المُقدَّم:
السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته، تقبل الله أعمالكم
وصيامكم في هذا الشهر الفضيل، موضوع حلقة الليلة هو (حديث المنزلة، القسم
الأول) أرحب بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري، سماحة السيد أبدأ معك
مباشرة، هل هناك تتمة لما طرحتموه في الحلقة السابقة، يعني فيما يتعلق بـ
(هل أتى) يظهر أن هناك بعض الأحاديث التي وردت في أنها مكية وليست مدنية
منقولة عن ابن عباس، فهل لك أن تحل لنا هذه الشبهة.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
تتمة لبحث سورة هل أتى وأنها هل هي مكية أو مدنية، للإشارة فقط أشير إلى أن في هذه السورة يوجد بحثان:
البحث
الأول: أن هذه السورة هل هي مكية أو مدنية، بغض النظر عن أنها توجد فيها
آيات نازلة في علي وأهل بيته، يعني فاطمة والحسن والحسين أو لا، بغض النظر
عن ذلك، نسأل عن السورة فقط.
البحث
الثاني: هو أنه هل في هذه السورة سواء كانت مكية أو مدنية، لأن هذا بحث لا
أريد أن أدخل في تحقيقه الآن، وهو في بحث علوم القرآن، وهو أساساً عندما
نقول مكية يعني الفترة المدنية لا توجد عندنا آيات أو سور مكية، لا، بل
يمكن أن تكون هناك، يعني في اخريات حياة النبي وتوجد عندنا سور مكية،
لماذا؟ لأن النبي جاء إلى مكة لزيارة البيت الحرام فلعله في زيارته نزلت
عليه بعض الآيات أو بعض السور فلا تنافي في هذا. ولا أريد أن أدخل في هذه
المسألة. وإنما أريد أن أقول بأنه وقع بحث أن هذه السورة بغض النظر عن
الآيات المرتبطة بعلي وفاطمة والحسن والحسين، هل هي مكية أو مدنية؟ قلنا
بأن الشيخ ابن تيمية أدعى اتفاق أهل التفسير على أنها مكية ولم يقل واحد أو
أحد منهم أنها مدنية. وممن نسب إليه أن هذه السورة مكية هو ابن عباس حبر
الأمة، وأنتم تعلمون أن ابن عباس رأيه محترم وخصوصاً وهو تلميذ علي بن أبي
طالب أمير المؤمنين علي عليه السلام، قد يقال أن هذا الرأي مأخوذ من الإمام
علي عليه السلام. فلنرى أن هذه الدعوى هل هي صحيحة أو لا؟ أنا الآن لا
أريد أن أدخل في تحقيق هذه المسألة ولكن بقدر ما يهمني أنه توجد هناك
روايات صحيحة السند تقول أن ابن عباس كان يرى أن هذه السورة من السورة
المدنية وليست من السور المكية، كما أشرنا بالأمس (الإتقان في علوم القرآن،
ج1، ص56 و 57) للإمام السيوطي، المتوفى 911هـ حققه فواز أحمد زمرلي، في
(ص56) ينقل الرواية، الإمام السيوطي يقول: (وقال أبو جعفر النحاس في كتابه
الناسخ والمنسوخ حدثني فلان حدثني فلان حدثنا يونس بن حبيب سمعت أبا عمر بن
العلاء يقول: سألت مجاهداً عن تلخيص آية القرآن المدني من المكي، فقال)
مجاهد (سألت ابن عباس عن ذلك فقال: سورة الأنعام وسورة العنكبوت وسبأ وحم
...) هذه كلها سورة مكية (والمدثر إلى آخر القرآن) وسورة هل أتى أو سورة
الإنسان بعد سورة المدثر (والمدثر إلى آخر القرآن فأنهن مدنيات) إذن مجاهد
ينقل عن ابن عباس أنه كان يرى من المدثر إلى آخر القرآن أنها مدنية. إذن
هذه النسبة بأنه قائل أن سورة الإنسان هي من المكيات هذا بناء على هذا النص
غير صحيح.
(هكذا
أخرجه بطوله) الإمام السيوطي ينسب إلى النحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ
يقول: (هكذا أخرجه بطوله وإسناده جيد) السند أيضاً سند مقبول والمضمون
مقبول (رجاله كلهم ثقات من علماء العربية المشهورين). إذن هذه الدعوى محل
كلام أن يقال أن ابن عباس كان يرى أن هذه السورة من السور المكية، وهذا
النص عند النحاس يبين أن ابن عباس أيضاً كان يرى أنها مدنية.
المقدمة:
موضوع هذه الليلة أن واحداً من أهم المحاور التي اعتمدها ابن تيمية في رد
فضائل علي عليه السلام هو تفريغ النص النبوي من محتواه، أو تشريك الغير في
فضائل علي، فهل هناك شواهد تدل على ما ادعيتم.
