إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام بنظرة جديدة[إقامة المجالس وحضورها]

إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام بنظرة جديد
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ..
لقد وضع ائمة آل البيت اسساً متينة لاحياء امرهم وهذه الاسس لها ارتباطات عقائدية وفكرية ، بل لها ارتباط حتى بتكوين الانسان وقد جعلوا هذه الاسس بمثابة اصول علينا التفرع بها كما قالوا عليهم السلام علينا القاء الاصول وعليكم التفرع .. وعلى هذا الاساس اردنا ان نوقف الاخوة والاخوات على بعض هذه الاسس والاصول التي وضعها ائمة آل البيت عليهم السلام لكي نستفيد جميعاً من هدي آل البيت عليهم السلام علماً اننا سنتعامل مع كل ما سنذكره بأختصار شديد جداً على شكل رؤوس نقاط مهمة وعلى من اراد التفاصيل الرجوع الى كتب التي ذكرت احاديث آل البيت في هذا المجال ..

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين ...
بعدما ذكرنا في البحث السابق الاساس الاول الذي وضعه الائمة لاحياء امرهم سنقف في هذا البحث عند الاصل الثاني الذي وضعه ائمة آل البيت ( عليهم السلام ) لاحياء امرهم وهو :
(2) إقامة المجالس وحضورها:
وستكون طريقة بحثنا كما عهده القاريء الكريم في البحث الاول من طرح بصورة جديدة .
اقامة المجالس وحضورها هو درس مستمد من دروس القرآن الكريم لاحياء النفس الانسانية والتغلب عليها خصوصاً وان الله تبارك وتعالى بين صعوبة التغلب على النفس في كتابه الكريم فقال عز من قائل ( ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي ) ومن هنا نجد ان القرآن الكريم ذكر طرقاًَ كثيرة للتغلب على هذه النفس الامارة بالسوء ومن اهمها طريق (التلقين) وقد ورد في القرآن الكريم كثيرا ، وكشاهد على ذلك نجد القرآن حينما يتكلم عن الانبياء بأعتبارهم اسوة وقدوة للبشر يذكر خصوصيات حسنة في هذا النبي او ذاك استحق من اجلها المدح وبما ان الانبياء قدوة فهذا تلقين للبشرية ولمحبيهم على الاقل للاقتداء بهم .
ومن هنا نجد ان الله تعالى لما ذكر ابراهيم ذكره بخصوصية حسنة استحق من خلالها ومن خلال غيرها المدح فقال تعالى عنه(واذكر في الكتاب ابراهيم انه كان صديقاً نبيا ) وماهو واضح في هذه الاية ان الله مدح ابراهيم بخصلة طيبة ارادها ان تكون في عباده وبعبارة ثانية يلقنهم على اهمية الصدق مع انفسهم ومع مجتمعهم وقبل ذلك مع ربهم تبارك وتعالى .
وكذلك لما يذكر الله اسماعيل يذكره بخصلة طيبة اراد تعالى ان يلقنها عباده من خلالها فقال تعالى عنه ( واذكر في الكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيا ) وبذلك لقن الله عباده صفةً حسنتاً وهي صدق الوعد ،وهكذا في بقية الانبياء عليهم السلام واذا وضح ذلك عرفنا ان الاصل الثاني الذي ذكره الائمة لاحياء امرهم هو اصل قرآني بأمتياز حيث بأقامة هذه المجالس ستذكر على الجماهير فضائل الائمة الحسنة من صدق الى صدق وعد الى سماحة الى كظم غيظ الى رحمة بل والى كل ماهو حسن وبذلك تلقن الجماهير على التأسي والاقتداء بحملة هذه الصفات الطيبة التي تحتاجها البشرية في كل زمان وفي كل مكان .
ومن هنا فإننا نقول بضرس قاطع بل وبملأ فمنا لمن يسألون اما للمعرفة واما تعنتاً ان اقامة مجالسنا الشيعية بأفراحها واتراحها هو درس مستمد من القرآن الكريم لايصال كل ما هو حسن للناس بطريقة قرآنية وللتغلب على النفس الامارة بالسوء كما وصفها تعالى في كتابه وكما جعل النبي الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم جهادها الجهاد الاكبر .
ثم ان هذه المجالس توجد فيها كل العوامل التي ذكرها القرآن الكريم لبعث الامل في قلوب الناس وهذا بحد ذاته هدف لا يمكن للبشرية ان تستغني عنه في يوم من الايام واليك الدليل :
العامل الاول لبعث الامل في قلوب الناس ( المغفرة الالهية ) وهو موجود في قوله تعالى ( قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا ) .
استغفار الملائكة ( ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة ) .
شفاعة الاولياء .
وكل هذه العوامل الثلاثة موجودة في مجالس الحسين ففيها المغفرة الالهية واستغفار الملائكة وشفاعة الاولياء وغير ذلك الكثير الكثير من الادلة التي لو اردنا طرحها لالفنا كتاباً ولكن اردنا بأختصار شديد ان نطرح هذه الاصول بطريقة جديدة ينجذب لها القاريء الكريم .
زمان الحسناوي