نور الأمداد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لنشر علوم خير االأسياد محمد وآلِ بيته الأمجاد عليهم صلوات ربِّ العباد
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هل ان الإمامة اصل قرآني (3)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طالب علم
 
 
طالب علم


هل ان الإمامة اصل قرآني (3) 133579507441
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2695
تاريخ الميلاد : 22/07/1989
تاريخ التسجيل : 29/01/2011
العمر : 35
الموقع : العراق
حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
MMS نور الامداد

هل ان الإمامة اصل قرآني (3) Empty
مُساهمةموضوع: هل ان الإمامة اصل قرآني (3)   هل ان الإمامة اصل قرآني (3) Emptyالإثنين مايو 07, 2012 5:19 am

مقدم البرنامج : سالم جاري

سالم جاري: بسم الله
الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله
الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام (مشاهدي
قناة الكوثر الفضائية) ورحمة الله تعالى وبركاته. احييكم اطيب تحية
والتقيكم في هذه الحلقة من برنامج: مطارحات في العقيدة، عنوان هذه الحلقة
استمرار لما سبق عرضه في الحلقتين السابقتين: الإمامة في الرؤية القرآنية.
مشاهدينا الكرام ايضاً اذكركم باننا نتحدث ان شاء الله تعالى في هذه
الحلقات عن الإمامة من وجهة نظر القرآن الكريم بصورة عامة من غير ان نخصص
من المقصود ومن مصاديق هذه الإمامة، اذن مشاهدينا الكرام كونوا معنا ومحاور
هذه الحلقة من برنامج مطارحات في العقيدة. احييكم مرة اخرى مشاهدينا
الكرام وارحب باسمكم بضيف البرنامج سماحة آية الله السيد كمال الحيدري،
مرحباً بكم سماحة السيد.

سماحة السيد كمال الحيدري: اهلاً ومرحباً دكتور.

سالم
جاري: حياكم الله. سماحة السيد في البدء هل من خلاصة موجزة تتفضلون
بتقديمها للسادة المشاهدين الكرام عما سبق عرضه في الحلقة السابقة.

سماحة
السيد كمال الحيدري: اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم
الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين
الطاهرين. في الواقع انا في المقدمة اقدم اعتذاري للمشاهد الكريم ايضاً
لانه بعض الاحيان نحن نضطر لتكرار بعض الابحاث السابقة حتى تترابط هذه
الابحاث باعتبار انه كما يرى المشاهد الكريم وهو واقف على هذه الامور التي
نذكرها والمعارف التي نشير اليها ان هذه المعارف مرتبطة مع بعضها بعض تشكل
حلقات سلسلة واحدة وايضاً مترتبة بعضها على بعض، يعني الترتب كما يقولون
على اقسام قد يكون هناك ترابط ولكن من غير ترتب ولكنه هنا الابحاث مترابطة
اولاً ومترتبة ثانياً يعني ان البحث اللاحق انما يأتي بعد البحث السابق
والسابق انما يهيئ كمقدمة وتمهيد للوصول الى البحث اللاحق، لذا نحن نحتاج
ونضطر في بعض الاحيان ان نكرر بعض الابحاث حتى تترابط هذه الابحاث ويتضح
الترابط والترتب المنطقي الموجود بينها هذا اولاً. وثانيا انا ايضاً اعتذر
للمشاهد الكريم انه تأتينا جملة في بعض الاحيان جملة من الاسئلة ونحن لا
نستطيع ان نجيب عليها في مثل هذه الحلقة لماذا؟ باعتبار انه بحث ذلك
الموضوع بعد لم نبحثه قرآنياً ننتظر انه ياتي وقته المناسب لبحث تلك القضية
قرآنياً وبعد ذلك ان شاء الله تعالى اذا بقي للمشاهد الكريم اي تساؤل او
اثارة او اشكال نحاول ان نقف للاجابة على ذلك. في البحث السابق نحن انتهينا
الى هذه النقطة وهي اننا ذكرنا ان علماء المسلمين افترقوا الى اتجاهين او
الى وجهتي نظر في فهم الإمامة في الاسلام، اتجاه يعتقد بأن الإمامة اساساً
ليست لا من الضروريات المرتبطة لا من الاصول العقدية ولا من الضروريات
المرتبطة بالامور الفرعية، ابداً، وانما تعتبر من ثواني الابحاث من الامور
الثانوية من الامور الجانبية ولولا العادة كما ذكر الغزالي نتذكر في
الاسبوع الماضي ولولا العادة لكان الاستغناء عن هذا البحث اولى من الدخول
في مثل هذا البحث، في المقابل قلنا توجد رؤية اخرى طبعاً هذه الرؤية رؤية
مدرسة الصحابة، وانا من الآن فصاعداً بودي ان المشاهد الكريم يلتفت عندما
اقول مدرسة الصحابة يعني المدرسة التي هي في مقابل مدرسة الإمام علي واهل
بيته (عليهم افضل الصلاة والسلام) وبتعبير اوضح انها هي المدرسة التي عبّر
عنها القرآن الكريم بمدرسة اهل البيت {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} على ما
نعتقد في ذلك بهذه الآية المباركة او مدرسة العترة كما ورد في حديث الثقلين
والاحاديث المتواترة الاخرى، اذن مدرسة الصحابة هي المدرسة التي اعتقدت ان
الإمامة ليست منصباً الهياً وليست مجعولة من قبل الله وليست بتلك الاهمية
لا على المستوى العقدي ولا على المستوى العملي او الفقهي او الفرعي، في
مقابل ذلك كما اشرنا في الحلقة السابقة قلنا اتجاه مدرسة اهل البيت آمنت
بأن الإمامة اصل من الاصول وركن من الاركان العقائدية والايمانية التي وقف
عندها القرآن الكريم وبينتها النصوص المتواترة عن النبي الاكرم (صلى الله
عليه وآله)، على هذا الاساس نحن سندخل وطبعاً قلنا تترتب على ذلك مجموعة من
الآثار والنتائج المهمة سواء ما يتعلق بشرائطها بموانعها بأنها منصوصة غير
منصوصة دائمة غير دائمة الى آخر الابحاث والتي نحاول ان شاء الله تعالى ان
نتوفر عليها بالابحاث اللاحقة.