سماحة
السيد كمال الحيدري: في الواقع في هذه الحلقة ولعله إن شاء الله تعالى في
الحلقة القادمة سوف نقف عند حديث يعد من أهم الأحاديث التي صدرت عن النبي
الاكرم صلى الله عليه وآله، وقد شغلت كتابات المسلمين وشغلت علماء المسلمين
وشغلت فكر المسلمين وأقلام المسلمين إلى يومنا هذا، يعني ليس هذا الحديث
من الأحاديث إذا صح التعبير من الأحاديث الهامشية أو الأحاديث الجانبية،
وإنما هذا الحديث على مستوى حديث (إني تاركم فيكم ما إن تمسكتم) يعني حديث
الثقلين، هذا الحديث على مستوى حديث من كنت مولاه فهذا علي مولاه، هذا
الحديث على مستوى أن النبي صلى الله عليه وآله قال ألست أولى بكم من أنفسهم
فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، إذن من الأحاديث الأساسية في الفكر
الإسلامي وفي منظومة المعارف الدينية المرتبطة بمقام الإمامة.
وهذا
الحديث من حيث السند لم يقع فيه كلام عند أحد من علماء المسلمين، أعم من أن
يكون شيعة أو سنة، سنة يكون هواه أموي أو لا يكون هواه أموي. لانه نحن قد
قلنا أنه لا يمكن أن نجعل السنة جميعاً في بودقة واحدة وفي دائرة واحدة،
وإنما لابد أن نميز بين النهج الأموي وبين النهج الإسلامي العام أو علماء
أهل السنة والجماعة.
وهذا
الحديث ويعرفه الجميع وسمعه الجميع هو (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون
من موسى). وهو المعروف بحديث المنزلة، كما معروف حديث الثقلين كما معروف
حديث الولاية ونحو ذلك. من قبيل الآيات أنتم تعلمون أن الآيات أيضاً كذلك
بعض الآيات آية الإطاعة آية الولاية آية الإبلاغ ... وكذلك وهذا لا أريد أن
أدخل تأريخياً الآن، وإن شاء أوفق أن أقف معكم على هذه القضية أن سفرات
النبي وحركاته أيضاً في تأريخ ما قبل التلاعب الأموي به كانت هذه القضية
واضحة ولها حساباتها الخاصة، هذه التي تسمى الآن حجة الوداع أعزائي في
الكتب القديمة وقبل التلاعب الأموي بها كانت حجة البلاغ وليست حجة الوداع،
باعتبار أنه ... يقولون الوداع والبلاغ، ولكنه وجدوا أنه إذا قالوا حجة
البلاغ فيها دلالة مباشرة ... ماذا كان يريد رسول الله أن يبلغ ولهذا سموها
حجة الوداع.
أو مثلاً
اليوم الذي تسلم فيه معاوية ... أنا أشير إلى التلاعب، اليوم الذي تسلم فيه
معاوية وصار ملكاً عضوضاً صار عام الجماعة. ويد الله مع الجماعة حتى
يوجدوا هذا الإيحاء، لماذا؟ لأن بني أمية وكأنه قبل ذلك كان عام الفرقة
وعام البدعة يعني خلافة علي بن أبي طالب عام الفرقة ولكن خلافة معاوية إمام
الفئة الباغية إمام الجماعة والوحدة. على أي حال هذه القضايا سنقف عندها
في محلها. ولذا سوف لن أطيل الحديث في سند هذا الحديث.
النص
الأول: ورد في كتاب (صحيح البخاري، ج3، رقم الحديث 4416، كتاب المغازي، باب
غزوة تبوك) تحقيق شعيب الأرنؤوط، الرسالة العالمية، الرواية (أن رسول الله
خرج إلى تبوك واستخلف علياً فقال: أتخلفني في الصبيان والنساء. قال: ألا
ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي). هذا النص
الأول الوارد في صحيح البخاري.
النص
الثاني ورد في (صحيح مسلم، ج4، ص212، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي
بن أبي طالب) تحقيق الشيخ مسلم بن محمود عثمان، دار الخير، الرواية (عن
عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال قال رسول الله لعلي: أنت مني بمنزلة
هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. قال سعيد: فأحببت أن أشافه بها سعداً
فلقيت سعداً فحدثته بما حدثني عامر) يعني ابنه (فقال: أنا سمعته فقلت: أنت
سمعته. فوضع اصبعيه على اذنيه فقال نعم وإلا فاستكتا) يعني صمتا. أتصور أن
القضية واضحة وسعد من العشرة المبشرة بالجنة بحسب دعواهم.
ولذا أنتم
حتى تعرفون أن القضية متفق عليها سنداً ولا يوجد مجال للحديث السندي نجد
أنه الشيخ ابن تيمية لم يتكلم في سند هذه الرواية، نحن عهدناه في السابق
حتى الروايات المقطوعة قال إما موضوعة، إما ضعيفة، إما أنها لم ترد في
أمهات المصادر الحديثية، إما أنها معارضة، إما أنها ... أما هذا الحديث من
حيث السند ابن تيمية هنا لم يشر لا من قريب ولا من بعيد أن هذا الحديث فيه
إشكال من حيث السند، وهذا يكشف عن أنه من الأحاديث التي لا مجال للحديث
فيها سنداً.
إنما
الكلام كل الكلام يعني كل كلام الشيخ ابن تيمية في هذا الحديث ذهب إلى متن
الحديث، وإلى مضمون الحديث، وإلى فقه الحديث. ولكنه قبل أن أشير ماذا فعل
الشيخ ابن تيمية بمضمون هذا الحديث، بودي أن أشير إلى مقدمة، أعزائي
التفتوا هذه المقدمة وللأسف الشديد كثيراً ما يقع فيها الخلط في كلمات
أعلام المسلمين من المدرستين يعني من شيعة ومن السنة، ومن المتباحثين على
المواقع والفضائيات وغيرها لا يلتفتون إلى هذه المقدمة أو إلى جهتي البحث.
أعزائي
لهذا الحديث المبارك الصادر بنحو القطع واليقين من فهم النبي الأكرم
ومتواتر تواتر لفظي، يعني هذه نص ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وآله، لم
ينقل لنا الحديث بالمعنى، لم يتصرف في ألفاظ الحديث وإنما هو نص الحديث
النبوي (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي).
يوجد بحثان في هذه المقدمة أريد الإشارة لهما، في هذا الحديث بحثان:
البحث الأول: يتعلق في أن هذا الحديث يعطي منقبة وخصوصية لعلي يمتاز بها على باقي الصحابة أو لا يعطي؟
المُقدَّم: سؤال وجيه.
سماحة
السيد كمال الحيدري: بغض النظر عن أننا نريد الاستدلال به على خلافة علي
بعد رسول الله أو لا. أصلاً لا نريد أن نستدل به على الخلافة جدلاً، سؤالنا
هذا: أن هذا الحديث هل يثبت منقبة وفضيلة، بهذا القيد والشرط، يتميز بها
علي عليه السلام عن باقي صحابة رسول الله، كما أنه ذكر الخليفة الثاني قال:
أقرأنا أبي وأقضانا علي، وقد قرأناه من صحيح البخاري، هل أن رسول الله ذكر
أن علي له خصوصيات يتميز بها عن الآخرين أو لا يتميز. هذه النقطة الأولى،
هذا البحث الأول.
البحث
الثاني: أن هذا الحديث هل يمكن الاستدلال به على خلافة علي لرسول الله أو
لا يمكن. هذا البحث الثاني غير البحث الأول، التفتوا أنتم أهل المعرفة وأهل
الدقة وأهل القلم، لا يخلط البحث الأول مع البحث الثاني، لأن البعض يحاول
عندما ينكر أن هذا الحديث دال على خلافة علي لرسول الله ينكر البعد الأول
والبحث الأول أيضاً وهو المنقبة، وهنا أقول للمشاهد الكريم وخصوصاً لأهل
العلم والتحقيق منهم، البحث الثاني بحث طويل الذيل بين السنة والشيعة،
الشيعة استدلوا بهذا النص على أنه يدل على خلافة علي بعد رسول الله مباشرة،
يعني نفس مضمون الحديث الذي نحن بصدده (أنت يا علي خليفتي في كل مؤمن من
بعدي) قالوا أن حديث المنزلة يدل على الخلافة من بعده. السنة عموماً قالوا
لا يوجد دلالة في هذا الحديث على الخلافة من بعده، لماذا؟ له بحث آخر.
إذن يوجد نزاع شيعي وسني يقوم على أن هذا النص هل يدل على الخلافة بعد رسول الله لعلي أو لا يدل؟ هذا بحث.
البحث
الآخر: هو أنه لا، بحث لا علاقة له بين السنة والشيعة، قائم بين السنة
أنفسهم، حيث أنه ذهب بعضهم إلى أن هذا الحديث يدل على منقبة كبيرة وعظيمة
امتاز بها علي دون ا لصحابة وغير الصحابة، الصحابة لا يوجد فيهم أحد قال
رسول الله في حقه مثل هذا الكلام. أنا أتكلم في دائرة علماء أهل السنة،
علماء أهل السنة يقولون هذا الحديث وإن لم يدل على الخلافة ولكن يدل على
منقبة عظيمة لعلي بن أبي طالب بها امتاز عن باقي الصحابة.
الاتجاه
الآخر: يقول لا، كما لا يدل على الخلافة لا يدل على فضيلة لعلي، فإذن ينفي
كلا الأمرين وكلا البحثين، لا أنه ينفي البحث الثاني دون البحث الأول.
ونحن
حديثنا في هذه الليلة والليلة القادمة ولعلها بعد ذلك إنما هو مرتبط بأنه
هل هناك منقبة خاصة في هذا الحديث لعلي تميزه عن باقي الصحابة أو لا. لقائل
أن يقول: ما فائدة هذا البحث؟ الجواب: أجبنا عنه بالأمس وقلنا أن مجموعة
هذه الفضائل إن اجتمعت لشخص يقيناً لها دلالة قطعية على أنه الأحق والأكفأ
والأقدر والأولى أولوية تعيينية لخلافة رسول الله.
المُقدَّم: نص إلى جانب نص.
سماحة
السيد كمال الحيدري: يعني بعبارة أخرى هذا الذي يعبرون عنه بجمع القرائن
ونظرية جمع الاحتمالات، يعني النص الأول فيه دلالة خمسة بالمئة والنص
الثاني فيه دلالة عشرة بالمئة، هذا الذي يقوله الأعلام وتابعه ودال على
الصحة بالمتابعة، يعني ماذا؟ يعني لو نظرنا إلى نفس السند لا يدل على
الصحة، ولكن عندما يضاف إليه سند آخر وسند آخر وسند آخر قد يقوي بعضه
بعضاً، وهذا الذي يعبر عنه أن البعض ينجبر ببعض من حيث السند. ونحن الآن
نريد أن نقول ينجبر بعضه بعضاً ويقوي بعضه بعضاً من حيث الدلالة والمضمون.
