الوهابية و التقية

الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه ويكافيء مزيده، والصلاة والسلام على النبي المختار سيد ولد آدم سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الهدات التقات.

وبعد

هذه مشاركة أحببت أن أضيفها لكم بأن الوهابية ( السلفية ) يستخدمون التقية في أمورهم وعقائدهم .

كما تعرفون وكم ناقشنا وحاورنا هؤلاء القوم تجد أنهم يريدون أن يقولوا بالتجسيم ولكن كأنهم مترددين، كأن هناك أمر من الأمور يخفونه ولا يبوحون به أمامنا.

وكثيرا ما يبوبون كتب عقائدهم بأبواب غير مقبولة في العقائد بما هو معروف فيما يجب وما يجوز وما يستحيل في الله تبارك وتعالى ونحن نسميها بالإلهيات ... على سبيل المثال.

باب في إثبات أن لله يد
باب في إثبات أن لله عين
باب في إثبات أن لله رجل
باب في إثبات أن لله أصابع
باب في إثبات أن الله يضحك ويقهقه
باب في إثبات إستواء الله على العرش

كأنهم يريدون بذلك التجسيم ولكن لا يصرحون به بل يخفونه تقية...كاانه يريد أن يقولها صراحة ولكنه مستحي.. ولا تدري ماذا به!!

ولكن منهم من أظهر حقيقة معتقده في الله تبارك وتعالى ولم يستخدم التقية بعقيدة المكان والجهة وأن الله تعالى ينزل من فوق إلى أسفل وأن الله تعالى جالس على العرش، وأن آدم على صورة الرحمن وأن هذه عقيدة أهل الإيمان، وأن الله تعالى جسم لا كالأجسام وهذه عقيدة أهل الإثبات وآخر يقول ألزموني ما شئتم فإني ألتزمه إلا اللحية والعورة و.. و.. الخ الهراء وما يهرفون به.

يعني الأمر قد اتضح بأنهم مجسمة على أصول التجسيم الصحيح [ مجسمة على كيف كيفك ].

ولكن ينكرون على كل رجل إن سماهم أو نعتهم بالمجسمة ولا يقبلون هذه التسمية على أنفسهم، فهم ينتهجون مناهج التشبيه والتجسيم ويأخذون بمبادئه دون اسمه.

فإذا قام بالتجسيم بأن الله يأتي ويروح ينزل ويصعد وله جنبين قياسا بالصحابي الجليل عمران بن حصين - رضي الله عنه - ويهرول ويقهقه ويمس ويُمس ويتنفس كما قالوا كبار المجسمة الجحافل مثل الزاغوني والقاضي أبو يعلى وابن أبي حامد المصرحين بالتجسيم ولم يستخدموا التقية كحال الوهابية ( خوارج عصرنا ) ويعقبون بعد ذلك بجملة وهي:

كما يليق بجلاله

وهذا حتى يسكت العامة من الناس ولا ينكرون عليهم، فهذه الكلمة ما هي إلا تخدير عقول الناس وهي كما تلاحظ إمعان في التيه والإضلال.

فتجد العوام من الوهابية ( أسأل الله لهم الهداية وأن ينير بصائرهم ) ليس لهم عمل سوى المدح لشيوخهم ومذهبهم بأن مذهبهم مذهب التوحيد على نهج السلف الصالح.

أما بالنسبة الحديث عن شيوخ المجسمة والمشبهة المتمسلفين فالناظر في أمرهم يرى فيهم بأن علماء المتمسلفين لا يفهمون ولا يعون شيئا...

وهذا أمر مستبعد لأن علماء الوهابية المتمسلفين في عصرنا هذا كالألباني وابن باز والعثيمين والفوزان وغيرهم والسابقين مثل ابن تيمية وتلميذه وابن عبد الوهاب يعون ويعرفون معنى حمل على الظاهر مما يستلزم التشبيه والتجسيم ولكنهم يرفضون وينفون اللوازم.

ويقولون إثبات هذه الأمور لا يلزم منه التشبيه، فلماذا تنعتوننا بالمشبهة يا جهمية؟؟!!!!

وإذا قيل لهم: كيف تصفون الله تعالى بأن له يد ويجلس ويصعد ويروح ويأتي وأن آدم على صورت الحمن وكلها على ظاهرها الحقيقة كما تدعون فهذا هو التجسيم بعينه..

تجده يقول: كلا كلا نحن نقول كما يليق بجلاله بمعنى... أن له يد على الحقيقة كما يليق بجلاله، ويصعد وينزل كما يليق بجلاله ويهرول كما يليق بجلاله فلا يلزم من ذلك من شيء مما تتوهمه -أنت يا جهمي يا معطل- تشبيها وتجسيما، لأنه ينزل كما يليق بجلاله، ويصعد كما يليق بجلاله و..و...و...و... كما يليق بجلاله.

ويحسب المسكين إذا ردد هذه الكلمة ( كما يليق بجلاله ) كأنه دحا باب خيبر وفتح القسطنطينية وأجلى اليهود من القدس وتحررت فلسطين والناس يهتفون باسمه بالروح بالدم نفديك.

يعني المشكلة قد انحلت بهذه الجملة ( كما يليق بجلاله ) .المسألة تمام.

مثله كمثل الذي يأكل ويشرب في وضح نهار رمضان ويصر على أنه صائم ولم يفطر لأنه أكل كما يليق بجنابه، وشرب كما يليق بصيامه فلم يفطر... نقول له قد أفطرت كما يليق بحضرتك وبصيامك يا فاطر..

أو كمثل الذي سُئِلَ عن رجل فقال: إنه غبيٌّ كما يليق بشخصيته

فإذا قيل له: لماذا تشتمه وتصفه بالغباء ..يقول: إنني لم أشتمه بل قلت كما يليق بشخصيته لا يلزم من ذلك الشتم يا أخي.

فالحال هو هو فنقول للمجسم والمشبه من الوهابية وغيرهم إن قلت ووصفت الله تعالى بأنه جالس على العرش ينزل ويصعد و..و.. كما يليق بجلاله فقد جسمت معبودك ووصفته بخلقه كما يليق بجلاله يا مجسم...

فما معنى كما يليق بجلاله بعد إثبات التجسيم على الظواهر على الحقيقة؟؟؟

فما محل هذه الجملة من الإعراب؟؟!!!


نسأل الله أن يهديهم ويوفقهم.