طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: منةالمنان في الدفاع عن القران للسيد الصدر السبت أكتوبر 08, 2011 6:43 am | |
| منة المنان في الدفاع عن القرآن للسيد الصدر
اتسمت شخصية السيد الشهيد (قدس) بالثورية والتجديد في كل شيء وهي واضحة ومتجلية في كتبه قد عرفها المتتبعون قبل تصدّيه للمجتمع .... منة المنان من اسمى الكتب وافضلها التي تصدت بعناية كبيرة للشبهات والمطاعن التي وجهت للقران الكريم والشبهات المحتملة ((مما يحتمل ان يثور في الذهن ضد أي اية من ايات القران الكريم والتصدي لجوابها بجدارة وعمق )) احد الباحثين يقول (( ان قيمة كتاب منة المنان العلمية الكبيرة فقد حبا الله مؤلفه بذكاء خارق وذاكرة قوية استطاع بهما ان يسخرعلوما عدة في الدفاع عن القران وتنزيهه عن المطاعن والرد على الشبهات ،فقد كان بارعا في عدة علوم لاسيما علوم اللغة العربية التي كان فيها مالكا لزمامها واحاطته بدقائقها فقد فاق النحاة والبلاغيين في بعض اطروحاته فهو حجة وكلمته كلمة العدل ) كتاب منة المنان في الدفاع عن القران ،فمن خلال اسم الكتاب يبدو ان هناك اعتداءات على هذا الكتاب السماوي ولابد من الدفاع عنه ولا يكون الا بفضل منّة المنان الواحد الديان ،فكان المولى المقدس هو المدافع ليس عما قيل فقط وانما عما سوف يقال ... فقد ثار على المنهج التقليدي في البحث العلمي : عمد السيد في الثورة والتجديد على النهج التقليدي من خلال : اولا : في طريقة تأليف الكتاب :اعتمد في تأليفه على طرح الاسئلة ثم الاجابة عنها اما في معرض الاجابة عنها فيقول ،وقد اتخذت في جواب الاسئلة اسلوب الاطروحات على ما سوف اقول في معناها الامر الذي استوجب في الاعم الغالب اني لم اعط الرأي القطعي او المختار بل يبقى الامر فيه التفلسف في الاطروحات والمفروض ايا كان منها صحيحا كان الجواب كافيا من عن السؤال ثانيا :مناقشة النظريات العلمية :يقول المولى ((والفائدة الرئيسية التي توخيناها من وراء عرض هذه الاطروحات هي فتح عين القاريء اللبيب والفاته الى امكان تجاوز الفكر التقليدي المتعارف في كثير من ابواب المعرفة (( فأن امثال هذه العلوم مشحونة بالنظريات احترمها اصحابها وأخذوها كأنها مسلمة الصحة وبنوا عليها نتائج عديدة في حين يبدو للمتأمل زيفها وبطلانها مع شيء من التدقيق ويكفي من اطروحاتنا هذه ان تكون صالحة لأسقاط الاستدلال بأمثال تلك النظريات والافكار ثالثا : التجديد في طريقة التأليف :لم ينهج المولى نهج من ان اول القران بالتفسير والدراسة ابتداءا من اوله وانما بآخره وهي سورة الناس وقد وضح الاسباب التي دعته الى ذلك وحصرها بعاملين، احدهما نفسي والاخر عقلي ، اما العامل النفسي: فهو تقديم الطرافة في الاسلوب وترك التقليد للامور التقليدية المشهورة واما العامل العقلي: فلان التفاسير العامة كلها تبدأ من اول القران الكريم فتكون تفاسيرها وافكارها قد سردته فعلا في حوالي النصف الاول من القران اما النصف الثاني فلا يوجد غالبا الا التحويل على الاول من القران الامر الذي ينتج ان يقع الكلام في النصف الثاني من القران مختصرا ..... ويحتوي كتاب منة المنان على اطروحات شاذة التي خالف فيها ما هو سائد في مجمع عالم التفسير منها ... رفضه لبعض اسماء السور ((لأن بعضه جيد والاخر ليس كذلك كذكر الحيوانات او ذكر المنافقين او بعض اسماء غير موجود لفظه في السورة كالانبياء والممتحنة ألاّ انه لا سبيل اليوم الى احداث بعض التغيير )) وقد ذكر المولى المقدس عدة اطروحات لتسمية السورة فقد اعطى عدة اسماء لكل سورة كالابتداء بالاسم المشهور والاسم الغير مشهور في بعض المصادر او تسمية السورة باللفظ الوارد في اولها كسورة ((قل هو الله احد )) وكذلك ترك التسمية ايضا والاستعاضة عنها برقمها المعروف في المصحف ومما انفرد به وناقش صاحب كتاب الميزان في سورة الفلق حيث ينقل قول الراغب في معنى الفلق :شق الشيء وابانه بعضه عن بعض اما السيد الشهيد الصدر ((فدس)) ويمكن ان يتخذ معنى الفلق احد الاوجه الثلاثة 1- فلق الصبح بأعتبار ان ضوء الفجر يفلق الظلام 2- الخلق والوجود لان الوجود يفلق العدم ويبدده 3- جب في جهنم يتعوذ منه اهل النار من شدة حره 4- ثم يناقش المعنى الاول وهو اضيق من المعنى الثاني فتكون الاستعاذة تتناسب مع المعنى الثاني وتكون الطف واكثر انسجاما اعوذ بالخالق نفسه الذي هو اعلم بالمخلوقات كلها من شرها ومن ابداعه طرح مفهوم الارض ((اذا زلزلت الارض زلزالها )) فقد ناقش المولى هذه الاية مناقشة علمية مستعينا بعلم الفلك ومن ثم تساؤل هل المقصود من الزلزال في الاية هو ما يحدث للارض بصورة طبيعية وقد اجاب بعدة اطروحات عن هذه التساؤلات حتى انتهى الى معنى الارض فقد فسر الارض((معنى النفس الانسانية فان قلت وماربط ذلك بالزلزلة ؟ يقول المولى ((ان نفهم منها الزلزلة المعنوية فأن نفس الانسان تتزلزل عند البلاء الدنيوي وعند الفرح والحزن والغضب والشكوك وغيرها ومعه يكون المراد من قوله تعالى (( وقال الانسان مالها )) يعني صاحب تلك النفس وحاملها ثم ذكر معنى اخر للارض وهو المجتمع الذي فوق الارض فهو من باب حذف المضاف واقامة المضاف اليه مقام اهل القريةمعنى الارض ما على الارض لا الارض نفسها كما في قوله ((واسأل القرية )) أي اهل القري فالارض متضمنة المجتمع وفي الفهم المراد تزلزل المجتمع بالبلاء الدنيوي او بأي شيء اخر ولم يذكر احدا من المفسرين هذا المعنى اطلاقا وهنا الكثير من الاراء التي خالف بها الاراء والنحويين فكان بحق قائدا لثورة الفكرية وينبوعها الصافي ومثلما نور الشمس تحمل الدفئ والضياء كان الصدر المجدد يحمل قناديل النور في دروب الظلام لينير للحائرين سبل الهدى وليرسم ايدلوجية الحياة الحقيقية هذه الحياة التي جعلت من الانسان وسيلة والة تسحقه متى شاءت ...فقد حمل عناوين الرحمة التي قوضتها انانية المتسلطين على رقاب الناس فقد كان منارا وعزا للفقراء في هذا الوطن ..فألصقوهم به فأصبح مرجع الفقراء وما احبه من وصف وما افخره لكنهم ارادوا ان ينالوا بذلك منه ولكن الله اراد رفعه ومن يرفعه الله لا خافض له ابدا ... | |
|