الآن ليس
حديثنا أن هذا النص يدل على الخلافة بعد رسول الله أو لا يدل حتى يقال
سيدنا كيف تقربون هذا؟ حتى لا يأتي غداً في الفضائيات والمواقع يقولون أن
السيد الحيدري قال بأن هذا النص يدل على الخلافة ولكن لم يبين أنه كيف يدل
على الخلافة، أنا الآن فقط أريد أن اثبت أنه منقبة خاصة، وإلا منقبة عامة
فلا قيمة لها، لأنها يشترك فيها الآخرون. وإنما منقبة خاصة يتميز بها
الإمام علي عن باقي الصحابة.
أعزائي في هذا المجال يوجد اتجاهان:
الاتجاه
الأول: وهو الاتجاه الذي سار عليه ابن تيمية والى الآن كثير من أتباعه
الوهابية وغير الوهابية أيضاً ضمن هذا الاتجاه، من غير أن يلتفتوا إلى أنه
يتبعون ابن تيمية في هذا المجال.
ماذا فعل
الشيخ ابن تيمية بهذا الحديث، ماذا قال في هذا الحديث؟ أعزائي طبق
الإستراتيجية السابقة بكامل خطواتها الدقيقة على هذا الحديث، لماذا؟ لأنه
عرف أن هذا الحديث من الأحاديث المحورية في مسألة الإمامة، ولذا حاول بكل
قدرته العلمية أن يدخل بحث أنه يسقط هذا الحديث عن الاعتبار لا سندياً ولكن
مضمونياً ومن حيث المحتوى.
الخطوات التي اتبعها:
الخطوة
الأولى: أنه فرغ محتوى هذا الحديث والنص وفسره تفسيراً واقعاً صار إلى الذم
أقرب منه إلى المدح والمنقبة، لا أنه أساساً ليس منقبة خاصة، أساساً من
قال أن هذه منقبة، هذه أساساً لعله فيها ذم، فيها نقص وفيها غضاضة وفيها ما
فيها. ويذكر شواهد كثيرة يقول ومن الشواهد أن علياً بكى عندما استخلفه،
ولو كان مدحاً لكان ينبغي أن يسر ويفرح لا أن يبكي، هذا معناه أنه شعر أن
هناك نقص وغضاضة وغيرها. ويدخل في بحث تفصيلي من هذا القبيل وسنشير إلى
الشواهد ... طبعاً لا يصرح أن هذا فيه نقص وغضاضة وعيب وكذا وكذا، أبداً،
ولكن السياق العام الجو كأنه يريد أن يقول أن هذا أقرب إلى الذم منه إلى
المدح.
الخطوة
الثانية التي استعملها أو تعاطها فيها مع هذا النص، قال حتى لو سلمنا أنها
دالة على منقبة من المناقب ولكنها لا فقط لا تدل على أنه أفضل من الغير، لا
فقط لا تدل على أنه يساوي الغير، بل تدل على أنه أضعف من الغير، التفتوا
جيداً حتى تتضح الخطوة الثانية وفرقها عن الخطوة الثالثة، لم يقل أن الغير
أحسن منه بل قال أنه أضعف من الآخرين، يعني فيها رائحة الذم أو رائحة
المدح؟ صحيح قد يقول قائل يحب له والحب يعمي ويصم، قد يقول أنه لم يقل نقص؟
أقول: نعم، ولكن يقول أضعف، هذا أضعف بينك وبين الله لو قلنا عن شخص أنه
أضعف، هذه أضعف كلمة مدح أو كلمة ذم، بعبارة أخرى فيها غضاضة أو فيها مدح؟
من الواضح أن فيها غضاضة.
هذه
الخطوة الثانية، إذن الخطوة الثانية، ارتفع عن الخطوة الأولى وترقى قال حتى
لو قبلنا منقبة فهذه منقبة من الدرجة التاسعة أو العاشرة وهي أضعف من
غيره، الآخرين كلهم متقدمون عليه.
الخطوة
الثالثة: واقعاً استراتيجية جداً محكمة، الخطوة الثالثة قال حتى لو سلمنا
أن هذه الرواية فيها منقبة وفضيلة لعلي ولكن يوجد في أبي بكر وعمر أفضل من
هذا، أيضاً نفس الاستراتيجية التي أشرنا لها بالأمس وهي أنه لا يعطوا لعلي
امتياز، لأنه بمجرد أن يحصل على الامتياز، يسد كل الطرق حتى يحصل على
امتياز واحد يتقدم به على صحابي من الصحابة.
المُقدَّم: ولماذا يضع دائماً الخليفة الأول والثاني.
سماحة
السيد كمال الحيدري: باعتبار حتى يثبت تقدمهما بالخلافة عليه، يعني الخليفة
الأول والثاني ليس لهما إلا أنهما تقدما زماناً على خلافة علي بن أبي
طالب، إذن يريدوا أن يقول أنه إنما تقدم الأول والثاني بالخلافة لأنهما
كانا أحق وكانا أفضل وكانا أعلم وكانا أشجع، وكانا أقرب إلى رسول الله
وغيره. يعني نفس هذا الدليل الذي أسس له بالأمس وقرأناه من منهاج السنة،
قلنا أنه يقول أن الذين يريد أن يكون خليفة النبوة لابد أن يكون أشبه الناس
بالنبي، إذن لابد أن يكون الأول والثاني أعلم وأفضل وأشبه وأقرب وأقضى ...
يعني يجعل الواقع دليل على صحة هذه الدعاوى.
هذه الخطوات الثلاث التي حاول الشيخ ابن تيمية أن يمشي عليها للوصول إلى مبتغاه لإسقاط كامل محتوى هذا الحديث.
في قبال
هذا الاتجاه الذي هو اتجاه ابن تيمية واتجاه أتباعه من الوهابية أو
الأمويين الجدد، وأنا أدعوا الأعزاء تلك الفضائيات والقنوات والمواقع
والكتب التي تتكلم انظروا إليها تجدون كلها تكرر كلام ابن تيمية في هذه
الطريقة، يعني عندما يستدل لهم بحديث المنزلة تجدهم كاملاً كالببغاء يكررون
كلمات الشيخ ابن تيمية.
المُقدَّم: بالمناسبة سماحة السيد هذه إهانة لعلماء أهل السنة، لأنه يعني يركبون موجة وكأنما في أهل السنة لا يوجد غير ابن تيمية.
سماحة السيد كمال الحيدري: ولهذا الآن أشير إلى الاتجاه الثاني.
الاتجاه
الثاني: يقول صحيح، نحن لا نقول أن هذا الحديث دال على خلافة علي لرسول
الله، لا نقبل هذا، ولكنه نرفض أن ينكر أحد أن في هذا منقبة عظيمة لعلي كرم
الله وجهه بتعبيرهم.
هذا أحد
الأئمة الأعلام وهو الإمام الآلوسي في كتابه (روح المعاني في تفسير القرآن
العظيم والسبع المثاني، في الآية 35 من سورة طه) طبعة مؤسسة الرسالة، وهي
طبعة حديثة، الطبعة الأولى 1431هـ. يقول: (نعم، في ذلك) بعد أن يذكر أن
الرواية لا تدل على خلافة علي، يعني البحث الأول يعني يقول نحن لا نتكلم في
الخلافة (نعم، في ذلك من الدلالة على مزيد فضل علي كرم الله وجهه) لا على
فضله، بل على مزيد فضله، يعني له خصوصية تجلت في هذا الحديث، وهذا هو بحثنا
الآن، وهو أنه توجد مزيد فضل وخصوصية لعلي أو لا توجد؟ (على مزيد فضل علي
كرم الله وجهه في ذلك من الدلالة ما لا يخفى) أصلاً غير خافي وواضح كالشمس،
إلا من كان في قلبه مرض لا يريد أن يرى هذه الحقيقة.
إذن إلى هنا اتضح للمشاهد الكريم أنه يوجد في هذا الحديث بحثان:
البحث الأول: يتعلق بأن الحديث دال على الخلافة أو غير دال، وهذا بحث قائم بين الشيعة والسنة ونحن لا نريد الدخول فيه فعلاً.
البحث الثاني: أن هذا الحديث والنص هل يدل على مزيد فضل وخصوصية امتاز بها علي على باقي الصحابة أو لا؟
هنا وجدنا
أن الشيخ ابن تيمية وأتباعه من الوهابية يقولون لا يوجد فيه ولكن الاتجاه
العام عند جمهور علماء المسلمين أنه فيه مزية فضل لعلي عليه السلام.
المُقدَّم:
هنا يمكن أن نسأل عن وجود شواهد وقرائن دالة على ما ذكرتموه عن ابن تيمية
في تعاطيه مع هذا الحديث النبوي المقصود به حديث المنزلة، يعني ما هي
الشواهد التي تعاطى بها ابن تيمية مع هذا الحديث.
سماحة
السيد كمال الحيدري: نحن قلنا أن الشيخ ابن تيمية تعاطى مع هذا النص
بالخطوات التي اشرنا إليها، الآن ما هي الشواهد على هذه الخطوات الثلاث
والمراحل التي سلكها وانتهجها لأن يقضي على مزية فضل في هذا النص النبوي
تثبت لعلي عليه السلام.
أما
الخطوة الأولى: ماذا قلنا في الخطوة الأولى؟ قلنا إفراغ الحديث من المحتوى
وجعله إلى الذم أقرب منه إلى المدح. أنا أذكر عدة شواهد:
الشاهد
الأول: وهو أنه يقول علي لما أبقاه رسول الله بكى، وهذا يدل على أنه لو كان
هناك شيء وفضل ومزية كان ينبغي أن يشكر رسول الله ويسر ويفرح لها. لا أن
يبكي.
هذا
(منهاج السنة، ج4، ص261) وفي طبعة الثمان مجلدات في (ج7، ص328) تحقيق محمد
رشاد سالم، قال: (فلهذا خرج إليه علي يبكي، وقال أتخلفني مع النساء
والصبيان؟) هذا مورد، حتى أشير وأوضح من هذه العبارة ما ورد في (مجموع
فتاوى ابن تيمية، ج4، ص417) في الطبعة التي أشرنا لها مراراً، يقول:
(ومعلوم أنه استخلف غيره قبله وكانوا منه بهذه المنزلة، فلم يكن هذا من
خصائصه ... ولو كان هذا الاستخلاف أفضل من غيره لم يخفى على علي ولحقه
يبكي) لو كان فيه خصوصية لعلي كان علي يسر بها لا أنه يلحق الرسول بعد ذلك
وهو يبكي، هذا يكشف عن أنه شعر أن إبقاءه مدح أو ذم. هذا الشاهد الأول
لإثبات الخطوة الأولى.
الشاهد
الثاني: التفتوا إلى العبارات كيف يوجد فيها طعن ولكن بشكل غير مباشر. يقول
في (ص262) من منهاج السنة (والملوك وغيرهم إذا خرجوا في مغازيهم أخذوا
معهم من يعظم انتفاعهم به) الحاشية التي يأخذونها معهم حاشية باطلة عاطلة
أو حاشية مفيدة ونافعة؟ بطبيعة الحال يأخذون المشاورين الذين ينفعون
(ومعاونتهم لهم، ويحتاجون إلى مشاورته والانتفاع به والانتفاع برأيه ولسانه
ويده وسيفه). سؤال: وعلي أخرجه معه أو لم يخرجه؟ لم يخرجه، إذن لا ينتفع
لا برأيه ولا بلسان ولا بيده ولا بسيفه.
واقعاً
نكرة من الأصحاب!! هذا الكلام بيني وبين الله ... يعني بعبارة أخرى حتى
يتضح للمشاهد الكريم لو فرضنا بينكم وبين الله انصفوا أنفسكم لا أن تنصفونا
لو أن النبي صلى الله عليه وآله كان أبقى عمر من بعده وقال له أنت مني
بمنزلة هارون من موسى، ونحن كنا نأتي ونقول هذا دليل على أنه ليس صاحب رأي
ولسان ويد ... كنتم تقولون أن هذا سب للصحابة، يعني كنتم تقولون هذا مدح
للصحابة!! يعني عندما نقول لكم أن الخليفة الأول أو الثاني إنما أبقاه رسول
الله على الصبيان والنساء وهذا يدل على أنه لم يكن ينتفع به لا لساناً ولا
يداً ولا سيفاً ولا قوة ولا ولا ... يعني وجوده كعدمه تقولون هذا مدح لعمر
أو لأبي بكر أو تقولون هؤلاء يذمون الخليفة الأول والثاني ولكن بهذا
اللسان. لماذا إذن عندما تصل القضية إلى علي تقولون أين يذم.
بل أكثر
من ذلك، انظروا ماذا يقول هذا الرجل؟ عجيب أنا واقعاً لم أصادف في حياتي
وفي كل مطالعاتي ومراجعاتي لأعلام المسلمين بل للنواصب والمبغضين لعلي من
هو أكثر نصباً وبغضاً وعداء من ابن تيمية لعلي وأهل بيته. يقول: (فكان قول
النبي بل تركه) رسول الله ترك علي، أين تركه؟ في المدينة (بل تركه في
المواضع التي لا تحتاج إلى كثير سعي واجتهاد) في (ج4، ص262) (فكان قول
النبي مبيناً أن هذا الاستخلاف ليس نقصاً ولا غضاً) يعني الاستخلاف كان
نقصاً، رسول الله فقط أراد أن يدفع النقص لا أنه يثبت فضيلة لعلي. وفرق
كبير بين أن أقول أنك لست بكاذب وبين أن أقول أنت صادق، لست بكاذب أريد أن
أدفع عنك نقصاً وعيباً وقبحاً، أما أنت صادق يعني فضيلة، هو يقول هذه ليست
فضيلة بل دفع مذمة ودفع نقص ودفع غضاضة، هذا هو الشاهد الثاني. لهذا قلت
بأن هذه البيانات هي إلى الذم منها أقرب إلى المدح.
الأمر
الثالث والذي هو من العجائب يقول بأنه إنما رسول الله صلى الله عليه وآله
أبقى علياً في المدينة لهذا الدليل ... شيء لا يصدق سأقرئه والمشاهد
سيستغرب. في (مجموع فتاوى الشيخ ابن تيمية، ج4، ص416) يقول: (وأما قوله أما
ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، قاله في غزوة تبوك لما استخلفه
على المدينة، فقيل) القائل من؟ بعد ذلك في أماكن أخرى يقول المنافقين
قالوا، ينقل هنا قول المنافقين ولا ينقل قول غيرهم، لا أنه نقله للرد (فقيل
استخلفه لبغضه إياه) رسول الله كان يبغض علياً، فلهذا لم يكن يعجبه أن
يكون علياً دائماً معه، وكأنه لم يقل من أبغض علياً فقد أبغضني!! هو رسول
الله يقول من أبغض علياً فقد أبغضني، ورسول الله يقول لا يبغضك إلا منافق.
هو رسول الله يقول من سبك فقد سبني.
(وكان
النبي صلى الله عليه وآله إذا غزا استخلف رجلاً من أمته، وكان بالمدينة
رجال من المؤمنين القادرين) هذا في الغزوات السابقة (أما في غزوة تبوك لم
يأذن لأحد) يعني أن يبقى ويتخلف في المدنية (فلم يتخلف أحد إلا) التفتوا
جيداً هذا كما يقال دال على الحصر، إلا يفيد في اللغة العربية الحصر (فلم
يتخلف أحد إلا لعذر أو عاصٍ) والعذر كان للنساء والصبيان إذن علي أين يقع؟
المُقدَّم: مع العصاة.
سماحة
السيد كمال الحيدري: مع العصاة. أنا لا أعلم واقعاً أعلق أو لا أعلق، ومع
ذلك يأتي بعض هؤلاء الذين يتداخلون ويقولون أين ذم علياً، أين يوجد ما يدل
على أنه مبغض وناصبي ومنافق، أين؟ أنا لا أعلم إذا كان هذا ليس دليلاً على
البغض والنصب والسب والإقصاء عبروا ما شئتم، إذن أي شيء يدل على ذلك.
ثم في مواضع أخرى يصرح بها والآن الوقت أخذ يتداركنا ... يقول بأنه أساساً لم يبقَ فيها إلا المنافقين ...
إذن أعزائي الخطوة الأولى هي أقرب إلى الذم منها إلى المدح.
الخطوة
الثانية: أنه أشرك معه الغير، قال ليس أول من استخلفه في المدينة هو علي،
بل كان آخرون أيضاً استخلفهم في المدينة. ولكن من استخلفهم رسول الله في
المدينة كان استخلافهم أقوى من علي واستخلاف علي أضعف من استخلافهم.
المُقدَّم: ما هو الدليل.
سماحة
السيد كمال الحيدري: سأشير إلى الدليل، في (منهاج السنة، ج4) تحقيق محمد
رشاد سالم، يقول: (فمن المعلوم أنه كان لا يخرج من المدينة حتى يستخلف ...
كما كان يستخلف عليهم في كل مرة بل كان هذا الاستخلاف) يعني استخلاف علي
(أضعف من الاستخلافات المعتادة منه) لماذا؟ يقول: لأنه لم يبق في المدينة
إلا المنافق والنساء والصبيان، أما في الاستخلافات السابقة كانت هناك
مجموعة من المؤمنين موجودة. فأن يكون الإنسان أميراً على مجموعة فيها
مؤمنين أشرف كثيراً من أن يكون أميراً على مجموعة فيها فقط المنافقين
والنساء والصبيان.
المُقدَّم: هذا الدليل يمكن رده.
سماحة
السيد كمال الحيدري: طبعاً كله مردود، أنا أبين طريقة تأثير هذا الرجل.
يعني واقعاً أنا لست بصدد رده، بل بصدد أن أبين طريقته أنه حتى الواضحات هو
بصدد إنكارها لإثبات الذم إلى علي.
الخطوة
الثالث أشير لها فقط، قال: بأنه أنتم هنا الرواية شبهت علي بهارون، وهارون
من أنبياء أولي العزم أو ليس من أنبياء أولي العزم؟ ليس من أنبياء أولي
العزم. ولكنه عندنا نصوص صحيحة بل في الصحيحين يعني البخاري ومسلم، بل ثبت
في الصحيح أنه شبه أبا بكر رسول الله شبهه بإبراهيم وعيسى وشبه عمر بنوح
وموسى. وهؤلاء من أنبياء أولي العزم وهذا ليس من أنبياء أولي العزم.
يقول: (فقوله لهذا مثل هذا فإن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى أعظم من هارون، وقد جعل هذين مثلهم) يعني أبا بكر وعمر (ولم يرد ...).
إذن الخطوات الثلاث بشكل واضح طبقها هنا، وسيأتي تفصيل البحث إلى الحلقة القادمة.
المُقدَّم: أعزائي المشاهدين أحييكم مرة أخرى، الأخ مهدي من العراق.
الأخ مهدي: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ
مهدي: أقسى ما في هذا البرنامج عندما يقول الأخ علاء بقي من البرنامج
دقيقتان، يا أخي زيدنا حباً وعشقاً في الإمام علي، زيدونا معرفة في الإمام
علي، ارجو من سماحة السيد الحيدري، كيف يستطيع هذا المدعي ابن تيمية إقصاء
الواقع ... في حديث العشرة المبشرين بالجنة، فكيف يستطيع إنكار هذا الأمر،
أو ما يدعيه ابن تيمية أن يدخل الجنة من يملك هذه الأوصاف.
المُقدَّم:
الحقيقة الحديث عن علي شيق تبتهج النفس به، لا تتصور أني عندما أقول بقيت
دقيقتين أكون مسروراً لأن البرنامج سينتهي. هشام من العراق.
الأخ هشام: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ هشام: أحببت أن أسلم عليكم سماحة السيد الله ينصركم ويحفظكم، نحن نتابع هذا البرنامج منذ سنين واستفدنا منه كثيراً.
المُقدَّم: الأخ أبو محمد من قطر.
الأخ أبو محمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو محمد: عظم الله أجورنا وأجوركم، عندي سؤالين: السؤال الاول في نهج البلاغة أن أمير المؤمنين ناصر الخليفة الأول ...
المُقدَّم: هذا خارج الموضوع.
الأخ أبو
محمد: يقول له نصرت الإسلام وأهله، ظهر الحق وذهب الباطل. الرواية الثانية
في الخليفة عثمان (أنت خير من الخليفة الأول والثاني) لأن الرسول ...
المُقدَّم: الأخ طاهر من الجزائر.
الأخ طاهر: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ
طاهر: أنا أتابع البرنامج في كل مرة، ما شاء الله على هذا البرنامج، وقد
تشيع الكثير من الناس بحمد الله بفضل هذه الجهود، أشكركم على هذا البرنامج.
المُقدَّم: الأخت بنور من اربيل العراق.
الأخت بنور: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخت
بنور: بالنسبة لكتب ابن تيمية لم أقرأها، بل قرأت كتاباً واحداً لكاتب مصري
يناقش فيه ابن تيمية وكتاباته في الإمام علي عليه السلام وعلى آل البيت
بصورة عامة، يعني أن هناك كتب للسنة تذم ابن تيمية وكتاباته.
والتعقيب
الثاني: قد سمعت شيئاً ولا أعرف أنه صحيح أو لا. يقولون أن النبي الأكرم
عندما عرج إلى السماء أعطوه تفاحة قال أنا لن أكلها بل أعطيها للحسن
والحسين. عندما رجع من الإسراء والمعراج عندما أراد أن يعطيهم التفاح ...
المُقدَّم: الأخ سالم من السعودية.
الأخ سالم: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ
سالم: عندي مداخلة، الشيخ أولاً لا يقرأ في الكتب المعروفة، أين مشايخها،
أين يقول 270 تسننوا، حوزة قم والنجف ملئت بالسنة الذين تشيعوا ونحن نكذب
على أنفسنا.
المُقدَّم:
يعني الحديث ليس في أن تشيع أو تسنن، هذا أمر عرضي في الحقيقة، الأصل أن
تبين الحقيقة الأصل هو أن يتضح أن ابن تيمية أضر بالسنة كما أضر بالشيعة،
أنه أساء إلى صحابة رسول الله ومنهم علي بن أبي طالب، كما أساء إلى أهل
البيت، أرجو من الأخوة المتداخلين لا تكون اللهجة لهجة تشيعوا وتسننوا
فالكل مسلمون، يعني لا فرق في ذلك فالجميع مسلمون، لكن يجب على الجميع أن
يعرفوا الحقيقة والحقيقة أهم من الفرقة الفلانية أو الفرقة الفلانية أو
تسنن فلان، الجميع شيعة أهل البيت والجميع يتبعون سنة النبي.
الأخ إبراهيم من السعودية.
الأخ إبراهيم: السلام عليكم.
المُقدَّم/ سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ
إبراهيم: تعالوا نرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله ويكون الحجة الإجماع، أريدك
أن توضح أن يكون الإجماع حجة على ماذا، حتى يكون حجة. هذا واحد. والثاني
أعتقد أنه كان هناك إجماع في تولية أبي بكر. وثالثاً: أعتقد أنه نسبة 95%
من المسلمين مجمعين ... إذن سؤالي على ماذا نجمع، أنت بالأمس قلت الإجماع
حجة، على ماذا تريدنا أن نجمع حتى يكون هذا الإجماع حجة.
المُقدَّم: السؤال في غاية الدقة والأهمية.
الأخ إبراهيم: السؤال الثاني في حديث الرسول أنه قال خالد بن الوليد سيف من سيوف الله، لماذا تنكروا هذه المنقبة لسيف من سيوف الله.
المُقدَّم: أنا أشكر هذه الطريقة والأدب في الحوار لكي نصل إلى نتيجة والهدف هو الحقيقة.
سماحة
السيد كمال الحيدري: أنا أجيب الأخ إبراهيم لأنه أهم الأسئلة، أخي العزيز
أنا عندما قلت بالأمس الإجماع لم يكن مرادي أنه إجماع ثلاثة أرباع المسلمين
وليس مرادي الإجماع 90% من المسلمين، وإنما مرادي المجمع عليه من النصوص
الصحيحة والصريحة والصحيحة من كتب علماء المسلمين، يعني أي نص، الآن أنت
ذكرت في خالد بن الوليد، بيني وبين الله إذا كانت هناك روايات صحيحة عندكم
أولاً، وروايات صحيحة وصريحة وواضحة عندنا بيني وبين الله هذه الفضيلة تثبت
لخالد.
أو لماذا
نذهب إلى خالد لنذهب إلى الخليفة الأول أو الثاني أو الثالث، أي منقبة وأي
فضيلة اتفقت عليها كلمة المدرستين يعني علماء هذه المدرسة وعلماء هذه
المدرسة، وعندما أقول اتفقت الكلمة لا فقط جاءت في كتبهم الحديثية، جاءت
وقبلوها وقالوا أن هذا الحديث مقبول وهذا السند مقبول وهذا النص مقبول،
وعند الطائفة الأخرى أو المدرسة الأخرى قالت مقبول فهذه تكون حجة على
الجميع. إذن عندما ننقل نحن منقبة ... وتجدون أني أصر على نقل هذه المناقب
من كتب علماء السنة، لأن مضامين هذه بل نصوصها موجودة في كتبنا، فإذا
استطعنا أن نجدها بشكل واضح وصريح في كتب علماء أهل السنة إن حصل عليها
الإجماع. إذن لا تقول لي أنها موجودة في البخاري ومسلم وفي مسند أحمد، هذه
إنما تكون حجة عليك كما أن ما يوجد في كتبنا إنما يكون حجة علينا، أما إذا
أردنا أن يكون حجة على الجميع فلابد أن يتفق عليه الجميع.
فيما
يتعلق بنهج البلاغة، إن شاء الله تعالى أعد المشاهد الكريم أني سوف أتكلم
في حلقة منفصلة وواضحة أساساً أي مقدار يقبل من نهج البلاغة وأي مقدار لا
يقبل، أعزائي نحن لا يوجد عندنا في مدرسة أهل البيت كتاب صحيح من أوله إلى
آخره.
المُقدَّم:
شكراً لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مع الاعتذار للمتصلين
الكرام لعدم استقبال اتصالاتهم، استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته.