من أدعية الإمام الصادق عليه السلام ، هذا الدعاء الجليل ، وقد سماه بالدعاء الجامع وذلك ، لما يحتويه من المضامين ، وجاء فيه بعد البسملة : " أشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، آمنت بالله ، وبجميع رسل الله ، وبجميع ما أتى به جميع رسل الله ، وأن وعد الله حق ، ولقاءه حق ، وصدق الله ، وبلغ المرسلون ، والحمد لله رب العالمين ، وسبحان الله ، كلما سبح الله شئ ، وكما يحب الله أن يسبح ، والحمد لله كلما حمد الله شئ ، وكما يحب الله أن يحمد ، ولا إله إلا الله كلما هلل الله شئ ، وكما يحب الله أن يهلل ، والله أكبر كلما كبر الله شئ ، وكما يحب الله أن يكبر . اللهم ، إني أسألك مفاتيح الخير وخواتيمه ، سوابغه وفوايده ، وبركاته ، مما بلغ علمه علمي ، وما قصر عن إحصائه حفظي ، اللهم ، صل على محمد وآل محمد ، وانهج لي أسباب معرفته ، وافتح لي أبوابه ، وغشني ببركات رحمتك ، ومن علي بعصمة عن الإزالة عن دينك ، وطهر قلبي من الشك ، ولا تشغل قلبي بدنياي ، وعاجل معاشي عن آجل ثواب آخرتي ، واشغل قلبي ، بحفظ ما لا تقبل مني جهله ، وذلل لكل خير لساني ، وطهر قلبي من الرياء والسمعة ، ولا تجرهما في مفاصلي ، واجعل عملي خالصا لك . اللهم ، إني أعوذ بك من الشر ، وأنواع الفواحش كلها ظاهرها وباطنها ، وغفلاتها ، وجميع ما يريدني به الشيطان الرجيم ، وما يريدني به السلطان العنيد ، مما أحطت بعلمه ، وأنت القادر على صرفه عني ، اللهم ، إني أعوذ بك من طوارق الجن والإنس ، وزوابعهم ، وبوائقهم ، ومكائدهم ، ومشاهد الفسقة من الجن والإنس ، وأن استزل عن ديني ، فتفسد علي آخرتي ، وأن يكون ذلك ضررا علي في معاشي ، أو تعرض بلاء يصيبني ، ولا صبر لي على إحتماله ، فلا تبتلني يا إلهي ، بمقاساته ، فيمنعني ذلك عن ذكرك ، ويشغلني عن عبادتك ، أنت العاصم ، المانع ، والدافع الواقي من ذلك كله . أسألك اللهم ، الرفاهية في معيشتي ما أبقيتني ، معيشة أقوى بها على طاعتك ، وأبلغ بها رضوانك ، وأصير بها بمنك إلى دار الحيوان غدا ، ولا ترزقني رزقا يطغيني ، ولا تبتلني بفقر أشقى به ، مضيقا علي ، إعطني حظا وافرا في آخرتي ، ومعاشا واسعا هنيئا مريئا في دنياي ، ولا تجعل الدنيا علي سجنا ، ولا تجعل فراقها علي حزنا ، أجرني من فتنتها سليما ، وأجعل عملي فيها مقبولا ، وسعيي فيها مشكورا . اللهم ، من أرادني بسوء فأرده ، ومن كادني فكده ، واصرف عني هم من أدخل علي همه ، وامكر بمن مكر بي ، فإنك خير الماكرين ، وافقأ عني عيون الكفرة الظلمة ، الطغاة ، الحسدة . اللهم ، صل على محمد وآل محمد ، وانزل علي منك سكينة ، وألبسني درعك الحصينة ، واحفظني بسترك الواقي ، وجللني عافيتك النافعة ، وصدق قولي ، وفعالي ، وبارك لي في أهلي ، ومالي ، وولدي ، وما قدمت ، وما أخرت وما أغفلت ، وما تعمدت ، وما توانيت ، وما أعلنت ، وما أسررت ، فاغفر لي ، يا أرحم الراحمين ، وصل على محمد وآله الطاهرين ، الطيبين ، كما أنت أهله يا ولي المؤمنين . . "