سالم جاري: احسنتم، طيب هنا سماحة
السيد قد يسأل المشاهد الكريم يقول: هل من مثال يقدمه لنا سماحة السيد يبين
هذه الآثار وهذه النتائج المترتبة على ما تمت الاشارة اليه.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم. ارجع واقول انا بودي ان المشاهدي الكريم يلتفت
الى المراكز او الانطلاقات التي تنطلق منها مدرسة اهل البيت والانطلاق او
المحور او المركز الذي تنطلق منه مدرسة الصحابة في فهم الإمامة. مدرسة
الصحابة عندما نراجع الى كلماتهم نجد بأن مدرسة الصحابة انطلقت من هذا
المنطلق، آمنت بأن الإمامة ليس لها دور إلا الشأن السياسي والاداري في
الامة، يعني قالت ان الإمامة لم توضع لها ادوار ومسؤوليات إلا هذه الادوار،
إلا ما نجده الآن في مجتمعاتنا التي تقوم على اسس الدولة الحديثة وهو انه
يحتاج الى رئيس دولة ويحتاج الى قائد حتى ينظم شؤون الناس الادارية
الاجتماعية الاقتصادية الحربية ونحو ذلك، انطلقوا ان الإمامة طبعاً من غير
ان يقيموا الدليل على ذلك، وسأبين وهذا واقعاً من اخطر ما نجده في تأريخ
علم الكلام الاسلامي وهو انهم انطلقوا من هذه الرؤية من الواقع الذي كان
تعيشه الخلافة الاسلامية.

سالم جاري: يعني حملوا الاسلام على الواقع.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم، سأبين هذه الحقيقة بشكل واضح ويوجد تصريح من
كبار علماء المسلمين، لم ينطلقوا من الرؤية القرآنية يعني لم يقولوا نحن
نقول هذا لان الآية قالت كذا، قالوا نحن نقول هذا لان الخليفة الاول فعل
كذا، نقول ذلك لان الخليفة الثاني فعل كذا، الانطلاقة كانت انطلاقة من
الواقع الذي ساد بعد ذهاب الرسول (صلى الله عليه وآله)، ولذا نجد انهم
عندما جاؤوا الى هذا الواقع وجدوا ان هذا الواقع ليس له دور للقائد او
للخليفة او للإمام او لامير المؤمنين باصطلاح بين قوسين هذه ليس لها دور
إلا مسألة القيادة السياسية في الامة وادارة شؤونها على مختلف الاصعدة
السياسية والادارية والاقتصادية والحربية ونحو ذلك، وابين الآن في مقابل
هذه الانطلاقة وهذا المركز للبحث عند مدرسة الصحابة ان مدرسة اهل البيت من
أين انطلقت في مدرسة الإمامة وفي فهم الإمامة. الدليل الذي بودي ان اقيمه
على هذا المعنى في الواقع بانه الكلمات التي نرجع اليها، نحن عندما نرجع
الى كلمات الاعلام نجد انه من حيث الشرائط ومن حيث الموانع ومن حيث
المسؤوليات احاول ان اقف على جملة من كلمات الباقلاني والبغدادي وابن حزم
والتفتازاني، قد يتبادر الى ذهن المشاهد الكريم تكفي كلمة واحدة الجواب
كلا، اريد ان اقول بانه هذا هو السياق العام لفكر مدرسة الصحابة.

سالم جاري: تسالموا على هذا الامر.

سماحة
السيد كمال الحيدري: الآن لا اريد ان اقول تسالموا واقعاً لانه لا يوجد
اجماعات في مثل هذا،ولكني اريد ان اقول انه هذا هو السياق العام هذا هو
الاطار العام واحاول ان اذكر مجموعة من كلمات العلماء المختلفين في
الاتجاهات الكلامية والفقهية، يعني لا احاول ان اذكر ثلاث او اربعة اشخاص
من مدرسة كلامية واحدة، او مدرسة فقهية واحدة وانما من مدارس متعددة كلامية
وفقهية حتى يتضح بان هذا هو السياق العام لمدرسة الصحابة. اذا جئنا الى
كلماتهم فيما يتعلق بفهم الإمامة وشرائطها ومحور انطلاقها، انظروا ماذا
يقول هؤلاء في كلماتهم، يعني في شرائطها، مثلاً الباقلاني في التمهيد طبعاً
انا ما اذكر رقم الصفحة وكذا باعتبار انه تعلمون ان الطبعات مختلفة
والمشاهد الكريم فقط يكفيني ان اشير اليه الى المصدر حتى يرجع الى الطبعة
التي موجودة بيده، يقول: يشترط في الإمام، وعندما يقول الإمام ليس هذا إمام
الجماعة ولا مراده إمام الحرب وانما الحاكم السياسي، يعني الخليفة الذي
يحكم باسم القرآن وباسم رسول الله وباسم الله (سبحانه وتعالى). يقول: ان
يكون قرشيا من صميم (1)، (2) وان يكون في العلم بمنزلة من يصلح ان يكون
قاضياً من قضاة المسلمين، اذاً على مستوى العلم يكون له علم متعارف كأي قاض
من قضاة المسلمين انظروا الانطلاقة، وان يكون ذا بصيرة بأمر الحرب، وتدبير
الجيوش والسرايا وسد الثغور وحماية البيضة (بيضة الاسلام) وحفظ الامة
والانتقام من ظالمها والاخذ لمظلومها. انظروا الانطلاقة، اذن الإمامة تتلخص
كل ادوارها شرائطها موانعها أين ؟ بهذه الامور التي ذكرها، هذا يقوله
الباقلاني المتوفى سنة (403 هـ). وقال عبد القاهر البغدادي: اصحابنا ان
الذي يصلح، اذن العبارة يعني ليس نظر شخص معيّن وانما هو اتجاه، قال
اصحابنا ان الذي يصلح للإمامة ينبغي ان يكون فيه اربعة اوصاف، الوصف الاول
العلم، واقل ما يكفيه منه ان يبلغ فيه مبلغ المجتهدين في الحلال والحرام
وفي سائر الاحكام، الثاني العدالة والورع واقل ما يجب له من هذه الخصلة ان
يكون ممن يجوز قبول شهادته تحملاً واداءً، هذا القدر، الذي يريد ان يدير
الامة الاسلامية بكل ما فيها من مغريات وبكل ما فيها من اشكاليات وبكل ما
فيها من امور قد ينزلق الحاكم والخليفة والإمام فيها لا يحتاج إلا الى درجة
متوسطة بل دانية.

سالم جاري: يعني الشاهد والإمام درجتهما واحدة.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم، انتم انظروا يقول ممن يجوز قبول شهادته
تحملاً واداءً، والثالث الاهتداء الى وجوه السياسة وحسن التدبير وان يعرف
مراتب الناس ويحفظهم عليها ولا يستعين على الاعمال الكبار بالعمال الصغار
ويكون عارفاً بتدبير الحق. ابن حزم ايضاً يقول: ان يكون صلبه من قريش ان
يكون بالغاً مميزاً، ان يكون رجلاً، ان يكون مسلماً، ان يكون متقدما، ان
يكون عالماً بما يلزمه من فرائض الدين، ان يكون متقياً بالجلمة، التفتوا
جيداً، عجيب ابن حزم ماذا يقول؟ يقول: غير معلن الفساد في الارض، يعني اذا
كان على السر لا توجد مشكلة لكن لا تكون حالة الحاكم وعلى هذا الاساس انتم
تجدون الآن في مجتمعاتنا الاسلامية انه حتى الانسان الظالم الحاكم الظالم
اذا لم يكن متجاهراً بالفسق والظلم يجعلونه من اولي الامر في قوله تعالى
{أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}
على اساس هذه المباني هذه النظرية التي تجعل الانسان الإمامة والخلافة
والحكومة فلتقع بايدي من يشاء ان لا يكون فلان. التفتازاني ايضاً نفس هذا
الكلام يقوله ولا اطيل، هذا على مستوى الشرائط التي لابد من توفرها في
الإمام، التفتوا بماذا تنعقد الإمامة يعني هل هي تحتاج الى ان يحصل عليها
اجماع من الامة، هل تحتاج الى اهل الحل والعقد، طبعاً وكأنه لا يوجد اي بحث
ان الإمامة قد تكون من شرائطها ان تكون منصوصة من قبل الله (سبحانه
وتعالى) لا كأنه من المفروض عنه ان الإمامة لا تحتاج الى نص، فلهذا دخلوا
في بحث وهو انه بماذا تنعقد، تنعقد بالاجماع تحتاج الى الاجماع، قالوا لا
تحتاج، تحتاج الى ان يجتمع عليها اهل الحل والعقد، قالوا اذا كان زين واذا
لم يكن لا توجد مشكلة، قالوا اذن بماذا تنعقد؟ قالوا تنعقد بشخص واحد، يعني
شخص يمد يده الى شخص آخر يقول ابايعك على ان تكون خليفة فتنعقد ان يكون
خليفة.

سالم جاري: اذن لا فرق بينه وبين إمام الصلاة.

سماحة
السيد كمال الحيدري: التفتوا جيداً، ما الدليل على ذلك؟ قالوا كما فعل
الخليفة الثاني بالنسبة الى الخليفة الاول، هذا الدليل وهو انه مد يده الى
الاول قال مد يدك لابايعك فبايعه ثم سكت الناس، هذا السكوت بالنسبة اليهم
حجة وانا لا اعلم متى كان السكوت دليل الرضا، نعم نحن عندنا في باب النكاح
لاعتبارات معينة ان البنت في شرائط معينة اذا لم تصرح، فيظهر انهم لعلهم
استندوا الى ذلك الاصل لهذا الاصل، على اي الاحوال اما بمن تنعقد، بودي
واقعاً ان المشاهد الكريم جيداً يلتفت الى ما اقوله رجائي في هذه القضية،
الاسفرائيني المتوفى سنة (406هـ) يقول: (عجيب هذه الجملة ولكنه اقولها ولا
اعلق واقعاً عليها) وتنعقد الإمامة بالقهر والاستيلاء ولو كان فاسقاً او
جاهلاً. الآن لا اريد ان ادخل في التعليق على هذه المقولة لانه لعل هذا قد
يقال انه رأي شاذ، اما الماوردي تعلمون الماوردي في الاحكام السلطانية من
اعلام الفقه السياسي، يقول: اختلف العلماء في عدد من تنعقد به الإمامة منهم
على مذاهب شتى فقالت طائفة لا تنعقد إلا بجمهور اهل الحل والعقد من كل
بلد، ليكون الرضا به عاماً والتسليم لإمامته اجماعاً وهذا مذهب مدفوع ببيعة
ابي بكر على الخلافة باختيار من حضرها، ما دليلك على ان هذا الرأي باطل،
لانه الذين بايعوا الخليفة الاول لم يكونوا لا اجماعاً ولا اهل الحل والعقد
وهذا تصريح الماوردي، انا بودي ان المشاهد الكريم يلتفت هذا تصريح
الماوردي يقول: لم تكن لا اجماعاً من الامة ولا اجماعاً من اهل الحل
والعقد، وانما انعقدت بمن حضرها، التفتوا بعد ذلك ماذا يقول، يقول: ولم
ينتظر ببيعته قدوم غائب عنها ابدا، وقالت طائفة اخرى اقل ما تنعقد به منهم
الإمامة خمسة يجتمعون على عقدها او يعقدها احدهم برضا الاربعة استدلالاً
بأمرين، غريب جداً استدلالاً بامرين وكأنما يقول استدلالاً بآيتين او
استدلالاً بروايتين ما هما الامران، استدلالا بأمرين احدهما ان بيعة ابي
بكر انعقدت بخمسة اجتمعوا عليها ثم تابعهم الناس فيها. في الواقع عندما
نراجع كلمات اعلام المسلمين وباختلاف اتجاهاتهم الكلامية والفقهية نجد انه
في مسألة انعقاد الإمامة يصلون الى نتائج خطيرة جداً، ينتهون الى ان
الإمامة وهي إمامة المسلمين جميعاً لا تحتاج لا الى اجماع الامة ولا تحتاج
الى اهل الحل والعقد في الامة بل يمكن ان تنعقد بشخص او شخصين او ثلاث
ولعله اقصاه يحتاج الى اربعة اشخاص واستدلوا لذلك قالوا لدليلين، لم
يستدلوا بالقرآن، ولا بالسنّة النبوية وانما استدلوا بفعل بعض الصحابة،
وهذه نظرية الصحابة، نظرية الصحابة وان كانت من الناحية النظرية لا تعتقد
بعصمة الصحابة وانما تقول بعدالة الصحابة، ولكن من الناحية العملية تجعل
اقوالهم وافعالهم وسلوكهم وتدبيراتهم تجعلها على حد حجية ماذا، سنّة رسول
الله (صلى الله عليه وآله) وهذا الذي قلناه، وان لم يقبلوا من جهة لم
يقبلوا عصمة علي واهل بيته ولكن استبدلوا عصمة اهل البيت بعصمة الصحابة،
عملياً قد يقول قائل لا يوجد يصرحون، اقول نعم، لكن انظروا يقول استدلالاً
بأمرين الامر الاول بيعة ابي بكر انعقدت بخمسة اجتمعوا عليها ثم تابعهم
الناس فيها، الدليل الثاني ان عمر جعل الشورى في ستة ليعقد لاحدهم برضى
الخمسة، اذن ما فعله الاول هو الحجة، ما فعله الثاني هو الحجة، يقول وهذا
قول اكثر الفقهاء والمتكلمين من اهل البصرة، بل التفتوا جيداً، هذا الكلام
كله للماوردي في الاحكام السلطانية، وقال آخرون من علماء الكوفة تنعقد
بثلاثة يتولاها احدهم برضا الاثنين ليكونوا حاكماً وشاهدين. هذه نظرية
الإمامة عند مدرسة الصحابة، كما يصح، التفتوا التمثيل والدليل، كما يصح عقد
النكاح بولي وشاهدين ، يعني جعلوا اهمية حكومة المسلمين وإمامة المسلمين
ومصير امة بكاملها على مستوى اهمية زواج بنت التي تحتاج الى ولي وشاهدين.
وقالت طائفة، انظروا الى هذه الطائفة الثالثة واقعاً والامر عجيب وقال
طائفة تنعقد بواحدة لا تحتاج، يعني اقل من موضوع الزواج عند البنات، بأي
دليل، التفتوا الدليل، لان العباس قال لعلي امدد يدك ابايعك فيقول الناس عم
رسول الله بايع ابن عمه فلا يختلف عليك اثنان الى آخره، وانظر ايضاً يعني
فعل صحابي من الصحابة، ايضاً الدليل ما هو، فعل العباس، هذا ما يقوله
الماوردي. إمام الحرمين الجويني قال: اعلموا انه لا يشترط في عقد الإمامة
الاجماع بل تنعقد الإمامة وان لم تجمع الامة على عقدها، شيء غريب يعني،
ولذا انتم تجدون بانه الآن في اكثر البلاد الاسلامية بأي طريق وصل الى
السلطة يقولون هو الإمام ومفترض الطاعة، ولي امر، والدليل عليه ان الإمامة
لما عقدت انظروا الدليل، ان الإمامة لما عقدت لابي بكر ابتدر لامضاء احكام
المسلمين ولم يتأن لانتشار الاخبار الى من نأى من الصحابة في الاقطار،
بمجرد انه عقدت الإمامة للاول يقول بدأ يزاول عمله كحاكم ولا ينتظر ان
الآخرين ان المسلمين ان علماء المسلمين ان اهل احل والعقد من المسلمين
الذين لم يحضروا البيعة انهم وافقوا عليها ام لم يوافقوا عليها، اذن القضية
انا اريد ان ابين هذه الحقيقة، لو سألنا جميعاً هؤلاء لما انتم تنظرون
للإمامة بهذه الطريقة، يعني لماذا تقولون ان الإمامة تنعقد؟. لانه ان لم
يقولوا ذلك لما امكنهم ان يصححوا خلافة الاول والثاني، وهكذا، واهم شرعية
الاول والثاني فاذا ما استطاعوا ان يصححوا هذه الخلافة اذن الباقي ايضاً
تسقط من الاعتبار، اذن هم ينطلقون (هذا الذي قلته في اول البحث) من واقع
تأريخي حصل بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) من واقع سياسي حصل بعد رسول
الله ليجعلوه هي السنّة التي لابد ان تتبع، ولذا انا قلت ان هؤلاء لا اقبل
بان نصطلح بأهل السنّة والجماعة لماذا؟ اذن هم من؟ هم واقعاً نظرية
الصحابة مدرسة الصحابة، يقول: ولم ينكر عليه فاذا لم يشترط الاجماع في عقد
الإمامة (يقول الجويني) لم يثبت عدد معدود ولا حد محدود فالوجه الحكم بأن
الإمامة تنعقد بعقد واحد من اهل الحل والعقد، هذه نظرية مدرسة الصحابة في
هذا المجال. هذه من اهم نتائج ومعطيات الرؤية الاولى التي اشرنا اليها.

سالم جاري: مع ان سماحة السيد معنى الإمام في اللغة المأموم الذي يقصده الناس.

سماحة
السيد كمال الحيدري: لا اريد ان ادخل لا البحث اللغوي ولا البحث القرآني
فقط اريد ان اقرر الواقع التأريخي الذي حدث، هذه الرؤية الاولى، اذن الرؤية
الاولى التفتوا جيداً وهي رؤية مدرسة الصحابة نظرية مدرسة الصحابة في
الإمامة اوصلت الإمامة الى مستوى لا تتجاوز اهميتها كشاهد، لا تتجاوز
اهميتها كبنت تريد ان تتزوج وتحتاج الى ولي والى شاهدين تنعقد بكذا، في
شرائطها قالوا يكفي فيها ان يكون العلم المتعارف والعدالة التي تكفي في
ادنى الشهود، من حيث الانعقاد هذه شرائطها، هذه الرؤية في المقابل تعالوا
الى الرؤية الثانية وهي نظرية مدرسة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام)
الآن اقول للمشاهد الكريم لابد ان يلتفت الى هذه الحقيقة اتكلم على مستوى
ان صح التعبير على مستوى النظرية، لاني لحد الآن لم ادخل في الدليل لانه قد
يقول قائل سيدنا انت قد تطرح النظرية الثانية ما هو دليلها؟ اقول سيأتي
انتظر ولكن الآن اريد ان اقرر محل النزاع اريد ان اقرر منشأ الاختلاف اريد
ان اقرر هذا الاتجاه وهو اتجاه نظرية الصحابة من أين بدأ ونظرية ائمة اهل
البيت او مدرسة اهل البيت من أين بدأت في الإمامة، تعالوا معنا الى مدرسة
اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) لنرى انهم عندما بدأوا الإمامة كيف
بدأوا الإمامة ومن أي منطلق. انا اكتفي بنصين نص عن الإمام الرضا (عليه
افضل الصلاة والسلام) والنصوص في ذلك بالعشرات بل بالمئات والمضمون متواتر
كما يقال انه تواتر معنوي. قال الإمام الرضا، هذه النصوص انقلها عن الإمام
الرضا، يقول: هل يعرفون قدر الإمامة ومحلها من الامة فيجوز فيها اختيارهم،
منطلق آخر، انتم اساساً هذه الإمامة مقام آخر هو أين عرفتم قدر الإمامة حتى
تجوز فيها اختياركم حتى تقولوا تنعقد بماذا؟ لا تنعقد باجماع الامة فضلاً
عن انعقادها بشخص واحد. قال ان الإمامة (بودي ان المشاهد الكريم كلمة كلمة
لانه لا استطيع ان اعلق) اجل قدراً واعظم شأناً واعلى مكاناً وامنع جانباً
وابعد غوراً من ان يبلغها الناس بعقولهم او ينالوها بآرائهم او يقيموا
إماماً باختيارهم، الإمامة شيء آخر، اذن تبين انه رؤية اخرى ينطلق منها
الإمام الرضا (سلام الله عليه) في الإمامة، وهنا بودي ان المشاهد الكريم
يلتفت ومع الاسف الشديد انه كثير من كتب الكلام عندنا وكثير من كتب الفرق
التي كتبت في الفرق الاسلامية والمذاهب وكثير من المتحدثين وكثير من
المعاصرين من الاتجاهين يأتي الى الفضائية يأتي الى بحث الإمامة ولا يحرر
محل التزاع ونقطة الانطلاق، يفترض كأن نقطة الانطلاق واحدة ثم يبحثون ما هي
شرائطها، ذاك يقول لا يشترط فيها العصمة،مدرسة اهل البيت يقولون يشترط
فيها العصمة، اولئك يقولون لا يشترط فيها النص نحن نقول يشترط فيها النص،
هم يقولون لا يشترط فيها العلم الخاص الاعلائي نحن نقول يشترط، ولكنه انت
عندما تنظر اليه ذاك يتكلم عن إمامة ونحن نتكلم عن إمامة اخرى اساساً لا
علاقة لها، هم يتكلمون عن الإمامة التي عينت خصوصياتها وشرائطها وموانعها
ومسؤولياتها الوضع التأريخي الذي حدث بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)،
ونحن نتحدث عن الإمامة التي جعلها القرآن، انا الآن لا اتكلم عن إمامة علي
ولذا تجدون الإمام الرضا (سلام الله عليه) عندما يشير الى هذه المقامات لا
يقول انظروا الى إمامتنا ابداً، انظروا كيف يسلسل البحث، يتكلم عن إمامة
الابراهيم هذه النقطة الاساسية، يقول اطمئنوا ان الإمامة اجل وامنع وكيف
يمكن يقول ان الإمامة خص الله (عز وجل) بها ابراهيم الخليل بعد النبوة
والخلة مرتبة ثالثة، هذه مرتبة، هذا الذي نريد ان نقف عنده، هل الإمامة هي
النبوة؟ الجواب كلا، هي الرسالة؟ الجواب كلا، هي من لوازم النبوة والرسالة؟
الجواب كلا، بأي دليل؟ بدليل مرتبة ثالثة وراء النبوة ووراء الرسالة.

سالم جاري: وكثير من الانبياء لم يوصفوا بانهم ائمة.

سماحة
السيد كمال الحيدري: نعم والإمامة انتم تجدون بانها كإمامة كنص قرآني بدأت
بابراهيم واستمرت في ذريته عندما قال {وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا
يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} انا الآن لا اريد ان ادخل في التفاصيل،
انظروا كلمات الإمام الرضا، بعد ذلك يقول الإمام: ان الإمامة هي منزلة
الانبياء، الآن انظروا بينكم وبين الله الإمامة التي يعرفها الماوردي
والباقلاني والجويني وكذا هي منزلة على مستوى شاهد.

سالم جاري: اقل من موضوع عقد النكاح.

سماحة
السيد كمال الحيدري: انظروا الرؤية انظروا المنهج، انظروا السياق الذي
ينطلق منه الإمام الرضا (سلام الله عليه) لبحث الإمامة يقول: ان الإمامة هي
منزلة الانبياء وارث الاوصياء، ان الإمامة خلافة الله، {إِنِّي جَاعِلٌ
فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}، بينكم وبين الله تعطى لان لا يكون معلناً للفساد
في الظاهر وان كان يفعل ما يريد في الباطن!

سالم جاري: هذا خليفة الشيطان وليس خليفة الله.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنت، التفتوا ان الإمامة خلافة الله وخلافة الرسول
ان الإمامة زمام الدين ان الإمامة صلاح الدين وعز المؤمنين، ان الإمامة اس
الاسلام، اساس الاسلام الإمامة.

سالم جاري: والاسلام لا يبنى على هذا البناء الواهي.

سماحة
السيد كمال الحيدري: وإلا لانهار، اذا كان اساسه كما يقول انه يكفي به علم
ادنى الناس او اوسط الناس ويكفي به عدالة وورع الشاهد تقبل شهادته، على
هذا المستوى تعاملوا معها. بعد ماذا يقول، اذن يابن رسول الله، انظروا
النتائج، هناك انتهى الى انه يحتاج الى علم عادي والى ورع عادي ولكن هذه
الرؤية لما انطلقت انها ارث منزلة الانبياء قال الإمام المطهر من الذنوب
والمبرء من العيوب المخصوص بالعلم الموسوم بالحلم، نظام الدين، عز
المسلمين، الإمام واحد دهره، هذا هو الإمام.

سالم جاري: لا نظير له.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم، لا يدانيه احد، ولا يعادله عالم، ولا يوجد
منه بدل، ولا له مثل ولا نظير، مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه له ولا
اكتساب، علمه علم لدني الهي لا علم كسبي قابل للصحة والخطأ وهذا ما اوضحته
مفصلاً في كتاب علم الإمام، قلت اساساً علم الإمام ليس علم اكتسابي من هذه
الطرق المتعارفة بل اختصاص (هذا العلم) من المفضل الوهاب، هذا وهب الهي هذه
هبة الهية {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} كما قال في ذلك العبد
الصالح.

سالم جاري: وإلا لما كان حجة لله على الناس.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم لماذا صار إماماً، اذا لم يكن بهذا المستوى
واقعاً لماذا هو الإمام انا المأموم انا ومعه متساوون لماذا هو حجة الله
علي، وقوله حجة علي، مع انه انا اساويه او لعلي بعض الاحيان انا اعلم ماذا
لانهم لم يشترطوا فيه ان يكون اعلم الناس، التفتوا الى النتائج الخطيرة.

سالم جاري: المفضول مع وجود الفاضل.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم التزموا بهذه المباني كما تعلمون. الرواية
طويلة جداً ولكن مهمة جداً قال: وان العبد اذا اختاره الله (عز وجل) لامور
عباده (يعني جعله إماما في الامة) شرح صدره لذلك واودع قلبه ينابيع الحكمة
والهمه العلم الهاما فلم يعي بعده بجواب ولا يحير فيه عن الصواب (ليس مجتهد
قد يصيب وقد ماذا، التفتوا الى شرائط الإمامة في هذه الرؤية الثانية وهي
في مدرسة اهل البيت) فهو معصوم مؤيد موفق مسدد قد أمن من الخطايا والزلل
والعثار يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده، عند ذلك يسحق هذا المقام
ولذا تجدون ان القرآن الكريم قال { وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ
بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} عند ذلك استحق ذلك قال {قَالَ إِنِّي
جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا}، ليس جزافاً يستطيع ان يصل الى هذا المقام،
{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ
الْعَظِيمِ} هذا كلام الإمام الرضا.

سالم جاري: يعني هل الذي يبتليه الله (سبحانه وتعالى) كالذي يبتليه شخص واحد ويرشحوه للإمامة يقول انت صرت إماماً!

سماحة
السيد كمال الحيدري: اساسا هل يوجد مقايسة بين الرؤيتين، ولذا انتم تجدون
انه انا بدأت البحث قلت اساساً الإمامة في الرؤية القرآنية لاوضح للمشاهد
الكريم يا اخواني انه بينكم وبين الله انا الآن لا اريد ان استبق الابحاث
انظروا الى ما تقوله مدرسة اهل البيت في الإمامة وحقيقتها وشرائطها
وموانعها ومسؤولياتها وادوارها وانظروا الى ما يقوله الآخرون ثم اعرضوا ذلك
على كتاب الله، لا مقايسة بينهما، بينكم وبين الله، هذه الإمامة التي
يطرحها الباقلاني والجويني والبغدادي والماوردي والتفتازاني انظروا لقضية
سهلة كما تفضلتم مراراً انه اساساً على مستوى اهمية عقد زواج امرأة بنت على
مستوى قضية شاهد تحملاً واداءً، بل اكثر من ذلك حتى ليس على هذا المستوى
لانه يشترط ان لا يكون فقط معلنا للفساد والفسق وان كان فاسقاً في الباطن،
علام ان القرآن يقسمهم الى ائمة العدل وائمة الحق وائمة الجور والظلم ويقول
{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وفي المقابل
وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} اذا كان الامر كذلك
فما الفرق بين الاول والثاني. اما الإمام الصادق فماذا يعرّف الإمامة وما
هي شرائطها قال: فالإمام هو المنتجب المرتضى والهادي المنتجى والقائم
المرتجى اصطفاه الله بذلك واصطنعه على عينه في الذر حين ذرأه في عالم
الميثاق، وفي البرية حين برأه يعني في عالمنا ظلاً قبل خلق، نسمة عن يمين
عرشه محبواً بالحكمة في علم الغيب عنده اختاره بعلمه وانتجبه لطهره، بقية
من آدم وخيرة من ذرية نوح ومصطفى من آل ابراهيم وسلالة من اسماعيل وصفوة من
عترة محمد لم يزل مَرْعِيّاً بعين الله يحفظه وَيَكْلَؤُهُ بستْره،
مطروداً عنه حبائل ابليس وجنوده، مدفوعاً عنه وقوب الغواسق الى ان يقول
مصروفاً عنه قوارف السوء مبرأ من العاهات محجوباً عن الآفات، معصوماً من
الزلات، مصوناً عن الفواحش كلها معروفاً بالحلم والبر، منسوباً الى العفاف
والعلم والفضل مسنداً اليه امر والده، صامتاً عن المنطق في حياته. اذن
واقعاً اذا سألنا سائل ما الاختلاف بين هاتين المدرستين، اختلاف جوهري،
واقعاً اجد بعض المتكلمين هنا وهناك عندما يقول نعم اتفقت كلمة المسلمين
على الاصول والامور العقائدية والايمانية ولا يوجد هناك اي خلاف،نعم توجد
بعض الخلافات الفقهية، يعني انا حملها على الصحة فقط احملها على ان هؤلاء
واقعاً لم يقرأوا علم الكلام، ولم يقرأوا مفاهيم الإمامة عند مدرسة اهل
البيت، ولم يعرفوا حقيقة الإمامة، ولم يعرفوا شرائطها، ولم يعرفوا موانعها،
ولم يقفوا على الادوار الموكلة اليها والمسؤوليات التي القيت على عاتقها
حتى يقولوا هذا الكلام، وإلا بربك ايوجد عاقل يمكنه ان يقول هذه الكلمة، لا
مقايسة بين الرؤيتين، لا مقايسة بين الاتجاهين، نعم كما ذكرت مراراً نحترم
الرأي الآخر لا مشكلة بهذا، هم اعتقدوا بهذا هم احرار ولكنه في الواقع لا
ينبغي ان يقال بانه في الاصول الايمانية وفي الاركان العقدية وفي المسائل
الكلامية الاساسية نحن لا يوجد بيننا خلاف، لا، توجد خلافات اساسية،
وجوهرية، طبعاً اذا كانت في الإمامة هذه الخلافات فما بالك في النبوة، اذا
كانت في الإمامة والنبوة توجد مثل هذا الافتراق في المنهج والرؤية وفهم
الحقائق فما بالك في التوحيد، ولذا نحن في كتابنا التوحيد في مجلدين بينا
هذا المعنى قلنا اخواني الاعزاء التوحيد الذي يطرحه علي وهل بيته كله
استنباطاً من ماذا؟ {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ} استنباطاً من
القرآن، لان هؤلاء رؤيتهم رؤية اخذت من القرآن كما تجد الآن بينك وبين
الله في جملة واحدة حتى لا اطيل على المشاهد الكريم في هذه القضية، فلينظر
انه هذه الرؤية التي نحن طرحناها من كلمات الإمام الرضا والإمام الصادق
فليطرحها على القرآن ثم فلينظر الرؤية الاخرى ثم يعرضها على القرآن ليرى
انا لا اريد ان اقول ايهما مطابقة ليرى ايهما اقرب الى المنهج القرآني والى
الرؤية القرآنية.

سالم جاري: احسنتم، الجواب واضح، احسنتم سماحة
السيد. اعزاءنا المشاهدين نستقبل اتصالاتكم وما لديكم من مساهمات. سماحة
السيد معنا اول اتصال من الاخ حسن من المغرب تفضلوا اخ حسن.

المتصل الاخ حسن من المغرب: السلام عليكم.

سالم جاري/سماحة السيد: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل
الاخ حسن من المغرب: سيدنا اذا اردنا ان نطرح إمامة اهل البيت على القرآن
الكريم من خلال الآية الشريفة {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا
قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} من هم
الذين اولى بالإمامة الغير الظالمين، في سورة الانعام نقرأ {الَّذِينَ
آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ
الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ * وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا
إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ
رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ الى
قوله تعالى ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ
عِبَادِهِ}، هل هذه الصفوة من ذرية ابراهيم (عليه السلام) هي الاحق
بالإمامة.

سالم جاري: حياكم الله، شكراً لكم، شكراً للاخ حسن من المغرب زصلت الفكرة، معنا لاخ عبد الحسين من العراق تفضلوا.

المتصل الاخ عبد الحسين من العراق: السلام عليكم مولاي؟

سالم جاري/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله.

المتصل الاخ عبد الحسين من العراق: انا من الكوفة المقدسة مولاي.

سماحة السيد كمال الحيدري: اهلاً ومرحباً بكم.

المتصل الاخ عبد الحسين من العراق: سيدنا نحن نشكرك على هذه البرامج القيّمة...

سالم
جاري: الظاهر ان الاتصال قد قطع بامكانه ان يعاود الاتصال. اذا لم يكن
لدينا اتصال ايضاً اطرح على سماحتكم سيدنا الكريم من احد الاخوة المشاهدين
يقول: قال سماحة السيد في الحلقة الماضية ان العصمة لا تشترط في الوقت
الحاضر بالائمة او للائمة كأنه يقصد، هل يقصد سماحة السيد هنا بالائمة
الولي الفقيه نرجو ايضاح ذلك؟

سماحة السيد كمال الحيدري: انا
بالواقع صرحت بهذا المعنى قلت انه إمامة المسلمين بما هي إمامة المسلمين لا
يشترط فيها العصمة، وقلت الدليل على ذلك إمامة المسلمين، والدليل على ذلك
انه نحن الآن في عصر الغيبة توجد عندنا إمامة للمسلمين ولكنها معصومة او
غير معصومة؟ غير معصومة، اذن الإمامة في المسلمين لا يشترط فيها العصمة،
والبحث انها مسألة كلامية او مسألة فقهية بحث آخر، انا قلت بانه اساساً اذا
كان المعصوم موجوداً فلا تصل النوبة الى غير المعصوم، بشرطين اولاً وجود
المعصوم وثانيا ظهور المعصوم، ولكن حيث في زماننا ان الإمام المعصوم موجود
ولكنه ظاهر او غير ظاهر؟ غائب عن الاستار فلهذا اوكلت القضية الى المراجع
والفقهاء وولاة الامر ضمن الشرائط.

سالم جاري: احسنتم سماحة السيد، معنا الاخ ابو زينب من العراق، تفضلوا.

المتصل الاخ ابو زينب من العراق: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سالم جاري/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل
الاخ ابو زينب من العراق: عندي سؤالان السؤال الاول يتعلق بقضية علم
الإمام (سلام الله عليه) بمعنى ان علم الإمام بماذا يقصد هذا اولا، وثانياً
قضية الهداية التكوينية {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ
بِأَمْرِنَا} قضية الهداية التكوينية ياليت توضحوها لنا يعني ما المقصود
بالهداية التكوينية، وتحياتنا لكم.

سالم جاري: اذن نبدأ باسئلة الاخ حسن من المغرب سماحة السيد.

سماحة
السيد كمال الحيدري: فيما يتعلق بسؤال الاخ من المغرب نعم ان شاء الله
تعالى قلت انا في مقدمة الابحاث سوف لن استبق الابحاث باعتبار انه ستأتي،
الظلم الذي ما هو الظلم الذي هل انه يشترط ان لا يكون ظالماً حين الإمامة
او يشترط ان لا يتلبس بأي ظلم ولوآن ما في حياته، اي منهما، هذا خلاف كلامي
وسيأتي بحثه ان شاء الله ان المستفاد من الآية المباركة من سورة البقرة هل
نفي الظلم حين الإمامة يعني ان يكون عادلاً فقط حين الإمامة وان كان قبل
ذلك ظالماً وثم تاب وصار عادلاً، او لا، يشترط في الإمامة القرآنية ان لا
يتلبس ولو بآن ما بظلم في حياته وهذا بحثه سيأتي.

سالم جاري: ان شاء الله. الظاهر انتهى الوقت سماحة الشيخ.

سماحة السيد كمال الحيدري: طيب اذن انا اعد جناب الاخ ابو زينب في الحلقة القادمة اجيب على كلا السؤالين.

سالم
جاري: ان شاء الله، اذن الاخ حسن من المغرب والاخ عبد حسين من العراق
يشكركم فقط على هذه البرامج، بالنسبة للاخ ايضاً ابي زينب من العراق في
الحلقة القادمة سيأتيكم الجواب ان شاء الله. مشاهدينا الكرام اشكركم شكراً
جزيلاً واشكر باسمكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، اشكركم سماحة
السيد مرة اخرى حياكم الله، والى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى
وبركاتــه...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هل ان الإمامة اصل قرآني (3)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هل ان الإمامة اصل قرآني (4)
» هل ان الإمامة اصل قرآني (2)
» هل ان الإمامة اصل قرآني (1)
» شروط الإمامة القرآنية القسم الثاني
» الإمامة السياسية بين النص والشورى(القسم الاول)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور الأمداد :: رجال الإسلام :: السيد كمال الحيدري-
انتقل الى: