مقدم البرنامج : سالم جاري
سالم جاري: بسم الله
الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله
الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام (مشاهدي
قناة الكوثر الفضائية) ورحمة الله تعالى وبركاته. احييكم اطيب تحية
والتقيكم في هذه الحلقة المتجددة من برنامج: مطارحات في العقيدة، عنوان هذه
الحلقة: الإمامة في الرؤية القرآنية، او من وجهة نظر القرآن الكريم. احبتي
المشاهدين الكرام، الحديث كما ذكرنا لكم في الحلقة السابقة مهم وفي غاية
الاهمية عن الإمامة وهل الإمامة اصل قرآني بل هل الإمامة تختلف عن النبوة
وهذا الحديث لا علاقة له ابتداءً باهل البيت او بأي إمام آخر (صلوات الله
وسلامه عن اهل البيت) انما نريد ان نقرر لكم الإمامة هل هي اصل قرآني، اذن
هنا محاور عديدة ان شاء الله سيتفضل ببحثها وشرحها وبيانها بتفصيل مهم
سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، احيي باسمكم مشاهدينا الكرام ضيف
البرنامج سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.
سماحة السيد كمال الحيدري: اهلاً ومرحباً دكتور.
سالم
جاري: حياكم الله. سماحة السيد الحديث في هذه الحلقة ان شاء الله تعالى عن
الإمامة في الرؤية القرآنية، ولكن قبل الحديث عن هذا الموضوع أود من
جنابكم ان تقدموا للسادة المشاهدين الكرام خلاصة موجزة عن ما تم عرضه في
الحلقة السابقة.
سماحة السيد كمال الحيدري: اعوذ بالله السميع
العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والصلاة
والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. في الواقع انا في الحلقة السابقة
كان بحثي كمقدمة تمهيدية للدخول الى المباحث والمحاور الاساسية للنظرية
القرآنية في الإمامة او بتعبير آخر الإمامة في الرؤية القرآنية، لانه انا
من المعتقدين بان القرآن الكريم اسس للإمامة نظرية خاصة به وهذا ما سنحاول
الوقوف عليه ان شاء الله تعالى من خلال الابحاث اللاحقة، ما انتهينا اليه
في الحلقة السابقة الخصه في مجموعة نقاط، النقطة الاولى هو انه لابد ان
يعلم بانه ليس الخلاف بين الشيعة وبين السنّة، بين المدرسة الشيعية وبين
المدرسة السنية على اختلاف اتجاهاتها، بين مدرسة اهل البيت (عليهم افضل
الصلاة والسلام) وبين مدرسة الخلفاء او مدرسة الصحابة، ليس الخلاف في هذه
النقطة وهو انه هم يأخذون سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويعملون بها
ويشايعونها ونحن نعمل بسنّة علي واهل بيته وائمة اهل البيت، لا ليس الامر
كذلك، وانما الجميع مبتغاه ومقصده وغايته الاساسية هو الوصول الى المعارف
الدينية من خلال ما بيّن في الكتاب والسنّة النبوية المباركة، ولكنه وقع
الاختلاف ما هو الطريق ما هي المرجعية التي من خلالها يمكن الوصول الى
القرآن والى الحديث النبوي، نحن قلنا ان مرجعيتنا في ذلك بنص من القرآن
وبيان النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) هم ائمة اهل البيت (عليهم افضل
الصلاة والسلام) ومن هنا سميت هذه المدرسة بمدرسة اهل البيت، لا لانهم
يعملون بسنّة اهل البيت في مقابل سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بل
مرجعيتهم وطريقهم للوصول الى الكتاب والسنّة الى فهم القرآن الى تفسير
القرآن للوصول الى سنّة النبي (صلى الله عليه وآله) انما يمر من خلال هذا
المنهج والطريق، بخلافه في المنهج الآخر، في الاتجاه الآخر، في المدرسة
الاخرى جعلت الطريق الذي يوصلهم الى فهم القرآن مرجعيتهم في فهم القرآن هم
الصحابة، ولذا نحن نصطلح عليهم بمدرسة الصحابة في مقابل مدرسة اهل البيت
(عليهم افضل الصلاة والسلام)، وهذه نقطة اساسية انا بودي انه يلتفت اليها
المشاهد الكريم ان الخلاف والنزاع الاساسي بين مدرسة اهل البيت وبين مدرسة
الصحابة ليست هي مسألة مرتبطة انه هم يعملون بسنّة رسول الله ونحن نعمل
بسنّة علي واهل بيته، لا ليس الامر كذلك، الجميع يريد القرآن ويريد السنّة
ولكنه ما هو الطريق الموصل الى القرآن والى السنّة هذه النقطة الاولى.
النقطة الثانية التي في الحلقة السابقة لم استطع الاشارة اليها ولكنه احاول
الآن ان اشير الى تلك النقطة وهو انه هناك فارق اساسي بين هذين الطريقين،
يعني الآن انا لا اريد ان ادخل بين المميزات والخصائص الاساسية التي تميز
الطريق الاول عن الطريق الثاني، المنهج الاول عن المنهج الثاني، منهج اتباع
مدرسة اهل البيت عن منهج الصحابة، الفارق الاساس الآن اشير اليه في مسألة
واحدة او في نقطة واحدة وهي اننا نحن انما انتخبنا هذا الطريق لاعتقاد منا
ان القرآن والنبي بيّن عصمة هذا الطريق، اذن نحن طريقنا الى القرآن والسنّة
يمر من طريق معصوم وهو علي واهل بيته (عليهم افضل الصلاة والسلام)، لانه
في اعتقادنا ان القرآن الكريم بشكل صريح اثبت عصمة اهل البيت مضافاً الى
النصوص المتواترة عن النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) التي اثبتت هذه
الحقيقة وهي ان هناك معصوم بعد رسول الله وهم علي واهل بيته، علي مع الحق
والحق مع علي. اذن الطريق الذي انتخبناه وجعلناه مرجعيتنا للوصول الى
الكتاب والسنّة نحن نعتقد بعصمة هذا الطريق، اما هم عندما نرجع اليهم نجد
انهم لا يعتقدون على الاقل من الناحية النظرية، لا يعتقدون بعصمة الطريق
الذي انتخبوه للوصول الى الكتاب والسنّة.
سالم جاري: نعم سماحة السيد حتى لو سلمنا بعدم عصمتهم فاهل البيت ادرى بالذي فيه فهم اولى عقلاً بالرجوع اليهم.
سماحة
السيد كمال الحيدري: قلت لكم، توجد مميزات كثيرة، على الطريق الذي
انتخبناه، على الطريق الذي انتخبته مدرسة الصحابة ولكنه ذكرت فقط الفارق
الاساس وإلا كما تفضلتم يعني حتى لو فرضنا انه ايضاً لم تثبت عصمة ائمة اهل
البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) لا اشكال ولا شبهة ان اهل البيت (عليهم
افضل الصلاة والسلام) ادرى بما فيه، اهل مكة ادرى بشعابها، يعني لو دار
الامر بين ان نأخذ من كانوا قد صاحبوا النبي (صلى الله عليه وآله) لسنة
ولسنتين وكانوا من اجواء خارجة عن اجواء النبي (صلى الله عليه وآله) وبين
من عاصر النبي وعاش معه وكان معه ليلاً ونهاراً الى انفاسه الاخيرة ولا
اتصور ان المنطق العقلائي والمنطق الصحيح يقول لا هذا الطريق يساوي هذا
الطريق، هذا مضافاً الى انه ثبتت نحن عندنا عصمة هذا الطريق في مقابل طريق
آخر، والمميزات اذا اردت ان اعددها والفوارق الاساسية بين هذين الطريقين
كثيرة جداً، نحن حصرنا هذا الطريق في عدد محدود وهو انه واحد او اثنين او
ثلاث او خمسة او احد عشر ولكن هم عندما يأتون يقولون بسنّة الصحابي، يقولون
بعدالة الصحابة وهم بالآلاف، فاذا اردنا ان نوسع الدائرة قد تصل الدرجة
الى مئة الف الى مئة وعشرين الف، ولكنهم اقل ما ذكر من صحابة رسول الله
ذكرت عشرة آلاف، اثنا عشر الف، ثمانية عشر الف، واقعاً كيف يمكن وكيف يعقل
من الناحية المنطقية ان الرسول (صلى الله عليه وآله) يقول بانه اذا اردتم
ان تعرفوا سنتي اذا اردتم ان تعرفوا احاديثي، اذا اردتم ان تعرفوا ترابي
فارجعوا الى اثنا عشر الف انسان، هل هذا منطقي، هذا مضافاً الى الاختلاف
الواسع والشاسع الذي وقع بين الصحابة انفسهم، فكيف يتعقل ان يجعل هذا
الطريق طريقاً للوصول، تكون له المرجعية لفهم القرآن ولفهم السنّة الصحيحة،
اذن النقطة المركزية التي مرة اخرى انا اؤكدها في هذه الحلقة، وبينتها في
الحلقة السابقة ان الخلاف ليس في انه نحن نعمل بسنّة في قبال سنّة رسول
الله، نرجع الى مرجعية غير مرجعية الكتاب والسنّة لا ليس الامر كذلك،
مرجعيتنا الاصلية هي الكتاب والسنّة، هدفنا الاصلي هو فهم معارف الكتاب
والسنّة ولكن ما هو الطريق للوصول الى معارف الكتاب والسنّة، نحن قلنا ائمة
اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) لعصمتهم الثابتة قرآنياً وروائياً
وبياناً من الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) وهم انا في اعتقادي نظرياً
وان لم يلتزموا بعصمة الصحابة ولكن عملياً تعاملوا مع كلمات الصحابة تعامل
العصمة، العدالة المطلقة جعلوها حجة، لذا من يخالف الصحابة عندهم فيه
اشكالات كثيرة ترجع اليهم. على اية الاحوال خلاصة ما انتهينا اليه في
الحلقة السابقة اننا نعتقد ان الطريق الذي يوصلنا الى النبي والى القرآن هم
ائمة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام)، يعني مرجعيتنا لاخذ المعارف
الدينية انما تمر من هذا الطريق وهو طريق خالص لا يوجد فيه سهو، لا يوجد
فيه نسيان، لا يوجد فيه كذب لا يوجد فيه اختلاف لانه طريق معصوم، اما بخلاف
طريق الآخرين حتى لو افترضنا انه منطقياً معقول نحن بينا انه منطقياً ومن
الناحية العقلية ولعله العقلائية غير منطقي ان الرسول (صلى الله عليه وآله)
يرجع الى عدد كبير من الصحابة، مضافاً الى ذلك انه طريق ليس بمعصوم لانهم
لا يقبلون بوجود معصوم بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقولون ان باب
العصمة انتهت بانتهاء حياة الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) اذن الطريق
الذي يعتمدونه طريق غير مأمون من الخطأ، الطريق الذي يعتمدوه مأمون من وقوع
الاختلاف الشديد فيه او غير مأمون؟ غير مأمون، وانت عندما تأتي تجد بانه
واقعاً لا اريد ان ادخل في التفاصيل، لو ترجع انت الى الخلفاء الثلاثة
الاوائل تجد ان هناك اختلافات كبيرة في السيرة والسلوك والسياسة المالية
والادارية ونحوها بين الاول وبين الثاني، وبين خصوصاً الثالث، يعني انتم
عندما تأتون الى هؤلاء الخلفاء الثلاثة تجد ان الاختلافات شديدة فيما بينهم
وهذا ما صرح به الغزالي، الغزالي قال تكفي هذه الاختلافات لنثبت عدم
معصومية اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإلا لو كانوا معصومين لوقع
الاختلاف بينهم او لا يقع؟ لا يعقل ان يقع الاختلاف بينهم.
سالم جاري: يعني اكثر من ذلك سماحة السيد، قد اختلفوا في تلاوة القرآن الذي هو اشهر من السنّة.
سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم. وانا الآن كما قلت لك او اردنا ان نجمع
الشواهد التأريخية ونجمع الشواهد السياسية والقرائن والادلة فيما يتعلق
بالسياسات المالية والاقتصادية والسياسات الادارية ونحوها تجد الاختلافات
ما لا عد لها ولا حصر، وبالسؤال بايهما نأخذ، بايهما اقتديتم اهتديتم يعقل
هذا!، يعني هل يعقل ان النبي (صلى الله عليه وآله) يقول لنا اصحابي كالنجوم
بايهم اقتديتم اهتديتم وهم جميعاً وقع الاختلاف، وهذه نظريتنا، نحن من
البداية قلنا بأن الصحابة فيهم السيء وفيهم الرديء وفيهم الحسن وفيهم
المؤمن وفيهم المنافق بنص القرآن الكريم {أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ
انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}، صريح القرآن الكريم يقول، وهذه شبهة
مصداقية كما يقولون في علم الاصول، ولو فرضنا الف انسان لو علمت خمسة او
عشرة هؤلاء نافقوا اذن لا يمكنك ان تقبل جميعهم لابد من التمحيص، وحتى على
فرض التمحيص وثبوت العدالة، العدالة لا تنفي الاشتباه، العدالة لا تنفي
السهو، العدالة لا تنفي النسيان، العدالة لا تنفي الغفلة، بخلاف العصمة
فانها تنفي الغفلة والنسيان والسهو الاشتباه والاختلاف وهذه هي ميزة طريقة
ائمة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام)، هذا المنهج الذي نحن جعلناه
مرجعية لنا لفهم الكتاب والسنّة.
سالم جاري: احسنتم كثيراً جزاكم
الله تعالى خيراً. اذن سماحة السيد ندخل في صلب الموضوع، لاشك ان لفهم
الإمامة وجهات نظر ولكل رؤيته الخاصة في فهم الإمامة، لنبدأ بالقرآن
الكريم، هل للقرآن الكريم رؤيته الخاصة في الإمامة من حيث الشرائط من حيث
المسؤوليات ام لا، يعني لا نجد هذه الشرائط الخاصة والمسؤوليات.
سماحة
السيد كمال الحيدري: يعني القرآن ترك هذه القضية للعقل الاسلامي او
للمفكرين. في الواقع انا اتصور هذه المسألة دكتور من المسائل الاساسية
والمحورية في الإمامة في الانظرية الاسلامية، بغض النظر يعني اليس الآن
اتكلم فقط على مستوى القرآن لان مرة نبحث بحثاً قرآنيا نقول القرآن ماذا
يقول ومرة نبحث بحثاً حديثياً وروائياً نقول ماذا تقول سنّة رسول الله،
ومرة نبحث بحثا فكريا نقول استنبط علماء المسلمين في هذه المسألة وماذا
قالوا في هذه المسألة، يعني عندما نأتي واقعاً لابد ان ننظر الى هذا التراث
بكامله يعني لا يمكننا انه نجزئه او نقطعه الى نلتفت الى بعضه بتعبير
القرآن {جَعَلُوا الْقُرْآَنَ عِضِينَ} يعني يأخذون ببعض ويتركون بعض. انا
عندما اتكلم في النظرية الاسلامية انا اتصور انه قبل ان اشير الى نظرية
القرآن ورؤية القرآن حول الإمامة وهذه النقطة التي اشرتم اليها في مقدمة
البحث وهو ان حديثنا في هذه الابحاث فعلاً ليست في إمامة اهل البيت (عليهم
السلام) وهذه نقطة مركزية، بودي ان المشاهد الكريم يلتفت اليها بشكل دقيق
ليس الحديث الآن في إمامة ائمة اهل البيت، ليس هذا هو حديثنا، وانما حديثنا
ينصب على هذه النقطة هل ان القرآن الكريم كما انه ذكر واسس لمقام الهي
سماه النبوة سماه الرسالة، {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ
رِسَالَتَهُ}، اذن الرسالة مقام مجعول من قبل الله (سبحانه وتعالى) هذا
مقام الهي، منصب الهي، ولذا بلغ الانسان ما بلغ من العلم والتقوى والزهد
الشجاعة والتأليف والكتابة والخدمة هذا يلازم ان يكون نبياً؟ لا يلازم،
لماذا؟ لان هذا المقام مقام يحتاج الى جعل من الله (سبحانه وتعالى)، اذن
ليس هو مجموعة صفات ومجموعة مقامات، الآن في اوساطنا كتب في كذا نقول انه
وصل الى مقام الفيلسوف، هذا فيلسوف، اذا وصل الى درجة اخرى نقول هذا مجتهد
هذا اعلم، هذا مرجع، الى آخره، هذه مقامات قابلة للكسب يعني انت جنابك
بتحصيلها في الجامعات او في الحوزات تصل هذا المقام، هل ان النبوة والرسالة
ايضاً من المقامات القابلة للكسب الانساني من غير جعل الاله؟
سالم جاري: الله يصطفي من رسله من يشاء.
سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم، جزاكم الله خيراً، اذن هي حقيقة قرآنية قائمة
على اساس جعل وانها منصب من المناصب الالهية لم يعط لاحد الحق فيها.
السؤال المطروح في هذه الحلقات وفي محاور هذه الحلقات وانا بودي ان المشاهد
الكريم مرة اخرى اؤكد له ان السؤال المطروح هل ان الإمامة ايضاً منصب من
المناصب الالهية او انها ليست كذلك، النزاع الاساسي ايها المشاهد الكريم،
اعزائي، النزاع الاساسي بين مدرسة ائمة اهل البيت ومدرسة الصحابة ان مدرسة
اهل البيت اعتقدوا وآمنوا واسسوا على ان الإمامة منصب الهي، منصب يحتاج الى
جعل من الله (سبحانه وتعالى)، ليست القضية انه عالم او ليس بعالم وإلا نحن
يوجد عندنا في ابناء ائمة اهل البيت في اخوانهم كانوا علماء كبار، ولكنه
علماء كبار شيء وانهم بلغوا مقام الإمامة التي هي منصب الهي شيء آخر، لا
يوجد هناك تلازم بين الامرين، نحن نريد واقعاً قبل ان نصل الى ان نعرف ان
اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) هم ائمة او ليسوا بائمة، هم معصومون
او ليسوا بمعصومين، هم منصوص عليهم او ليسوا كذلك، هم موجودون دائماً او
ليسوا كذلك، نريد ان نسأل هذا السؤال المركزي من القرآن الكريم، نريد ان
نستنطق القرآن نفهم القرآن هل ان القرآن جعل الإمامة اعتبر الإمامة منصباً
مجعولاً كمنصب النبوة والرسالة او ليس كذلك، اتصور تعبير بحسب اصطلاحات
الحوزة يعني تحرير محل النزاع، يعني لابد ان نعرف انه نحن نريد أين نتكلم
وانا اتصور واحدة من المغالطات التي مر بها تأريخ البحث الكلامي في مسألة
الإمامة هي هذه، هو انه لم يحرر محل النزاع، يعني نحن نقول بالنص هم قالوا
بالشورى، نحن نقول كذا هم قالوا كذا، عن اي بحث نبحث، عن اي إمام نبحث، ما
هو محل الخلاف بين المدرستين وبين الاتجاهين. السؤال الذي طرحتموه سؤال
اساسي وهو انه اساساً هل القرآن اسس لهذا المعنى او لم يؤسس؟ في الواقع انا
قبل ان اجيب على هذا التساؤل قرآنيا بودي ان اشير الى الاتجاهات التي وجدت
في تأريخ الفكر الاسلامي عموما، صراحة ان كان السؤال في المنهج الكلامي او
كان في المنهج الفقهي او كان في المنهج الفلسفي، او كان في المنهج
العرفاني، الآن بغض النظر عن هذه الاتجاهات والمناهج، اساسا الفكر الاسلامي
يعني علماء المسلمين بمختلف مشاربهم واتجاهاتهم ماذا يعتقدون في مسألة
الإمامة، التفتوا لي جيداً، يمكن ان نقول ان علماء المسلمين بمختلف مشاربهم
واتجاهاتهم اختلفوا على اتجاهين اساسيين في مسألة الإمام، الاتجاه الاول
اعتقد بان الإمامة من المسائل الفرعية الفقهية التي تعد من الدرجة الثانية
او الثالثة ان لم اقل من الدرجة السابعة او العاشرة في الاهمية في الفكر
الديني، يعني اذا عندما نأتي نحن الى الفكر الديني واذا نريد ان نصنف
المعارف الدينية لم يجعلوا الإمامة من الدرجة الاولى من المعارف الدينية،
لم يجعلوا الإمامة من الدرجة الثانية من المعارف الدينية، لم يجعلوا
الإمامة حتى من الدرجة الرابعة والخامسة من المعارف، وانما جعلوها في آخر
سلم اهمية المعارف الدينية يعني اذا اردنا ان نضع سلم من عشر درجات بحث
الإمامة يقع في المرتبة العاشرة، في المرتبة السابعة وهذا ما صرحوا به انه
هذا البحث اساساً لا يستحق ان يبحث عنه بهذا البيان، يعني عندما تأتيهم الى
ابحاث مثل التوحيد مثل البحث في القرآن مثل البحث في النبوة، مثل البحث في
المعاد مثل البحث في الصلاة يقولون هذه من المسائل الاساسية ولكن عندما
انتهوا الى مسألة الإمامة قالوا هذه المسألة لا تستحق ان تذكر، ولكن لانها
طرحت فمن باب انها مطروحة نحن ايضاً نتكلم فيها بعض الامور، وهذا هو
الاتجاه الاول، وهذا ما يصرح به اعلام مدرسة الصحابة، انا اكتفي بكلمتين او
ثلاث في هذا المجال، انقل هذه الكلمات للغزالي والامدي والتفتازاني هؤلاء
كلماتهم واقعاً الانسان عندما يقف امامها يجد بانه بفارق شاسع وكبير جداً،
الغزالي هكذا يقول: اعلم ان النظر في الإمامة ليس من المهمات، الإمامة ليست
من المسائل المهمة، اذا لم تبحث لا توجد مشكلة، لماذا؟ لانهم لم ينظروا
الى الإمامة كجزء اساس في المنظومة الفكرية العقائدية الايمانية، المعرفية
الدينية، اذن اخرجوها من البحث العقلي وادخلوها وجعلوها من الفقهيات، اذن
جعلوها من فروع الدين، وانتم تعلمون ان فروع الدين كما هو ثابت في محله ان
فروع الدين حتى بخبر الواحد ايضاً المسألة الفقهية تثبت او لا تثبت، نعم
المسائل العقائدية والكلامية تحتاج الى حصول اليقين تحتاج الى حصول لا اقل
الاطمئنان العالي على التفصيل المنقول الى محله، قال: والمعرض عن الخوض
فيها اسلم من الخائض فيها، التفتوا، استبق البحث انت عندما تدخل في نزاع مع
مدرسة الصحابة هو يرى ان الإمامة ليست لها اي قيمة وانت تراها ركن من
اركان المنظومة العقائدية والايمانية، ثم تتنازعون فيما بينكم، من غير ان
يحرض محل النزاع ومن غير ان يعرف ان الخلاف على ماذا، وهذا الذي وقع في
الكتب الكلامية والى يومنا هذا نحن نجد الفضائيات وغير الفضائيات المجلات
الكتب تعرض بحث الإمامة ولكن من غير ان يبحث، أي إمامة نبحث عنها، الإمامة
التي هي المعرضة عنها خير من الخائض فيها، او الإمامة التي قالها الله
لابراهيم {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} بعد ان كان نبيا من انبياء
اولو العزم، واقعاً انا اسأل الغزالي اقول اي إمامة تريد، تريد الإمامة
التي اعطيت لابراهيم، يعني ليست من المهمات! ايوجد عاقل يقول هذا الكلام،
اذن تبين انه في ذهنه يوجد إمامة غير الإمامة التي نحن نبحث عنها، والتي
نريد ان نثبتها في الفكر الديني وهذه النقطة المركزية، وهذه مع الاسف
الشديد واقول للمرة العاشرة هذه التي لم تبين، بعد اكثر من هذا، يقول
والمعرض عن الخوض فيها اسلم من الخائض فيها وان اصاب فكيف اذا اخطأ، ولكن،
يا غزالي اذا كانت الإمامة ليست من المهمات، وما تستحق ان تذكر هذه
المسألة، فان فطام القلوب عن المنهج المتعارف المألوف المخالف للمألوف شديد
النفاق، هذا الكلام اقوله في كتابه الاقتصاد في الاعتقاد الاخوة يراجعون.
الآمدي في كتابه: غاية المرام هكذا يقول: واعلم ان الكلام في الإمامة ليست
من اصول الديانات ولا من الامور اللابديات، ليس من اللابديات، اللابديات لا
اصولا ولا فروعا لانه انتم تعلمون البحث عن الصلاة صحيح من الفروع ولكن
اللابديات من الضرورات، يقول الإمامة لا هي من اصول الديانات بل ولا من
اللابديات، بحيث لا يسع المكلف الاعراض عنها والجهل بها، فلو جهل بها على
رأيه لا توجد اي مشكلة، فاذن هو عندما يقول ان شاء الله بعد ذلك سأشير وان
كان قد يطول البحث، ولكن عندما يقول ان الإمامة تنعقد ولو بشخص واحد هو
مقصودة يا أمامة؟ هذه الإمامة التي الجهل بها لا يضر المكلف، ونحن عندما
نقول ان الإمامة اصل من اصول اعتقاداتنا، ركن في المنظومة العقائدية يا اخي
العزيز ايها المشاهد الكريم لا نقصد هذه الإمامة.
سالم جاري: وهذه إمامة عندما تصح الصلاة خلف البر او الفاجر.
سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم ويصرحون بها، وسوف يصرحون بها، اذن التفتوا
جيداً هذا الاتجاه من اليوم الاول بنى على ان الإمامة مرتبطة بالمعارف
الدينية او خارجة المعارف الدينية؟ عندهم خارجة عن دائرة المعارف الدينية.
جيد، قال: بل لعمري إن المعرض عنها أرجى من الواغل فيها، فانها قلما تنفك
عن التعصب والاهواء واثارة الفتن والشحناء والرجم بالغيب في حق الائمة
والسلف بالازراء الى آخر ما يقوله ايضاً في كتابه غاية المرام في علم
الكلام. اما التفتازاني يقول: لا نزاع في ان مباحث الإمامة بعلم الفروع
اليق من علم الاصول يعني هي مسائل عقائدية عملية، اذن القضية قضية بعد
عملي، يعني ادارة الامة ليس شيء آخر، ولذا الحق معهم هذه الإمامة قالوا لا
يشترط فيها العصمة، ونحن ايضاً معهم، ونحن ايضاً معتقدين هكذا، يعني إمامة
المسلمين يشترط فيها العصمة؟ لا، لا تشترط، بأي دليل؟ بدليل الآن نحن في
عصر الغيبة عندنا إمام للمسلمين وعندنا ولي امر المسلمين نشترط فيه العصمة
او لا نشترط؟ لا نشترط، من قال نحن نشترط العصمة في إمامة المسلمين، وهذه
من الاشتباهات ومن المغالطات تصوروا ان مدرسة اهل البيت انما قالوا بالعصمة
لان إمامة المسلمين لا تصلح إلا لمن، للمعصومين، لا، لم نقل ذلك، نحن لم
نقل، هذه الجملة انا بودي المشاهد الكريم يتأمل فيها جيداً، نحن لم نقل ان
إمام المسلمين لابد ان يكون معصوما نحن نقول ان المعصوم اذا كان موجوداً
وظاهراً لابد ان يكون إماماً للمسلمين، فرق، القضية من طرف واحد ليس من
طرفين، نحن نقول عندما كان علي موجودا وظاهراً وثبتت عصمته بعد لا تصل
النوبة الى غيره، ولكن لا نقول بانه اذا الإمام غير موجود او غير ظاهر كما
نعتقده في زمن الغيبة، يعني إمامة المسلمين لا تصح لغير المعصوم حتى يشكل
عليها لماذا رفعتم يدكم عن مبانيكم، ألستم تعتقدون ان إمامة المسلمين لابد
ان تكون معصوم، نحن لم نقل ذلك، هؤلاء عندما يقولون بعلم الفروع اليق
لماذا؟ لانهم هم من الاساس لم يعتقدوا ان الإمامة لها اصل ايماني واصل عقدي
في القرآن، لم يعتبروها جزءاً من المنظومة الايمانية للانسان المسلم،
وانما اعتبروها من المنظومة العملية، من الفقه، اليق بعلم الفروع. بعد،
يقول: لرجوعها الى ان القيام بالإمامة ونصب الإمامة الموصوف الى آخره من
فروضه وهي امور كلية تتعلق لا ينتظم الامر إلا بحصولها، هذا هو مسؤولية
الإمام، تلخصت في جملة واحدة، وهي ادارة شؤون الامة انتهت القضية، مع انه
نحن عندما سنأتي ان شاء الله تعالى سنبين انه مقام الإمامة القرآنية، ارجع
واقول حديثنا ليس عن ائمة اهل البيت حديثنا في المنصب القرآني في البيان
القرآني لمنصب الإمامة، قال لا ينتظم الامر إلا بحصولها فيقصد الشارع
تحصيلا من غيرها ولا خطأ ذلك من الاحكام العملية دون الاعتقادية، اذن انت
عندما تأتي الى هذا الاتجاه يؤكد هذا الاتجاه (الاتجاه الاول) ان الإمامة
ذات بعد عملي وليست ضرورة وليست من المهمات. اما الاتجاه الثاني وهو
الاتجاه الذي نحن نعتقده انه هو الذي يمثل النواة الاساسية في مدرسة اهل
البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام)، يعني هي النقطة المركزية التي تدور
حولها كل المعارف الاخرى، وهي انهم اعتقدوا ان الإمامة تعد ركناً واساساً
من الاركان والاسس العقائدية والايمانية للفرد المسلم لماذا؟ لانهم يعتقدون
ان المنظومة الايمانية ليست فقط هي الايمان بالله وبرسوله وباليوم الآخر،
عندهم ادلة ان شاء الله بعد ذلك سنعرضها، توجد عندهم ادلة قطعية قرآنية ومن
بيانات الرسول الاعظم ان الإمامة ايضاً ارجع واقول الإمامة العامة لا
إمامة اهل البيت، نعم بعد ذلك سنتحدث ان هذه الإمامة العامة لها تطبيق لها
مصداق في الفكر الاسلامي وفي النظرية القرآنية او لا توجد. هذا الاتجاه
يعتقد بهذا المعنى وهو انه عندما يعدد الاركان يقول الركن الاول في
المنظومة الايمانية والتوحيد مع ملحقات التوحيد لان العدل انا لست من الذين
بحسب البحث الفني ان العدل اجعله كركن مستقل لا، العدل هو من متطلبات
التوحيد، وانما ذكر مع الاسف الشديد انا الآن لا اريد ان ادخل تأريخياً هذه
جاءتنا من الخلافات التي وجدت بين الاشاعرة وبين المعتزلة فدخل هذا الاصل
وإلا التوحيد بالمعنى الصحيح بكل الاسماء والصفات والذي يعد العدل ايضاً من
شعبه الاساسية الذي لم يفهمه الآخرون اذن التوحيد كركن اول او الركن
الثاني، النبوة الركن الثالث، الإمامة هو الركن الرابع، المعاد والإيمان
باليوم الآخر، طبعاً كما بينت في ابحاثي في كتبي في محاضراتي بينت هذه
القضية قلت انه اساساً هذه الابعاد الثلاثة يعني الايمان بالتوحيد الصحيح
هو الذي يوصل الانسان الى الايمان بالنبوة، لذا القرآن الكريم عندما يأتي
الى مسألة النبوة يقول اولئك الذين ينكرون النبوة في ذيل الآية يقول {مَا
قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}، يعني هؤلاء لو عرفوا الله حق معرفته
ينتهوا الى ان له سفراء.
سالم جاري: {إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ}.
سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم، جزاكم الله، هذه الآية جاءت هناك {مَا
قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}، نص هذه الآية تبين حقيقة انه اساسا
النبوة هي من متفرعات الفهم الصحيح للتوحيد،كذلك الايمان باليوم الآخر من
متفرعات الايمان بالله {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا
وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} يعني الله (سبحانه وتعالى) يقول
اذا عرفتموني بالحكمة فستثبتون المعاد، نعم اذا افترضتموني موجود عابث
وحاشا لله ان يكون كذلك عند ذلك لا يثبت المعاد،اذن يتبين ان المعاد ايضاً
من متفرعات التوحيد، في عقيدتي الشخصية ان اصل الاصول اولاً وآخراً هو
التوحيد، ويتفرع على التوحيد النبوة، ويتفرع على التوحيد الايمان باليوم
الآخر، ويتفرع على النبوة الايمان بالإمامة، يعني من شؤون بحث النبوة هو
بحث الإمامة ولكنه جميعاً هذه ضمن منظومة عقائدية ومنظومة ايمانية مترابطة
واحدة انكار بعضها يؤدي الى انكار الجميع وهكذا، اذن الاتجاه الثاني وهذا
هو اتجاه اهل البيت، انا فقط اريد هنا بنحو الاجمال وان شاء تعالى في
الحلقات القادمة او لعله في هذه الليلة نصل، بناء على هذين الاتجاهين يعني
الآن الاتجاه الاول والاتجاه الثاني نجد انه اساسا وقع هناك اختلاف شديد في
مسألة الإمامة، فهم الإمامة، شرائط الإمامة، موانع الإمامة، تعيين
الإمامة، دوام الإمامة، يعني بعبارة اخرى عندما ننظر الى هذه الاتجاهين نجد
انه مختلف في النقاط التالية، المحور الاول في تعريف الإمامة وحقيقتها،
هؤلاء بقوا انه في النتيجة الاتجاه الاول يعرّف الإمامة بنحو والإتجاه
الثاني يعرّفها بنحو آخر، المحور الثاني في وظائفها ومسؤوليتها، الاتجاه
الاول اعطاها وظائف محدودة جداً ومسؤوليات محدودة جداً في قبال الاتجاه
الثاني آمن بان لها وظائف ومسؤوليات كبيرة سواء على مستوى التشريع او على
مستوى الاسوة بل حتى على المستوى التكويني والبعد الملكوتي. المحور الثالث
في شرائطها وموانعها، هم اكتفوا بانه يكون كذا بعض الشرائط حتى يمكن إمام
المسلمين ان يكون في شرائط إمام جماعة.
سالم جاري: بل اذا يصل الى الحكم صار إماماً.
سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم صار إماماً وإلا هو يكفي فيه شرائط قاض، انتهت
القضية، إمام جماعة، يكفي به شرائط شاهد يريد ان يشهد على عشرة دراهم في
باب القضاء هذا اكتفوا به، العلم قالوا لابد ان تكون له علم عادي بشؤون
الامة وادارة الامة وعنده مستشارون وانتهت القضية، ولكن عندما نأتي الى
البعد الآخر نجد لا، اساساً اعطوا شرائط كبيرة وواسعة وعميقة ودقيقة لمقام
الإمامة.
سالم جاري: لانه خليفة النبي.
سماحة السيد كمال
الحيدري: احسنتم بل خليفة الله {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}،
على اي الاحوال، المحور الخامس في دوامها وانقطاعها، هم لم يشترطوا ان
الإمامة لابد ان تكون مستمرة، اما بالاتجاه الآخر آمنوا لابد ان تكون
الإمامة موجودة في كل زمان، لولاه لساخت الارض باهلها، من مات ولم يعرف
إمام زمانه مات ميتة جاهلية وهكذا، المحور السادس في آثار الايمان بها وعدم
الإيمان بها، هم قالوا من انكرها وجهل بها يؤثر على ايمانه او لا يؤثر؟
ابداً، بل عندهم الافضل عدم الخوض فيها، اما عندما نأتي الى الاتجاه الثاني
نجد انه لا، يرتب عليها آثار ايمانية، هذه الآثار تظهر في ابعاد فقهية في
بعض الاحيان وتظهر في ابعاد كلامية في مورد آخر، والآن ما اريد ان ادخل في
التفاصيل يعني المشاهد الكريم ان شاء الله تعالى يعذرني، لعله ان شاء الله
من خلال الابحاث نستطيع ان نقف عليها، ما هي الآثار المترتبة فقهياً
وكلامياً في الدنيا والآخرة على الاتجاه الاول وعلى الاتجاه الثاني. اذن من
هنا اتصور الآن استطيع ان اجيب على سؤالكم دكتور الذي طرحتموه في اول
البحث، وهو انه هل للقرآن رؤية ونظرية خاصة في الإمامة، واقعاً هنا يطرح
هذا التساؤل وهو انه لابد ان نرجع الى القرآن لنرى انه يؤسس للاتجاه الاول
او يؤسس للاتجاه الثاني، لابد انه نرجع الى القرآن نسأل القرآن ايها القرآن
انت لأي شيء بأي نظرية تؤسس، تؤسس لاصحاب الاتجاه الاول الذين قالوا انه
ليس من المهمات، الذين قالوا انه بالفروع اليق، الذين قالوا ان الجهل بها
افضل من العلم بها، الذين قالوا بانه الجهل بها لا يضر ايمان الفرد المسلم،
هل اسس لهذه الرؤية في مسألة الإمامة؟ او انه بالعكس اسس للركن الايماني،
وجعلها ركناً ايمانياً واعطاها من القيمة ما لم يعط اي مقام آخر في القرآن
الكريم ولا اقل يكفينا هذا الشاهد، ونتكلم على مستوى ابراهيم، لا يقول لنا
قائل سيدنا كيف انتقلتم من هذه الآية الى إمامة علي بن ابي طالب، نحن الآن
لا نتكلم في إمامة علي بن ابي طالب، نتكلم في إمامة ابراهيم، ابراهيم الذي
هو نبي مرسل بل ومن انبياء اولو العزم، بل من افضل انبياء اولو العزم بعد
الخاتم (صلى الله عليه وآله) يعني اذا اردنا ان نعمل مقايسة في نفس انبياء
اولو العزم الخمسة ايضاً نجد ان ابراهيم يقف في الصف الاول من انبياء اولو
العزم، ولكنهم مع ذلك القرآن في آخر حياته يعطيه هذه المنصب.
سالم
جاري: الذي وصفه بانه امة {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً}. مشاهدينا
الكرام نذكر باننا نستقبل الآن اتصالاتكم ونبدأ مع الآخ ابي عبد من
السعودية تفضلوا.
المتصل الاخ ابو عبد الله من السعودية: السلام عليكم.
سالم جاري/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل
الاخ ابو عبد الله من السعودية: عندي سؤال للشيخ، الإمامة بالمقصود الشيعي
ليس لها ذكر في القرآن الكريم، وقول الله (سبحانه وتعالى) على لسان
ابراهيم في الآية التي ذكرها الشيخ عن إمامة ابراهيم، المقصود بالإمامة
إمامة الهدى والصلاح وليس الإمامة المعروفة عند الشيعة، فما تعليق الشيخ
على ذلك.
سالم جاري: طيب، وصلت الفكرة. معنا الاخ ابو عبد المحسن من السعودية تفضلوا.
المتصل الاخ ابو عبد المحسن من السعودية: السلام عليكم.
سالم جاري/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل الاخ ابو عبد المحسن من السعودية: تحية لسماحة السيد ولسماحتكم.
سالم جاري: حياكم الله.
المتصل
الاخ ابو عبد المحسن من السعودية: سؤال لسماحة السيد (الله يحفظه) هل
الاختلاف في معرفة الإمامة التي وضحها سماحة السيد الاختلاف حدث في ايام
الصحابة او حدث لاحقاً بعدما ظهرت المذاهب.
سالم جاري: وصلت الفكرة، شكراً للاخ ابي عبد المحسن من السعودية. معنا اتصال من العراق، ابو فاطمة، تفضلوا.
المتصل الاخ ابو فاطمة من العراق: السلام عليكم.
سالم جاري/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل
الاخ ابو فاطمة من العراق: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل وسلم وبارك
وترحم على محمد وآله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم سماحة السيد الحيدري
والاخ مقدم البرنامج ورحمة الله وبركاته.
سالم جاري/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل
الاخ ابو فاطمة من العراق: سماحة السيد حفظكم الله تعالى، باعتقادي ان شاء
الله تعالى ان اسم امير المؤمنين (عليه السلام) موجود في اوائل سورة
الشورى، والقول الفصل لسماحتكم، سماحة السيد الجليل حفظكم الله، ارجو
الاجابة.
سالم جاري: السؤال لم يكن واضحاً، يقول هل ان شخص الإمام مذكور؟
المتصل
الاخ ابو فاطمة من العراق: قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم {حم}، فالحاء
هي حبيبي ويقصد الرسول الاعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
سالم
جاري: طيب على اية حال هذا من المتشابه اخي الكريم ابا فاطمة، عذراً، يعني
تعرف هذه الحروف المقطعة التي تبدأ بها السور من المتشابه ولا يمكن القول
بها جزماً وقطعاً في مثل هذه المباحث المهمة، اشكرك شكراً جزيلاً واعتذر
لك. عندنا كثير {الم}، {حم}، {عسق}، هذه تحتاج الى ابحاث خاصة ونحن الآن
لسنا في صدد بيان الروايات فيها. سماحة السيد بالنسبة للاخ ابي عبد الله من
السعودية.
سماحة السيد كمال الحيدري: الحق والانصاف ان الاخ العزيز
الكريم قال بان الإمامة التي قيلت في ابراهيم الخليل ليست هي الإمامة
الشيعية، انا ما ادري لم اتكلم لا في الاسبوع الماضي ولا في هذا الاسبوع
قلت ان الإمامة التي ذكرت لابراهيم هي الإمامة الشيعية، ولم نعيّن شيئاً،
هذا اولاً، ولكنه يكفيني ان اقول له كلمة، اخي العزيز أتتعقل من الناحية
المنطقية والعقلية ان ابراهيم الخليل الذي كان نبياً من انبياء اولو العزم
لم يكن إمام هدى وطاعة بعد حتى يعطى الإمامة وإمامة الهدى والطاعة، يعني
الانسان اذا بلغ مقام النبوة وبلغ مقام الرسالة وبلغ مقام اولو العزمية ليس
هو إمام هدى وإمام طاعة حتى الله (سبحانه وتعالى) في اخريات حياته يقول
{إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} لان الآية المباركة من سورة البقرة
تقول {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ
قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا} يعني في اخريات حياته اعطاه
مقام الإمامة، وكيف لا يكون النبي إمام هدى وإمام صلاح وإمام طاعة وإمام
هداية وإمام قدوة، هذه كلها كانت موجودة بعبارة واضحة وصريحة للاخ الكريم
اقول لو اعطي له مقام الإمامة بعد هذه المقامات يلزم تحصيل الحاصل لانه هو
واجد لهذا المقام، هو عندما صار نبيا هو إمام هدى، وإمام طاعة، وإمام صلاح،
اذن هذا شيء وراء هذه المقامات التي تذكر.
سالم جاري: سبحان الله.
سماحة السيد هذا كما قالوا ان النبي (صلى الله عليه وآله) جمع الناس في
غدير خم، وفي ذلك الحر يقول لهم ان علياً يحبكم وتحبونه.
سماحة
السيد كمال الحيدري: سؤال كيف يعقل انه اذا كانت إمامة هداية يقلبها الى
ذريته، إمامة الهداية مربوطة بابراهيم، الله هم (سبحانه وتعالى) قبل منه،
يعني عندما قال {وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} الله هم اعطاه قال نعم هي لذريتك ولكن
بشرط ان لا يكون ظالماً، اذن هذه ليست إمامة الهداية فقط، إمامة الهداية
اخي كانت حاصلة قبل ذلك.
سالم جاري: احسنتم، وسماحة السيد ايضاً هو قال للناس ولم يقل لقومك.
سماحة
السيد كمال الحيدري: وانا الآن لا اريد ان ادخل في بحث هذه الآية وإلا
بودي اعد المشاهد الكريم اننا سنقف حلقات عند هذه المسألة.
سالم جاري: ان شاء الله، معنا الاخ ابو علي من العراق تفضلوا.
المتصل الاخ ابو علي من العراق: السلام عليكم.
سالم جاري/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
المتصل
الاخ ابو علي من العراق: العفو سيدنا الله يحفظك وان شاء الله يخليك ذخر
للمسلمين ولشيعة اهل البيت (عليهم الصلاة والسلام)، سيدنا سؤال واحد، قول
المعصوم (صلوات الله عليه) من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية،
سؤالي هل تشمل الإمام المعصوم فقط ام لا، تشمل مثلاً حتى مراجعنا قدس الله
انفسهم ان شاء الله. يعني هل المفهوم هذا يشمل فقط الائمة الاثني عشر (سلام
الله عليهم) والإمام المهدي (روحي له الفداء) ام تشمل المراجع.
سالم
جاري: شكراً وصلت الفكرة احسنتم. اذن سماحة السيد السؤال الثاني الاخ ابو
عبد المحسن من السعودية هل الاختلاف في مسألة الإمامة في زمن الصحابة ام
كان متأخراً.
سماحة السيد كمال الحيدري: انا اتصور بانه هذا السؤال
اجبت عنده في الحلقة السابقة بانه باعتبار ان الرسول الاعظم (صلى الله عليه
وآله) كان حياً وبين المسلمين كان هو المرجع في فهم الكتاب وفي فهم معارف
الدين، ولذا لم يقع، نعم بوادر الاختلاف بدأت في زمن النبي الاكرم (صلى
الله عليه وآله)، ولكن هذه البوادر لم تطفو الى السطح لم تظهر للمسلمين
لماذا؟ لانه الاصل كان موجوداً، النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) كان
موجوداً ولذا انا الآن الوقت لا يسع هناك شواهد تأريخية كثيرة تبين ان هذا
النزاع وهذا الاختلاف في المرجعية بدأت في زمن الرسول الاعظم (صلى الله
عليه وآله).
سالم جاري: احسنتم، كانوا يقدمون بين يدي الله ورسوله.
سماحة
السيد كمال الحيدري: وقلت لك الآن لا نريد ان ندخل، وانا فقط ارشد الاخ
الكريم ان يرجع الى كتاب الإمام الحسين للمفكر اللبناني عبد الله العلائلي،
يرجع الى ذلك ليتعرف بان هذه النزاعات بدأت في عهد رسول الله.
سالم جاري: احسنتم، سماحة السيد في دقيقة واحدة تفضلوا بالاجابة عن سؤال الاخ ابو علي.
سماحة
السيد كمال الحيدري: اخي العزيز في جملة واحدة هذه القضية مرتبطة بالائمة
المعصومين (عليهم افضل الصلاة والسلام) ولا علاقة لها بغير المعصوم من
مراجعنا مع كل احترامنا وتقديسنا هم ارجعونا اليهم ولكنه هذه الروايات ان
لم يعرف المراد به الإمام المعصوم على مكان مدرسة اهل البيت (عليهم افضل
الصلاة والسلام).
سالم جاري: احسنتم كثيراً شكراً جزيلاً لكم على
هذا التوضيح وهذه المعلومات وان شاء الله تعالى في الحلقات القادمة يتضح
هذا البحث اكثر. مشاهدينا الكرام اشكركم شكراً جزيلاً واشكر باسمكم سماحة
آية الله السيد كمال الحيدري، والى اللقاء في الحلقات القادمة والسلام
عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه...