طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: آية الله السيد محمد باقر الدرچه اي الأحد سبتمبر 04, 2011 4:04 am | |
| آية الله السيد محمد باقر الدرچه اي
قال أحد تلامذته:
كان هذا العالم الجليل آية عظمى في العلم والورع والتقوى، كان بحق وارث النبي الأكرم والأئمة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين..في البساطة وصفاء الروح وعدم الإكتراث بالأمور الدنيوية، كأنه ملاك هبط من العرش إلى الفرش، وخالط الخلائق لتربيتهم.
رأيته مراراً وقد جاؤوه بمبالغ طائلة، ومن سهم الإمام، فلم يقبل ديناراً [الدينار- من الريال وكان قديماً – من الريال].. مع أني كنت أعلم أنه لم يكن يملك أكثر من أربعة أو خمسة شاهيات سود. الشاهي واحد النقد الإيراني قديماً هو يعادل – من الريال (فرهنكَك عميد)
وعندما سألته عن السبب، قال: أنا الآن بحمد الله لست مديناً، ولدي مصرف غدي، ولا أدري ماذا بعد غد، وما تدري نفس ماذا تكسب غداً..لذلك فإذا قبلت سهم الإمام فقد تضيع حقوق الفقراء.. رأيت ذات مرة أنهم جاؤوه بأربعمائة أو خمسمائة توماناً، كانت تعادل أربعمائة ألف أو خمسمائة ألف توماناً في زماننا هذا، فلم يأخذ منها إلا عدة ريالات واستوائها.
كان إذا أكل لقمة مشتبهة، وضع أصبعه فوراً في حنجرته حتى يقيئها، رأيت هذا بالخصوص منه ذات مرة، كما يلي:
دعاه أحد التجار الأثرياء مع عدد من العلماء والطلاب، ومدّ سفرة وسيعة أنيقة مكلفة، عليها أنواع الأطعمة، وكعادته رحمه الله اكتفى بتناول مقدار قليل من الطعام، وبعد الإنتهاء من تناول الطعام وغسل الأيدي، قدم صاحب الدعوى للسيد سنداً يتضمن أمراً حراماً بحسب فتواه، وطلب منه أن يوقع عليه..أدرك (رضوان الله عليه) أن هذه الوليمة كانت مقدمة لإمضاء هذا السند.
إن فيها إذن شبهة الرشوة، فتغير لونه وارتعدت فرائصه وقال: أية إساءة أسأتها إليك حتى وضعت في حلقي هذا الزقوم؟..
لماذا لم تأت بهذا السند قبل الغداء حتى لا ألوث يدي بهذا الطعام؟..
ثم نهض مضطرباً ومضى مسرعاً إلى المدرسة وجلس بجوار الحديقة المقابلة لحجرته، ووضع اصبعه في فمه حتى استفرغ، ثم تنفس الصعداء. همائي نامه/17-18
ويقول نفس صاحب النص المتقدم عن استاذه الآخر الشيخ عبد الكريم الكَزي: كان رحمه الله بحق كالشيخ البهائي في عصره، كانت له المرجعية التامة في الفتوى والقضاء، ورغم أنه تولى القضاء في أصفهان وتوابعها لمدة ثلاثين إلى أربعين سنة، فإن عائلته لم تكن تملك ليلة وفاته النفط للسراج، ولا لقمة الطعام، وقد كتب المرحوم الغشاركي حوالة لتأمين طعام العشاء ولوازم المعيشة لأسرته، وكنت شخصياً شاهداً في ذلك ومباشراً لتلك الخدمة . نفس المصدر
| |
|