وهذا مضمون انتم تجدون واقعا يقال ان كل ارض
كربلاء وكل يوم عاشوراء لماذا كل يوم عاشوراء لانه اساسا لانه هذا منطق
الحياة الانسانية مادمنا في هذه النشأة الحق موجود ويقابله الشر، الشر
موجود ويقاومه الحق، اذا كان هذا ما هو المنطق للانتصار فيه؟ لا يوجد منطق
الا منطق الحسين (عليه افضل الصلاة والسلام) ولعلنا نوفق ان شاء الله تعالى
اذا وفقنا في الاسبوع القادم نقف عند بعض النكات الاخرى او انه ندخل ببحث
اساسي.
د.سالم جاري: يبدو ان لدينا دقيقتين سماحة السيد واتصال، معنا الاخ ثائر من العراق تفضلوا.
المتصل الاخ ثائر من العراق: ...
د.سالم
جاري: انقطع الاتصال، سماحة السيد ايضاً ما يؤكد على ما تفضلتم به ان رسول
الله (صلى الله عليه وآله) اراد ان يزيح الشبهات ابتداء فقال: الحسنان
سيدا شباب اهل الجنة، وإمامان ان قاما او قعدا حتى لا تبقى هناك شبهات ان
الحسين خرج على إمام زمانه او ان الحسن كذا.
سماحة السيد كمال
الحيدري: الإمام (سلام الله عليه) وقد قلت لكم نحن اذا استطعنا ان نقف على
هذه الرؤية المركزية في حركة الإمام الحسين هذه الحركة التي بشّر بها آدم،
من آدم هذه الحركة يبشر بها الانبياء اذا وقفنا على النقطة المركزية نجد
انه الدور الاساس الذي قام به الإمام الحسين، يعني لماذا ان اهل البيت
وضعوا يدهم على حركة الإمام الحسين ولذا تجدون ان اهل البيت (سلام الله
عليهم) بعد ذلك ما كرروا التجربة لماذا؟ لانه وجد النموذج وجد واذا وجد بعد
لا حاجة لتكرار التجربة.
د.سالم جاري: هناك مجالات اخرى.
سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم، وإلا قد يأتي سائل يقول لماذا ان اهل البيت
من بعده ايضا عندما وقعوا في نفس الظروف لم يستشهدوا لم يقتلوا لم يخرجوا
لم يفعلوا كما فعل جدهم، الجواب لان الإمام الحسين بدمه الشريف وبدم اصحابه
واهل بيته اوجد هذا النموذج ومع وجود هذا النموذج واقعا لا حاجة بتعبير
الفلاسفة تحصيل للحاصل، هذا النموذج موجود في المجتمع الانساني، اذن اذا
اردنا فقط لابد من تفعيله في الوعي الانساني وفي العقل الانساني.
د.سالم جاري: كالقرآن الكريم.
سماحة
السيد كمال الحيدري: عندما جاء انتهى بعد لا حاجة الى نبوة اخرى، وهذا
دليل ختم النبوة، وليس ان البشرية تحتاج الى النبي ولكن لا نبوة، لا، لانه
ما يحتاجه البشر موجود في القرآن.
د.سالم جاري: احسنتم كثيرا، شكرا لكم
سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، ولعله في الحلقة القادمة تواصلون
الحديث فيما تفضلتم به، اشكركم مرة اخرى شكرا جزيلا، ايضاً مشاهدينا الكرام
اشكركم شكرا جزيلا وعظم الله اجورنا واجوركم والى اللقاء والسلام عليكم
ورحمة الله تعالى وبركاتــه...