قم جدد الحزن في العشرين من صفر *** ففيه ردت رؤوس الآل للحفر
والهفتا لبنات الطهر حين رنت *** إلى مصارع قتلاهن والحفر
رمين بالنفس من فوق النياق على *** تلك القبور بصوت هائل ذعر
فتلك تدعوا حسيناً وهي لاطمة *** منها الخدود ودمع العين كالمطر
وتلك تصرخ واجداه واأبتاه *** وتلك تصرخ وايتماه في الصغر
فلو تروا أم كلثوم مناشدةً *** ولهىً وتلثم ترب الطف كالعطر
يا دافني الراس عند الجثة احتفظوا *** بالله لا تنثروا ترباً على قمر
لا تدفنوا الرأس إلا عند مرقده *** فإنه روضة الفردوس والزهر
لا تغسلوا الدم عن اطراف لحيته *** خلوا عليها خضاب الشيب والكبر
لا تخرجوا أسهماً في جسمه نشبت *** خوفاً يفور دمٌ يطفو على البشر
رشوا على قبره ماءً فصاحبه *** معطش بللوا أحشاه بالقطر
لا تدفنوا الطفل إلا عند والده *** فانه لا يطيق اليتم في الصغر
لا تدفنوا عنهم العباس مبتعداً *** فالرأس عن جسمه حتى اليدين بري
لا تحسبوا كربلا قفراء موحشةً *** أضحت تفوق رياض الخلد بالزهر
يا كربلا أي جسم في ثراك ثوى *** لو تعلمين لنلت العرش في القدر
يا مؤمنون اكثروا للحزن وانتحبوا *** عليهم مدة الآصال والسحر
حطوا عزاه وقولوا رأس سيدنا *** قد رد في العشرين من صفر
وابكوه أذبل وجه الأرض من دمه *** وخرَّ عن متن برج السرج كالقمر